[يُفترض أن يكون وليد الهلّيس، قد توصّل إلى تغيير مكونات مشهد الخلق: لا أثر للتفاحة العجيبة… بل غابة صنوبر تعرف أكوازها كيف تُظهر عريها… بلا رقابة… بلا وصايا. لا أحد سيغادر، سيبقى الجميع في أماكنهم لولاَّ أنَّ ثقباً في القلب أحبط تجربة الصنوبر…!]
بلا وصايا
في غابة الصنوبر
عصافير
وغصون
وفطر يكرز في الصخر
هنا السكوت روح
وأنتِ الوثن والزلفى
والقوس في أصابعي
مشدودة
والسهم لا يزِّلُّ.
الأرض ورق أصفر ينتظر
والسناجب لا تخفي فضولها
بلا وصايا،
دخلنا في التجربة
العشبة طالعة من شقوق الصخر
تبدأ الغناء
الصنوبر غزل فاحش
والغابة تنهيدة لا تنتهي
لا تراني
إلهي!
كيف أعبر ليلتي بصوت خطفه البرق
وعكازةٍ لا تخيف الأفاعي؟
الليل أطفأ أعقاب نجومه في منفضة السماء
فكيف أرى الطريق بلا نجوم
لم يبق لي ما أهتدي به
غير النذير
كل ما أطلبه الآن أن أدرك الفجر
وهي بعد نائمة
بشعرها المحلول
جيوبي محشوة بُكلاً ونجوماً ملونة لليلها
وفي فمي حجارة كريمة لعتمة نهديها
لكنني أستحي أن أثقل عليك
يا إلهي
لن أطلب منك شيئا
لا مسرةً كبيرة
ولا صغيرة
إبرتك الحكيمة تطرز مسرات كثيرة بأحزان كبيرة
والصغيرة ليست سوى رجوم
تتسرب من ثقوب القلب
تاركة حروقاً كثيرة
كما تفعل عادة
وهي تنسل من حياتي المطرزة بالثقوب
ناسية أن تترك ظِلّي
على علاقة المفاتيح
وهي تهجر الباب
قلبي
لن ينفعها بشيء
يا إلهي
أنت ظلها
وهي ظلك
و أنا واقف تحت عينك
لكن لا تراني