يحتفل العالم في الثامن آذار/مارس من كل عام باليوم العالمي للمرأة، ومن التاريخ السوري نسلط الضوء على نساء عظيمات زينّوا التاريخ السوري بانجازاتهنَّ وتفردهنَّ، عبر امتداد حضاري وثقافي يؤكد أن سوريا كانت الرائدة في كل المجالات.
جوليا دومنا
الملكة جوليا دومنا هي واحدة من الشخصيات البارزة في تاريخ الإمبراطورية الرومانية، كانت زوجة الإمبراطور الروماني سبتيموس سفيروس وانجبت منه كركّلا وجيتا.. وُلدت في مدينة إميسا/حمص حوالي عام 170 ميلادي، وتعود أصولها إلى أسرة آرامية نبيلة.
منذ البداية حرصت جوليا دومنا على الظهور كإمبراطورة حقيقية، فسافرت مع زوجها لقتال حاكم سورية بيشينيوس نيجر الذي أعلن نفسه إمبراطوراً، واستولى على القسم الشرقي من الإمبراطورية الرومانية، ثم معارك في آسيا الصغرى وبيثنيا ثم دخلت روما منتصرة إلى جانب زوجها.
في العام التالي كانت جوليا حاضرة أيضاً في الحرب مع البارثيين، والتي امتدّت لعامَي 195 و196م، وتقديراً لشجاعتها ورجاحة عقلها حملت اللقب التشريفي “أمّ المعسكر”. وطوال السنوات التي عاشتها جوليا دومنا إمبراطورة، كانت حريصة على فكرة العائلة الإمبراطورية، وهي فكرة كانت تثير نقمة وانتقاد بعض السياسيين في روما لارتباطها بالشرق؛ بعد وفاة زوجها في 4 شباط/ فبراير 211م، في أثناء الحملة البريطانية في إيبوراكوم (يورك حالياً)، تولّى كركلّا وجيتا الحكم معاً، فأوقفا الحملة، وعادا إلى روما مع والدتهما. وبدت الأمور كأنّها تتّجه نحو حرب أهلية بسبب العِداء بين الأخوين، ولاحت في الأفق فكرة تقسيم الإمبراطورية.
في كانون الأول/ ديسمبر من العام نفسه، أقنع كركلّا أمّه بدعوة جيتا إلى جلسة مصالحة. ولكن غدر بأخيه وقتله، وانفرد كركّلا بالحكم، ورغم غضب الام من ابنها إلا أنها تولت جميع السلطات التنفيذية المتعلّقة بإدارة الإمبراطورية، في ظلّ انشغال كركلّا بالشؤون العسكرية، وخصوصاً حروبه البارثية. ولم يمنعها ذلك من الاهتمام بالفلسفة والأدب، وكان لديها منتدىً يلتقي فيه عدد كبير من أدباء وفلاسفة ذلك العصر، أشهرهم فلافيوس فيلوستراتوس، مؤلّف سيرة الفيلسوف الفيثاغورسي الجديد أبولونيوس التياني، وهي سيرة كتبها بناءً على طلب جوليا، بحسب قوله. فقد أعطته الإمبراطورة مجموعة من الوثائق التي كتبها أحد زهّاد مدينة نينوى القديمة، من الفلاسفة والأدباء الآخرين الذين ضمّهم صالونها الأدبي – الفلسفي: السفسطائي فيلسكوس من تيسالي، والإمبراطور اللاحق غورديان الأول، وأسباسيوس من رافينا، وأوبيان الأفامي، مؤلّف قصيدة سينيجيتيكا المكرّسة لمدح كركلّا، والناثر ومصمّم الأزياء الشهير إيليان، صاحب كتاب “التاريخ الطبيعي للحيوانات”، والمحاميان ألبابينيان وأولبيان الصوريان، ويوليوس بولوس، والطبيب سيرينوس سامونيكوس، أحد ضحايا كركلّا في العام 212م.
في أنطاكية، تلقّت نبأ مقتل كركّلا على يد قائد الحرس الإمبراطوري ماكرينوس في 8 نيسان/ أبريل عام 217م. فامتنعت عن الطعام حزناً لتموت عن عمر يناهز الـــــ 57 عاماً. وتم دفن رفاتها في ضريح أوغوسطوس، ولكن اختها جوليا ميسا نقلتهم لاحقاً، إلى جانب رفات كركلّا وجيتا، إلى ضريح هاداريان، الذي كان يحتوي على رفات سيفيروس.
زنوبيا
زنوبيا (240 – حوالي 274) كانت ملكة تدمر، قادت مع زوجها أذينة عصياناً على الإمبراطورية الرومانية تمكنا خلاله من السيطرة على معظم سوريا. بعد وفاة زوجها قادت الإمبراطورية التدمرية إلى غزو مصر لفترة وجيزة قبل أن يتمكن الإمبراطور أوريليان من هزمها وأسرها إلى روما.
اسم زنوبيا الأصلي بالآرامية كان بات زباي (בת זבי) أي بنت زباي كما عرفت باللاتينية باسم يوليا أوريليا زنوبيا (Julia Aurelia Zenobia) وباليونانية سبتيما زنوبيا، كما عرفها العرب باسم الزباء. تلقّت تعليمها باللغتين اليونانية واللاتينية، على الرغم من أنها ربما واجهت صعوبة معهما، لكنها كانت تجيد اللغتين المصرية والآرامية.
أصبحت زنوبيا، أيقونة عالمية بفضل موقفها الشجاع من احتلال روما لبلادها، واختيارها المواجهة على الاستسلام. شكلّت السنوات القليلة التي حكمت فيها الجزء المشرقي والعربي من الإمبراطورية الرومانية مرحلةً نادرة من مراحل ازدهار الفكر والفلسفة والتسامح في الجزء الشرقي من الإمبراطورية الرومانية، بعد مقتل زوجها أصبحت وصية على العرش، لأن ابنها وهبلاتوس كان لا يزال قاصراً، وخلال السنوات الخمس التي تلت مقتل أُذينة في عام 267 ميلادية، رسّخت نفسها في أذهان شعبها رمزاً للشرق. كانت تسكن في قصرٍ واحد من الروائع العديدة في مدن الشرق، ويُحيطُ بها بِلاطٌ من الفلاسفة والكُّتاب، ومع كل من القوة والنفوذ من جانبها، شرعت في واحد من أبرز التحديات لسيادة روما فارسلت قائدها زبداس على رأس جيش لغزو مصر الرومانية، وبمجرد أن حصلت على مصر، دخلت بعد ذلك في مفاوضات دبلوماسية مع منطقتي سورية الطبيعية وآسيا الصغرى وأضافتهما إلى إمبراطوريتها المتنامية.
بحلول هذا الوقت كان أوريليان إمبراطوراً، وكانت زنوبيا قد سكت عملات معدنية تعرض صورة وهبلاتوس على جانب وأوريليان على الجانب الآخر كحكام مشتركين لمصر. كان لديها نقوش على شرف أوريليان وضعت في تدمر وأدرجت اسمه في المراسلات الرسمية. في الوقت نفسه، ومع ذلك، اعتمدت الألقاب الإمبراطورية مثل أغسطس وهبلاتوس وأوغوستا لنفسها، وهي الألقاب التي كانت امتيازاً للعائلة المالكة في روما وحدها. كما أجرت اتفاقيات تجارية، وتفاوضت مع الفرس الساسانيين، وأضافت أراضي إلى إمبراطوريتها دون استشارة روما أو حتى النظر في مصالح روما. وبحلول عام 271 ميلادية حكمت إمبراطورية امتدت من العراق الحديث عبر تركيا وصولاً إلى مصر. ولكن اوريليان قاد جيشاً نحو تدمر التي حشدت جيشاً واجه الرومان خارج مدينة دافني في معركة إيماي- معركة إنطاكية في عام 272 ميلادية. وانتصر اوريليان فهربت زنوبيا مع جنرالها زابداس، إلى مدينة إيميسا- حمص حيث كان لديها المزيد من الرجال، ثم تراجعت الى تدمر ولكن الرومان دخلوها فهربت زنوبيا مع ابنها على ظهر جمل فتم أسرها أثناء محاولتها عبور نهر الفرات. وأعيدت إلى أوريليان في سلاسل. ثم أُعيدت زنوبيا إلى روما.
من مآثر زنوبيا التي سارت فيها على خطا جوليا دومنا، استضافتها في بلاطها للعديد من الفلاسفة والأدباء والمؤرّخين، أمثال مدير أكاديمية أثينا لونجينوس، والفيلسوف قالينيقوس من بترا، والفيلسوف أميليوس رئيس أكاديمية أفاميا الفلسفية، كما زار الفيلسوف أفلوطين تدمر، وأقام فترة في بلاطها.
وبقيت زنوبيا في ذاكرة التاريخ كواحدة من أكثر الشخصيات شعبية في العالم القديم في أساطير العصور الوسطى، تاركة إرثاً غنياً كملكة محاربة عظيمة وحاكمة ذكية.
ماريانا مراش
ولدت ماريانا مراش عام 1849 ودخلت القرن العشرين وهي تكتب الأشعار وتنتقد تقاعس نساء البلاد وتدعوهن إلى التزين بالعلم والتحلي بالقوة والطموح.
أصرت على والدها وأخيها فرنسيس مراش حتى كان لها ما تريد فانتسبت إلى إحدى مدارس بيروت وهي (المدرسة الإنجيلية) وكانت قد أجادت العربية أما الفرنسية فقد تعلمتها في مدرسة راهبات مار يوسف لكنها، وبسبب الحنين عادت إلى حلب ليشرف والدها على تعليمها.
وبدأت عالم الشعر، ونشرت قصائدها، بمساعدة المعلم بطرس البستاني، وخليل سركيس، وأفسح المجال لقصائدها في مجلة (الجنان) وفي جريدة (لسان الحال)ـ ثم سافرت الى اوروبا لتتوسع ثقافتها وتتطور مفاهيمها وحين عادت إلى حلب، أنشأت صالونها الأدبي الشهير الذي استقطب أكبر أدباء العصر آنذاك، أثناء الاستعمار وبداياته، أغلقت صالونها خوفاً على رجال الأدب والفكر والفن من السجن ومن الاعتقال، وآثرت الاستمرار في الكتابة، فكتبت مدحاً، كتبت غزلاً عفيفاً، كتبت رثاءً، وفي عام 1919 ماتت ماريانا مراش.
ثبات اسلامبولي
تعتبر ثبات إسلامبولي أول طبيبة عربية في العصر الحديث تتخرج من جامعة أمريكية في العام 1885، وهي من أصل كردي، عادت لدمشق وانتقلت بعد ذلك إلى القاهرة لتعمل فيها وكانت من بين ثلاثة فقط من العالم طبيبة يابانية وأخرى هندية وثقت الجامعة أخبارهن لكن للأسف لم توثق بقية سيرة الطبيبة العربية .
كانت لوريس ماهر أول طبيبة تتخرج من جامعة دمشق عام 1930، لتفتح الباب أمام سبع فتيات أخريات فيما بعد ليتسجلن في كلية الطب، وتتخرج 72 طبيبة من كلية الطب عام 1945.
ماري عجمي
أنشأت الأديبة والشاعرة والصحافية “ماري عجمي” أول مجلة نسائية في سورية “العروس” عام 1910 ، وهي من مواليد دمشق 14 أيار 1888، انتقل جدها الأعلى “اليان الحموي” إلى دمشق في القرن 18، ورحل جدها “يوسف” من دمشق في تجارات الحُلي إلى بلاد العجم فقيل له “العجمي”.
درست ماري في “دمشق” في المدرسة الايرلندية وهي ابنة خمس سنوات، ثم في المدرسة الروسية إلى سن الخامسة عشرة، ثم درست التمريض في الجامعة الأمريكية في بيروت 1906 .
صدر العدد الأول من مجلة “العروس” عام 1910، بعدد صفحات لم يتجاوز 32 صفحة، ثم أصبحت 40 صفحة عام 1914، بعد ذلك توقفت المجلة عن الصدور أثناء الحرب العالمية الأولى، إلا أنها عادت للصدور بـــــ 64 صفحة عام 1918.
جذبت المجلة الكثير من الأدباء والشعراء كالشاعر”إيليا أبوماضي”, والشاعر “ميخائيل نعيمة”, و”الأخطل الصغير” و”بدوي الجبل”.، ليوقف الفرنسيون إصدار المجلة بشكل نهائي عام 1926.
نازك العابد
وُلدت نازك العابد في دمشق عام 1887 في أسرة صاعدة بقوة في التاريخ العثماني- السوري جاءت من الشمال (نواحي المعرّة) إلى جنوب دمشق (حيّ الميدان) حوالي عام 1700 لتعمل في تجارة الحبوب، حصلت نازك على تعليم جيد في إزمير لتلتحق بالمدرسة الأميركية هناك وتتعلم التصوير والرسم. انخرطت بعد عودتها إلى دمشق فوراً في الحركة الوطنية التي تطالب بدولة عربية مستقلة في بلاد الشام وفي الحركة النسائية التي تطالب بحقوق المرأة.
مع إعلان الأمير فيصل تأسيس الحكومة العربية في دمشق عام 1918 بادرت نازك العابد في 14 مارس/آذار 1919 إلى تأسيس “جمعية نور الفيحاء” التي تعنى بتعليم البنات، ثم أصدرت جريدة شهرية نسائية في بداية 1920 باسم “نور الفيحاء”. في غضون ذلك كانت العابد قد أسّست “مدرسة بنات الشهداء” بدعم من الأمير فيصل الذي خصّص لها أرضاً مناسبة في الصالحية.
معركة ميسلون وسقوط “المملكة العربية السورية” في 24 يوليو/تموز 1920 جعلت من نازك العابد كتلة نشاط لا تهدأ. فقد أسّست بعد إعلان الاستقلال “جمعية النجمة الحمراء” (التي سبقت جمعية الهلال الأحمر) لكي تتولى العناية بالمصابين من الحرب. ومع اقتراب القوات الفرنسية من دمشق منحها الملك فيصل رتبة نقيب في الجيش، فجالت ببدلتها العسكرية في شوارع دمشق مع الجنود المتوجهين إلى ميسلون لتحضّ الدمشقيين على التطوّع والمشاركة في الدفاع عن الوطن، ثم لتذهب بنفسها إلى ميسلون باسم “جمعية النجمة الحمراء” للعناية بالمصابين في المعركة.
نظر الفرنسيون إلى نازك على أنها خطر يتهددهم، فنفوها ولم يسمحوا لها بالعودة إلا إذا تخلّت عن السياسة، فعفوا عنها عام 1921 وعادت إلى سوريا، وبعد الثورة السورية الكبرى التي ساهمت فيها تم نفيها للبنان عام 1922 حيث تزوجت من الكاتب محمد جميل بيهم، وفي لبنان لم تتوقف نازك عن نشاطها لتحرير المرأة والدعوة إلى أخذ ريادة مستحقة في المجتمع، فأنشأت جمعية المرأة العاملة، والتي عملت على قضايا العمل لمصلحة المرأة، ودعت إلى منحها الحق في أيام الإجازة المرضية وإجازة الأمومة والأجر المتساوي للعاملات، وإلى التحرر الاقتصادي وسيلة للتحرير السياسي للمرأة، كما أسست ميتماً لتربية بنات شهداء لبنان عام 1957، وذلك قبل وفاتها عام 1959.
ثريا الحافظ
الكاتبة ثريا الحافظ هي أول امرأة تترشح للانتخابات البرلمانية في سوريا عام 1953 بموجب الدستور الذي عدله حسني الزعيم. شاركت في أوّل مظاهرة نسائيّة خرجت تندّد بالانتداب الفرنسي عام 1928. فيما بعد شاركت في العمل العسكري، فحملت السلاح وقدمت الخدمات الإسعافية للمصابين والجرحى.
ناصرت الحافظ “قائمة الكتلة الوطنية” في الانتخابات النيابية وشاركت عام 1929 في أوّل مظاهرة نسائيّة سورية داعمة لكل من فوزي الغزي وفارس الخوري وسعد الله الجابري وهاشم الأتاسي.
بعد تخرّجها من “دار المعلمات” عام 1928، عملت مُدرّسة للأدب العربي، ثم مديرة في مدارس دمشق، وتزوّجت من الصحفي والكاتب منير الريس رئيس تحرير جريدة “بردى” التي صدرت أواخر الأربعينيات واستمرّت حتى مطلع الستينيات. وتوفيت في عام 2000 بدمشق.
أسست ثريا الحافظ جمعية «دار كفالة الفتاة» من أجل مساعدة بنات شهداء العدوان الفرنسي على المجلس النيابي السوري، وقد استمرت هذه الجمعية حتى عام 1965، وبلغ عدد طالبات الجمعية بحدود 400.
وافتتحت عام 1946 صالونها الأدبي “حلقة الزهراء الأدبية” وكان مقره منزل زهراء العابد زوجة رئيس الجمهورية محمد العابد. لتؤسس بعد ذلك “منتدى سكينة الأدبي” عام 195. وانتقلت للحياة ما بين مصر وسوريا في الفترة اللاحقة حتى وفاتها في عام 2000.
غادة السمّان
غادة السمان كاتبة وأديبة سورية ولدت في دمشق عام 1942 لأسرة شامية عريقة ومحافظة، كان والدها محبا للعلم والأدب العالمي ومولعاً بالتراث العربي في الوقت نفسه، وهذا كله منح شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعاداً متعددة ومتنوعة. سرعان ما اصطدمت غادة بقلمها وشخصها بالمجتمع الشامي الذي كان شديد المحافظة إبان نشوئها فيه.
أصدرت مجموعتها القصصية الأولى “عيناك قدري” في العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري وليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت واستطاعت أن تقدم أدباً مختلفاً و متميزاً خرجت به من الإطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى آفاق اجتماعية ونفسية وإنسانية. ليصل عدد كتبها 44 كتاباً.
تخرجت من الجامعة السورية عام 1963 حاصلة على شهادة الليسانس في الأدب الإنجليزي، وما لبثت أن تركت دمشق إلى بيروت حيث حصلت على شهادة الماجستير في مسرح اللامعقول من الجامعة الأمريكية هناك. في بيروت عملت غادة في الصحافة وبرز اسمها أكثر وصارت واحدة من أهم نجمات الصحافة هناك يوم كانت بيروت مركزا للإشعاع الثقافي. وهي الان في سن الــــ 83.
ليلى نصير
كانت ليلى نصير أوّل امرأة تواظب على الذهاب إلى المقاهي الشعبية في اللاذقية في فترة الستينيات، وهي رسمت وجوه العابرين بأقلام الرصاص، ما جعل صاحب المقهى الذي كانت ترتاده يحتفظ بكرسيّها حتى اليوم.
ولدت في عائلة مهتمّة بالأدب والثقافة، وفي الستينيات ذهبت إلى مصر لدراسة الفن، وتخرّجت من كلية الفنون في القاهرة عام 1963.
حازت على جائزة الدولة التقديرية للآداب والفنون في نسختها الثالثة، باعتبارها أحد روّاد الفن التشكيلي السوري، عملت في كلية العمارة بجامعة تشرين، واقتنت أعمالها مؤسسات رسمية وخاصة من بينها المتحف الوطني في دمشق، ووزارتي الثقافة والسياحة، ومؤسسة بارجيل للفنون في الشارقة، وعدد من الجاليريهات في الشرق الأوسط، وآسيا، وأوروبا، وأميركا الشمالية، وحصلت على براءة تقدير من رئاسة مجلس الوزراء عام 1989. توفيت عام 2023 عن عمر ناهز 82 عاماً، وذلك في دار للمسنّين في اللاذقية، الذي أمضت فيه سنواتها الأخيرة وحيدة.