بين
مضيتِ؛
أبديتي مسممةٌ،
لا أعبر بعدك حديقةً؛
لا أجسُّ وردة،
ولا أشم عطرها
ليس مثلك شيء
لا العسل البري
ولا كرز الشفاه
ولا الفتنة المعتمة
جسدك الندهة
وأنا تيه المسافر
فخذاك مزمار يسوق قطيعي إلى الهاوية
نهداك جناحان،
بلا هوادة،
يرفرفان
من أي محارة خرجت؟
وكيف أفلتك البحر؟
كيف نجوت من سنابكهم؟
كيف صارت صيحة الروع في شفتيك
ذهباً ونجوى؟
أنت طينة الضوء
والعتم
وأنا بومة الليل والنهار
أنت الشجرة
تهزها اليد
والجنى
وأنا
آخر الناجين
أنا
أول الهالكين
أخذتِني
أدخلتِني أبوابك،
ثمَّ، أنكرتِني
ومضيت
وها أنيَّ:
لقلقٌ وحيد،
مشعث الروح
ذاهلٌ،
أمام البحر
لا يعرف أي شيءٍ…
ينتظر.
قلةٌ منك
كل ما لديّ قلة منك،
تكفيني.
لا أريد شيئاً،
لم ينلني بنصل.
ولا أرضى بشيء لا يبعثر خوائي.
تركت القمر لعواء الذئاب
وانحنيت فوق سويقة،
بلا سبب،
أطلت،
من حجارة الطريق.
الصبح لعينيك
والليل لعمائي
الصبح رموش وفتنة
والليل مقلة لا تنام من الوجد
وأنا مقيمٌ هنا
بين المقلة ورموشها
بين الشوكة والبرعم
أسوق الندى للعشب
وأطعم النار، طيلة الليل، حطب السدى
اشتياقي صار نسراً هرماً،
ينام في الأعالي.
قلة منك تكفي.
طويلاً،
طويلاً،
ربيت لأجلك الكلام
بنيت أبراجه
وسكنت في أوجاره
ونصبت له الشباك
أطلقته إليك
عارفاً فيض أحوالك
عارفاً بالصفات:
الجراءٌ التي ربيتها،
لتنام، هادئة، في قميصك الطويل.
لغه شعربه متفرده وجميله
كتير حلوين القصيدتين وليد تعبير شفاف وحساس
هي خرجت من المحار وانت بومة تعمر الخراب ومبعث التفاؤل
جميلة كلماتك وقلمك ريشة جعلت من الكلمات صورة مملوءة بالحياة .والحركة…اسوق الندى للشعب
وأطعم النار طوال الليل خشب السدى
بنيت ابراجه
وسكنت في أوجاره
توقفت عند هذه الكلمات وخاصة عند تعاقدها
أوجاره ومفردها ( وجار ) وهي البيت أو الملجأ يبنى للكلب في أطراف الأرض ليحرسها …..ورأيت التضاد بين الأبراج والأوجار
تناقض وتضاد قوي