الفصل الأول
رفع ياقة قفطانه الأسود الطويل الذي يتدلى إلى أدنى من ركبتيه، ليغطي أذنيه المتقرحتين ويحميهما من تلك الرياح القارصة القادمة من جبال الألب في الجنوب. فرك يديه المحميتين بقفازات صوفية مهترئة بالكاد تحمي أي شيء من كفيه من برد كانون الثاني وصقيعه الذي أتى متوحشاً في ذلك الشتاء من عام 1913.
نقل يديه ووضعهما فوق القفص المعدني الممتلئ بالحطب، والذي وضعته إدارة المحطة ونشرته إلى جانب العديد من الأقفاص الأخرى على رصيفها لتحمي المسافرين والمتسكعين من برد شتاء فيينا. كان الحطب يشتعل ببطء قاذفاً إلى الأعلى دخاناً أسود وأبيض كثيفاً يشير إلى رطوبته العالية. أحسَّ بالحياة تدب في أوصاله مرة أخرى وهو يتأمل ساعة محطة فاين نورد ويستبالهوف، وهي المحطة المركزيّة لقطارات فيينا، التي بنيت عام 1872 في مكان على بعد أربعة كيلومترات من مركز المدينة.
كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة إلاّ سبع دقائق. سيصل القطار القادم من براغ في خلال عشرين دقيقة، ربما قبل ذلك أو بعد بقليل، إذ يشير جدول مواعيد الوصول الذي حفظه عن ظهر قلب إلى أنَّ قطار براغ يصل في الساعة الواحدة وأربع عشرة دقيقة، وسيتوقف عند الرصيف رقم سبعة. شدّ زنار بنطاله قليلاً ليدفع عنه الاحساس بالجوع، حيث لم يكن قد أكل أي شيء منذ الصباح، وها هو بعد انتظار خمس ساعات أو أكثر لم يحظى إلاَّ بمسافرين اثنين أعانهما بحمل حقائبهما، ونقلها إلى الرصيف الخارجي للمحطة لقاء هيليرات قليلة، وعليه أن يعمل بقية النهار كله ليجمع ما يعادل كرون واحد فقط لا يكفي أبداً لشراء طبق من الحساء الساخن وشريحة خبز، هو أحوج ما يكون لهذه الوجبة الآن في هذا البرد. ومع شدّ زناره مرة ثانيّة، تساءل عما إن كان أجدى أن يستمر في عمله في تنظيف السجاد، أو رسم رسومات بطاقات المعايدة وبيعها، أم عمله الحالي؟ لقد بدل في الآونة الأخيرة العديد من المهن. في هذا المجال هو يبز في سرعة تغيير مهنه أي بحّار في سرعة تغيير عشيقاته، لكن أية واحدة منها لم تتمكن من حمايته من غائلة الجوع، وفكر أنّه حتى الجرذان في مجاري فيينا تذهب إلى النوم ومعدها ممتلئة!
مد يده إلى جوربه الألبي العالي العنق ودسها فيه ليتحسس تلك الاوراق النقدية التي وضعها هناك. شعر بالاطمئنان إلى أنها لا تزال في موضعها. تلمّس ذقنه الناتئة التي لم يحلقها منذ أيام طويلة، وأعاد تسوية قبعته على رأسه، وتساءل، يحادث نفسه:
(مَن مِن المسافرين يثق برجل له مظهري الرث لتسليمه حقائبه أو حتى الالتفات إليه؟ تباً لكل شيء، لقد كانت فيينا فشلاً مروعاً لي. لم أنجح بفعل شيء. لقد تم رفضي من قبل كلية الفنون الجميلة، وبعدها من كليه الهندسة المعمارية، وكان هذا هو شيطاني الذي قادني من أنفي إلى هنا…ربما لا أتمتع بأية موهبة…لقد خدعت نفسي طول الوقت، أو لنقل معظمه، لأنني أمضيت ما تبقى منه في البحث في حاويات القمامة عن فضلات أقتات بها، واعتقدت أنه ربما بإمكاني النجاح هنا، في هذه المدينة الكبيرة، عاصمة شرق ووسط أوروبا، والتي أكرهها أكثر من أي شيء آخر في هذه الحياة، لأن كل شارع وكل زقاق فيها يروي قصه فشلي. ربما حان الوقت للعودة إلى براونو أم أين، بلدتي التي جئت منها، لأبدأ من جديد هناك. ترى كيف تبدو الآن؟ لقد غادرتها وكنت في الثالثة عشرة…لن يتعرف عليّ أحد فيها الآن. لقد مضت إحدى عشرة سنة منذ أن غادرتها، وربما لن يساعدني أي أحد فيها أيضاً…لقد أصبحت غريباً عنها وأشعر بنفسي كسنارة لصيد السمك عالقة بين الصخور، لا أستطيع التقدم خطوة إلى الأمام ولا خطوة إلى الخلف. ربما عليّ الاتصال بأختي انغيللا لأسألها اقتراض بعض المال، بعد كل شيء هي في حالة ميسورة وتستطيع أن تساعدني…حدث هذا في الماضي، ويمكن له أن يحدث الآن، لما لا؟ أعرف أنها تعرف أنني لن أرده لها، ولكنها كانت دائماً متسامحة معي ولم تسألني إعادة المبلغ المقترض أبداً، حتى أنها لم تخبر زوجها أنها أقرضتني ما احتجت إليه. هذه هي فضيلة الولادة في أسرة بناتها هم أبكارها، أما أخي الوازاوليه كما ندعوه، فهو وصم عار مؤلم. لقد ولد هذا الرجل لينافسني في خيباتنا.)
فجأة، دوت صفارة طويلة ومجلجلة معلنة قدوم القطار القادم من براغ، طردت هذه الصفارة كل ما علق من أفكار كئيبة في ذهن الحمّال، الذي رفع رأسه واتجه إلى عربات المسافرين من الدرجة الممتازة. فالمسافر على هذه الدرجة يفترض أن يكون أكثر سخاء من هؤلاء المسافرين على العربات الأخرى الاقل درجة والمخصصة للعامة.
الفصل الثاني
فتحت أبواب عربة الدرجة الممتازة الخضراء والتي يتوسطها داعم ذهبي يمتد على طولها ويشطرها إلى نصفين، فيما يُشاهد في وسطها تماماً رمز النسر النمساوي الامبراطوري ذي الرأسين، تعلوه مباشرة نوافذ العربة المنارة بعناية في الداخل والمغطاة بستائر مخملية حمراء ذات تطريزات ذهبية في أطرافها.
كان يمكن لأي مشاهد طويل القامة ويقف على رصيف المحطة، أن يرى مدى فخامة تصميم المقاعد الملحقة بالعربة، إلاَّ أن هذا لم يلفت نظر الحمّال، لأنه رآها عشرات المرات من قبل. كانت عيناه تلاحق المسافرين الأنيقي المظهر الذين أخذوا في الترجل منها. انتظر الحمّال زبونه المحتمل… كل المترجلين يحملون حقائب خفيفة، وعلى الأرجح أنهم لن يحتاجوا إلى أيه مساعدة. وأخيراً اجتاح ظل ما بوابة القطار وظهر مسافر يحمل حقيبتين من طراز لوي فيتون ذات الجلد الاحمر والأطراف النحاسية التي تقوّي أطراف الحقيبة وتدعمها. تأمّل الحمّال غنيمته مليّاً وأحس أن كل شيء فيها يبعث على التحفز والاستفزاز. كان ظل الممر المعتم ما زال يعيق الحمّال من رؤية وجه المسافر بدقة، والذي اضطر للخروج بشكل مائل بعد أن دفع الحقيبة الأولى من الباب الضيق وجر بيده اليسرى حقيبته الأخرى. بدا مفرط الأناقة، ذو وجه زيتوني كالح وغامض، وشارب كث وحاجبين مقطبين وعينين شبه مغمضتين. تأمل قميصه ذو القبة العالية المنشاة وربطه العنق العريضة والقصيرة والمثبتة بعناية بدبوس ذهبي إلى قميصه، فيما طرف سترته الفروك كوت الداكنة تلوح تحت معطف الفراء المصنوع من فراء المنك السيبيري. إن كل هذه الأناقة المفرطة لم تمنع الحمّال من الإحساس بأن هناك شيئاً ريفياً في هذا الرجل.
تقدم من المسافر بتردد ملحوظ وبعد أن تنحنح قليلاً، مع سعلة خفيفة مصطنعة، قال له: -هل تريد المساعدة يا سيدي؟
أستطيع أن أحمل الحقائب عنك إلى الرصيف الخارجي للمحطة، كما بإمكاني استدعاء سيارة تاكسي لك.
ردَّ المسافر بعد أن سمّر عينيه طويلاً بالحمّال، ونظر حوله يمسح بعينيه المسافرين ورصيف المحطة وبناءها بحيث أوحى للحمال أنه حفظ كل تفصيل فيها، وهو يرد بلغة ألمانية متعثرة وبلكنة روسية واضحة:
-أستطيع حمل الحقائب بمفردي…صحيح أنها ثقيلة، لكنها لا تقاس بأية حال بالأعمال الشاقة التي قمت بها، في ذلك المكان الذي أتيت منه – وابتسم بطرف فمه – لكني في مزاج طيب اليوم، وربما أحتاجك لمهمة أخرى .
فاستغرب الحمّال جوابه واستعجل معرفة العرض تماماً.
-أنا حمّال يا سيدي، ماذا تعرض عليّ؟
-أحتاج لمرشد لي في فيينا، فهذه زيارتي الأولى لها.
وتابع بلهجة واثقة: يبدو عملك كحمّال وكأنه بديل عن البطالة، ولا بدّ أنك تعرف فيينا تماماً، فماذا إن قلت لك أني سأمنحك ثلاث كرونات إن بقيت معي اليوم وربما، غداً…فما رأيك؟ – وزاد من مغريات العرض مردفاً – كما أن طعامك سيكون على حسابي…
فكّر الحمال قليلاً، فبدا العرض له سخياً للغاية، وعلى الأقل سوف ينقذه من الانتظار في هذا البرد القارس، كما أن طبقاً ساخناً من الحساء شيء لا يمكن مقاومته الآن. وبدون تردد وافق على العرض، وتقدم نحو الحقائب، قائلاً: دعني آخذها عنك.
رد المسافر، بلهجة سياسيّة:
-أنا أؤمن بالمساواة بشدة، سوف نتقاسم المهام، حقيبة لك، وحقيبة لي. خذ هذه هي أخف من التي معي المليئة بالكتب.
أثارت الجملة الأخيرة فضول الحمّال…حقيبة مليئة بالكتب…لمسافر يبدو أنه قدم من موسكو عبر براغ، كل هذه المسافة الطويلة، وهو يحمل حقيبة مليئة بالكتب؟
حك رأسه قليلاً، وقال للمسافر بشيء من التعجب:
-لماذا تكبدت كل هذا العناء يا سيدي؟ أنت في فيينا، عاصمة العالم الثقافية، تستطيع أن ترى ما تريد هنا من الكتب.
رد المسافر بثقة:
– ربما، لكنك لا تستطيع أن ترى كل ما تريد من كتب هنا باللغة الروسية.
-لكنك تتكلم الألمانية…أين تعلمتها يا سيدي؟
-آه… هذا غير مهم الآن…لكن إن أردت أن تعرف…لقد تعلمتها لأقرأ البيان الشيوعي لشخص يدعى كارل ماركس بلغته الاصلية، الألمانية، وتعلمتها لأقرأ أيضاً أعمال كاتبة اسمها روزا لوكسمبورغ. رغم ذلك لا يمكنني القول أني أجيد الألمانية، بل أعرف منها ما احتاجه للمعرفة، لكن بالتأكيد لا أستطيع قراءة الكتاب المقدس باللغة الألمانية. في الواقع، لا زلت أعاني عند نطقها…أنسى أحياناً كلمات كثيره تعلمتها، ربما لقلة ما أحتاج لها في موسكو.
-أنت شيوعي اذاً، أعرف عنهم بعض الأشياء.
-يمكنك أن تقول هذا، ولا أعلم إذا كنت تحب ما عرفته عنهم. آمل ذلك…لكن الآن هناك شيء أهم من البيان وأعمال روزا لوكسمبورغ ولغتي الألمانية، هو أن نصل الفندق ونأكل شيئاً، لأنني أكاد أموت من الجوع، وأنا أنوي ان أرى شمس الغد.
الفصل الثالث
كانت الرياح المثلجة على رصيف المحطة الخارجي تصفع وجه الرجلين بقوة، أحسّ الحمّال أن أصابعه قد تقرّحت والتصقت بمقبض الحقيبة الجلدية النحاسي، وأن تنفسه أصبح أكثر صعوبة وأنه بالكاد يدفع الهواء إلى رئتيه، وخيل له أنه سمع أصوات أنفاسه تتكسر وتتحول إلى جليد ابتدأ بالتجمع في أعلى شاربيه. رفع ياقة قفطانه قليلاً وحل وشاحه البالي عن رقبته وأعاد توضيبه ليحمي أذنيه أكثر. أشار بطرف اصبعه البارز من ثقب قفازاته الصوفية البالية إلى سيارة واقفة من طراز ديملر سوداء ضخمة تتقدم سيارتين أو ثلاث من نفس الطراز بانتظار خدمة المسافرين على الطرف الجنوبي للمحطة، وقال للمسافر الغامض:
– ما رأيك لو أخذنا سيارة التاكسي هذه يا سيدي؟
– لما لا؟ لكنني لم يسبق أن رأيت سيارة خدمة من قبل. كنت افترض أنك ستستأجر عربة خيل (حنطور) لأنني لم أكن أملك أية فكرة عن شيء اسمه سيارات أجرة؟ لدينا في موسكو سيارات خاصة وحسب.
رد الحمّال، كمن يتباهى بمعلوماته:
-هذه سيارة ديملر موديل 1904 يا سيدي. هذه أول شركة في العالم تضع سياراتها لخدمة الراغبين والمحتاجين لهذا النوع من الخدمات. لقد تأسست شركة لهذا الغرض منذ عام 1897. في داخل هذه السيارة، سنجد بعض الدفء، وهي أسرع بكثير من عربات الجياد… هل لي أن أعرف إلى أين تريد الذهاب … سيدي؟
-أوه… إلى أين؟ بلى…انتظر لحظة…لا أستطيع تذكر اسم النزل تماماً…هو شيء يشبه تلك الأسماء الصعبة اللعينة التي تأبى الذاكرة حفظها… لكنه مكتوب على ورقة في محفظتي.
أخرج المسافر محفظة جيب، وابتدأ بالبحث عن الورقة المطلوبة بين عدة أوراق مكدسة… تنهد مرتاحاً وهو يقرأ:
-اسم النزل هو لورو دي نابولي، هو ملاصق لمطعم اسمه ايل بيراتا. أو يمكنك اعتباره مكملاً له، لأن مالكه إيطالي. الشارع هو جاده كارل ديترس فون ديترسهوف شتراسه. لقد حجزه لي صديق مقيم هنا في فيينا، وهو من زودني بالمعلومات الاضافية عنه في برقيه أرسلها لي إلى موسكو لسببين، أولاهما هو يعرف كم أنا مغرم بالتفاصيل، لذا ألحقها بعد فترة بخريطة للمدينة، إلاّ أنني للأسف الشديد أضعتها، لكن لا تقلق فقد حفظتها عن ظهر قلب. وثانيهما أن انشغالاته اليومية لن تسمح له بانتظاري في المحطة. على كل حال أنا هنا بدعوة منه، وهو من أشار عليَّ أن أبقى ليومين أو ثلاثة في فيينا للتعرف عليها، قبل أن أنضم إليه في منزله أو قصره. إذا أردت أن اكون أكثر دقة… يقع خارج فيينا وسوف يمر عليَّ لاحقاً لاصطحابي إلى منزله.
بدت علامات الاعجاب على وجه الحمّال وهو يقول:
-حفظت الخريطة عن ظهر قلب؟ لابد أنك تملك ذاكرة حديدية يا سيدي؟ لا أعرف أحداً يجيد حفظ الخريطة هنا باستثناء موظفي البلدية ولصوص عربات البريد، أما عن نزلك الصغير، الذي استعصى على ذاكرتك الحديديّة، فأنا لم أسمع عنه من قبل؟ يجب أن يكون نزلاً صغيراً جداً…هل من سبب خاص لأن يحجز لك صديقك غرفه فيه؟
– ربما صاحبه الايطالي من أصدقاء روزا لوكسمبرغ. أجاب المسافر دون أن ينظر إلى وجه الحمّال.
تعاون السائق والحمّال في دفع الحقائب في الفراغ المغطى بكتان سميك أسود مجهز بسيور جلدية لربطه وتغطية الحقائب بإحكام. نظر الحمّال إلى المسافر الجالس في المقعد الخلفي للسيارة، الذي أومأ له برأسه إشارة للصعود إلى جانبه. قفز الحمّال بخفة لم يتوقعها من ذاته لكنه كان يعرف أسبابها. كان الحلم بصحن حساء ساخن، هو ما يحرضه الآن ليتحرك بكل هذه المرونة والخفة التي لم يألفها من نفسه من قبل. تناول الورقة من المسافر وقرأ مجدداً اسم النزل وتلاه بصوت مرتفع على السائق الذي بدوره أطلق العنان لزموره محذراً المارة الغافلين، وانطلق بسرعة تشبه سرعة نشّال يحاول الهروب والتواري عن الأنظار.
الفصل الرابع
ارتقى المسافر الغامض درجات السلم الثلاث الرخامية، ودفع باب نزل لورو دي نابولي المصنوع من خشب السنديان الثقيل، والتي تحجب رؤية قاعته الأمامية من خلال نافذه الباب الزجاجية العريضة ستارة مخملية حمراء أزالت أشعه الشمس لونها تقريباً، فبدت باهتة كعلم قديم على سارية سفينة للقراصنة. أصدر الباب أنيناً معدنياً وهو ينفتح إلى الداخل، كان كافياً لأن يجعل قلب المسافر يقفز من قفصه الصدري. استدار إلى الوراء ودفع بإيماءة من رأسه الحمّال الذي غطس نصف وجهه بالظلال المعتمة لفانوس أنواره تحتضر ويحاذي الإطار الخشبي للباب، لأن يثب بسرعة على الدرجات الثلاث الرخامية المتأكلة حاملاً حقيبتي المسافر ذات المقابض النحاسية والجلد الفاخر ليضعها بقوة وعدم احتراز على أرض البهو الصغير للفندق، بعدما خيل إليه أن عضلات ظهره تتمزق، وأن عموده الفقري قد برز إلى الخارج.
تقدم المسافر الغامض بخطوات ثابتة من الكونتوار المصنوع من خشب الأبنوس ذي الدهان الذي لم يستطع الحمّال تحديد لونه الأصلي، وضغط بيده بقوة على المقرعة النحاسية الموجودة على الكونتوار والمخصصة لإنذار الموظفين بحضور أحدهم. كان لا بدّ من الانتظار دقيقة أو دقيقتين قبل أن يطل الموظف النحيل ذو العينين النمسيتين الزرقاويتين والشارب البروسي، وهو المولج باستقبال النزلاء الجدد من باب جانبي حاملاً بيده شطيرة مقضومة، كان قد ابتدأ بتناولها في الغرفة الخلفية الملحقة ببهو الاستقبال، وفوراً بادره المسافر الغامض بقوله إنه يملك حجزاً في الفندق.
سأله الموظف عن اسمه، ولمّا لم يستطع تهجئته بسهوله اقترح أن يسجل المسافر اسمه بيده، وهذا ما فعله بالضبط، حيث فتح سجل الحجوزات، ثم طلب منه جواز سفره الذي لم يفهم منه شيئاً، لأنه كان باللغة الروسية والفرنسية، فأعاده بسرعة إلى صاحبه مترافقاً بابتسامة مرتبكة، والتفت إلى الوراء ليتناول مفتاحاً معلقاً على اللوح الخشبي للمفاتيح، وقال له: الغرفة الخضراء يا سيدي.
-ماذا تعني بالغرفة الخضراء؟
-لا حاجة للأرقام في هذا النزل يا سيدي. فهو من خمس غرف فقط، لذا عملنا على دهن باب كل غرفة بلون مختلف للتمييز بينها. الغرفة الخضراء هي الغرفة ذات الباب الأخضر، أما من داخلها فكل الغرف متشابهة بفرشها وألوانها.
-عظيم جداً…هل لك أن تقودنا إليها؟
-ليست صعبة يا سيدي. اصعد ذلك الدرج الذي يتوسط القاعة واستدر بعدها الى اليمين، كل الغرف هي هناك، أما على اليسار فتوجد غرفتي وحسب.
-حسنا يا صديقي، سأصعد إلى غرفتي الآن، لكن هل تتكرم علينا بحجز طاولة في المطعم المجاور الذي أرى بابه من هنا…أعتقد أن اسمه لابيراتا.
-لا ضرورة لأي حجز يا سيدي، لأن المطعم شبه فارغ في هذا الوقت من السنة، مع ذلك سوف أقوم بحجز طاولة لك ولمرافقك.
الفصل الخامس
قطع الحمّال شريحة خبز بسكينه ودفعها في فمه بأناقة وعناية مفرطة، لاحظها بدقة رفيقه المسافر الغامض، قبل أن يتناول ملعقته ويغرفها في حساء الفطر والبطاطا والذرة الساخن المطبوخين بالزبدة، ويدفعها إلى حافة الإناء ليرطمها بها ليزيل فائض الحساء العالق في المعلقة، قبل أن يدنيها من فمه ويأكل محتواها بدون أية ضوضاء مرافقه لتناول الحساء. أثار سلوكه هذا في المسافر الغامض الرغبة في معرفته أكثر، لأنه كان يتصرف كسيد حقيقي بعد كل حساب. لقد سأله المسافر إن كان يرغب بأكل قطعة من اللحم المشوي مع الحساء، إلاّ أنه رفضها بصرامة واضحة، وأخبره أنه نباتي، كمالا يتناول الكحول ولا يدخن.
– يا سيدي…منذ زمن بعيد، لا أتناول اللحوم، لا أعلم ولا أستطيع أن أفهم كيف أنكم تستطيعون أكل هذه الجثث…!!
– ماذا تقصد بالجثث…الحيوانات المذبوحة؟
– تماماً يا سيدي، فبعد ذبحها كل الحيوانات تصبح جثة مثلها مثل الإنسان بعد قتله يصبح جثة…أنتم تقتلون الحيوانات وأنتم تأكلونها.
– حسناً، أنا لا أتخيلها وهي جثة…أتخيلها مشوية في طبق موضوع أمامي…هذا هو الفرق بيني وبينك. أنت ترى وجه النسر على العملة المعدنية المحلية، وأنا أرى وجه القيصر على الوجه الآخر، حتى لو رميتها في الهواء آلاف المرات وتلقفتها في يدك على الوجه الدي ضمرته قبل قذفها في الهواء، سأظل أرى وجه القيصر، وأنت ترى وجه النسر.
– لم افهمك تماماً… لماذا تريد أن ترى وجه القيصر دائماً؟
– أريد أن أرى وجه القيصر وكل قيصر في هذا العالم، لأن حربي في هذه الحياة هي ضدهم.
– وأنا أقول لك يا سيدي، وما دام الأمر على هذا النحو، أن حربي قد تكون ضدك… لست متأكداً…؟ فكما ذكرت أرى النسر على وجه القطعة المعدنية…تعلم أن النسر ذو الرأسين هو رمز الأمه الألمانية… هو رمزنا…هو رمز هذه الأرض وهذا الشعب، وهو ما يليق بشعب ظل محلقاً للألف عام الماضية. أنت ترى الآن أنك تملك حربك وأنا أملك حربي، وأتمنى أن لا تعترض طريق حربك طريق حربي.
– حسناً، لنتفق قبل كل شيء على التوقف بمناداتي بسيدي، لأنها لا تليق بصداقتنا…كما أنني أملك حساسية بالغة لهذا التعبير… اسمي اوسيب يا صديقي، هذا بالروسية وجوزف بالإنكليزية، وجوزيف بالفرنسية، وجوزيبي بالإيطالية، وجوزيه بالبرتغالية، وهوسيه بالإسبانية، ويوزف بالألمانية، وهوسيب بالأرمنية، كما اعتقد. لكن هل تعرف ما هو الطريف في أسمائنا؟
– ليس تماماً.
– الطريف في أسمائنا هنا في أوروبا، أن ثلاثة أرباعها قد أتت من بقعة صغيرة من هذه الأرض…هناك في الجنوب. هل تتذكر اسمها؟ أنت تقرأه في قداس كل يوم أحد.
– صحيح تماماً، لقد كان الانجيل هو المنجم الذي قدم لنا ثروتنا من الأسماء، لكنها هي نفسها كانت الأسماء المحلية لأفراد عاشوا في ذلك العصر في فلسطين…هي أسماء فلسطينية. ربما قدموا لنا أيضاً الأحرف التي كتبنا بها أسماءنا، من يدري؟ لقد قرأت شيئاً من هذا القبيل.
– اسمع، بمناسبة الحديث عن القداس وأيام الأحد…لقد كانت أمي تتمنى أن أصبح راهباً أرثوذكسياً أو حتى قساً.
– أما أبي أنا، فقد كان يتمنى أن أصبح موظفاً جمركياً مثله، لكني خذلته، وربما أندم على أشياء كثيرة فعلتها في حياتي، إلاّ أني قطعاً لا أندم لأني لم أصبح موظفاً جمركياً، في النهاية كانت المكاتب والوظيفة بالنسبة لي كمدفن الأهرامات، كتلة فاخرة من الخارج وحجرة دفن صغيرة من الداخل. لنقل أني رفضت أن أدفن في ذلك المدفن الذي اسمه مكتب.
الفصل السادس
زلق المسافر الغامض كأس الخمر الذي اندلق قسم منه، إلى الحمّال على الطاولة المصقولة اللامعة، وقال له:
-حسناً يا صديقي… أقترح عليك ان نتبادل الأنخاب.
-أعلمتك أني لا أشرب الخمر…لكن لأنك تقترح أن نتبادل الأنخاب، يصبح من عدم اللياقة أن أرفض رغبتك، لأني أخشى أن تعتبر ذلك إهانة وهي ليست كذلك بطبيعة الحال. سوف أغطس شفتي فقط بهذا الكأس، لكن لن أشربه ولن أمسه ثانية. لقد حدث ذات مرة، وهذه قصة قديمة، عندما كنت في الرابعة عشر من عمري، أني بالغت في إحدى الليالي في شرب الكحول في إحدى الحانات القروية، وارتميت سكراناً على حافة الطريق عند عودتي إلى البيت، ونمت في العراء… وجدوني في صباح اليوم التالي على هذه الحالة وأخذوني إلى المنزل. لقد سببت لي الحادثة جرحاً وشرخاً عميقاً في روحي ما يزال يؤلمني حتى الآن…من يومها أقسمت أني لن أقرب الخمر أبداً، وهذا ما حافظت عليه حتى يومنا هذا.
-أنت لا تشرب الخمر…ولا تأكل اللحوم…ولا تدخن أيضاً؟!
-بلى، ولا أدخن أيضاً…ولا تسألني عن النساء… لأني لا أملك علاقة ما، على الأقل الآن.
-في فيينا، لا تأكل اللحوم ولا تدخن ولا تشرب الكحول وليس لديك علاقة نسائية، وبالطبع، ورغم ذلك، لا أرى فيك قديساً…أنت تخزن وتتدخر الحزن يا صديقي.
-لا…أبداً…أستطيع أن أرى ما هو مشرق في هذه الحياة…وأنا جاهز لتجرعه
-حسناً، دعني أخبرك عن نفسي…أنا آكل اللحوم، وأدخن، وأرقص البولكا، واعزف الاكورديون، وأشرب محتويات حانة بأكملها، وأستطيع أن أنام مع كل واحدة على قيد الحياة من نساء موسكو في ليلة واحدة…باستثناء زوجة القيصر طبعاً، لأني أفضل خنقها.
-لا أستطيع أن أقول أني أنظر في مرآه عندما أقارن نفسي بك. نحن مختلفان إلى حد كبير، ليس لكونك روسياً وأنا نمساوي، لكن الطريق الذي اخترته أنت لا يتقاطع مع طريقي. أقصد… هذه المسألة…ماذا تسمونها؟ المسألة الشيوعية…نعم… لكن، قل لي ماذا يجعل روسياً يقع في غرام فيلسوف ألماني؟ ماذا كان اسمه مرة أخرى؟… ماركس، نعم…كارل ماركس.
-آه…مؤكد أني لا أملك موهبة الأقناع، ولا أريدها، لأنه فضيلة الحمقى. أنا أرى أن وجهه نظري إذا أردت أن تكون مقنعة، يجب أن تدعمها رائحة بارود المدفع. وعلى كل حال يجب أن تزور روسيا لتعرف لماذا اخترت فيلسوفاً ألمانياً نبياً لي، أو على الأقل عليك أن تزور معامل هامبورغ ودوسلدرف وبرلين ولندن… هنا إلى جوارك… أف…هذا حديث يطول الآن، وأنت كما أرى تقف في نهاية الطريق وليس في بدايته أو منتصفه، ربما حينها كنت سوف أغالب نعاسي وأجلس معك مدة أطول…لكني متعب جداً الآن ولا بدّ أن أنام.
ثم بدأ بالنهوض عن كرسيه استعداداً للعودة نحو الفندق، وتابع حديثه:
-هل أستطيع أن أراك في صباح يوم غد؟ لقد كسبت اليوم الكرونات الثلاثة التي وعدتك بها، وكنت رفيقاً ممتعاً، وأستطيع أن أعدك بمثلها غداً بشرط أن ترافقني حتى المساء، بعدها نتناول الطعام سوية، أو ستكون حراً، حسب رغبتك.
-حسناً، لن أذهب غداً للعمل على الرصيف رقم 7، وسوف أكون صباحاً هنا لمرافقتك.
توجّه الحمّال خارجاً ومبتعداً في ليل فيينا، واتجه الغامض نحو الفندق، ليصعد مباشرة نحو غرفته الخضراء…حيث كتب كارل ماركس لا تزال موضبة في حقيبة السفر…
الفصل السابع
كانت ساعة جيب الزائر الغامض تشير إلى الساعة الثالثة وثماني وعشرين دقيقة تماماً، أعاد الزائر ملئها كعادته في مثل هذا الوقت، ثم أعادها إلى جيب سترته بعد أن حافظ على سلسلتها مطلة على سترته الداخلية. مسّد شاربيه قليلاً وهو يتأمل المارة السعيدين في هذه المدينة الفرحة التي لا تعرف النوم، ثم التفت إلى رفيقه الحمّال يتأمل تقاطيعه الجانبية لوجه صارم غاطس بعمق في أفكاره الخاصة، وفكّر قليلاً أنه قلما التقى بأشخاص لا يعرفون الابتسام مثل رفيقه هذا، لكنه عميق كبئر وهذا يكفي لأن تكون صحبته ممتعة.
لقد حضر في الصباح في تمام الثامنة ليرافقه. تجول معه في حارات فيينا القديمة ولم تتح له الفرصة حتى الآن لأن يزور متاحفها وكنائسها وكاتدرائياتها، لكن هذا لن يهم الآن لأن إقامته قد تطول هنا ويملك كل الوقت ليرضي فضوله وتعطشه النهم للمعرفة، لكن بالمقارنة هو يفضل حانات فيينا ومواخيرها على متاحفها، فقط لأنها تمنحه الإحساس العميق بأنه يغرف كل اللذات الأبيقورية فيها، وتهبه إحساس أنه يحيا. وفجأة لفت انتباهه وجهاً خاله أليفاً، كان لرجل خمسيني، يحمل مظلة مغلقة ويرتدي معطفاً أسود يتدلى إلى أسفل من ركبتيه، وكانت ربطة العنق المعروفة بالفراشة تبرز من أعلى المعطف المزرر بإحكام. أشار للسائق بالتوقف والتفت إلى رفيقه الحمّال وقال له:
-انظر، وجه هذا الرجل يبدو أليفاً وكأنني رأيته في مكان ما…ربما في صفحة جريدة أو ما شابه…هل تملك أية فكرة عنه؟
التفت الحمال إلى الرجل الذي كان يسرع خطاه على الرصيف المقابل ثم قال:
-أه، أنت تقصد هر فرويد، أو الدكتور فرويد…سيغموند فرويد، طبعاً أعرفه…إنّه نجم حفلات المدينة، الكل يحتفي به، إلاّ أني لا أرى سبباً لهذا كله؟
-ماذا تقصد بأنك لا ترى سبباً لهذا؟ لقد تذكرته الآن…وأعتقد أنني أملك كل الأسباب للتعرف إليه.
-ربما أنت، أما أنا… لا…لا أرى سبباً يدفعني للتعرف إليه. لقد حضرت له مؤخراً محاضرة على مدرج جمعيه العلوم الإمبراطورية النمساوية…لم أفهم منها شيئاً…!! أعتقد أن ما كان يقوله، ليس أكثر من هراء…
-مثل ماذا؟
-هل تريد أن تعرف فعلاً؟ حسناً، تكلم عن أشياء مثل الأنا والأنا العليا، والعقل الباطن، والكبت الذي هو محصلة صراعين…الشعور واللاشعور…الحقيقة أني لم افهم شيئاً يومها، وما أقوله لك الآن قرأته لكي أفهمه، ومع ذلك لم استسغه…ربما كان هذا هو السبب في أني لم افهمه…حيث لم أحب ما كنت أسمعه. بالنسبة لي ليس أكثر من مجرد سخف طفولي وكفر صبياني. الآن لندع الهر فرويد في دائرة لا شعوره…هل تريد أن آخذك إلى مكان محدد؟
-بالطبع، أريد الذهاب إلى الكافيه سنترال…هل تعرف عنوانها؟
-الكل يعرفها في فيينا عزيزي الهر يوزف. هي مكان لقاءات كل كتّاب وفناني فيينا. تقع في شارع هيرنغاس 14، حي انير شتات. هي تشغل الطابق الأول من مبنى البورصة المحلي…أعتقد أن مهندسها المعماري هو هاينريش فون فيرستيل وهو المهندس المصمم لأغلب معالم فيينا المعاصرة. لقد تعلّمت هذا في الوقت الذي كنت أستعد فيه للدخول لكلية الهندسة المعمارية هنا في فيينا، لكنهم رفضوني وقالوا إن خطوطي لا تنسجم مع طبيعة الهندسة المعمارية، ربما أنه كان عليهم أن يقولوا أني لا أملك أي خيال، لكن في يوم ما سأبرهن لهم أن في هذه الجمجمة خيالاً كافياً لتغيير العالم، لكن قل لي… لماذا تريد الذهاب إلى هناك؟
-في الواقع، لقد تلقيت هاتفاً صباح هذا اليوم، عندما كنت في بهو الفندق…أنت تعرف أنه الهاتف الوحيد هناك…كان المتصل هو صديقي ألكسندر ترويانفسكي…هو نفسه من وجه الدعوة لي للحضور إلى فيينا…في صحبته رجل أعرفه منذ زمن، هو ليس صديقاً لي، لكنه ربما يصبح صديقاً لي، أو عدواً وهذا احتمال أكبر…اسمه ليو تروتسكي.
أعطى الحمّال العنوان للسائق، الذي وضعهم أمام باب الكافيه سنترال بعد دقائق قليلة. ترجّل الحمّال من السيارة وحاول المغادرة بعد مصافحة الزائر الغامض، الذي أصرّ على تعريفه بأصدقائه.
-ادخل معي لنتعرف عليهم…هيا…
-ولكنهم غرباء بالنسبة لي يا هر يوزف…؟
-لا يوجد هنا غرباء يا صديقي…إنما اصدقاء محتملين…
تقدّم المسافر الغامض من الطاولة الأبنوسية المغطاة بمفرش أخضر، والمنتثر عليه أقداح الشاي الفاخرة مع الإبريق الفخاري المزين برسوم الورود، وصافح الرجال الثلاثة المتحلقين حول الطاولة. لاحظ الحمّال بسهولة كيف شدّ صديقه يده على يد أحدهم وكأنه يحاول تحطيمها، كان نحيفاً يضع نظارات ولا يتمتع بأية أناقة في مظهره الخارجي الذي بادره بقوله:
-لقد مضى زمن طويل منذ آخر لقاء لنا عزيزي الرفيق اوسيب فيساريو نوفيش جو كاشفيلي…ربما أنا أفضّل أن أدعوك باسمك القصير الرفيق ستالين…لكن قل لي من هو الصديق الذي أحضرته معك يا رفيق؟
قبل أن تتح لستالين الفرصة للرد، تقدّم الحمّال، وهو يمد يده إلى ليو تروتسكي…
-اسمي أدولف…أدولف هتلر… يا سيدي.
قبل الفصل الأول
بطاقة تاريخيّة:
تروي المصادر التاريخيّة، أنه في شتاء العام 1913، وللمصادفة الغريبة والمدهشة، تواجد في فيينا: أدولف هتلر، وجوزيف ستالين، وليو تروتسكي، وجوزيب بروز تيتو، وسيغموند فرويد. وكانوا يقيمون في حي واحد.
خارج الفصول
في 23 آب 1939، تم في موسكو توقيع المعاهدة الألمانية – السوفيتية، وذلك بحضور ستالين. وقّع الاتفاقيّة عن الجانب الألماني وزير الخارجية ريبنتروب، وعن الجانب السوفيتي وزير الخاجية مولوتوف.
بعد التوقيع وانتهاء المراسم، ودّع ستالين ريبنتروب، قائلاً له: قل لهتلر، أن الحمّال الذي غادر الرصيف رقم 7 في فيينا… أصبح من هواة الجثث… وإن ظلَّ نباتياً.
غادر وزير الخارجية الألماني موسكو، دون أن يفهم رسالة ستالين الغامضة؟
عمل متكامل رائع ، يجمع فيه المعرفة التاريخيّة ،والوصف الدقيق ، والأفكار الفلسفية ، والحبكة المتقنة ، خيال خصب ، وابداع منقطع النظير.
عمل ادولف هتلر فعلا حمالا في محطه قطار فيينا ابان تلك الفتره
ارغب ان انوه ان ماوضع في هامش خارج الفصول كان اضافه من اداره التحرير لامتاع القارىء ،وليست من النص الرسمي
كل المعلومات الوارده في النص هي معلومات تاريخيه صحيحه بما فيها المعلومات الخاصه بأدولف هتلر وحياته الخاصه