[يُقحم هزّاع شمالي، تشارلز داروين في مراجعة مستعجلة لـ (أصل الأنواع). سيقرر في نهايتها ترك القردة المدمنة الرقص فوق الأشجار، ومغادرة الغابة وحيداً. على أنَّ تحميّل النص بثلاثيّة الامبراطور قسطنطين، والبابا كيرلس والبطريرك نسطور، سيضع داروين مجدداً على طريق (أفسس) التي أمامه، فيما الغابة وسكانها وراءه… أين المفرّ؟] ن. سلّوم.
بين
عذاب الماء
وشهوة الموز،
تعودتم التفريغ
يا قردة…!
من مسلوبين
سَلبتم متاع الدنيا
يا جراثيم
العاع الوطني،
محشورين في علفه
المطهو بمزاميره
على ناره:
رهاباً معتّقاً مشبوحاً
يا قردة…!
الأمر
كلّه تلبيس،
أعني إبليس
رؤيا الظنون
في سفر حبقوق
لذات منهكة
باطل،
من تحته باطل،
ومن فوقه باطل
يا قردة…!
أمعن قسطنطين
في إعلان ولايته،
مبثوثة القداسة
على أهل الصليب،
مقبلاً على الإمساك
بأطراف السموات والأرض،
وقد بدد
إلفة كل الأماكن
صخراً وملحاً وقسوة
يا قردة…!
احتجب
خلف نقائع عزتكم
شبحاً
وخلف سرادق عجزكم
إلهاً
يحيا على الموت
يا بوهيم…!
من رحم سطوته
تولدون …
دود
يحيا بعد الموت
يا دود،
يا قردة…!
زعقتم وطبّلتم،
لطمتم وقفزتم،
أنشوطة مجد رخيص
لوجه الله
تتوالون (خلاصة) دابة
وضعت وليدها
من الخاصرة
يا قردة…!
وصلت رسائلك
على ظهور الحمير
يا – كيرلس –
بعد تحديث وتطوير الحمام
ترفرف وصايا:
حكمة العقل .. التحريم
صيانة الحقيقة .. العزل
توطين العدل .. النفي
سمعة الجمال .. التمثيل
نهج الفساد .. التكريس
تعبّد مداخل:
لدار السلام
يا قردة…!
قرأها المبّجل – نسطور –
قبل أن تصل،
فسرى الرمل الحار
في العروق بدل الدم،
وشاعت هزّة في البدن
ترسم
صورة لمرقص الإنجيلي
وبجواره الأسد الرابض.
ها هي
سنوات الشر المتأهبة
تثب فوقنا من مكمنه،
توشك أن تنشب
مخالب الموت
في لحم ظهورنا
المكشوفة لكل
ذباب العالم
يا قردة…إ