فاتحة
[سنصحو في صبيحة 2022
ونقف دقيقةَ صمت
ونكتب على حائط غرفة أطفالنا
نحن نَجَوْنا…
اليومَ سنزورُ مرفأ بيروت… ونتذكّر ما حدث
وسنذهب إلى صديقنا الرسّام
ونأخذ لوحة بيروت…
سنضعها في صدر البيت
وعلى الحائط المقابل، لوحةُ الكِمَامة الملوَّنة
ستكون خريطةَ فلسطين بألوانٍ متناسقة.
في صبيحة عام 2022
سيكون ذلك أمراً غريباً…!
سنتوقّف قليلاً عن الكلام
وعن الدهشة…
وسنَمضي
بِكثيرٍ من علامات الاستفهام؟؟؟]
فواصل
البداية،
حين ينتهي كلّ شيء.
هامش،
علبة الحلويات العتيقة هي نفسها علبة الأدوية لأمي.
مسافة،
الحزن ليس حالةً ومِزاجاً، وإنّما جزءٌ من ألم الروح.
نقطة،
الجزيرة، لا تشعر بالعزلة في عمق البحر،
بل تشعر بأنّها كوكب يحجّ إليه المعزولون عن العالم.
فاصلة،
مَن يعرفك جيّداً قد يكون فقط ذاكرتك القاسية.
كلمة،
ماذا لو كتبتُ قصّتي، هل سيتغيّر ما تبقّى من الحياة؟
نحن نعلم بأنّ الحياة ليست بهذه الجِديّة، فلماذا كلّ العمر بهذه القسوة؟
أحتاج أحياناً إلى أُذُنٍ تسمعني، تسمعني فقط! من دون أن تقول لي شيئاً.
هامش آخر،
أيّ كلامٍ هذا على المصطلحات الكبيرة!
مَن منكم ليس لديه جموح إلى الدكتاتورية والسلطة والمال والجاه والفَرْعَنة والإقصاء والقمع؟
أيّة ديموقراطيَّةٍ وانفتاحٍ وحرّيات، تُهلِكون جماجمنا في الحديث عنها؟
لا،
لا قيمة لشيء سوى الفعل. حين تحدث الأشياء، تكون قد حدثت،
وكلّ الكلام بشأنها لا قيمة له إلاّ في فحوى هذا الفعل.
أرجوك،
لا تسألني: ماذا تُفكّر أن تفعل، أو لماذا تُخطّط؟ لأنّي حتماً سأُبالِغ وأُحدِّثك عن مخيّلتي العبقريّة… وستشجِّعني على ممارسة فعل الكذب غير المتعمَّد.
أرجوك،
اِسألني عمّا فعلته، وكيف حدث كلّ ذلك…؟ وأيضاً سأُبالِغ، لا تتفاجَأْ…!!
الأفضل، ألاّ تسألني بتاتاً.
حين،
حين ترى ما حدث، أمامك خِياران: إمّا أن تنبهر وتُقدّر وتفرح، وإمّا أن تصمت.
لن،
لن أقول لك ماذا علّمتني الحياة، ولن أبوح بِسرٍّ، ولن أَعترف بشيءٍ… صدّقني، لن أفعل ذلك.
كلّ ذلك دفعتُ أنا ثمنه، وأنت تريد أن تكون شريكاً من دون أن تدفع ثمناً.
الصديق،
الصديق قصّة معقَّدة أيضاً، كورْطةٍ لا بدّ منها.
اختصار،
هناك من يريد أن يختصرك بطريقة سخيفة، وأن يعرفك بهذه البساطة…
اترُكْه يتمتّعْ بمواهبه الفذّة.
النَّقّ،
لا أحد يجرؤ على التغيير، لكنّ الجميع يتجرّأ على النَّقّ.
حكمة،
كثيرون يُحاولون أن يكونوا أفضل، لكنّ قليلين يستطيعون.
أليس في ذلك حكمة!
العالَم،
هذا العالَم لا عدالة فيه إلاّ في الموت.
الحسد،
تحسد المجنون والغبيّ والتافه على أحوالهم، لكنّهم لن يحسدوك على موقفك منهم.
حاجة،
أنت تحتاج مرّة واحدة إلى الأشياء التالية:
الحبّ، الصداقة، الموقف، التعزية، التقدير، وربّما إلى شيء آخر أيضاً، أنت تعرفه.
مَن،
من لن يكون معك، فهو خارج حياتك.
حلقة،
هناك حلقة صغيرة هي أنت، ومهما اختبرتَ الحلقاتِ الكبرى فستعود إلى ذاتك.
المكان،
يوجد مكان واحد في هذا العالم،
أمّا الأماكن الأخرى، فتبقى مكاناً موقَّتاً، على الرغم من روعتها وسحرها وعظمتها وأهمّيتها.
المعنى،
المعنى يكون أحياناً عميقاً وضيّقاً، وأحياناً يتَّسع كموجةٍ عابرةٍ فوق سطح الماء.
ليس عليك أن تفهم كلّ شيء، فقد تخسر متعة المعرفة.
أشياء،
أشياء كثيرة أُفكّر فيها، لكنّ التي أستطيع أن أتقاسَمها مع الآخرين، بمن فيهم أنا، هي قليلة.
المخيِّلة،
المخيِّلة قد تكون في أكثر الأحيان حالةَ إنقاذ، كالإطفائيّ…
وتكون أحياناً سبباً في الاشتعال، كالثقة الزائدة بالنفْس.
حين،
حين أُقرِّر أن أَكتب… أَكتب، وتكون النتيجة عشوائيّةً، وسطحيّةً، وتُشبِه الثرثرة
حين تسقط الكلمات تأتي معبِّرةً ورائعة، لكنّي أشعر بالخجل والاختفاء
حين لا تسبقني يدي إلى الكتابة، أُعاقبها
اِمحُ كلّ الأشياء التي لم تُعجِبْك…
أَرسِلْ رسالةً فارغةً، أو سطراً واحداً، أو كلمةً واحدةً، أو إشارةً. لا تَتجاهَلْ. اِفعَلْ أيّ شيء،
اُكتُبْ كلَّ ذلك وحيداً، فأنت اليدُ الأخرى؛ اليدُ المجهولة والقاتلة والمتمرِّدة والرافضة والمبدِعة. أنت اليد الحاضرة والغائبة.
كيف،
كيف تُريدني أن أُفكّر خارج الصندوق، وأنا داخله،
أَعْطِني مساحة للتفكير وخُذْ أَقفال جهلي.
اعتزال،
كأنّك تعتزل حتّى ذاتَك في لحظة العبور إلى أفق آخر.
فاصل،
هذا البلد نُحبُّه، هكذا من دون قانون، وفي هذه الفوضى. إنّها العادة القاسية تُدجِّن أحلامنا وأملنا في التغيير.
إنَّه الأُنسُ، لكنّنا هكذا: نحن في حالة انفصام.
فاصل جديد،
لم أَلتقِ حتّى الآن أيَّ إنسان لا يُفكِّر كيف يُصبِح ثَرِيّاً بين ليلة وضحاها،
ليس هذا فقط، بل كيف لا يصحو صباحاً ولا يذهب إلى العمل.
كلّ الذين أَعرفهم، يطمحون إلى أن يصبحوا عاطلين من العمل.
كلّ الذين أُصادِفهم يبحثون عن وسيلة، أو ضربة العمر، أو ورقة الحظّ.
غريب أمرنا نحن البشر!
القطار،
القطار الذي فاتنا… كان في طريقه إلى الندامة.
هناك،
هناك أشخاص، تُخاطِبهم الروحُ قبل الكلمات.
فاصل آخر،
أحاول دائماً أن أُرتِّب الأشياء، فأَنتهي في هذه الفوضى الأنيقة.
فاصل أخير،
ليس لديّ أيُّ شيء لأُضيفه، سوى بعض ضجرٍ، وكثير من أقداح الفودكا.
————————————-
هذا النص: من مجموعة 2022، التي أعدّها الشاعر للطباعة.