وليد الهليس

وليد الهليس

شاعر من فلسطين
  • يوليو- 2023 -
    22 يوليو
    العالم الآنPhoto of حرق المُقدّسات

    حرق المُقدّسات

    لا شكَّ أنَّ حرق أي كتاب هو فعل منفر وخصوصاً إذا كانت له قداسة أو رمزية عالية في نظر شعوب كثيرة، ويمكن بعد هذا، أن نتجادل حول إذا ما جاز اعتبار ذلك الفعل شكلاً من أشكال التعبير عن الرأي (مهما يكن الأمر مستهجناً) أم لا. غير أنَّ هذه القضية لا تحل في تلك البلاد (السويد) بواسطة خفة يد الحاكم الشهيرة في بلاد العرب والمسلمين القادرة على تذليل الصعاب التشريعية والتنفيذية على حد سواء. أما في السويد فقد تستغرق الإجراءات بعض الوقت إذا ما توافق الناس على تغيير ما، مما يستدعي صك القوانين الخاصة الجديدة المنظمة لذلك التغيير المطلوب من الناحية العملية.  ولكن ماذا عن تهديد حياة الكتاب والمعارضين؟ إنَّ حرية التفكير والتعبير هي حق مقدس في جميع البلدان التي يتمتع أهلها برفاهية التفكير، وهو ما لم يخبره الناس في بلادنا عرباً ومسلمين، فتلك مجازفة كبرى قد يكون ثمنها الحياة ذاتها. لقد بات الأمر مملاً وممجوجاً ومكشوفاً تماماً ليس من جهة…

    أكمل القراءة »
  • مايو- 2023 -
    29 مايو
    جمالياتPhoto of هذي عصاي، وهذا حجري

    هذي عصاي، وهذا حجري

         هذا هو عنوان الأعمال الشعرية، للشاعر الفلسطيني زكريا محمد، التي صدرت أخيراً، وهو عنوان إضافة إلى ما فيه من فتنة، فإنه يشير إلى سمة تكاد لا تخلو منها قصيدة من قصائد الشاعر، وهي طاقتها التأويليّة الكامنة، حتى إنه يمكن قول الكثير في تأويل العنوان ذاته.       أعمال زكريا الشعرية صدرت عن دار راية للنشر، في جزئين، يضمان منجزه الشعري المفتوح على الغيب، وقد فرحت فعلاً، إذ جاء العنوان على غير العادة الجارية في هذا المضمار، متجاوزاً عن صفة “الكاملة”، فأعمال الشاعر لا تكتمل إلَّا إذا كفَّ عن الكتابة تماماً. والشاعر لا يختار أن يكفَّ عن كتابة الشعر، الشاعر ليس لديه القدرة على هجر هذه “الربّة” المستبدة، ربّة الشعر هي من يقرر أن يهجر ومتى يهجر، ولهذا أتفق مع زكريا في أن لا أعمال كاملة ما دام الشاعر يتنفس ويكتب، أو يتنفس ليكتب.        طريق الشعر محفوفة دائماً بكمائن الدهشة، يمضي الشاعر حياته وهو ينصبها لنا فنقع فيها نحن دون…

    أكمل القراءة »
  • فبراير- 2023 -
    14 فبراير
    جمالياتPhoto of الهليون

    الهليون

    الهليون قراءة في رواية القاص الفلسطيني طلال أبو شاويش في روايته الأخيرة “الهليون”، اختار الروائي الفلسطيني طلال أبو شاويش أَن يقدّم لنا صورة عن مكان مروّع بالصراع في لحظة بدأت تتصدع فيها اتفاقية “سلام”، لم ينخدع بها أحد منذ ولادتها، غير بضعة لم تزل مقيمة عليها وفيها. تبدأ الرواية الموزعة على 29  فصلاً بضابط متقاعد في الأمن الإسرائيلي، يسعى إلى الحصول على منزل يستمتع فيه بحياة وادعة في بيت ساحور الجميلة. إنه “يوشع بن ديفيد” أول شخصية تفتح الرواية بها باب القصّ على مصراعيه، فهو ابن فعلي للمشروع الصهيوني، تخلّت أمه عنه لأنها لم تقتنع بمقايضة باريس المحررة لتوها من الاحتلال النازي الألماني بفكرة غامضة، وتركه أبوه الذي آمن بتلك الفكرة الغامضة وأفنى حياته في سبيلها، ليكرس الابن أيضاً حياته لها وقد أخذت ملامحها المعدنية تتضح شيئاً فشيئاً مرسلة وميضها القاتل في كل الجهات. اختار الروائي تقنية الأصوات المتعددة، مانحاً كل شخصية مساحة من القصّ بقدر أهمية دورها في الرواية،…

    أكمل القراءة »
  • ديسمبر- 2022 -
    21 ديسمبر
    جمالياتPhoto of عصا عمياء

    عصا عمياء

    خذها بيدك الكريمة، دُلها عليَّ سَمِّني بيتها ودُس في يدها مفتاحه مُغلقٌ، في غيابها، يا إلهي. سنجاباً، معلقاً بغيمةٍ، طنَّانَ أبكمَ، بومةً مثقلةً بالذنوبِ، حجراً ما مسَّته يدٌ، كتلةً غفلاً، بلا حيلةٍ، في غيابها أصير وسوس لها فتنةً، من لدنك، فتنةً وشوش لقدميها الصغيرتين يحملانها اليَّ أنا من كثرة الوجد، حطباً أعمى، أصير يداً لم تخطر ببالها الأصابع، كوزَ صنوبرٍ يخشخش، باسمها وأغصاني، طيلة الليل، بلا هوادة، تضرب الهواء أعطها بقية غواية، شيئاً من نعمة الضلالة التي أهديتني وخلِّني وسواسها، في الليل والنهار لا ضوء، لا عيون، ولا عصاً، لروحي العمياء

    أكمل القراءة »
  • نوفمبر- 2022 -
    4 نوفمبر
    جمالياتPhoto of لا مجاز

    لا مجاز

    البدايةُ فتنةٌ والنهايات اغتراب وانت خيطٌ ذاهبٌ في إبرةٍ بومة تستدرج الليل إلى وكرها أنت نايٌ، عروةً عروةً، يفتح الوجد لا تبتعد قيد نصلٍ عن ظلالك لا تعط للبحر لؤلؤة أنت محارتها الماء غيب والتراب غيبة لا تنادِ! النداء خيط والمنادى إبرة ضائعة أيها الفرح، تعال في الليل، خفيفا، تعال بصوت خفيض، ولا تنكل بدمعتها خبباً، أيها الحصان، خبباً خببا يا شقيقي! الماء غيب والتراب لم يصحُ بعد من حلم قدميها هذه الحجارة السوداء لا حجارةَ، بل نائحاتٍ ينادين عشّاقهن والترابُ، لا ترابَ إنه نثر آلهة أسرفت في الخيال والغصون، هذه؛ أذرع العاشقات مُوَرِّقةً بالتباريح والبراعمُ آهاتهنَّ لا مجاز، ولكنها وردة الروح تأخذ زينتها في مرايا المعجزة

    أكمل القراءة »
  • أكتوبر- 2022 -
    8 أكتوبر
    جمالياتPhoto of وجد

    وجد

    “فدع عنك ليلى، إن ليلى وشأنها وإن وعدتك الوعد لا يتيسر” بشر بن أبي خازم الأسدي شهية كمرفأ، وعالية مثل يأس نبيل، طلعتِ من الوجوه؛ غصناً وزهرةً، وردةً مستبدةً بدمي وعطراً جائراً بيتمي الرماد شوق قديم، لا رجوع وأنتِ جمرة لا تحفظ الأسماء وعدُ خطايا وكل ما تبقى عناوين سقطت من الذاكرة تقدمي بأظافرك العشرة كلها، ذئبة طليقة، رصاصة حانية تقدمي بهجة الخرائب لا نجاة، بل جمرة ساهرة في العيون ونصلاً؛ خبط عشواء في الأوردة تقدمي، دون وعد، ولا تتركي ما يتنفس، اجعليه ذهولاً خالصاً وكوني كأسه الأخيرة

    أكمل القراءة »
  • يوليو- 2022 -
    15 يوليو
    جمالياتPhoto of بنفسجة لشعرها

    بنفسجة لشعرها

    في يدها الصباحُ إبرةٌ، وخيطٌ … … … … … … … حاولت الينابيع أغمضت عيونها ونامت ولم يبق سوى قصب الناي لا الإبرةُ، لا الخيطُ لا الصبحُ، لا المساءُ.. ولا الأغنية كلهم عبروا؛ خطوةٌ ولا أثرَ أثرٌ ولا خطوةَ أرضنا تيه وسماؤنا بيلسان ما تبقى سدى الليل والنهار حبيبتي ليست حمامةً لكنها تطيُر حبيبتي ليست غيمةً لكنها تمطر في المنافي هل أغلق بابي عليها فلا تطيرُ؟ هل أمسك الغيوم من أعرافها فتبقى؟ أيلول جاء؛ في يديه جرَّةُ الرماد وفي قميصه بنفسجة لشعرها الطريق عتمة والسنانير في أعالي الغصون، تلاحق ظلالها والعصافير بنت في صفير القطارات أعشاشها وحده الذئب جاء بالليلة المقمرة؛ يد ترتق الروح، ثم تمزقها —————————————— اللوحة للفنان السوري عنايت عطّار

    أكمل القراءة »
  • فبراير- 2022 -
    8 فبراير
    جمالياتPhoto of نسرٌ ولقلق / رحلة الاشتياق والذهول

    نسرٌ ولقلق / رحلة الاشتياق والذهول

    بين مضيتِ؛ أبديتي مسممةٌ، لا أعبر بعدك حديقةً؛ لا أجسُّ وردة، ولا أشم عطرها ليس مثلك شيء لا العسل البري ولا كرز الشفاه ولا الفتنة المعتمة جسدك الندهة وأنا تيه المسافر فخذاك مزمار يسوق قطيعي إلى الهاوية نهداك جناحان، بلا هوادة، يرفرفان من أي محارة خرجت؟ وكيف أفلتك البحر؟ كيف نجوت من سنابكهم؟ كيف صارت صيحة الروع في شفتيك ذهباً ونجوى؟ أنت طينة الضوء والعتم وأنا بومة الليل والنهار أنت الشجرة تهزها اليد والجنى وأنا آخر الناجين أنا أول الهالكين أخذتِني أدخلتِني أبوابك، ثمَّ، أنكرتِني ومضيت وها أنيَّ: لقلقٌ وحيد، مشعث الروح ذاهلٌ، أمام البحر لا يعرف أي شيءٍ… ينتظر. قلةٌ منك كل ما لديّ قلة منك، تكفيني. لا أريد شيئاً، لم ينلني بنصل. ولا أرضى بشيء لا يبعثر خوائي. تركت القمر لعواء الذئاب وانحنيت فوق سويقة، بلا سبب، أطلت، من حجارة الطريق. الصبح لعينيك والليل لعمائي الصبح رموش وفتنة والليل مقلة لا تنام من الوجد وأنا مقيمٌ هنا بين…

    أكمل القراءة »
  • يناير- 2022 -
    9 يناير
    جمالياتPhoto of آذار يلّون الأزرق… حافياً

    آذار يلّون الأزرق… حافياً

    آذار يلّون الأزرق… حافياً قصيدتان [يمكن، ومن المقطع الأول، أن تشعر بأن وليد الهليس ينقلك إلى الوراء في الزمن لتقيم في (الفترة الزرقاء) التي قضاها بابلو بيكاسو في مطلع القرن العشرين _ فترة البحث في جدوى الحياة وطغيان العبثيّة _ ويتعزز هذا الشعور مع ملاحظة الاقتباس النيتشوي، الذي شكّل باب الدخول للقصيدة الثانية. يمكن أن تشعر بذلك حتماً دون أن ينتابك أيُّ شكٍّ بأنك على ضلال… لولا أنَّ الرجل المنهك الذي يكتب بـ (الأزرق الحزين التراجيدي) لا زال ماضٍ في بحثه يلاحق المعنى من أقصى إلى أقصى آخر. درجة الإحساس الرهيفة عنده يدفع ثمنها وحدة ومنفى / تعباً وحزناً، ولكنه يقبض منها كثافة غنائية تحيل الطيف الفلسفي المربك والجدلي، إلى نشيد أزرق بيكاسوي… ولكنه: عذب. ن. سلّوم] مضى الليل مضى الليل إلا أقلّه، والشجى، بخيطه الأزرق،  يعبر إبرتينا غير أن الناي، حتى الناي، لم يشأ كل هذه الدموع. أن ترقصي في ذراعيه، وحسب؛ أنتِ صنّاجة الليل، والرقصة أنت. النهار والليل…

    أكمل القراءة »
  • ديسمبر- 2021 -
    10 ديسمبر
    مسار جلجامشPhoto of لا خيار سوى: دليلة

    لا خيار سوى: دليلة

    تستحيل القوة في اكتمالها الى نصب مقدس ينقل وظيفته كخادم لسيده الافتراضي، فيضحي وهو الخادم أساساً، رمزاً مقدساً متعالياً ومكرساً ليُخدمَ وتحفظ عليه مكانته القدسية. يحدث هذا في لحظة حاسمة من عمر الصراع بين الجماعات المتناحرة التي تسعى أطرافها الأضعف من جهة إلى التمسك بجذر الوجود فيما تسعى الأقوى إلى التخندق في شرنقة القوة المطلقة و/ أو حمل الجماعة المستضعفة إلى سرير الفناء. هذه المقدمة السوسيوفلسفية هي استخلاص نافذ ناتج عن استقراء الكاتب لصراعات وقعت وتقع بين الجماعات البشرية. لكننا لو دققنا النظر في تاريخ الامبراطوريات الكبرى لوجدنا أنها تهدف غالباً إلى إخضاع/إدماج الجماعات البشرية المختلفة ضمن بوتقة صممتها قبلاً وفق رؤيتها الحضارية، من هيلينية ورومانية وبيزنطية وإسلامية الخ… حتى أن بيزنطة التي أحاطت نفسها بالأسوار من جهة اليابسة وسلاح النار الإغريقية من جهة سواحلها، إنما فعلت ذلك حماية لوجودها “المقدس” المهدد من جهات كثيرة، وليس “عبادة” لقوتها القادرة المهددة للآخر. التاريخ حافل بالأسانيد المتضادة، وهو منهل غامض وملتبس ويشبه…

    أكمل القراءة »
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق