ما بعد كوفيد – 19، كتاب / بحث، من 60 صفحة، صدر من ضمن مشروع مكتبة الإسكندرية للترجمة. المؤلفان، إيرناني كونتيبللي وسيمونا بيكياو، لديهما خبرة مرموقة في البرامج الدوليّة ويساهمان في مبادرة (الاتصال عن بعد من أجل الاستدامة).
يتأسس الكتاب / البحث، منهجيّاً، على بنود التنمية المستدامة السبعة عشر، التي أقرتها الجمعيّة العامة للأمم المتحدة في العام 2015، وحددت العام 2030 كتاريخ يجب أن تنجز فيه هذه الأهداف.
على أنَّ ظهور فيروس كورونا، بعد خمس سنوات على إقرار التنميّة المستدامة، والتأثيرات الهيكلية الكبرى له في مختلف الصعد، إلى الحدّ الذي يجعل صندوق النقد الدولي يتنبأ بحدوث أزمة اقتصادية أسوأ من تلك التي عصفت بالعالم في ثلاثينيات القرن العشرين، ومع خسائر تسبب بها كوفيد – 19، إلى الآن، وتقدّر بـ (2 ترليون) دولار أميركي… إن ذلك كله، قد يصعّب الطريق أمام تنفيذ (التنمية المستدامة) ولكن في الوقت نفسه يفرضها كخيار وحيد باعتبارها تشكل: جدول أعمال عالمي، كما يقول المؤلفان.
وفي الوقت الذي يأتي البحث فيه، على ذكر حلول، مثل (التعافي الأخضر)، كما (الكعكة المحلاّة) للسيدة كيت روث، التي اقترحت فيه مبادئ جديدة للاقتصاد، غير أنَّ البحث يعتمد عبارة إعادة بناء نماذجنا الاجتماعية، في العالم. التي تتوسل الحوكمة وما يمكن تسميته بفلسفة اقتصاد الذات، حيث يتمحور الاقتراح الرئيسي، حول فكرة مفتاحية هي (اقتصاد الاكتفاء). الذي يعرّفه البحث بكونه (نهجاً إنمائياً محوره الإنسان، يهدف إلى تمكين الأفراد والمجتمعات، وتحقيق التوازن بين التقدم الاقتصادي والحماية البيئية، وتلبية الاحتياجات البشرية).
يشرح الباحثان، بشكل موّسع خيار (اقتصاد الاكتفاء) عبر استعراض التجربة التايلاندية الناجحة، في هذا المجال. والتي تلتزم مبادئ الاعتدال والعقلانية والحيطة.
الكتاب عموماً، يحاول الربط ما بين عالم ما قبل كوفيد – 19، وما بعده، بالتمسك ببرنامج الأمم المتحدة للتنميّة المستدامة، ولكن دون ملاحظة أنَّ العامل الحاسم في وضع هذا البرنامج قيد الإنجاز يتمثل بتفاهم الاقتصادات العملاقة في العالم من بكين إلى واشنطن، وليس في إقناع الدول الفقيرة بفلسفة الاكتفاء!
الكتاب، من ترجمة: ريهام صالح خفاجي، وتصدير الدكتور مصطفى الفقي.
رابط تحميل الكتاب: https://drive.google.com/file/d/15-XTmxOhscE66I-RMyi9eLhl3qVOIdeU/view
