أجراس صوتك
كيف أنسى؟
وأنت تودعني،
يدك فوق كتفي،
أجراس صوتك تدق،
خوفا عليّ:
“لم يبق لنا إلاَّ تعبَنا”.
خفتَ ألاّ أكونَ فهمت.
التفت إليك
لم أقل شيئاً،
لم تقل…
حملتُ حقيبة تعبي ومضيت.
سرت عكس نفسي،
طويلا،
بنيت منزلاً للظلال.
وعندما أعتمت،
لم يكن معي،
غير جمرة منك.
لم نقف ببابٍ،
ولم ينكسر ضوء عيوننا.
كل ما أردناه أن نقطع الممرات،
ضاحكَين؛
بزوجين من الأيدي الفارغة.
للبحر هديره.
للسماء غيمة، وجناحان
وللوحشة ما شاءت من القلوب.
أجراس صوتك تدق:
لم يبق لنا إلاّ تعبَنا.
***
قاسية، لا ترد
تركتني حائراً،
لا أعرف ما أقول،
ما أصمت.
لم أرك.
ولم ترني.
منذ أن طوحت بنا رمية.
لكنني أعرف الوجه والقلب.
وتعرف.
ما تغير شيء،
منذ الرمية،
تلك؛
رمية قاسية، لا ترد.
والآن؛
لن تعيدنا رحمة، ولا نداء.
لا غنيمةَ؛
لا إيابَ؛
لن يفتح باب لأجلنا؛
ولن يسرع الخطو لعناقنا أحد.
الشارع الطويل في المدينة الكشتبان
مثلما أسميتها،
مدينة الصقور واليمام،
لن يذكر مشائين درزا رصيفيه بأقدام جسورة
غرزة غرزة.
وما تغير شيء؛
منذ تلك الرمية القاسية.
***
نحلة، أنت زهرتها
الآن؛
وأنت هناك،
حاضر بكل أفعالك الماضية.
ربما بدون قفص،
معلّق في الرواق.
لكن ليس بدون عندليب.
ولا بدون حبق في الحديقة.
وأنا هنا،
على ضفة الليل
بنجمة وحيدة،
أنازل،
عتم ما تبقى،
وأفكّر؛
في احتمال فنجان قهوة معاً.
فكرة تؤجل اليأس،
قليلاً.
لا الصباح صباح،
ولا المساء.
لكنني أردت أن…
قبل ينتهي الوقت،
أن تعرف،
أنني باسمك أرعى الفراشات
أن تعرف، أيضاً
أنني قفير نحلة،
أنت زهرتها.