جماليات

لا رمزَ ولا مجاز

[الرمز نفيٌ والمجاز تيهٌ… ستخال للتو وكأنك أمام افتتاحية فلسفية منحوتة بمقاييس نموذجية، لكن الـ (لا) الاحتجاجية المهلهلة الصاخبة ستحيل صرامة الفلسفة إلى موسيقا متدفقة وفوّارة لن تتمكن من تحييد خشونتك الأثيرة إزاء مدّها… مع وليد الهليس، في هذه القصيدة: نحن أمام كشفٍ مبهر الضوء، ستساعدنا الموسيقا في التخفيف من بريقه وستره قليلاً… قليلاً فقط] ن. سلّوم

لا تُكني ولا تَرمز

الرمز نفيٌ

والمجاز تيهٌ

لا تُعَمي

كشفٌ يكون الكلام

لا للضوء،

للحريق تذهب الفراشة

لا للحب،

للرعب يُسلمُ السُرعوفُ أمره

عدمٌ

لا رمزَ ولا مجاز

من أنتَ لتدخل البيت قبل يؤذن لك

تلجَ الحديقةَ وضحاً

راسماً نخلة

منتظراً بُسرها

تلمس الجذع،

تشده،

يسيل خمراً،

غبوقاً

لا رمزَ ولا مجاز

وأنا،

لا شأن لي بفمي،

بعينيّ،

بحريق يديَّ

عندما لا تكونين

لا ألاعب ظلاً

لا أغني

لا أسوق العصافير إلى السحاب

أكتب عريك وحسب

أرسم فوق الرمل سرتك

وأنحني فوقها

تهبط موجة وتمحونا

إنه البحر يتهجانا

بلسانٍ فصيحٍ

هو الطين يصبو إلى ذاته

لا سماء للروح

نسرٌ وعشر مخالب مشرعةٌ

لا رمزَ ولا مجاز

وليد الهليس

شاعر من فلسطين

‫3 تعليقات

  1. لم أشأ أن أترك جمال تقديم القصيدة ورشاقة إخراجها يمران مر الكرام، ولا سيما قدومها مشفوعة باللوحة البديعة للفنان الجميل اسماعيل نصرة. هذه الرهافة في العقل والشعور والذكاء في القلب يسيران معاً في خطوة رصينة تضيف وتعلّي. تحية تقديرٍ وإعزازٍ، نزار وجميع القائمين على أناقة سيرجيل وعمق رؤيته.
    وليد

    1. هذه النصوص التي ، لا أدري كيف تكتبها وبماذا ؟، هي من تصوغ هذا الجمال وتجبرنا على المشاركة فيه.
      شعرك، ميزة نتفاخر بها…. نحتاجها في وقت يتم القضاء فيه على تلك المشاعر التي بقيت في زمن ولّى ولم تبق إلاّ ربما مع : رسل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق