[يتخفّى وليد الهليس بهيئة السهروردي، ويُلقي بنفسه في محرقةٍ لحطّابي النور… ستبقى سيوفهم تضرب الهواء، فيما سيفاجئهم بقلبٍ ليس من غراسهم. ينجو السهروردي المقتول بهيئة الهليس الذي لم يتمكن بسبب جناحيه من المسير مع أخوته… طار… طار عالياً بعيداً نحو ذاته. هو وحيد ومنفي لا يُرى من نورٍ يشع ولا يُقطع] ن. سلّوم
1
هذا هو قلبي
“فأنت هو المعنى وأنت وجوده
وأنت جميع الخلق والعرش والكرسي”
السهروردي المقتول
لا أملك حصاناً وليمة
لا ثوب خزِّ
لا سيفاً أبيعه
ولا درعاً أرهنه لأجلكم
سأنفخ البوق لتطربوا قليلاً
وتتركونني في شِباك غوايتي
ألاحق صفير النسر
وأسترق صلاة اليمامة
أسيرُ غوايةٍ لا تعرفونها
أنا
لا توبة أعلن
ولا ناقة لأسعى
جالس في العراء منتظراً بقية ذنوبي
كنز أيامي الباقية
لا حطب في موقدي
لا شمس لروحي، مرتجفة، في شتاء طويل
ويداي مرفوعتان تحت سماء لا تراني
الغيوم سوداء فوق لُمتي
ولا قطرة لأجلي
ظمأي لا يُروّى
هذا هو قلبي
خذوه
شقوه نصفين
لن تجدوا ولو بذرة من غراسكم
لا وعظ
لا كرازة ولا تقوى
غناءً فاحش وحسب
غناء يطرب قلب الخاطئة
ويصعد به السكارى، راقصين،
درج المعنى
2
لا موجة ولا شراع
آه يا إخوتي
كم بعيدون أنتم
وكم الفرح يشبهكم
حطب المواقد أنتم
وأنا موقد ولا حطب؛
يراعة لا طائل من ورائها
وحيداً أنقل التراب تحت خطوتي
عينيّ في السحاب
ليس في يدي غير سكينٍ
أقطع بها رغيف يومي
وألقي به
لقمة في فم اليأس
ولقمة لكلبة نائمة عند قدمي
كم جارح غيابكم
فارغ البيت بدونكم
والطريق إليه موحشة
لماذا تركتم نظرتي تحسر؟
وخطوتي تكبو؟
لو صلبتموني على جذع جميزة
لو بمطرقة كسرتم جناحي
لو بنيتم قفصاً لاجترائي
لو يد شدت إليها جنوحي
وقدت قميصي الوحيد
لو ندهةٌ رمت بصِنارتها إليّ
لربما ابتلعت الطعم واخترت
موتاً مبتكراً بينكم.
كل يوم أفكر فيكم
بلا استئذان
وأردد أسماءكم
بلا هوادة
كل يوم لا أبكي ولا أضحك
لا ألبس ثياباً لعرسٍ
ولا أطلق لحيةً في حداد
من سيغفر لي كل هذا؟
كل ما لدي خيط ضوءٍ،
لا أراه،
حفنةٌ من تراب
تحمل خطواتكم
وراية مزقتها الرياح
وحيداً في زرقة الغيب
أحدق في حدبة الأفق
لا أرى شيئاً
ولا أسمع
ولا أنبس من كثرة الغياب
لا موجة تعيدني
ولا شراع
روعه
هذه القصيده ضريبة الغربه