جماليات
- ديسمبر- 2020 -7 ديسمبر
جَدل…
1 لو ابتعدت قليلاً، لأرى عتمتي أنتِ كثيرة الضوء كيف لي أن أراكِ بعيني بومة هي كل ما لدي أريد عتمتي لأراكِ لا أريد الصباح كثير الضوء، مثلكِ أسمعه حافياً يمشي على العشب يقود صغار الأضاحي ويسرق عطرك من دم الغزالة لا رقص في الطبول ولا نشيج في المزامير وليس من يقترب من يلمس الوردة يأخذه العطر من يدّق الباب يرث المفاتيح ومن يصعد الجبل يأخد الغيمة من ركبتيها ليس الماء حلم الرمال بل شهقتها العالية الصبّار حلمها وأزهاره العصماء نبوءة الحجر المرمي في طريق القوافل في شجرة الورد تنام الأفاعي وأنت حافية توزعين الظلال وتتركيني 2 ضربةٌ روحها…
أكمل القراءة » - نوفمبر- 2020 -17 نوفمبر
خارج الكتاب
[يُفترض أن يكون وليد الهلّيس، قد توصّل إلى تغيير مكونات مشهد الخلق: لا أثر للتفاحة العجيبة… بل غابة صنوبر تعرف أكوازها كيف تُظهر عريها… بلا رقابة… بلا وصايا. لا أحد سيغادر، سيبقى الجميع في أماكنهم لولاَّ أنَّ ثقباً في القلب أحبط تجربة الصنوبر…!] بلا وصايا في غابة الصنوبر عصافير وغصون وفطر يكرز في الصخر هنا السكوت روح وأنتِ الوثن والزلفى والقوس في أصابعي مشدودة والسهم لا يزِّلُّ. الأرض ورق أصفر ينتظر والسناجب لا تخفي فضولها بلا وصايا، دخلنا في التجربة العشبة طالعة من شقوق الصخر تبدأ الغناء الصنوبر غزل فاحش والغابة تنهيدة لا تنتهي لا تراني إلهي! كيف أعبر ليلتي…
أكمل القراءة » - 16 نوفمبر
ألوان الدهشة…!
عبد الرحمن مهنّا …فنان يسابقُ غيمَ الله على عتبات الدهشة، ويراكض خيالها على تخوم الحُلم في ليل طويل القبلات …إ نّه يعيد الصحو للكأس التي امتلأتْ بها، وبه، وتلامعتْ كنجومٍ في سماءٍ بعيدة…! الوردة التي رميتها عند عتبة الباب يا عبد الرحمن، ورحتَ راكضاً ترسم خيال النهار على راحتيها، ما انفكّتْ تنثر عبقها من نوافذ الروح، وتسافر في إطلالة خيالك عابرةً اللون، والحب، والمشتهى…! الوردة التي مدّتْ بعنقها أعلى السياج يا عبد الرحمن باتت تطوف في أحلامك الخضراء، وتناديكَ: يا مسافر وحدك وفايتني ليه تبعد عنّي وتشغلني وتلمس منك ما كان في عطرها، وخيالها من جنون…إنّها تسافر بروحك إلى واحة…
أكمل القراءة » - أكتوبر- 2020 -27 أكتوبر
جراحٌ مملّحةٌ بالخوفِ … والسفرْ
العرس في يافا؛ في البلدةِ القديمة بيتُ أمي. ويوم عرسها بالذات، لم يعد بيتها بيتها. أبوابٌ كثيرة تحطّمت، يومها؛ بيوتٌ كثيرة هناك، صارت تلالاً صغيرة من اللحم والحجارة. السماء انحسرتْ، كان خوفٌ، يومها، وكان عرس. في البلدةِ القديمة، من يافا، عرسُ أمي. في البلدةِ القديمة، بيتُ أمي. العروس الصغيرة، التي لم يذق طعام عرسها أحد. ساخناً تركوا مذاق الفرح على الموائد. في البلدةِ القديمة، بيتُ أمي. بيتها الذي، في يوم عرسها بالذات، لم يعد بيتها. جاء خوفٌ أخذ العرس وأمي ومضى العروس الصغيرة تركت خاتمها، على طرف طاولة الزينة، في بيتها، ذاك الذي لم يعد بيتها.…
أكمل القراءة » - 10 أكتوبر
حافّة الرحيل…أول الذكرى
أجراس صوتك كيف أنسى؟ وأنت تودعني، يدك فوق كتفي، أجراس صوتك تدق، خوفا عليّ: “لم يبق لنا إلاَّ تعبَنا”. خفتَ ألاّ أكونَ فهمت. التفت إليك لم أقل شيئاً، لم تقل… حملتُ حقيبة تعبي ومضيت. سرت عكس نفسي، طويلا، بنيت منزلاً للظلال. وعندما أعتمت، لم يكن معي، غير جمرة منك. لم نقف ببابٍ، ولم ينكسر ضوء عيوننا. كل ما أردناه أن نقطع الممرات، ضاحكَين؛ بزوجين من الأيدي الفارغة. للبحر هديره. للسماء غيمة، وجناحان وللوحشة ما شاءت من القلوب. أجراس صوتك تدق: لم يبق لنا إلاّ تعبَنا. *** قاسية، لا ترد تركتني حائراً، لا أعرف ما أقول، ما أصمت. لم أرك. ولم ترني. منذ أن طوحت بنا رمية. لكنني أعرف الوجه والقلب. وتعرف. ما تغير شيء، منذ الرمية، تلك؛ رمية قاسية، لا ترد. والآن؛ لن تعيدنا رحمة، ولا نداء. لا غنيمةَ؛ لا إيابَ؛ لن يفتح باب لأجلنا؛ ولن يسرع الخطو لعناقنا أحد. الشارع الطويل في المدينة الكشتبان مثلما أسميتها، مدينة الصقور واليمام، لن يذكر مشائين درزا رصيفيه بأقدام جسورة غرزة غرزة. وما تغير شيء؛ منذ تلك الرمية القاسية. *** نحلة، أنت زهرتها الآن؛ وأنت هناك، حاضر بكل أفعالك الماضية. ربما بدون قفص، معلّق في الرواق. لكن ليس بدون عندليب. ولا بدون حبق في الحديقة. وأنا هنا، على ضفة الليل بنجمة وحيدة، أنازل، عتم ما تبقى، وأفكّر؛ في احتمال فنجان قهوة معاً. فكرة تؤجل اليأس، قليلاً. لا الصباح صباح، ولا المساء. لكنني أردت أن… قبل ينتهي الوقت، أن تعرف، أنني باسمك أرعى الفراشات أن تعرف، أيضاً أنني قفير نحلة، أنت زهرتها.
أكمل القراءة » - 8 أكتوبر
ديناميت ألفرد نوبل ينسف المخيلة!
منحت جائزة نوبل للآداب لهذا العام للشاعرة الأميركية لويز لوك (على صوتها الشاعري المميز الذي يضفي بجماله طابعاً عالمياً على الوجود الفردي)، كما جاء في نص الأكاديمية السويدية للعلوم، فتكون لوك الأنثى السادسة عشرة، في سجلّ نوبل الذي يعجُّ بالذكور، فيما تدخل برقم 111 في السجل العام للجائزة. مرة جديدة، تثار الأسئلة حول جائزة نوبل وما يحيط بها من غموض، والدوافع النهائية التي تؤدي إلى منح كاتب دون آخر؟ برأينا الشخصي، تشكل نوبل خطراً محدقاً بالمخيلة الإبداعية، وتعمل على استعبادها وترويض حريتها بما يتناسب مع مقاييسها ورمزيتها وسلطانها. منذ الرقم 89، لم أتابع عدّ سكان نوبل للآداب، ذلك لأن ديناميت…
أكمل القراءة » - 3 أكتوبر
جسرٌ معلّقٌ بأهداب الحنين
[قبل أن يكون الجسر خشباً، أو حديداً، أو اسمنتاً يصل بين ضفتين… كان فكرة وثقافة. الجسر، بهذا المعنى، رؤية إلى الانسان بوصفه واحداً غير منفصل بانهدام جغرافي، والأهم بانهدام ثقافي/أخلاقي/قيمي/ يكون حائلاً دون بناء أي جسر على الإطلاق. وهدم الجسر قبل أن يحصل بالـ (ديناميت) الذي يحيله إلى ركام، يحصل بـ (ديناميت) ثقافي، يتم صناعته في مختبرات فكرية مغلقة، غير قابلة لتبديل أو تعديل أدواتها، وغالباً ما تكون مختصة بإنتاج العدم الإنساني، غير القابل لحمل منظومات قيمية تدفع إلى إعلاء أعمدة الجسور التي تحيل الإنسانية إلى أفق واحد. الحروب، التي ثقافتها تعود إلى مرجعيات ثقافية من هذا القبيل، تستهدف الجسور…
أكمل القراءة » - سبتمبر- 2020 -27 سبتمبر
في حدائق رياض نجيب الريّس
لم يكن رياض نجيب الريّس كاتباً صحفياً عادياً، كما لم يكن مشاكساً فحسب، كما يحلو له أن يصف نفسه، بل كان (عمارة) صحفية وثقافية من نموذج بنيوي وجمالي شديد الخصوصية والتميز. في خلال ساعات قليلة من إعلان وفاته في بيروت، بدأ الكتّاب والنقّاد وأهل الصحافة يكتبون عنه، رثاءً له ولزمنه، وربما، لمشروعه، في وقت لم يعد لمثل تلك المشاريع الثقافية سوى ترتيب نفسها والقبول بالإقامة سعيدةً على رف يؤرخ لها من لحظة ولادتها إلى لحظة تقاعدها، ولا نقول موتها، فهي بعيدة عن النهايات، وإن قال الريّس عندما قرر وقف إصدار مجلة الناقد في العام 1995: (لا بدَّ للأشياء الجميلة من…
أكمل القراءة » - 21 سبتمبر
الكرسي
الكرسي (ملحق عن أحوال السلطان) تتقدم الجموع باتجاه الكراسي المنسّقة بأناقة، المصفوفة بترتيب دقيق، إنما مُستنفر للحيرة! تجلس الجموع. كل واحد منهم على كرسيه المُخصص له، ليس من أحد دون كرسي. قهقهات صاخبة، أصوات هائجة، ابتهاج طاغ، سعادة فائقة، صوت واحد من الجموع (كأنه شعار): يحيا العدل. *** يلتمس السلطان طريقه بين الكراسي، مربّتاً على كتف (واحد) في الأمام، مشجعاً (ثان) في المنتصف، مومئاً بابتسامة لـ (ثالث) في الأخير. مُكشّراً للآخرين، فيضيق تنفسهم. يصيح الأول: عاش. يصيح الثاني: عاش… عاش. يصيح الثالث: عاش… عاش… عاش. يصيح الآخرون: عاعاعا… ش. يبتسم السلطان لهم، يتنفسون. *** يستغربون…!! ليس للسلطان كرسي ليجلس عليه؟…
أكمل القراءة » - 19 سبتمبر
يا شجر الخابور
«رأس العين مدينة كبيرة مشهورة من مدن الجزيرة، وفيها عيونٌ كثيرة عجيبة صافية» ياقوت الحموي ـ معجم البلدان «الغالب عليها القَطَن، ويَخرج منها زيادة على ثلاثمائة عين كلها صافية، فتجتمع مياهها حتى يصير منها نهر الخابور الذي يقع إلى قرقيسيا» الأسطخري ـ المسالك و الممالك الدرس الأول ————— في يومي الأول، تلميذاً في ابتدائية رأس العين، لم أجد ما…
أكمل القراءة »