[كان الأستاذ علاء اللامي، قد أعدّ كتيباً، عرّف من خلال حلقاته بست وثلاثين شخصيّة يهودية واجهت الحركة الصهيونيّة ودولتها (إسرائيل)، منهم: نعوم تشومسكي، ادمون جابيس، أرنست ماندل، جورج سمث، وراشيل كوري. وقد أضاف هذا التعريف بشخصية جديدة ليست مدرجة في حلقات الكتيب، الذي يمكن الاطلاع عليه واقتناء نسخة الكترونيّة منه بواسطة رابطين موجودين في هامش المقال]
موشيه مخوضر عالم الرياضيات والفيلسوف والناشط الاشتراكي، عُرف بكتاباته الجذرية ضد الصهيونية، ولد في فلسطين – تل أبيب سنة 1936. أسس منظمة ماتسبين الاشتراكية سنة 1962 بعد خلافه مع الحزب الشيوعي الإسرائيلي “راكاح” وخروجه منه، ورفضه مواقف الاتحاد السوفيتي التي يأخذ بها الحزب.
*هَجَرَ “إسرائيل” وسافر إلى بريطانيا سنة 1968، وأستقر فيها وحصل على جنسيتها لاحقاً، وبدأ النشاط في صفوف حزب العمال البريطاني ضمن صفوف اليسار الماركسي.
*كانت نقطة خلافه الأكبر مع “الحزب الشيوعي الإسرائيلي” هي حول طبيعة الدولة الصهيونية وخلفيات ودوافع علاقتها بالولايات المتحدة الأميركية، فقد ألف مخوضر، هو ورفيقه عقيبة “عكيفا” أور، كتاباً بعد العدوان الثلاثي على مصر، والذي شاركت فيه إسرائيل وحللا فيه لأول مرة طبيعة الكيان الصهيوني ونوع علاقته بالغرب والولايات المتحدة من منظور ثوري حقيقي، وورد في تحليلهما الآتي (اتضح لنا أن جذور الصراع العربي الإسرائيلي لا تكمن في الصراع بين إسرائيل والدول العربية، بل في الصراع بين الاستعمار الصهيوني والفلسطينيين على الأرض. فلسطين واستقلالها). واعتبرت هذه الأطروحة تحدياً ضمنياً لخط الحزب الشيوعي الإسرائيلي، الذي اعتبر تحالف إسرائيل مع الولايات المتحدة مسألة خيار سياسي، وليس منبعثاً من الطبيعة الاستعمارية للدولة. وقد واصل مخوضر وأور انتقادهما لتمسك الحزب الشيوعي الإسرائيلي بالخط السوفيتي، ودعوا إلى نشر تاريخ الحزب، فتم طردهما. فقاما، مع آخرين طردوا في نفس الوقت، بتأسيس ماتسبين. طوَّر موشيه مخوضر الموقف، الذي تتبناه ماتسبين، القائل إنَّ حل المشكلة (الإسرائيلية الفلسطينية) هو في مواصلة الصراع حتى هزيمة الصهيونية وحلفائها – الإمبريالية والرجعية العربية.
*كان محاضراً في الرياضيات في الجامعة العبرية في القدس لست سنوات، ومحاضراً زائراً في جامعة بريستول في إنكلترا. في عام 1968، انتقل بشكل دائم إلى لندن حيث أصبح محاضراً في المنطق الرياضي حتى عام 1995. ومنذ هذا العام، عمل مخوضر أستاذًاً للفلسفة في جامعة لندن.
*في نهاية الستينات من القرن الماضي، طرح مخوضر مع رفاق له مثل جبرا نقولا وآخرين شعار النضال من أجل اتحاد اشتراكي للمشرق العربي مع ضمان حقوق لكل الأقليات وذلك بالتزامن مع الدحر الكامل للصهيونية.
في أكتوبر 2017، طُرد من حزب العمال البريطاني للاشتباه في ارتباطه بالحزب الشيوعي لبريطانيا العظمى (اللجنة المركزية المؤقتة)، في انتهاك لقواعد الحزب وبسبب اتهامات له بمعاداة السامية. وقد نشرت صحيفة الغارديان بعد ذلك رسالة احتجاج على طرد مخوضر من الحزب موقعة من قبل 139 عضواً في حزب العمال، بما في ذلك السير جيفري بيندمان الذي رفض التلميح إلى معاداة السامية باعتباره “هجوماً شخصياً وخطيراً سياسياً”. ولكن تم إلغاء طرد مخوضر من الحزب في 30 أكتوبر. أما المنظمات والصحافة الصهيونية فقد واصلت الهجوم على مخوضر. هذه فقرات مما ينسبه الصهاينة لمخوضر وسننقلها باختصار:
*يدعو، إلى “الإطاحة” بدولة إسرائيل التي يسميها “اختراع تاريخي” ويزعم أن اليهود طردوا من فلسطين الرومانية.
*دعا أحد أشهر النشطاء المناهضين للصهيونية في حزب العمال هو موشيه مخوضر، المناهض سيئ السمعة للصهيونية، إلى (الإطاحة” بدولة إسرائيل ووصفها بأنها “اختراع تاريخي” للادعاء بأن اليهود طُردوا من المنطقة منذ 2000 عام تحت حكم الرومان).
*كانت مساهمة الناشط مخوضر المولود في تل أبيب في الحدث الذي استمر أسبوعاً في كلية غولد سميث محاضرة طويلة بعنوان (دولة واحدة، دولتان – مستحيلتان) وصف فيها الآمال في حل الدولتين بأنها “خداع”.
*في تصريحات ملتهبة للغاية علل مخوضر دعمه لدعوات حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى إسرائيل الحالية، وقال مخوضر (إنهم يطالبون بحق عودة اليهود إلى الأراضي المقدسة بعد 2000 عام) وأضاف (أيديولوجيتهم تقول إن الرومان طردوا اليهود منذ ألفي عام. لكن ليس حق عودة الفلسطينيين بعد 70 سنة).
*وقال مخوضر إنَّ هناك أناس طيبون دعموا الدعوات لحل الدولتين لمجرد أنه “يبدو جيدًا فلماذا لا ندعمه، ولكن الخداع الآن على وشك الانتهاء).
* لكنه أصّر (لن يقبل النظام الصهيوني حل الدولة الواحدة الذي يقترب من الحقوق المتساوية في أي مكان، كل ما يؤدي إلى المساواة يتطلب إسقاط النظام الصهيوني. وهذه هي الثورة).
*هذا هو موشيه مخوضر الذي بلغ الخامسة والثمانين من عمره وما يزال يعمل ويناضل بنشاط في ضوء تلك المبادئ والشعارات الاشتراكية الثورية الشجاعة، على العكس تماماً من بعض “اليساريين” الانتهازيين والمتملقين للكيان الصهيوني والذين يصفون من يرفضون هذا النظام الصهيوني بأوصاف سوقية منفرة من قبيل “قومجية” و”متطرفين”…إلخ!
*أشكر الصديق العزيز أبو أمير ،وهو أحد رفاق مخوضر لسنوات عديدة في لندن أيام الشباب، والذي اقترح عليَّ كتابة هذه الحلقة عن هذا المناضل الشجاع ضد الدولة الصهيونية ووفر لي مصادر كتابتها، متمنياً لهما طول العمر والعطاء الإنساني التقدمي المستمر.
———————————————————————–
نقدم في ما يلي كتيب (يهود ضد الصهيونية) حيث يمكن تحميله من أحد الرابطين المتاحين. وكان المؤلف الأستاذ علاء اللامي قد نشره على أجزاء قبل أشهر، ويتضمن تعريفات بست وثلاثين شخصية يهودية معادية أو مناهضة للحركة الصهيونية ودولتها العنصرية “إسرائيل”.
1-رابط تحميل كتيب “يهود ضد الصهيونية”:
https://drive.google.com/file/d/1plEKQQAlVZjWPkCItIDzW6N4rMwBB5K5/view
2-رابط آخر احتياط لتحميل الكتيب: