1
لو ابتعدت قليلاً،
لأرى عتمتي
أنتِ كثيرة الضوء
كيف لي أن أراكِ
بعيني بومة هي كل ما لدي
أريد عتمتي
لأراكِ
لا أريد الصباح
كثير الضوء، مثلكِ
أسمعه حافياً يمشي على العشب
يقود صغار الأضاحي
ويسرق عطرك من دم الغزالة
لا رقص في الطبول
ولا نشيج في المزامير
وليس من يقترب
من يلمس الوردة
يأخذه العطر
من يدّق الباب
يرث المفاتيح
ومن يصعد الجبل
يأخد الغيمة من ركبتيها
ليس الماء حلم الرمال
بل شهقتها العالية
الصبّار حلمها
وأزهاره العصماء
نبوءة الحجر المرمي في طريق القوافل
في شجرة الورد
تنام الأفاعي
وأنت حافية توزعين الظلال
وتتركيني
2
ضربةٌ روحها
عاليةُ الجَناح،
وصوتها ضوء وفراشة
عرفتها ناراً
وغيمةً
جئتها مثقلاً بكرمتي
وحملَت إليَّ الجرار
جسمها ملأ
وأنا صيحة وتيه
يدها الجهات
والطريق فضيلة قدميها
مشينا في دُوارٍ واحدٍ،
بحراً وغابةً معا..
وافترقنا
لا أفتش عن وثنٍ
غيرها
في السلال محارة
وموجتان في القميص،
وحيرة
عدم أخضر في العروق
رحيلٌ
وبين الجذر واخضراره
تكمل الروح دورتها
عابران
لا غير
أمسكا الزوال من قرنيه
قبل أن يفترقا..
مبدع كما عرفتك .. لا أدري هل تذكرني منذ أكثر من أبعين سنة بصحبة المرحوم شاكر الهليس إبن خالتي
هل تدري كم فتشت عن أخبارك وعن قصائدك .. لك تحياتي
علي الحداد إبن خالة شاكر الله يرحمه
كيف لا يا علي. الزمن سحيق حقاً، لكن جناح الروح لا يستغرق غير طرفة عين ليحملنا الى حديقة احلامنا الاولى، عندما كنا براعم جريئة وغافلة. لم تكن تنقصنا الجسارة لكننا نجونا باعجوبة، ومضى أجملنا وأكثرنا بسالة شاكر: فارس جيله وزينة عصبتنا، مضى الى نهاية الطريق وصعد الجبل وتركنا وراءه، نفكر فيه ونحمل نصيبنا من العبء ونكمل المسير.
أعترف بأنني مدين لك بهذه الوردة الفذة
دائم الود
وليد
أن نتذكر جميل أيضا هو أمر واجب فالصورة لا يكتمل بهاؤها إلا بحضوره، شاكر وابن عمته جميل الهليس، قاتلا العدو معاً واستشهدا معا وهما بعد في أول العمر، كنت أنا الاصغر بينهما ومع أنني الآن أوغلت في العمر إلا أنني ما زلت أشعر أنهما الكبيران وأنني أصغر هما. هما دائماً نجم الهدى بضوئهما أكمل وأهتدي.
لك الود
وليد
عاش الإبداع والمبدع.