جماليات

بعيدٌ… في أقصى الروح

أقانيم الهجرة والغياب والانتظار

بعيدٌ… في أقصى الروح

أقانيم الهجرة والغياب والانتظار

I

هجرة

هذه ظلالٌ،

كل شيء مر

وأنا دون طائل بقيت

أخذوك؛

حطموا جراري

وكسروا جناحيَّ

تركوا لوعة

لي

وحجارة الطريق

نيرانهم أكلت حديقتي

لا عشب للندى

ليلي طويل

ونجمتي مطفأة

لا وعد لي

ولا عزاء

لا آكل خبزهم، بعد

ولا أشرب خمرهم

وأتغطى نائماً بالصخور

خشية الأظافر

والعيون

لا أبكيك قدامهم،

يا حبيبي،

فلا تسرهم دموعي

ولا أبذل ابتسامة

إذ أراهم

ولا أُرّخصُ تحيةً

أنت حضوري

أكون إن قلت:

كن.

أنت يتيمي

وأنا يتيمك

إقامتي في الأرض أنت،

وأنا هجرةٌ إليك.

II

انتظار

نهارٌ آخرُ،

وليلةٌ

فراشة العمر احترقت،

ولا أراك،

لكنني؛

لا أشرب نخب أحدٍ،

سواكَ؛

قارعاً كأساً وحيدة، أمامي

مترعة في انتظاركَ

وأنت لا تأتي.

لا شيء يشبه ذاته،

بعدكَ؛

الأيام رخيصةً

 والوعود كاذبة

نداماك حطموا كأسهم ومضوا

والتينة في آخر الحديقة حطبا تصير

وأنتَ لا تأتي.

لا أريد أن أسمع

لا أريد أن أرى

أن أقول

شوارعُ إن عبرتها أضمرت

وأبوابٌ توجست إن ضحكت

البلاد المنافي

فراشة العمر احترقت.

ولا شيء،

غير كأسٍ مترعة،

في انتظارك.

III

في غيابك

لوحة للفنان السوري نذير نبعة

زيت قنديلي أنتَ

إن غبت،

صرتُ قطة عمياء

 بباب الليل،

أبكي،

وانتظر

لا شيء أردتُ

ولا طلبتُ

غير ومضةٍ،

لأرى

ونسمةٍ من عبيرك،

لأعرف الصفات.

الوردة احترقت وأنت لا تراها

والجمرة كل ليلة يأكلها الرماد

لا مخدة لرأسي؛

لا مشط لضفائري؛

لا غناء لخاصرتي؛

لا مرايا؛

ولا سلوى،

غير ضوع قميصك المعلق في الجدار

المنازل حجارة،

في غيابك

والبيوت وحشة

العيون أيضاً، حجارة،

إذ تشيح.

والشفاه،

لا تقول.

لا غصنَ تحت شباكي

ولا حمامةً تنوح:

تلك أوردتي تناديك،

ذاك وقع قدميك،

فوق بلاط روحي.

كم صرت غريبة،

بينهم،

وحيدة،

وأنت لست معي

زيت قنديلي أنتَ،

زيت قنديلي:

وكل ليلة أحلم أنني أضيء

وليد الهليس

شاعر من فلسطين

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق