وصالٌ… على هامش فن الهوى
[من الكلمات الأولى، سنكابد في التيقن، إنْ كان هذا النصّ من (الأوراق السّرية) للصوفيّة، أو لـ (صوفي) يكابد كي يحافظ على وصاله في هذا العالم الكالح؟
ما بين توسّل الوصال الذي يصهر (الثنويّة) في (واحد كليّ) يصاغ بإبرة وخيط من شمس: نارها هو نورها، ووشاح من شقاوة العاشق وفنونه، يعيد لنا وليد الهليس، تلك اللغة السريّة، التي كنا نظن أننا أضعناها للأبد. لغةٌ يختبئ قلبنا بين حروفها.] ن. سلّوم.
على هامش فن الهوى
أنا لص المغارة
وهذه كنوزك
مثقلة بثمارها سلالي
هل أُعيد إليك ما نهبته
كيف يرد الجسد على الشمس لونها
كيف أسترد من قدميك أغنيتي
كل أخطائي
كل عثرة
لم تكن غير سلّم
إليك
أكاذيبي الصغيرة،
والكبيرة
لم تكن غير حبال
لشرفتك العالية
كنت الضد،
وأنت انكشافي
عتمةً،
وأنت وحدك تعدين نجومها
صولة عينيَّ
ومرعى قطيعي
تيه أصابعي
ومجد هزائمي
حقل عطارين لا أرجع منه أنتِ
وأنا خيط
يفتش عن إبرة ضوء
ترتق قلب العاشقة
أصعد سلمي
وأتسلق حبالي
ولا أنتهي…
وصال
الشمس خيط وإبرة
وثوب انتظاري طويل
لا أنادي أبي،
ولا إخوتي
أناديك أنت
عواء شارد في الليل صوتي
أرسم موجة على جدار بحرك
شباكاً،
لأطل عليك
ضحكةً؛
خيطاً وإبرة، أيضاً،
لهذا النحيب
بين مدٍ كاذبٍ
وجزرٍ
وقفنا، معاً، صاخبين،
ضربنا بكعبينا،
سدىً
كذلك يصخب القلب وحيداً
أثخنته العيون
وهلهلته الرماة
يا حبيبي
بغيرك
حجرٌ صائمٌ
أنا،
قيقب أضرم النار في أوراقه،
عوسجٌ،
أسدل الشوك بردايةً
تينة ملعونة
كأس ولا نبيذ
——————————–
هامش: العنوان: وصالٌ… على هامش فن الهوى، هو من وضع المحرر في (سيرجيل) وهو اندفاع وراء لغة الشاعر، حيث سيطر شعور الاتحاد على الفِرقة، فتم الدمج بين العنوانين ليتحدا في واحد. هذه جناية الشاعر على المحرر وخياله.