” الحمام يهجُّ عالياً في سماء الميلاد المجيد “
إلى مسيحيي المشرق وسورية.
—————-
رويدكَ، رويدكَ
قدْ مشيتَ على الماءِ هوناً
هلاّ أخذتَ روحي بطارفِ ثوبكَ؟
وأنا بين موتين، وتلويحتين
لا عطر ينثر شالَ الغياب، ولا بات ظلّها عند عتبة الباب يُجرّح حكايا الخشب الحنون
رويدكَ، رويدكَ
كأسي وما مال ظلُّ التوتِ
روحي وما بات في بحّة الصلاة
دمي وما ابتلَّ من شمس ذاك النهار
حنانيكَ، حنانيكَ
جئتكَ حبواً عاري اليدين، حافي القدمين إلاَّ منها
مترعٌ قلبي بسكْر القوافي الذابلات شغفاً، والعين صارت مدىً للنخل المكسور الظلِّ، لا الكحل نام على حوافها…لا…
ولا تلامع في أكمامها الحلا، حين تحلف زرازير البراري بما تبقّى من أنين الناي في مناقيرها الصغيرة.
إلهي…إلهي…
الصبحُ إصباحُ الحبِ
الهديلُ لغةُ الحمامِ
الحفيفُ همسُ الشجرِ
وما بين سرّي، وسرّي أسوار من الحكايا، وملايين من الصور
ولك ما شئتَ، وما أودعتَ من أسرار النهار الطويل، وما أغدقتَ من بياض ريش الحمام وهو يهجُّ في بياض روحي…
لكَ روحي وما نام في سعف النخل قصيدةً تغنّيها العصافير مقدمةً للتوبة.
كيف تتوب العصافير يا إلهي وهي رهن يديك، تقلّبها في الريح كما تريد، وتفلت لها الخيال داشراً في البراري كما تشاء، لتصفّق بأجنحتها فاتحةً أحلامها في أعشاش من قشٍّ، وتترك أجنحتها المكسورة لسواد الليل؟
يا أيَّها الصحو الجميل
يا أيَّها الحلم الآتي من أطراف النوم، وأطراف البراري
يا يدي التي نسيتها في تلويحة النخل وهي تلبس دهشة النهار،
يدي التي تركتها في العشّ منذ الطفولة وهي تبحث عن جناح يصفّق في الهواء وفي المدى الأرحب.
قد نسيت يدي منذ أكثر من خمسين عاماً، حين صفّقت للنهار الآتي من بين يديكَ، وتركتُها ممدودةً، ومرسومةً على حائط الحارة الجميل، والظلُّ ظلّان، والزرقة للسماء الواحدة.
يا أيها الواحدُ، الجبّار، الكبير، العظيم، المهيمن، الكافي، الرؤوف، الرحيم، الرحمن…” هاكَ ” قلبي وما حوى
يا قميص روحي الذي تدلّى على حبل غسيل الضحى وهو يتشمّس، ويتقاطر من إصباح وجهكَ وجلالكَ
هذا ما تركته آيات النهار في زقزقات العصافير، ولكَ من تهجّدِ الليل ما يُسْكر الروح فيسرح الخيال راكضاً آيباً، وتغيب التفاصيل في سدرة اليقين.
يا إلهي…
قدْ ذابت روحي في حنين اشتياقكَ
سأترك زرقة السماء بين يديكَ فهي لكَ، ومنكَ، وبكَ، ودونكَ، ولا سواكَ…
إلهي…
المستضعفون وقفوا ببابكَ، وعلى صراط حبكَ يتوسلون الدعاء من حنانيكَ، فزِدْ بزخات الروح الخضراء على القلوب المفطورة بالحب، والمكلومة بالحنين، ودعْ غيمَ المآذنِ يمطرُ الحبَ سلافاً وأشهى…!
واترك رنين النواقيس للبراري، كي تبشّر المرضعات بالحب .
يا ربّ السموات والأراضين…إلهنا…
أنتَ أعرفُ منّا بما يجول في خواطرنا، وخيالنا
أرواحنا بين يديكَ فزدْ بعفوكَ يا سرَّ العوافي،
قد صبرنا على هذا البلاء، ومسّنا الضرُّ وأنتَ أرحم الراحمين …حنانيكَ…حنانيكَ…
قلوبنا نواقيس، ومآذن الغيم تصدحُ بجلالكَ، وجمالكَ، وتمطر سيول حبٍ فاض أكثر من كوثرٍ وأبعد.
عيوننا ما تشقّقَ من حبات التين حَلاً، والصحو صحو الروح وما نام في خيال التين عشقاً وأهذى.
/ ليت سُكْري في يديكَ
وصباحي في حنانيكَ
ليت صحوي في يديكَ /
أيادينا لوحت لك خجلى من عتابٍ، وهي تطلب العفو، والصفحَ منكَ…
جباهنا تسجد، ولسان حالنا يتهجّد في صمت البراري التي سكنتنا، وسكنّاها.
إلهي…إيلي…إيلي…” لَمَ شْبَقْتَني …كمْ مجّدتني ؟! “
قالها، وغاب في صمت الحقيقة والسؤال…!
——–
هاكَ: كلمة باللهجة العاميّة الرقيّة بمعنى خُذْ
——————-
الرقة الوضّاحة – أقرأ حبات روحكِ فيَّ ، حين نام الياسمين على راحتي وأنا أقبّل خدّها المنمّش بالحب –2020
——————————