[لقد شاهدت مرة حلزوناً يزحف على نصل خنجر حاد، وحلمي أن أفعل هذا، وهو كابوسي في آن واحد. أن أزحف، أن ألهث على نصل خنجر حاد، وبالرغم من ذلك أنجو. هل تعرف كيف تنجو؟ يجب اذاً أن تتعرف على الحرية الحقيقية، أن تتحرر من أفكار الغير، وأن تتحرر حتى من أفكارك أنت ايضاً.
العقيد والتر كورتيز-في فيلم القيامة الآن – 1979]
[لقد خدعونا. جعلونا نؤمن بالتغيير المناخي بمعونه الصينيين، فعلوا هذا فقط لنتوقف عن التّصنيع.
الرئيس دونالد ترامب]
هي أميركا… متعبة، منهكة، حائرة، ضائعة، تعيش الكابوس الرؤيوي لانحدارها، وربما تفككها وانحدارها معاً. حربها الأهلية احتمال مقيت لكنه في الأفق. يمينها مُتعَب فقد إلهامه التاريخي وقوّته المحركة. يسارها فوضوي، تحركه غريزة تدمير النظام القائم، وإقامة نظام جديد على أطلاله. مثقّفو اليمين مختبئين من وجه الانفجار الذي وقع دون إنذار مسبق. مثقفو يسارها يحتلون كل منصّات الثقافة في الجامعات، وخصوصاً النخبوية منها، التي اجتاحوها وحولوها إلى (كمونات) مطوّبة لليسار وعالمه. (نظام المؤسستان) أصبح عبئاً ثقيلاً عليها. تحتاج أميركا الآن الى الطريق الثالث، ولكنها لا تستطيع التنبؤ بمساره. دستورها يحتاج إلى إعادة نظر جريئة في سرمديته !! بالرغم من التعديلات الطفيفة التي طالته، منذ ان قام الآباء المؤسسون بالتوقيع على مسوداته، بعد اقناعهم كل ممثلي الولايات المجتمعين في فيلادلفيا على التوقيع عليها. شركاتها الأربع العملاقة، التي تظهر من قلب سفر الرؤيا كالفرسان الأربعة المبشرين بالصراع والغلبة والإثراء، والتي ابتلعت كل التراكم المالي في سلّة الأرباح الأميركية.
انقسام مجتمعها العميق الى آلاف (الغيتوات) التي تحمل سمة وثقافة قاطنيها، سواء أكانوا آسيويين، إفريقيين، إيطاليين أو ايرلنديين، صينيين أو كوريين. على السطح، يبدو سودها الأكثر وحدة، الأكثر تصّلباً، والأكثر تمسّكاً بالمضي إلى النهايات. شروخها تعمل تقطيعاً في خارطة ولاياتها مع فائض اليمين في ولايات الوسط، وفائض اليسار على الساحل الشرقي والغربي. كل مجتمعات العالم تملك يميناً ويساراً، الفارق هنا، أن يمين ويسار أميركا معبأين بكراهية قد تقود الى عتبات حرب أهلية على الطراز الاسباني أو اليوناني.
يمينها المتطرف يحذّر من أنه لا يريد أميركا كما هي بولاياتها الخمسين، يريد ولايات للبيض فقط، وليجتمع السود والملونون في الولايات المتبقية.
يحذّر ريتشارد سبنسر زعيم التيار اليميني المتطرف الذي أصبح مرئياً للمرة الأولى في المشهد الراهن، من أنهم لم يعودوا بحاجه إلى أميركا !! نحن بحاجه الى أرض بيضاء، إلى… wightland.
الثقافة القائمة لا شيء، يتابع سبنسر نريد ان نستخلص ثقافتنا من تلك الدرن الثقافية الإفريقية والآسيوية العالقة بها، إذ أنه بعد كل شيء من يحتاج منا لموسيقى الجاز والبلوز؟
حرب أهلية يمكن لها أن تحدث، ربما؟ حدثت بالتأكيد ذات مرة، ويمكن لها أن تحدث مرة ثانية. نمنعها ببناء ولايات بجدران عالية تفصل عالمنا عن عالم ما بعد الجدار. المعاهدات؟ من يحتاج إليها الان؟ نحن نريد عزلتنا، لقد تحملنا الكثير، في انغماسنا الشره في طلاسم أزمات العالم.
وبعد كل شيء من يحتاج إلى شركة فواكه متحده united fruit company تلك التي تملك عائلة بوش بعض أسهمها، والتي تهيمن على ثلاثة أرباع مساحة المزارع في أميركا الجنوبية. كلفة حمايتها كانت أكثر بكثير من فائدتها. لقد أشعلنا الحروب الأهلية هناك للحفاظ على هذا الاحتكار الذي أنهكنا ودفع ملايين المهاجرين شمالاً.
اتفاقياتنا مع العالم لا تساوي شيئاً، لقد كبّلتنا وقيدتنا. نحن بحاجه إلى البناء هنا خلف جدراننا، وليغرق العالم في فوضاه وفي جحيمه.
هل ستصبح الصين القوة الاقتصادية الأعظم؟ من يبالي الآن؟ لأننا خسرنا منذ زمن بعيد معركتنا معها. نحن لم نتعلم أبداً أن الامبراطوريات تنهار عندما تصبح التزاماتها أكبر من حجم إمكانياتها. تَوَرُطُنا في العالم جعل خزاناتنا المالية تنضب، في حين كانت الصين تراكم ثروتها وتبني خزائن جديدة.
النفط لم نعد نحتاجه، نملك فائضاً منه، ربما يحتاجه منافسونا، وكلفة عدم تمريره لهم عبر سيطرتنا أصبحت مأزقاً وانغماساً مستمراً في حروب ونزاعات لا تنتهي. من يذكر الآن أنه منذ تأسيس هذه الأمة مرت سنة واحدة فقط بدون حرب أو نزاع خارجي؟!
أفضل الأميركات: هي أميركا القابعة خلف الجدار.