[يصوغ وليد الهلّيس النهايات أم يلقّحها بزغب البدايات؟
يأخذنا إلى حيث يقيم هناك… في تلك اللحظة العجيبة/
في ذلك المكان المدهش،
حيث لا يسعنا في النهاية إلاَّ أن نربي أظافرنا… لكي نبدأ!!]
ن. سلّوم
1
زهرة يابسة
قبل أن يغادروا
قبل ان يقع الظل فوق رؤوسهم
سارعوا لوداعك
السماء أمسكت غيمة الدمع
وهم إلى البعيد
قبضاتهم تلكم الهواء
وقمصانهم أشرعة
أخذوا بقية أقدارهم ومضوا
في صفير طويل
وأنت بقيت هنا
زهرة العمر يبست أوراقها في الكتاب
لا ظل لأجلك
الغبار يغطي رموشك
والصفير لا ينتهي
سوف تحصي ما بقي في علبة الثقاب
من أعواد أيامك
تأخذ عوداً وتشعله
الوقت دامس
وأنت وحيد
تكاد لا ترى جمرة
لكثرة الرماد
2
قُضي الأمر
قُضي الأمر،
لن أرى قريتي مثلكم
ترونها أنتم
على بعد لكزة خفيفة لخاصرة حصاني
ونقفة حصوة من مقلاع طفولتي هي
لكنني لن أراها
ترونها أنتم
وتتركونني على ضفة النهر أرقب زوالكم فوق حصى الطريق
هدموا النفق الوحيد إليها
وأحرقوا الجسر
لكنني لن أعيد بناءه أبداً
قليل الإيمان بالجسور أنا
لم يبق لي سوى
أن أربي أظافري لأحفر
أن أصعد الجبل
لأنظر إليكم
وأنتم تخبزون الحجارة
تمدون شباك الأغاني لاصطياد ثعالب الغياب
وتطعمون الطير فُتات أرواحكم
سأبصركم واحداً واحداً
وأنتم تعتصرون قلوبكم
لا لأن عينيّ الكليلتين أحدّ من عيون الصقر
بل لأنكم أقرب إليَّ من رموشي
فوق كتف الجبل سوف أقف
وأعتلي زيتونتي
أنا سليل هذا السفاح بين الصخرة وزيت النجوم
لكن قُضي الأمر
ولن أعبر النفق
لن أقطع الجسر
سأربي أظافري لأراكم
سنظفر حتى لو بالأظافر.