[ينتشل وليد الهلّيس من داخلك القصيّ، ذلك الشغف بالموسيقى، فما تكاد تقرأ حتى يبدأ خيالك بالرقص وتتراكض المشاهد المبللة بدموعٍ، من المحال أن تعرف إن هي لطفل يلعب بأول الوقت أو لرجل يُبعد (عتمة العمر)؟ ستعيد القراءة وتدندن كي يستكمل خيالك الرقص…وأكثر]
ن. سلّوم
1
الندوب أيضاً
أسفل الذقن
ندبة
وجرحان فوق حاجبك الأيسر
أخذا وسامتك بعيداً
لو كنت أكثر حذراً
لو سيّجت الحديقة
واكتفيت بوردتين وعرق نعناع
وعرقين من الحبق أو ثلاثة
ولو حصّنت الشبابيك
ربما لم يحطم الأولاد بطيش الكرة الزجاج
ولم يفسدوا نهاراتك القصيرة
ربما تجنبّتك الندوب أيضاً
ولم ينبت العشب بلا هوادة عليك
ولا الزهر الغريب
ولا النحل
وأكثر.
البقرات تقرأ على العشب مزاميرها
وترفع للسماء عيوناً تقيّة
ذاك أنّك ما اكتفيت بوردتين
وعرق نعناع
ولم تسيّج الحديقة…
2
أصدقائي
سحرةٌ،
لا أقل
لصوصُ فتنةٍ… أصدقائي
لا يكبرون
يكلّمون الصخر بلسان مُنَزَّل
كلما لمسوا حجراً صار له جناحان
سحرةٌ يتبعون الحب
ويتبعهم كذئبٍ
قلوبهم بين فكّيه تقطر وجعاً وأغنيات
في رؤوسهم فضة تملأ الهواء
لكنهم لا يكبرون…
يحلمون قبل أن يذهبوا للنوم
وفي الصباح يكملون أحلامهم
يلبسون قمصانهم
ويبكلون أزرارها أيضاً
لا ينسون شيئاً
ولا يفوتهم شيء
القليل يُسِّرهم
والقليل يوقظ الشيطان من رقاده في رؤوسهم
لا شيء يملكهم ولا يملكون شيئاً
سوى طفولة خبأوها لعتمة العمر
في جراب حلوى صغير…
الزمان ليس صديقهم
أسنانهم تحطّمت من لكماته القاسية
لكن ابتسامتهم صارت وسيمة أكثر
يُصرِّفون في حنكة الزاهد أيامهم
لا يريدون أن يكبروا
أنا أيضاً مثلهم
لا أتعجل شيخوختي
ومثلهم معي جراب حلوى صغير
جميل ورائع وخيال محترف
فعلا جميل من لسان جميل وخيال عميق