الشرع الأعلى
- مارس- 2021 -13 مارس
الديمقراطيّة والفساد السياسي
من المنطقي جداً مقاربة الديمقراطية كظاهرة سياسية دائمة الحصول والاستمرار وعميقة الاتصال بالاجتماع من خلال ارتباطها بظهور الإرادة الشعبية العامة، وظهور الوعي القومي الوطني لمصالحها وحقوقها في مواجهة الاستبداد على مستوى الدول والمجتمعات الآخذة في التطور الاقتصادي الصناعي والعلمي والثقافي. وهذا له قيمته في أن المسار التاريخي لها، مسار يحكم الشعوب التائقة للتحرر، من خلال نمو وعيها المضطرد ولن يقف عند حد سواء رغب البعض أم لم يرغب لاعتبارات إيديولوجية أو مصالح خاصة. وعلى أساس ذلك يمكن مقاربتها كنظام سياسي متطور بأساسه ومعناه وآلياته. الأساس التعبيري الحقوقي الإنساني والوطني للديمقراطية: الجميع أحرار متساوون بالكرامة الإنسانية، الجميع مواطنون متساوون بالمواطنة الاجتماعية.…
أكمل القراءة » - 9 مارس
القوميّة الديمقراطيّة
لقد ترافق نشوء الدولة القومية مع نشوء الدولة الديموقراطية مع نشوء النظام الرأسمالي في القرن التاسع عشر في أوروبا وقد دُعي بعصر القوميات كما يسمى القرن الحالي بعصر العولمة. تظاهرات هذا النشوء: على المستوى الثقافي: رافق نشوء ثقافة التمدن الحديث واختراع التجارة والطباعة والآلة ونشوء عصر التنوير ونظريات نشوء الأمم وفلسفات التطور التاريخي كالليبرالية والوجودية الفردية والماركسية. على المستوى الاقتصادي: رافق تحوّل في طبيعة الاقتصاد والطبقات من نظام اقطاعي إلى نظام صناعي ونشوء طبقة العمال والرأسماليين والطبقة الوسطى. على المستوى الاجتماعي: تجلّي بظهور شخصية الفرد وظهور شخصية الجماعة بنشوء الإرادة الشعبية العامة الساعية لوضع سيادتها في الدولة. على المستوى السياسي:…
أكمل القراءة » - 6 مارس
الموسيقا والمواجهة الثقافيّة
طالما تاقت نفسي إلى إيضاح ما نسمعه في ترهات يغلب تسميتها بالموسيقى الشرقية تارة، وتارة أخرى بالموسيقى العربية؟ وهي على الأصح موسيقى هجينة لا تمت بصلة إلى الحضارة المتقدمة في عصرنا الحاضر، على حضارات العالم القديم، وهذا قدر جميع الحضارات. إنّ الاستعداد النفسي والروحي لسماع الموسيقى الجادة الآتية من الغرب الأوروبي نتيجة لجهد فني استمر عقود وقرون من الزمن، ما هو إلاّ إيقاظ لما ترسّخ من فعل حضارةٍ سبقت زمانها بآلاف السنين في نفسية شعبنا ذي القدرة على إستيعاب ما تنتجه تلك الحضارة الحديثة نسبة إلى ما أعطته الحضارة السومرية – السورية عبر آلآف السنين. هناك فئة مجبولة على تقبّل…
أكمل القراءة » - 4 مارس
الذي رَأى
الذي رَأى [كتب ميشال نبعة، هذا النصّ في الأول من آذار من العام 1987. نستعيده الآن بعد 34 عاماً، توالى فيها الأول من آذار وتكرر وعاد. ميشال نبعة الذي كان استثنائياً في رؤيته الإبداعية لأنطون سعادة، يقرأ القرن العشرين في ضوء منهجيته وفلسفته بلغة نابضة متدفقة، وبأسلوب يميّز ميشال نبعة ويليق بسعادة وقضيته. نستعيد هذا النصّ، ونستعيد ميشال نبعة معه، ونلتقي على منصّة أنطون سعادة…] الذي رَأى … وعاد الأول من آذار إنه دوماً هكذا، يذهب ليعود في تكرار أبدي لحركة كونية تدور على ذاتها في رتابة نظام شمسي، متين في رتابته حتى الإغراق في المجانية. ولولا ما نتلمس عليه…
أكمل القراءة » - 4 مارس
لا، سعاده لم يدخل في سانتياغو ولم يخرج من بيروت
لا، سعاده لم يدخل في سانتياغو ولم يخرج من بيروت التعبير عن الارادة هو غير التعبير عن الرأي. التعبير عن الإراده هو تحقيق مصلحتها أمًا التعبير عن الرأي فهو مجرد إبداؤه. تمثيل الإرادة العامة هو غير التمثيل السياسي ولا تطابق بينهما. للأمين نزار سلوم مقالة هامة جداً نشرها في الأول من آذار في كل من مجلة سيرجيل ومؤسسة سعاده للثقافة. وأهميتها، بالنسبة لي، تكمن خاصةً في إثارتها موضوعاً من أكثر مواضيع الفلسفة القومية الاجتماعية خلافية وتبايناً في فهمه. لقد اعتمد “المنهج النسبي”، كما سمّاه، بديلاً “لقرأنة” سعاده. والقرأنة هي تعبير جديد لسلّوم نوافقه عليه معناه “اقتطاع النص السعادي من التاريخ…
أكمل القراءة » - فبراير- 2021 -28 فبراير
سانتياغو / بيروت
(لم يُوجد العقل الإنساني عبثاً. … وجد ليعرف. ليدرك. ليتبصّر. ليميّز. ليعيّن الأهداف وليفعل في الوجود.) إن كانت هذه العبارة، وهي من المقدمات التي تتصدر تعريفنا لفلسفتنا. إن كانت من الافتتاحيات المميزة لفلسفة سعادة، فلماذا، إذاً، نشعر بهذا الضياع، بهذا التيه؟ لا تتوقف (ثروتنا الفكريّة) عند حدود هذا التوصيف المجرّد للعقل، بل تمتد لتشمل في (مقتناها) الأثير (عقلنا) نحن، الذي يشير إلى الإنجاز الاستثنائي لسعادة، المتمثّل في تحرير (العقل السّوري) من معطّلاته وكوابحه ورواسبه، وإعادة صياغة مرجعياته ومصادره وربطه بـ (مناجم) التاريخ الإبداعي العملي السوري، الذي يرتسم مساراً واصلاً إلى التأسيس الأولي للفعل الإنساني في التاريخ. التدرّج في قراءة مسار…
أكمل القراءة » - 22 فبراير
أنيس نقّاش: سعادة ضحيّة زوبعته!
كان صديقي الأستاذ الجامعي يستمزج آراء الحاضرين عن عناوين لكتب يمكن أن يرسلها لصديق له في الولايات المتحدة طلب منه نصيحته وتزويده بكتب تتحدث عن المجتمعات العربية وتاريخ تطورها وأزماتها في المنطقة. وبعدما تطوّع البعض بالإشارة إلى بعض العناوين، قمت بدوري بتذكيره بعدم نسيان أنطون سعادة وكتبه. كانت ردة فعل صديقي الأستاذ الجامعي فورية من دون أي تلكؤ، فقال: «لا لا لا يمكن أن أروّج للفكر النازي». كانت المفاجأة كبيرة بالنسبة إليّ بما أن الحكم على فكر سعادة جاء من قِبل أستاذ جامعي يُفترض أن لا يكون عنده تحيّز تجاه أيّ أفكار، طالما أن المسألة بالنسبة لطالب الكتب في الولايات…
أكمل القراءة » - 10 فبراير
هل الدين حاجة إنسانية؟
لن أجيب عن هذا السؤال من خلال مقاربة فلسفية وإنما من خلال مقاربة تجريبية تعتمد الوقائع التاريخية والأنثروبولوجية. والأركيولوجية. ولعل خير ما نبدأ به استقصاءنا هذا هو صياغة تعريف للدين وتعريف للإنسان، لأنه بدون تعريف الظاهرة التي نعمل على دراستها قد نجد أنفسنا نتابع جوانب ثانوية منها على حساب جوانبها الرئيسية. لذلك أقول ربما يتناسب مع أغراض هذه الدراسة المختصرة ما يلي: الدين هو تصور للوجود برمته على أنه يتكون من مجالين، مجال قدسي مفارق للطبيعة غير منظور، ومجال طبيعائي منظور يشتمل على كل الظواهر المادية والحية. يجمع هذين المجالين على استقلالهما قوة تصدر عن المجال القدسي وتنبث في المجال…
أكمل القراءة » - ديسمبر- 2020 -13 ديسمبر
راهنية سعاده والتحديات المعاصرة
[هذا المقال، بالأصل، هو نصّ شارك فيه الباحث في الندوة التي أقامتها مؤسسة سعادة للثقافة يوم السبت 12 كانون أول 2020، بعنوان: راهنيّة سعادة والتحديّات المعاصرة، وذلك بمشاركة نزار سلّوم] تمهيد انطلقت الدعوة لهذه الندوات من المقال الذي كتبه الأستاذ عبد المنعم على عيسى ونشرته صحيفة الأخبار. وقد تناول زملائي الأمناء في الحلقة الماضية وحلقة اليوم بعض النواحي حول راهنية فكر سعاده، ذلك أن الأستاذ عيسى، إذ ينعى على الحزب فشل مشروعه، يرد ذلك إلى عدم تجديد أفكاره كما يتضح من هذه العبارة: “شكّل مشروع سعادة حلمَ نهوض كبير، وهو يمتلك مشروعيّة كانت كافية لنجاحه. وعلى الرغم من الضربات التي…
أكمل القراءة » - 13 ديسمبر
راهنيّة سعاده
1987 – ميخائيل غورباتشوف يُخرج من (كمّه) البيروسترويكا، ويجلببها بـ (الغلاسنوست). 1988 – فرنسيس فوكوياما يتلقّف الهدية، ليضع مقالة: نهاية التاريخ. 1991 – يتفكك الاتحاد السوفيتي. 1992 – فرنسيس فوكوياما يوسّع مقالته لتناسب الحدث، فيصدر كتاب: نهاية التاريخ والانسان الأخير. هذه هي اللحظات التراجيدية، التي مكّنت الليبرالية الجديدة، أو الليبرالية الديمقراطية، أو الرأسمالية، من تشييع الماركسيّة بـ (تجلّيّاتها الدولتية – السياسية)، وعممت خبر الموت وحالته، ليطاول العقائد والايديولوجيات البعيدة والقريبة، ليسود مصطلح: موت الأيديولوجيات أو نهايتها، ولتدّعي الرأسمالية التي تجدد نفسها، متشاوفة، أنّها وحيدة في هذا العالم!! عمَّ خبر (نهاية الأيديولوجيا) وطرق بابنا بصخب، فانتفضنا وفتشنا سريعاً عما يبعد عنّا…
أكمل القراءة »