لجنة الشرق
وثيقة مقدمة من الدكتور جورج سمنة
عنوان الوثيقة: الأعمال الفرنسية في سوريا
تقديم
[لماذا ننشر هذه الوثيقة الآن؟
بعد تفجير مرفأ بيروت في الرابع من هذا الشهر، ومع زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى لبنان، وكيف اتخذت زيارته (صفة تفقد مقاطعة فرنسية منكوبة)، وحيث استفاقت طلبات الاستغاثة به، والتمني عليه بإعادة فرض الانتداب على لبنان، لتعذّر قدرته على حكم نفسه بنفسه. ومن ثم توالي الوفود الدولية بعد عقد مؤتمر دولي لدعم لبنان، وما رافق ذلك ويرافقه دوماً من عطب بنيوي في صلب الدولة اللبنانية، مع استمرار قمعها على يد طبقة سياسية تنتمي منهجياً وسلوكاً وقيماً، إلى أشدِّ اللحظات قتامة في القرون الوسطى.
ومع التعقيد الاستراتيجي الذي يحكم الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وانتشار السفن الحربية مقابل مرفأ بيروت المُدَمر…
لهذه الأسباب، ارتأينا نشر هذه الوثيقة التي وضعها المواطن السوري/ الفرنسي جورج سمنة، في العام 1918، والمقدمة للمؤتمر الفرنسي حول سورية، حيث يبين فيها طبيعة الاعمال الفرنسية في سورية، التي تشمل في نطاقها المصطلحي لبنان وفلسطين وصولاً إلى مرسين في الشمال.
تشير معطيات الوثيقة الغنية بالأرقام الميدانية، إلى تفوق المؤسسات الفرنسية التعليمية والطبية العاملة في سورية، رغم منافستها من غير مؤسسات أوروبية، وفي الوقت نفسه تشير إلى تفوق شبكة سكك الحديد الألمانية – العثمانية، على الفرنسية.
الكشف الميداني الذي يغطي 50 عاماً، ويرصد واقع المؤسسات الفرنسية العاملة في سورية، وتكاليفها، ومردودها الربحي أحياناً، يؤكد الحضور الفرنسي البارز الذي كان يشكل دعماً لطالبي الانتداب من الفرنسيين والسوريين في آن.
المعطيات التي يقدمها تقرير الدكتور سمنة (تفتح شهية) الاستراتيجية الفرنسية على تنفيذ مخططاتها في سورية. هكذا فعلت حينها.
الآن، أمام المشهد الذي ارتسم من مرفأ بيروت، هل من يظن أن هذا الحشد الدولي الذي يزدحم لبنان به، هو للتطوع لإزالة الركام؟
التاريخ يفيد دائماً، إلاّ من لا يعرف الإقامة إلاّ في مناطق الهزيمة]
النصّ الكامل للوثيقة
نحن لا نقصد في هذه الدراسة التذكير بالتدخلات التي من خلالها، أظهرت فرنسا ومارست حمايتها لمسيحيي الشرق ولا بأصل التأثير الفرنسي في سوريا، وهو أصل يعود إلى علاقات هارون الرشيد وشارلمان.
بل سنكتفي بدراسة الدور الذي لعبته فرنسا خلات السنوات الخمسين الأخيرة في نهوض البلد الاقتصادي والفكري.
السكك الحديدية السورية
لقد بذلت فرنسا جهداً كبيراً لإنشاء السكك الحديدية السورية. للأسف، في حين كانت الخطوط الرئيسية التي أنشأها الألمان قابلة للوصول فيما بينها، مكوّنة بذلك طرق تغلغل كبيرة، وأهمها سكة بغداد، كانت الخطوط الفرنسية تشكل في سوريا مجموعة معزولة وسورية بالدرجة الأولى. كلها تنطلق من مرفأ (طرابلس، بيروت، يافا) لتصل إلى مدينة في الداخل. وهذا خطأ فادخ لا يتحمل مسؤوليته مهندسونا، ذلك أن طبيعة الأرض وظروف البلد الاقتصادية أثّرت على طابع شبكة السكك الحديدية التي أنشئت تلبية للحاجات المحلية وليس تبعاً لمخطط طموح للتغلغل الفرنسي في الشرق، ومع ذلك، لا يسعنا إلاّ أن نأسف أن يكون نشاطنا قد ترك بشكل حصري جداً لمبادرات معزولة (1).
الخط الفرنسي الرئيسي في الشبكة السورية هو خط حلب – رياق الذي يتصل في هذه النقطة الأخيرة بخط بيروت – دمشق – مزاريب، واصلاً بذلك فيما بينها أهم مدن شمال ووسط سوريا. ويتجه بوضوح من الشمال إلى الجنوب، وإذ يترك هضاب ومنخفض الشمال، يأخذ طريق سهل البقاع ويجتازه بكامله مؤمناً المواصلات إلى مدن حماة وحمص وبعلبك، إلخ. وسع سككه عادي، وهي تمتد على مسافة 332 كيلومتراً وله مستقبل بما أنه يتصل في الشمال بخط بغداد (المتصل مع حلب بفضل مقطع حيدر – باشا – حلب)، وفي الجنوب بسكة حديد مكة المنطلقة من دمشق.
كانت سكة الحديد من حمص إلى طرابلس التي دمرّها الأتراك لاستخدام السكك في إنشاء مقطع سكة الحديد بغداد – رأس العين – ديار بكر، تتصل بهذا الخط الشمالي – الجنوبي، سنة 1911م / 11,212.27 فرنكاً بالكيلومتر ( وفي سنة 1913، 16,900 فرنك بالكيلومتر).
يمرّ خط بيروت – دمشق (145 كيلومتراً) برياق، المحطة النهائية لخط حلب – رياق، ويصل إلى محطة بارانك في دمشق حيث يغيّر وجهته الغربية – الشرقية لتصبح شمالية – جنوبية ويمتد حتى مزاريب بين بحيرة Genezareth وحوران. وبذلك أصبح طول الخط الذي يبلغ اتساعه 1.05، 250 كيلومتراً، فيما بلغ الدخل الكيلومتري لسنة 1911 قيمة11,212.27 التي سجلت زيادة بلغت 7,234 فرنكاً خلال خمس عشرة سنة. وقد بلغ هذا الدخل قيمة 18,000 فرنك عام 1913.
كل هذه الخطوط تعود إلى الشركة العثمانية لسكة دمشق – حماة الحديدية وامتداداتها (وهي الشركة القديمة لطرق بيروت – دمشق) التي تجاوزت رساميلها الفرنسية الأصل في سنة 1912 مبلغ 150 مليون فرنك.
ومنذ إنشاء سكة الحجاز الحديدية، اشتكت هذه الشركة من عدائية السلطات التركية التي كانت تمنح البضائع الداخلة إلى سوريا عبر مرفأ حيفا تسهيلات وفوائد (ومن بينها إعفاءات من بعض الرسوم الجمركية)، لم تكن تتمتع بها البضائع التي كانت تأخذ خط بيروت – دمشق.
وقد ذهبت شركة دمشق – حماة إلى حدّ اعتبار إنشاء خط الحجاز الذي يحاذي خطها جزئياً على أنه نزع حيازة امتيازها لعام 1890. وعرضت على الحكومة العثمانية أن تبيعها المقطع دمشق – مزاريب وتمتنع عن ذلك إذا وافقت على ترحيل خط مزاريب الحجازي. وقد أقرّت شرعية هذه المطالبة، إلا أن الحكومة رفضت اختيار نقطة انطلاق غير “كرم” قرب دمشق، “هذا المكان الذي ارتفع فيه النبي نحو السماء”. أما المفاوضات للمخالصة فقد فشلت بحيث ظلت المسألة عالقة حتى سنة 1905م. وفي هذه الأثناء، كانت أعمال سكة الحجاز الحديدية مستمرة بفضل كرم المؤمنين في العالم أجمع، وأخيراً، تلقّت شركة دمشق – حماة تعويضاً بقيمة 150,000 ليرة تركية. إلا أنها اعتبرت هذا الحل غير كافٍ لأنه يبقيها تحت تهديد تطويقها.
في ختام سلسلة الخطوط التي كان إنشاؤها واستثمارها فرنسياً، نذكر خط يافا – القدس الذي يصل المدينة المقدسة بالبحر بواسطة سكة يبلغ طولها 87 كيلومتراً واتساعها متراً واحداً. وأهمية الخط الذي بلغ دخله سنة 1911 قيمة 16,000 فرنك محلية بحت بما أن القدس غير موصولة بأية مدينة سورية أخرى عن طريق السكك الحديدية.
لنذكر أيضاً من بين مشاريع الأشغال العامة الفرنسية، شركة ترامات بيروت والساحل اللبناني التي تحاذي خطوطها البحر وتتقدم حتى المعاملتين على مسافة 20 كيلومتراً من بيروت والتي مدّدت مسافة 12 كيلومتراً حتى جبيل بانتظار قيام سكة حديدية بوصل مختلف المرافئ السورية فيما بينها(2).
***
مرفأ بيروت هو ملك شركة فرنسية (كانت تنوي في سنة 1912 إعداد مرفأ جونيه للبنانيين، لكن الباب العالي اعترض على هذا المشروع)، وأوكل إعداد مرافئ طرابلس وحيفا ويافا إلى اتحادات رساميل فرنسية.
أخيراً وقبل نشوب الحرب ببضع سنوات، اقترح تجمّع فرنسي يحمل اسم “الشركة العامة للمشاريع في الإمبراطورية العثمانية”، إنشاء أو إصلاح الطرق من حلب إلى الإسكندرية عبر Beilan وطرق أضنة من Killis إلى عينتاب وأخيراً من حلب إلى دير الزور وبغداد، لكن عدائية السلطة العثمانية وصعوبات إيجاد اليد العاملة أدّيا إلى التخلي عن أشغال كان من شانها تقديم خدمات قيّمة والمساهمة في زيادة النفوذ الفرنسي في سوريا في آن واحد.
وحتى لا نغفل شيئاً، نذكر بأن مؤسسة مياه بيروت كانت قد أعطيت لفرنسي، وأن شركة غاز بيروت أسسها فرنسيون، واستثمار فوسفات السلط الذي منح امتيازه لسكة الحجاز الحديدية ولم تستثمره، بحثه مختبر الزراعة واكتشف قيمة العيّنات الاستثنائية التي وصلت إلى باريس. كذلك قام ثلاثة مهندسين فرنسيين للمناجم والأشغال العامة وهم السادة بسلان، برونيكه وفليكس مارتان، بدراسة استثمار مياه البحر الميت لاستخراج أملاح البوتاس، دراسة معمّقة سنة 1877. وحدها صعوبات النقل ما بين البحر الميت ويافا كانت سبباً في تأجيل تنفيذ الامتياز الذي منح لمدة عشرين سنة.
إلا أنه لا بد من أن نشير إلى أن الطريق من بيروت إلى دمشق، والسكة الحديدية من دمشق إلى مزاريب، ومرفأ وأرصفة ومستودعات بيروت، والخط من بيروت إلى دمشق وتفرّع طرابلس – حمص والترامات اللبنانية، أخذت امتيازاتها وأنشئت واستثمرت من دون أيّ دعم أو كفالة. لذا كانت بداياتها صعبة جداً كما يحصل دائماً في البلدان. حيث يهدف إنشاء طرق مواصلات متقنة إلى تحفيز نمو الإنتاج والعمليات التجارية التي يسبقها. ومثال كبريات شركاتنا الفرنسية للسكك الحديدية خير دليل على ذلك. ولولا اتفاقيات سنة 1858، ماذا كان سيكون مصير هذه الشركات المزدهرة منذ أمد بعيد؟.
إذاً، اضطرت سكة حديد دمشق – مزاريب وخط بيروت – دمشق والترامات اللبنانية إلى الخضوع لمحنة التصفية القضائية. أما المرفأ والأرصفة ومستودعات بيروت وتفرّع طرابلس – حمص، فعرفت مصيراً أفضل، الأول بفضل ثقة مقدمي المال والأخير بسبب ازدياز الحركة التجارية بشكل ملحوظ في الجزء الشمالي من سوريا.
إلا أن صعوبات البداية التي لا مفرّ منها تحولت بسرعة متفاوتة إلى حالة تتجه نحو ازدهار حقيقي. ويمكننا أن نورد الأمثلة التالية:
– شركة طريق بيروت – دمشق التي استطاعت من عام 1872 إلى عام 1892 أن تسدّد كل سنداتها وأن توزّع على أسهمها أنصبة أرباح تترواح ما بين 45 و 80 فرنكاً.
– شركة مرفأ بيروت التي كوّنت في الآونة الأخيرة احتياطياً بقيمة 720,000 فرنك، سدّدت بواسطة المخالصة المسبقة 1,778,000 فرنك من سنداتها قيد التداول ووزّعت 17.50 فرنكاً سنوياً لكل سهم وذلك بعدما وضعت في المستودعات جهازاً كهربائياً لتفريغ البضائع ذُكر أنه فريد من نوعه.
– خط بيروت – دمشق – مزاريب الذي أعطى الحكومة العثمانية في سنة 1913 مساهمة رابحة بقيمة 11,355 فرنكاً في الوقت الذي كان يسدّد فيه كامل أعبائه المالية ونفقات الاستثمار، وهذا سرى كذلك على تفرّع طرابلس بمبلغ 2,188 فرنكاً.
أما خط رياق – حلب فقد طلب من الحكومة، من أصل كفالة سنوية إجمالية بقيمة 4,500,000 فرنك: 2,110,000 في سنة 1908، 1,314,000 فرنك في سنة 1912، 1,179,000 فرنك في سنة 1913، ومع أخذ ارتفاع الدخل خلال الستة أشهر الأولى من سنة 1914 بعين الاعتبار، لكانت السنة المالية أسفرت، لو بقي السلام، عن عائدات لمصلحة الحكومة تتفاوت في أهميتها، على غرار خط بيروت – دمشق – مزاريب(3).
إذا كنا قد دخلنا في هذه التفاصيل، فقد فعلنا ذلك فقط بقصد إثبات أن الأعمال التي رعتها الحكومة الفرنسية في سوريا استطاعت التغلّب على المصاعب الملازمة لبداياتها وتوصّلت سنة 1914 إلى وضع واعد بأرباح كبيرة في مهلة قصيرة.
من جهة أخرى، كانت هذه الأعمال قد زودت الحكومة العثمانية بزيادات ضخمة في المداخيل بشكل ضرائب مختلفة، عشور ورسوم جمركية والتي في بيروت على سبيل المثال، ضربت بعشرة منذ استثمار المرفأ والأرصفة والمستودعات.
كل هذا النشاط الفرنسي كان يلقى منافسة عنيفة من قبل أخصامنا وبالأخص من الألمان بالتوافق مع السلطات التركية. معظم السكك الحديدية الألمانية والألمانية – التركية بالكاد تلامس الأراضي السورية. غير أن مقطع هذه السكة الخارجة من جبال أمانوس Amanus بعد إجتيازها عبر سبعة أنفاق متتالية لتتجه إلى الفرات، تهم سوريا مباشرة بما أنها موصولة رأساً بالخطوط الرئيسية لحوض الشمال والهضاب. والخطوط الألمانية الصغيرة هي المشبوكة بالخط الرئيسي Erzinel – الاسكندرونة (داعماً بقوة هذا المرفأ الذي سيعرف مستقبلاً لامعاً والذي حصلت على امتيازه شركة من فرانكفورت – سور – مان) تفرّع عينتاب، تفرّع مسلمية – حلب الذي يربط كل المنطقة ببغداد والقسطنطينية مباشرة.
عبر حلب، وبسلوكها الخط الفرنسي من حلب إلى دمشق فقط، تصبح تركيا الأوروبية موصولة بالحجاز. فسكة حديد الحجاز التي أنشأتها الحكومة العثمانية بتحريض من ألمانيا ولا شك، بحجة تسهيل الحج، كانت تهدف بشكل خاص إلى مراقبة الشريف الأكبر. وبالمناسبة، إلى إرسال قوات إلى الجزيرة العربية. وقد تبيّن لنا أنها تنافس الخط الفرنسي من دمشق إلى مزاريب منافسة قوية خاصة وأنها غير ملزمة بتعويض أي رأسمال وأنها تستطيع الاكتفاء بتعرفات متهاودة جداً لأنها إنشئت بفضل هبات دينية وضرائب دولة. هي تجرّ بذلك تجارة دمشق نحو حيفا على حساب بيروت. في سنة 1912، كانت الشبكة بطول يبلغ 1465 كيلومتراً وقد أنتجت خلال السنة المالية 1911-1912 مبلغ 4,500 فرنك للكيلومتر الواحد. ولم تكن المداخيل ناتجة عن نقل الحجاج فحسب، بل عن نقل البضائع أيضاً. وإلى الخط الرئيسي الذي ينطلق الآن من دمشق بالذات ويصل إلى المدينة المنوّرة مروراً بمعان وتبوك، يضاف تفرّعات درعا – البصرة وعمّان – السلط وبالأخص الخط من درعا إلى حيفا والذي تمّ تمديده حتى عكا مما يجعل شبكة الحجاز على اتصال مباشر بالبحر. ومنذ الحرب، تنطلق سكة حديدية قاطعة السابقة من El-Sule عند الحدود المصرية وتنتهي عند بيرعميا بعد المرور بنابلس والرملة. وأخيراً نظمت رحلات سفن على بحيرة طبريا تكمل شبكة السكك الحديدية للأراضي المقدسة وتسمح بجرّ المنتوجات الزراعية من فلسطين. نلفت في النهاية إلى أن الخط الفرنسي مرسين – أضنة في أقصى شمال سوريا أصبح منذ عدة سنوات ملك الألمان الذين اشتروه.
مما سبق ذكره يسمح بإدراك المنافسة الشديدة التي لاقتها مؤسساتنا للأشغال العامة في سوريا. كما أن دراسة نشاط بعثاتنا ومدارسنا سيبرز تفوّق التأثير الفرنسي وفي الوقت نفسه الجهود التي بذلتها القوى الأخرى لانتزاع المكانة التي نحتلها.
البعثات الفرنسية والأجنبية: (مدارس، مستشفيات،…الخ)
اعتباراً من عام 1860، تفوقت الثقافة الفرنسية التي كانت تحتل مكانة كبيرة في سوريا في كل الأوقات، على الثقافتين الإيطالية والإنكليزية – الأميركية اللتين ما زالتا منافستيها اللبقتين النشيطتين. فالفرنسية هي من بعد العربية اللغة المفضلة لدى السوريين، فكل المثقفين تقريباً والعديد من التجار يتحدثون بها بطلاقة. وإلى جانب المدارس التي ترعاها كل طائفة (المارونية، الكاثوليكية الشرقية، السورية الكاثوليكية، الأرمنية الكاثوليكية، الأرثوذكسية الشرقية، الأرمنية الغريغورية، الإسلامية ، الدرزية، المتوالية، إلخ …) وهي مدارس تعلّم الفرنسية التي تشكل أحياناً أساس الدراسات، ينصرف مرسلون من مختلف الإرساليات إلى تعليم وتربية السوريين الصغار.
المدارس الفرنسية كثيرة وتجري صفوفها بالفرنسية، وبرامج فرنسا هي المتبعة حرفياً تقريباً. هكذا يتعلم الشباب التعرّف على بلادنا وعلى حبّها بحيث يصبحون فيما بعد أصدقاءها الهائمين بها. وبإمكاننا تخمين عدد المدارس الفرنسية القائمة في سوريا وفلسطين بحوالي 500 مدرسة وعدد الطلاب (الفتيان والفتيات) الذين يتلقّون الدراسة فيها بـ 50000 طالب (4)، ويبدو أن هذه الأرقام ما دون الأرقام الفعلية.
فيما عدا البعثة العلمانية والحلف اليهودي العالمي، اللذين ينشران الثقافة الفرنسية بتفان، نذكر من بين الرهبانيات التي تملك أهم المدارس والأكثر عدداً: اليسوعيين، المريميين، رهبان المدارس المسيحية (الفرير) والكبوشيين والعازاريين، راهبات القديس يوسف، راهبات الناصرة، راهبات الإحسان، راهبات العائلة المقدسة (سانت فامّي) إلخ… وتدعم معونات مالية تقدمّها الحكومة الفرنسية أو شركة دعائية فرنسية هذه المؤسسات أو تساعدها بنسب متفاوتة.
يحتل اليسوعيون(5) في سوريا مكانة هامة. فمعهدهم في غزير الذي أُسس في سنة 1844 والذي نقل إلى بيروت في سنة 1875، أصبح جامعة القديس يوسف، وهي تتألّف من معهد للفتيان وصف إعدادي لكلية الطب ومن الكلية نفسها. تضم الكلية الثانوية حوالي 600 طالب، لكهم يدفعون (باستثناء إعفاء خاص) من جنسيات وطقوس مختلفة (من أصل 587 طالباً كنا نعدّ 314 كاثوليكياً شرقياً من الطقس الموحد، 59 كاثوليكياً لاتينياً، 3 أرمن غريغوريين، 8 أقباط، 112 أرثوذكسياً شرقياً، 44 مسلماً، درزياً واحداً، 16 يهودياً). الدروس الكلاسيكية شبيهة بدروس فرنسا وتحضّر لشهادة بكالوريا تمنحها الجامعة. والفرنسيون يتقدّمون للبكالوريا في سميرن أمام هيئة فرنسية. الدروس الفرنسية تهيّء لشهادة دراسات ثانوية تجري بعد صفي الأول والفلسفة. يعطي الدروس بالفرنسية (فيما عدا اللغة العربية التي يدرّسها سوريون) خمسون استاذاً ومعيداً. ويتهيّأ الطلاب لمختلف المهن (طب، زراعة، علوم، تجارة، إدارة، وقنصليات). الدروس التحضيرية قليلة الطلاب (70 تقريباً) وهدفها صقل الشبان الذين لم تكن ثقافتهم السابقة تؤهلهم لمتابعة دروس الكلية.
تضم كلية الطب والصيدلة ما بين 250 إلى 300 طالب، وكان من السهل أن تضم 400 لو كان لديها أماكن كافية. وقد تبادرت فكرة هذه المؤسسة إلى اليسوعيين قبل خمسين سنة. وتمّت المفاتحات الأولى بهذا الصدد عام 1880 مع قتصل فرنسا العام في سوريا الذي اهتم بها ومع الجنرال دو تورسي الذي كان آنذاك ملحقاً عكسرياً فرنسياً في القسطنطينية. في سنة 1881، أقرّ تصويت البرلمان الفرنسي سلفة هائلة على ميزانية 1882 بقيمة 150,000 فرنك أضاف إليها غامبيتا، رئيس المجلس آنذاك 25,000 فرنك. في سنة 1885 صدر التنظيم الذي وضع بالتعاون ما بين وزيري الخارجية والتعليم العام وفقاً لبرنامج السادة دو فريسينو، دو كليرك وجول فرّي. في سنة 1911-1912 تقرّر إجراء التوسيع الضروري وصوّت البرلمان الفرنسي على زيادة التعويض في حين كانت جمعيات وشخصيات مهتمة بالنفوذ الفرنسي في سوريا تؤمن إعانات مالية.
يتألف الجسم التعليمي من أحد عشر استاذاً فرنسياً (أطباء علمانيون أو آباء يسوعيون حائزون على شهادات جامعية أوفدتهم الحكومة الفرنسية) ومن عشرة رؤساء عيادات أو مساعدين محليين. ولدى الكلية متحف تشريحي ومجموعات ومختبرات. في كل سنة يذهب ثلاثة أساتذة من فرنسا إلى بيروت لمراقبة الكلية والإشراف على الامتحانات. وحدهم الشرقيون والاوروبيون المولودون والمستقرون نهائياً في الشرق يُقبلون كطلاب. وليس فيها أي تمييز عنصري أو ديني بحيث تترافق وتختلط ست عشرة طائفة مختلفة في وفاق تام(6): 127 كاثوليكياً، 70 أرمنياً غريغورياً وأرثوذكسياً شرقياً، 24 يهودياً و22 مسلماً من أصل 243. ويفوق عدد طلاب الصيدلة بكثير عدد طلاب الطب.
يبقى أن نشير إلى كلية (أو حلقة دراسية) للدراسات الشرقية في جامعة اليسوعيين، تأسست سنة 1902. ويتبع طلابها الـ 45 الذين سيدخلون سلك الكهنوت دراسات كلية القديس يوسف إلى جانب دراسات خاصة (مخصصة لدراسة اللغة العربية الفصحى، واللغة العربية باللهجة السورية واللغة السريانية واللغة العبرية واللغة الحبشية واللغة القبطية إلخ …)، ولديهم تحت تصرفهم مكتبة جيّدة ومطبعة الجامعة.
إلى جانب مؤسستهم في بيروت الفائقة الأهمية، يرعى اليسوعيون في كافة أنحاء سوريا عدداً كبيراً من المدارس للفتيان والفتيات يهتمون بها بأنفسهم أو يكلفون رهباناً أو راهبات برعايتها. بهذه الطريقة يتعلم حوالي 3700 طفل اللغة الفرنسية مجاناً أو مقابل أجر زهيد جداً. جميعهم سوريون وفي غالبيتهم كاثوليك، إنما نجد بينهم أكثر من 800 منشق وحوالي 80 مسلماً. تختلف البرامج باختلاف المدارس لكن اللغة العربية تدرّس دائماً في حين تدرّس اللغة الفرنسية اختيارياً في كثير من الأحيان. أما المعلمون الذين يتراوح عددهم وفق الظروف (واحد، اثنان، ثلاثة، أربعة أو ستة في كل مدرسة يساعدهم معيدون في الغالب) فهم من الأهليين. بعض هذه المدارس تتلقّى معونة مالية صغيرة من الحكومة الفرنسية أو من جمعيات مختلفة.
مدارس الفتيان الرئيسية التي يرعاها اليسوعيون هي مدارس بيروت (5 مدارس وفيها أكثر من 700 طالب) وحلب (مدرسة وفيها 70 طالباً) وحمص (3 مدارس في قلب المدية يضاف إليها مستوصف ومستشفى و13 مدرسة أخرى في المنطقة أي ما يزيد مجموعها على 800 طالب) ودمشق (5 مدارس في المنطقة تضم أكثر من 500 طالب). ونستطيع تخمين عدد تلاميذ اليسوعيين الفتيان في لبنان بـ 5500 تلميذ تقريباً وبالأخص في زحلة (وهي مركز هام للإرساليات اليسوعية وفيها مدرسة ابتدائية عليا و4 مدراس ابتدائية في المنطقة أي حوالي 500 تلميذ ودار للمعلمين وميتم زراعي يضم 50 فتى) وغزير (26 مدرسة في المنطقة، حوالي 1700 تلميذ) وبكفيا (6 مدارس في المنطقة وأكثر من 500 تلميذ) وفي جزين (8 مدارس في المنطقة وحوالي 500 تلميذ).
أما مدارس الفتيات اليسوعية، فتقوم بإدارتها كلها تقريباً راهبات قلب يسوع ويسوع ومريم. نذكر مدارس بيروت (مدرستان، حوالي 400 تلميذة) وحلب (3 مدارس، أكثر من 500 تلميذة) وحمص (3 مدارس في المدينة و5 غيرها في المنطقة، أكثر من 500 تلميذة) ودمشق (6 مدارس في المنطقة، أكثر من 500 تلميذة). في لبنان يتّم تعليم أكثر من 5000 فتاة وخاصة في زحلة (مدرسة داخلية تضم حوالي 70 تلميذة ومدرسة ابتدائية تضم 150 تلميذة تقريباً موجودتان في حي الحارة. أما حي سيدة عناية وحي Quatali ففي كل منهما مدرسة تضم إحداهما 50 والأخرى 150 تلميذة. كما يوجد مدرسة أو إثنتان في المنطقة. أي ما مجموعه أكثر من 600 تلميذة). في غزير(19 مدرسة في المنطقة، أكثر من 250 تلميذة). في بكفيا (5 مدارس في المنطقة من بينها بيت للمترهبنات ودار للمعلمات في آن واحد، حوالي 50 تلميذة). في جزين (17 مدرسة في المنطقة، أكثر من 400 تلميذة). أخيراً، هناك مرصد يخصّ الآباء اليسوعيين في كسارة في جبل لبنان.
يملك المريميون عدداً من مدارس الفتيان في لبنان. في جونيه Jaonieh يرعون مدرسة ابتدائية عليا وللتعليم التجاري تشمل أكثر من 250 تلميذاً (من بينهم عشرة يتلقّون التعليم مجاناً). كل هؤلاء التلاميذ تقريباً ينتمون إلى الطقوس الشرقية الموحدة، فمقابل 234 شرقياً موحداً نجد 4 كاثوليكيين لاتينيين، 20 أرثوذكسياً شرقياً ومسلمين إثنين، في البترون، ألحقت بالمدرسة الابتدائية مدرسة ابتدائية عليا للتعليم التجاري، وتشمل 60 تلميذاً فقط. نذكر أيضاً من بين أهم مدارس المريميين في لبنان، مدرسة عمشيت (60 تلميذاً تقريباً) وجبيل (أكثر من 150 تلميذاً) ودير القمر (ما يقارب 250 تلميذاً) وصيدا (أكثر من 100 تلميذ). وهم بالإضافة إلى ذلك مكلفون بإدارة مدرسة حلب الأرمنية التي تضم حوالي 260 تلميذاً (كنا نجد في هذا الرقم 170 شرقياً موحداً، 10 كاثوليكيين لاتينيين، 60 أرثوذكسياً شرقياً، 10 يهود، 18 مسلماً).
رهبان المذهب المسيحي يرعون مدارس عديدة في فلسطين وفي سوريا. ففي حيفا لديهم كلية (سنة 1912، 212 تلميذاً من بينهم 15 شرقياً موحداً، 41 كاثوليكياً لاتينياً، 41 أرثوذكسياً شرقياً، 28 مسلماً، 27 يهودياً و6 بروتستانتيين) ومدرستان مجانيتان (الأولى سنة 1912 مؤلفة من 139 تلميذاً من بينهم 25 شرقياً موحداً، 22 كاثوليكياً لاتينياً، 80 أرثوذكسياً شرقياً، يهودي واحد، 11 مسلماً، والثانية سنة 1912 مؤلفة من 34 شرقياً موحداً، 18 كاثوليكياً لاتينياً، 137 أرثوذكسياً شرقياً).
في القدس، تقدّم كليتهم التعليم الابتدائي العالي لـ 150 تلميذاً فيما تعطي مدرستهم المجانية (التي تضم أكثر من 200 تلميذ من بينهم عدد كبير من المسلمين) تعليماً ابتدائياً جيداً بالفرنسية. في بيت لحم تضم مدرستهم غير المجانية 30 تلميذاً كاثوليكياً وأرثوذكسياً شرقياً فيما تعلّم دار المعلمين التابعة لهم مجاناً 20 تلميذاً داخلياً. مدرسة الناصرة الابتدائية المجانية أهم منها (سنة 1912: 124 تلميذا من بينهم 50 شرقياً موحداً، 39 كاثوليكياً لاتينياً، 25 أرثوذكسياً شرقياً، 2 بروتستانت و8 مسلمين). في حيفا مدرسة التعليم الابتدائي العالي والثانوي الحديث (حتى الصف “الرابع التكميلي” 30) ومدرستهم المجانية وتشمل كل منها أكثر من مائة تلميذ بقليل (من أصل 241 تلميذاً علمهم “الفرير” عام 1912، 114 كانوا شرقيين موحدين، 44 كاثوليكيين لاتينيين، 35 أرثوذكسيين شرقيين، 3 بروتستانت، 2يهوديين و43 مسلمين).
كلية بيروت تضم أكثر من 600 تلميذ يتلقّون تعليماً ثانوياً يعدّ للبكالوريا (التي تجرى في الإسكندرية) أو لدبلوم في التجارة تمنحه المدرسة. كما أن لرهبان المذهب المسيحي في بيروت ثلاث مدارس ابتدائية، أحداها غير مجانية (حوالي 100 تلميذ) أما الباقيتان فمجانيتان (واحد تضم 300 تلميذ والأخرى حوالي 150 تلميذ). ومن مجموع 705 تلاميذ يدفعون، و 445 تلميذاً يدرسون مجاناً، نجد 672 كاثوليكياً لاتينياً، 316 أرثوذكسياً شرقياً، 31 يهودياً، 126 مسلماً. كما أن مؤسسة بيروت ترعى مدرسة مجانية مؤلفة من أكثر من 100 تلميذ جميعهم من الموارنة، في بيت مري في لبنان.
كلية العائلة المقدسة التي تدعمها الحكومة الفرنسية على غرار مؤسسة بيروت، تعدّ للمهن الحرة والتجارية وفق برنامج يتطابق بدقة مع التعليم الحديث وتضم 350 تلميذاً، من بينهم عدد كبير من الخارجين (سنة 1913، من أصل 350 تلميذاً، هناك 115 شرقياً موحداً، 3 كاثوليكيين لاتينيين، 160 أرثوذكسياً شرقياً، 5 مسلمين) ولديها مدرسة نصف مجانية في حي لامارين (سنة 1913، من أصل 150 تلميذاً نجد 30 شرقياً موحداً، 70 أرثوذكسياً شرقياً، 50 مسلماً). أخيراً في اللاذقية يدرّسون حوالي 150 تلميذاً تعليماً ابتدائياً عالياً وتجارياً (سنة 1912 من أصل 150 تلميذاً كان هناك 24 شرقياً موحداً، 7 كاثوليكيين لاتينيين، 110 أرثوذكسيين شرقيين، 6 بروتستانت، 12 مسلماً).
الكبوشيون(7) الذين يتلقون مساعدة زهيدة جداً، يرعون في سوريا 107 مدارس يجري فيها تدريس أكثر من 500 تلميذ جميعهم تقريباً مجاناً. معظم هؤلاء التلاميذ عثمانيون وكذلك المعلمون إلاّ في المدن حيث نجد بعض المدرسين الفرنسيين أو الأجانب. التلاميذ كلهم كاثوليكيون تقريباً ولكن هناك أيضاً بعض الأرثوذكسيين الشرقيين واليهود والمسلمين والدروز. هذه المدارس تقدم تعليماً ابتدائياً ولكن في مرسين يتبع معهد القديس أنطون برامج التعليم الثانوي تقريباً، أما معهد Tarse فهو مدرسة ابتدائية عليا. أهم هذه المدارس تقع في بيروت (بيروت، حوالي 150 تلميذاً)، ومرسين (كلية وصف مجاني، أكثر من 50 تلميذاً) وقرب أنطاكية (مدرستان للفتيان، حوالي 100 تلميذ في الاثنتين، مدرسة للفتيات ومستوصف يعالج 10 ألآف مريض تقريباً في السنة)، وفي لبنان (96 مدرسة، أكثر من 4000 تلميذ) وبالأخص في عاليه (ما بين 100 و 150 تلميذاً، مدرستان) وغزير (مدرسة أكثر من 100 تلميذ) وبعبدا (حوالي 150 تلميذاً، مدرستان).
أما العازاريون الذين يملكون في القدس كلية إكليريكية مجانية (28 تلميذاً) فإن كامل نشاطهم تقريباً محصور في كلية القديس يوسف في عينطورة في جبل لبنان، وهي الأعظم شهرة في الجبل وإحدى أقدم وأهم الكليات قاطبة في كل سوريا.
كانت كلية عينطورة التي أسّسها القسيس بطرس مبارك، تعود إلى اليسوعيين منذ عام 1734. ولدى إلغاء رهبانيتهم في سنة 1773، عادت إلى البطريك الماروني الذي اهتم بها حتى عام 1793 حيث استلمها العازاريون. منذ عام 1834، يعطي التعليم بالفرنسية وهو ممتاز ويُّعد لكافة المهن الحرة والإدارية والتجارية. وتعطي الكلية دبلوماً في ختام الدراسات.
في سنة 1913، كانت هذه الكلية تضم 350 تلميذاً (من بينهم 330 داخلياً) كلهم تقريباً يدفعون (من أصلهم يوجد 190 مارونياً، 40 أرثوذكسياً شرقياً، 10 أرمن كاثوليكيين، 40 كاثوليكياً شرقياً، 15 أرمنياً أرثوذكسياً، 15 كاثوليكياً لاتينياً، 10 يهود و 30 مسلماً). معظم هؤلاء التلاميذ إما لبنانيون أو سوريون بإستثناء 60 مصرياً، 10 فارسيين، 15 يونانياً من الجزر و35 عثمانياً شرقياً. من أصل 35 مدرّساً نجد 16 عازارياً فرنسياً بينما الآخرون من السكان الأهليين، رجال دين أو علمانيين. وقد توّلى العازاريون في عينطورة وفي بيروت 130 مدرسة ابتدائية في قرى لبنان (في منطقة كسروان التي تتبع عينطورة لها يوجد 16 مدرسة تضم كل منها 30 تلميذاً). مدرسة برمانا هي المركز التي تتّم فيه إدارة المدارس الأخرى. أخيراً، يوجد في دمشق مؤسسة للعازاريين تشمل كلية من حوالي 200 تلميذ (من أصل 205 عام 1912 نجد 110 شرقيين موحدين، 10 يهود، 85 مسلماً) يدرّس فيها الفرنسية والعربية والتركية من أجل الحصول على شهادة دراسية توازي البكالوريا تقريباً، ومدرستان ابتدائيتان، مدرسة الميدان ومدرسة القديس يوسف تضم كل منهما 200 تلميذ تقريباً.
من بين الرهبانيات النسائية التي تتولّى التعليم في فلسطين وسوريا، تحتل راهبات القديس يوسف مكانة في غاية الأهمية. فمدارسهن واسعة الانتشار في فلسطين: في حيفا حيث يملكن مستشفى ومستوصفاً وميتماً للفتيات ومدرسة غير مجانية ومدرسة مجانية ومأوى للأطفال يضم أكثر من 400 تلميذة. من أصل 419 تلميذة في سنة 1912 هنالك 73 كاثوليكية، 208 أرثوذكسية شرقية، 5 بروتستانتيات، 27 يهودية و 104 مسلمات). وفي بيت لحم حيث تتولّى الرهبانية مدرسة داخلية (عام 1912: من أصل 168 تلميذة هناك 119 كاثوليكية، 17 أرثوذكسية شرقية، 15 أرمنية غريغورية، 8 بروتستانتيات، 62 يهودية، 16 مسلمة). كما وعهد بالمدرسة الرعوية إليهن لكن الفرنسية لا تدّرس فيها.
في بيت جالا تدرّس الفرنسية إلى حد ما وفي Abou Gorle يوجد مستوصف، وفي رام الله تتعلم 70 تلميذة بعض الفرنسية، بينما تتم معالجة 2000 مريض سنوياً في المستوصف. في نابلس، ما يقارب 500 مريض يدخلون المستشفى وتتم معالجة 24000مريض في المستشفى بينما تجرى معالجة ما يقارب 20000 في المستوصف. في الناصرة مؤسسة تشمل: مدرسة خارجية يدرس فيها أكثر من 150 ولداً من الجنسين (من أصل 163 سنة 1912، يوجد 54 شرقياً موحداً، 74 كاثوليكياً لاتينياً، 7 أرثوذكسيين شرقيين، 28 مسلماً)، ومؤسسة رعاية ومشغلاً لخمسين فتاة ومستوصفاً حيث يعالج 26 ألف مريض سنوياً، ومستشفى يستقبل كل سنة حوالي 300 شخص.
في سوريا حصراً، تملك راهبات القديس يوسف مؤسسات في بيروت، مدرسة مجانية تضم 200 تلميذ تقريباً ومدرسة غير مجانية تضم أكثر من 150 تلميذاً وميتماً صغيراً (في سنة 1913 من أصل 363 تلميذة في المدرستين، نجد 235 شرقية موحدة، 7 كاثوليكيات لاتينيات، 45 أرثوذكسية شرقية، بروتستانتينة واحدة، 3 يهوديات و 72 مسلمة). في صور حيث تضم المدرسة، 250 تلميذة تقريباً (من أصل 244 تلميذة سنة 1912 يوجد 221 شرقية موحدة، 7 كاثوليكيات لاتينيات، 45 أرثوذكسية شرقية، يهوديتان و9 مسلمات) وحيث يعالج المستوصف 5 آلاف مريض تقريباً سنوياً. في دير القمر التي تضم مدرستها الخارجية المجانية أكثر من 200 تلميذة ومدرستها الخارجية غير المجانية 50 تلميذة تقريباً (في عام 1912، من أصل 265 تلميذة نجد 260 شرقية موحدة، 3 لاتينيات و 2 مسلمة).
في صيدا التي تدّرس مجموعتها المدرسية المؤلفة من مدرسة مجانية ومدرسة غير مجانية وميتم، أكثر من 250 فتاة (من أصل 275 عام 1912: 124 شرقية موحدة، 119 كاثوليكية لاتينية، بروتستانتيتان، 16 يهودية و 14 مسلمة) بينما يعالج المستوصف أكثر من ألف مريض كل سنة. في حلب، تشمل مجموعة هامة مدرسة القديس يوسف الداخلية والميتم الذي يضم أكثر من 100 تلميذة (40 منهن يتيمات) حيث تتلقّى فتيات العائلات الثريّة تعليماً ابتدائياً وابتدائياً عالياً. أما مدارس جميلية وعزيز وخان العربين وسليمانية، فتضم كل واحدة منها ما بين 100 و 150 تلميذة (من أصل 645 تلميذة، عام 1912 هناك 528 كاثوليكية، 72 أرثوذكسية شرقية، 22 يهودية، 24 مسلمة). ولا بدّ من إضافة مدارس الفتيات الكاثوليكيات الشرقيات (أقل من 855 تلميذة) والسوريات الكاثوليكيات (أكثر من 150 تلميذة) التي عهدت إدارتها إلى راهبات القديس يوسف.
في الإسكندرية يوجد مدرسة داخلية ومدرسة خارجية مجانية ومشغل ومستوصف يعالج قرابة 4000 مريض في السنة (سنة 1912 من أصل 206 تلميذة كان التوزيع كالتالي: 100 كاثوليكية، 85 أرثوذكسية شرقية، 7 يهوديات، 15 مسلمة). وفي إنطاكية تضم المدرسة غير المجانية والمدرسة المجانية وصف الأطفال 100 طفلة تقريباً.
راهبات الإحسان نذرن أنفسهن للتعليم على نطاق واسع ويتلقّين لهذا الغرض ولأعمال الإسعاف، دعماً من الحكومة الفرنسية. في القدس، تتولين ميتماً يضم حوالي 200 طفل لقيط يدرسون الفرنسية، في الوقت نفسه الذي تقمن فيه بإدارة مأوى العجزة ومستوصفاً حيث تتم معالجة 200 مريض يومياً وتشرفن على مستشفى البلدية ومشغلاً خارجياً وتزرن مستشفى سيلفا للجذام. في حيفا، تقوم مدرستهن غير المجانية الصغيرة ومدرستهن المجانية وملجأهن المجاني وميتمهن، بتعليم ما يقارب 350 طفلاً من الجنسين (من أصل 345 سنة 1912: 178 كاثوليكياً شرقياً موحداً، 60 كاثوليكياً لاتينياً، 35 أرثوذكسياً شرقياً، 2 بروتستانت، 3 مسلمين). ونضيف أن 3000 مريض يتلقّون علاجاً في المستوصف. في الناصرة، لديهن مستشفى ومشغل ومستوصف (ما بين 12000 و 13000 مريض في السنة). في بيت لحم لديهن مستوصف مجاني (32000 مريض في السنة) يرتبط به 16 مستوصفاً آخراً في الجوار ودار حضانة يتعلم أطفالها (75 تقريباً) الفرنسية، ومدرسة خارجية وصفّاً للبالغين وميتماً. وهن أخيراً مكلفات بالمستشفى الفرنسي (حوالي 16000 مريض).
مؤسستهن في بيروت من أهم المؤسسات وتشمل ست دور:
1 – مستشفى (800 مريض في السنة) ومستوصف،
2 – ميتم القديس شارل الذي يحضن 300 طفل تقريباً،
3 – ميتم القديس يوسف الذي يشكل في الوقت نفسة بالنسبة لتلاميذه المائتين مدرسة مهنية،
4 – المجموعة المدرسية للبيت المركزي التي تشمل كلية صغيرة من 150 فتى صغيراً ما بين السنة والـ 12 سنة، ومدرسة داخلية من 200 فتاة تقريباً ومدرستين خارجيتين إحداهما مجانية، تضمان معاً أكثر من 500 تلميذ، وداراً للمعلمين مجانية (45 تلميذاً) ومشاغل بياضات وملابس جاهزة ترافقها دروس إضافية لأكثر من مائة عاملة متدرّجة، وجمعية مدرسية للفتيات،
5 – مدرسة رأس بيروت الخارجية التي تشمل إلى جانب مستوصف (7000 مريض في السنة) مدرسة للفتيات ومدرسة لصغار الفتيان وملجأ ومشغلاً، أي ما يزيد على 500 تلميذة (من أصل 506 عام 1912: 342 شرقية موحدة، 85 كاثوليكية لاتينية، 5 أرمنيات غريغوريات، 35 أرثوذكسية شرقية، 4 بروتستانت، 35 يهودية، 75 مسلمة).
6 – مدرسة الكرنتينا (التي يضاف إليها المأوى والمستوصف) تضم أكثر من 400 تلميذة (من أصل 435 عام 1912: 375 شرقية موحدة، 8 كاثوليكيات لاتينيات، 52 أرثوذكسية شرقية). تعلّم راهبات الإحسان في لبنان أكثر من 1400 تلميذ في 52 مدرسة وبالأخص في الزوق حوالي 300 طفل يدرسون في مأوى اللقطاء وفي المدرسة (كما أن لراهبات الإحسان فيه مأوى للنساء العجزة ومستوصف).
في برمانا يضم الملجآن والمدرسة فيما عدا المستوصف 200 طفل تقريباً، ومدرسة الفتيات في زعرتا تضم 350 تلميذة، ومدرسة حصرون أكثر من 200 طفل، كما أن لدى هاتين القريتين مستوصفين. كذلك الأمر في بحنّس حيث يوجد أيضاً مصح للمصابين بالسل. أخيراً لدى راهبات الإحسان أيضاً مؤسسات في طرابلس ومن بينها المجموعتان المدرسيتان، مجموعة طرابلس – البلد ومجموعة طرابلس – المينا، وتضم الأولى حوالي 400 تلميذة والثانية حوالي 200 تلميذة بالإضافة إلى ميتم من 100 طفل وملجأ للقطاء، ومستشفى ومستوصف (30000 مريض يعالجون سنوياً في مستوصف البلد و3000 في مستوصف المينا).
في دمشق يتألف البيت الرئيسي من مدرسة داخلية من 60 تلميذاً تقريباً، ومدرسة خارجية غير مجانية من 200 تلميذ تقريباً، ومدرسة خارجية مجانية تشمل مع الملجاً أكثر من 200 تلميذ، وكلية صغيرة من أكثر من 100 صبي صغير، ومستوصف ومأوى للأطفال اللقطاء، أي مجموع يفوق 600 طفل من بينهم مائة صبي (عام 1912 من أصل 630 تلميذاً: 527 كاثوليكياً، 90 أرثوذكسياً شرقياً، 5 يهود، 8 مسلمين). في دمشق أيضاً تتحمل الرهبانية في حي الميدان مسؤولية مستوصف (حوالي 200 مريض بالشهر) ومدرسة الفتيات التابعة للبطريرك الكاثوليكي الشرقي والتي تضم أكثر من 250 تلميذة (من أصل 270 عام 1912: 232 شرقية موحدة، 6 كاثوليكيات لاتينيات، 32 أرثوذكسية شرقية). في الختام، تشرف راهبات الإحسان على المستشفى الفرنسي (أكثر من 300 مريض في السنة) الذي ألحقن به مدرسة مجانية من 50 تلميذة.
أخوات الإحسان من بزانسون تملكن مدرسة للتدبير المنزلي للطبقة الميسورة وميتماً صغيراً في بيروت، وفي لبنان، في بسكنتا، لديهن مدرسة للفتيات وفي بعيدا لديهن أيضاً مدرسة للفتيات ترافقها مدرسة خارجية صغيرة غير مجانية، وصف روضة أطفال للفتيان الصغار. وأخيراً في القريّة تقمن بإدارة مدرسة بيت غيران حيث يجري تعليم مائة يتيمة تقريباً.
راهبات الناصرة لديهن عدداً من المدارس في فلسطين وفي بيروت. تملكن في الناصرة ميتماً مجانياً حيث تجري تربية ثلاثين صبية تقريباً، ومدرسة للفتيات مجانية تشمل أكثر من 200 تلميذة، ومشغلاً مجانياً ومستوصفاً (ما بين 100 و 300 مريض يعالجون يومياً). على مقربة من هنا، لديهن مدرسة أخرى في شفا عمرو، وأخرى في عكا تضم حوالي 100 فتاة. في حيفا، إلى جانب مستوصف (200 إلى 300 مريض يومياً)، تقمن برعاية مدرسة داخلية ثانوية غير مجانية من 50 تلميذة، ومدرسة مجانية من أكثر من 200 تلميذة (من أصل 270 تلميذة في هاتين المؤسستين عام 1912 هناك 195 شرقية موحدة، 8 كاثوليكيات لاتينيات، 17 أرثوذكسية شرقية).
في بيروت تعدّ المدرسة الداخلية للبنات (من 150 تلميذة تقريباً) لشهادة الدروس التكميلية بينما يتم تعليم 300 فتاة الفرنسية والعربية في المدرسة المجانية (من أصل 586 تلميذة عام 1912 نجد 488 شرقية موحدة، 80 أرمنية غريغورية وأرثوذكسية شرقيو، 28 مسلمة). كما تملك راهبات الناصرة في بيروت مشغلاً ومدرسة إدارة منزلية ومؤسسة كبيرة ترتبط بها مدرستان في لبنان هما مدرسة عاريا ومدرسة سمار جبيل اللتان تضمان 100 و 50 تلميذة تقريباً.
***
يجدر أن نضيف إلى هذه الرهبانيات التي تكرّس نفسها خصيصاً للتعليم أو لعون العجزة، للطفولة أو للمرضى، وتعمل بذلك على زيادة التأثير الفرنسي في سوريا، رهبانيات أخرى تملك أيضاً مؤسسات من هذا النوع إنّما أقل عدداً. نذكر المؤسسة الزراعية والمستوصف والفندقية العائدة إلى “اللاترابيين” في العطرون، ميتم الساليزيين حيث يتلقى ثلاثون طفلاً تعليماً ابتدائياً، المدرسة الفرنسية الدومينيكية للدراسات الكتابية في القدس التي لم تلق أي إقبال عليها للأسف، ميتم القديس بطرس (وهو مدرسة مهنية في آن واحد) العائد لآباء صهيون في القدس (حوالي 100 طفل)، مدارس الإرساليات في حوران، مؤسسات راهبات العائلة المقدسة التي لديها في بيروت مدرسة داخلية ومدرسة للفتيان الصغار وصف روضة وميتم، أي معاً 400 تلميذ (من بينهم 209 شرقيين موحدين، 25 كاثوليكياً لاتينياً، 80 أرثوذكسياً شرقياً، 3 يهود، 5 مسلمين). في بعبدا مدرسة شبه مجانية من 200 تلميذ تقريباً، مدرسة داخلية تضم 50 فتاة ومستوصف، في اللاذقية مدرسة من حوالي 150 فتاة. راهبات الفرنسيسكان دو ماري تقدّمن تعليماً ثانوياً لأكثر من 100 تلميذة في قرب دمشق (من أصل 113 تلميذة عام 1912: 25 كاثوليكية، أرثوذكسية واحدة، 3 بروتستانتيات، يهودية واحدة، 79 مسلمة).
راهبات الورية في القدس (جميعهن من الأهليين إنما تعرفن الفرنسية وتدرسنها أحياناً) تتولين ميتماً في القدس و21 مدرسة في قرى فلسطين وشرقي الأردن وحوران وتعلمن أكثر من 1500 فتاة. تتألف مؤسسات راهبات سيدة صهيون في القدس من ميتم من أكثر من 60 طفلاً، ومدرسة داخلية تقدم تعليماً ثانوياً لحوالي 50 فتاة، ومدرسة داخلية ثانية من 30 تلميذة، وأخيراً من مستوصف (140 مريضاً في اليوم) ومن ميتم من 50 يتيمة يقومان في منطقة القديس حنا في مونتانا قرب القدس.
تضم المدرسة الفرنسية التي فتحتها راهبات الكرمل الثلثيات لمنافسة راهبات الكرمل الإيطاليات، أكثر من 100 تلميذ (الدير وملجأ جبل الكرم وُضعا بحماية فرنسا أما الرهبان فينتمون إلى مختلف الجنسيات). ثم هناك دار العجزة ودار التوليد التابعان لراهبات سيدة الآلام في بيروت، والمدرسة الداخلية للبنات والمشغل والمستوصف (حوالي 1200 مريض يعالجون فيه سنوياً) التابعون لراهبات الراعي الصالح، وأخيراً مؤسسة الحبل بلا دنس في دير القمر وتشمل مدرسة غير مجانية تضم حوالي 150 تلميذاً ومدرسة مجانية تضم أكثر من 200 تلميذ (كاثوليكيين بإستثناء 6 دروز) ومدرسة الراهبات المارونيات في البترون.
إلى جانب المدارس التي تديرها رهبانيات فرنسية أو أهلية وفية لفرنسا، لا بد من ذكر مدارس التعليم التي ترعاها الطوائف. في الواقع إن روحاً محبة لفرنسا تسود في العديد منها، ومن بينها الكليات والمدارس المارونية: مجموعة بيروت التي أسسها سيدنا الدبس سنة 1875 تضم أكثر من 300 تلميذ (من أصل 315 عام 1912: 300 شرقي موحد، 12 أرثوذكسياً شرقياً، 3 مسلمين)، كلية القديس حنا مارون قرب بيروت وتضم أكثر من 100 تلميذ، كلية القديس لويس المارونية في غزير وفيها أكثر من 100 تلميذ وتتلقى دعماً، المدارس المارونية في حيفا وصيدا، وأخيراً مدارس لبنان (في كل قرية يوجد مدرسة ابتدائية) وأهمها مدارس عرمون، عين ورقة وكفرحي.
المدارس الكاثوليكية الشرقية هي أيضاً مراكز تأثير فرنسي ومنها: الميتم الملكي في القدس (المعهد به إلى بندكتيات فرنسيات)، الكلية الملكية في حيفا التي تضم 250 تلميذاً، الكلية الملكية البازيلية في زحلة الموضوعة بإدارة المطرانية، الكلية البطريركية الملكية في دمشق وتضم 200 تلميذ، الكلية البطريركية الملكية في بيروت التي تضم حوالي 200 تلميذ (من أصل 196 تلميذ سنة 1912: 102 شرقيين موحدين، 3 كاثوليكيين لاتينيين، 31 أرثوذكسياً شرقياً، يهودي واحد، 59 مسلماً)، المدارس الملكية العديدة في فلسطين ومن بينها مدارس عكا وطبريا وخاصة مدرسة الناصرة التي تضم أكثر من 100 تلميذ.
مدارس أبرشية صيدا، تعلّم أكثر من ألف طفل، ومدارس مطرانية زحلة تضم حوالي 1400 تلميذ من الجنسين، المدرسة الملكية المجانية في دمشق، مدرسة الفتيان في حلب تضم قرابة 250 تلميذً، مدرسة البنات في المدينة إياها (المذكورة آنفاً بصدد مدارس راهبات القديس يوسف والموضوعة بعهدتهن)، المدارس الفرنسية العائدة إلى مطران طرابلس الملكي والقائمة في برج – صافيتا، في منيارة وكوسبا.
لنذكر أيضاً المدارس الكاثوليكية السورية في بيروت وشرفة (جبل لبنان)، وحلب التي تضم مدرسة الفتيان وفيها حوالي 200 تلميذ ومدرسة البنات، أكثر من 150 تلميذة (وقد ذكرت آنفاً وهي في عهدة راهبات القديس يوسف) ومدارس دمشق، و Cabara وقلعة الجندل وراشيا.
في بيلان وبرمانا وحلب يوجد مدارس كاثوليكية أرمنية. وقد وضعت مدرسة حلب البالغة الأهمية إذ تعلّم 300 طفل، في عهدة المريمين. واستكملت بمدرسة مجانية من 150 تلميذاً وبمدرسة للبنات تضم حوالي 150 تلميذة.
أخيراً في مدرسة المخلّص المقدس اليونانية التي تضم أكثر من 200 تلميذ في بيروت، تعليم الفرنسية إجباري كتعليم العربية (ومن أصل 216 تلميذاً سنة 1912: 177 شرقياً موحداً، 28 أرثوذكسياً شرقياً، 11 مسلماً).
إذا كانت هذه المدارس المسيحية تساهم كثيراً في جعل فرنسا محبوبة في الشرق، فإن الجمعية اليهودية التي تحمل اسم التحالف اليهودي العالمي لا تقل عنها نشاطاً ولا هي أقل إخلاصاً لبلادنا. في يافا تعلّم 250 طفلاً يهودياً (150 صبياً و100 فتاة), وفي القدس تملك مدرسة مهنية غير مجانية تضم قرابة 60 تلميذاً ومدرسة للبنين حيث يجرى تعليم أكثر من 300 تلميذ، ومدرسة للفتيات تضم أكثر من 250 تلميذة، وملجاً يرتاده حوالي 100 طفل. ما يقارب 60 تلميذاً داخلياً عثمانياً أو بلقانياً يتلقون تعليماً مهنياً مستكملاً بدروس في العبرية والفرنسية والتركية في مدرسة الزراعة في مكوه إسرائيل في حيفا، تضم مدرسة البنين أكثر من 200 تلميذ فيما تضم مدرسة البنات أكثر من 150 تلميذة. في طبريا، أكثر من 100 فتى وأكثر من 250 فتاة يرتادون كلاًّ من المدرستين. ويقترب عدد تلاميذ مدارس البنين والبنات في بيروت على التوالي من 250 تلميذ و 200 تلميذة، وتضم روضة أطفال ما بين 50 و 100 طفل. مؤسسة دمشق تتألف من مستوصف ومشغل تدريب ومدرستين: في إحداهما يتعلم أكثر من 20 صبياً الفرنسية والعبرية والعربية وفي الأخرى تتلقّى حوالي 250 فتاة تعليماً ابتدائياً متيناً. في حلب، يقوم التحالف اليهودي العالمي الذي يتولّى أيضاً أعمال تدريب وتغذية وكسوة، بتعليم أكثر من 300 تلميذ في إحدى مدارس البنين المتخصصة بالتعليم وأكثر من 250 تلميذة في المدرسة الشعبية للفتيات وحوالي 200 في الحضانة وقرابة 200 أيضاً في مدرسة الفتيات والحضانة في حي الجميلية.
أما فيما يتعلق بالتعليم العلماني، فإنة بحكم الظروف وبالأخص بسبب أهمية الكنائس المختلفة، ظل حتى الساعة بدائياً رغم الجهود التي بذلت والتي تستحق التشجيع. غير أنه لم يكن بالإمكان مقاومة المدارس التي يرعاها مختلف رجال الدين. نذكر المدرسة الابتدائية الفرنسية التي تخصّ السيد كازيه في بيت مري في لبنان والتي يرتادها دروز بشكل خاص، ومدرسة السيد حاج في جزين، ومدرسة السيد غبريال مكاري في أنفة طرابلس، ومدرسة الآنسة بلاسا للفتيات في بيروت، ومدرسة الآنسة نجاح رحمة في بشرّي التي تضم 150 تلميذاً تقريباً.
نترك مكاناً خاصاً على حدة للبعثة العلمانية التي توصّلت في بيروت إلى نتيجة باهرة في كليتيها، كلية البنين التي تضم ما بين 200 و 250 تلميذاً (14 شرقياً موحداً، 13 كاثوليكياً لاتينياً، 13 أرمنياً غريغورياً، 46 أرثوذكسياً شرقياً، 3 بروتستانتيين، 38 يهودياً و68 مسلماً) وكلية البنات.
الأليانس الفرنسية التي تنشر تأثيرنا بواسطة قاعات المطالعة والمؤتمرات وهبات القرطاسية المدرسية، إلخ.. كانت تضم عام 1912: 225 منتسباً.
يصطدم التأثير الفرنسي في سوريا بمنافسة قوية جداً تمارسها القوى الأخرى سواء في مجال التعليم أو في مجال الأعمال الإسعافية. فأصدقاؤنا الإنكليز والأميركيون بالدرجة الأولى، يملكون هناك مؤسسات عديدة ونشيطة جداً. نقدّر بـ 100 تقريباً عدد المدارس الإنكليزية التي يرتادها 7000 تلميذ تقريباً في كل أنحاء سوريا. في لبنان وحده يجري تعليم 3000 طفل تقريباً في حوالي 60 مدرسة انكليزية – أميركية. وقد قامت بعثات بروتستانتية بريطانية (إنكليزية، إيرلندية، أو اسكتلندية) أو أميركية أو إنكليزية – أميركية بتأسيس وإدارة هذه المدارس بالإضافة إلى دور أيتام ومستشفيات ومستوصفات ودور للعجزة. منها “البعثة البريطانية” (3 مدارس للفتيات ومدرسة للفتيان في دمشق، دار للمعلمات، 6 مدارس ابتدائية، مدرستان للمكفوفين في بيروت، 36 مدرسة في المنطقة، مدرستان في أنطاكية إلخ ..)، بعثة الكلفانيين اللوثريين ومقرها في الشوير (كليتان للبنات أحداهما للمسلمات، مدرسة للفتيان وأخرى للفتيات في بيروت ومستشفى في الناصرة)، الصاحبيون المقيمون في برمانا، الكنيسة الإنكليزية في بيروت وفي دمشق إلخ.. وأخيراً “البعثة الكلفانية الأميركية” التي تقع مراكزها الرئيسية في بيروت وصيدا وزحلة وطرابلس والتي تعلم 5000 طفل (مدرسة في دمشق وحمص ورام الله وحلب وزحلة والمعلّقة وبعلبك وطرابلس وصيدا، وميتم في صيدا. في بيروت ليسيه ومدرسة إعدادية أي 400 تلميذ، كلية جامعية، مدرسة تمريض، مدارس فنون وعلوم أي 250 تلميذاً تقريباً، مستشفيات وعيادة، في حلب جهاز المستشفى الأرمني الغريغوري إلخ…).
الجامعة الأميركية تلعب دوراً بالغ الأهمية في بيروت وهي أقدم من جامعة اليسوعيين حيث إنشئت عام 1868 لتحل محل كلية عبيه التي أسسها الأميركي س. فان ديك سنة 1846. وكان التدريس يتم فيها بالعربية وقد حظيت في تلك الحقبة بشغف كبير. بعدئذ هدأ الحماس قليلاً ووازنت الجامعة الفرنسية التأثير الإنكليزي – الأميركي، ومع ذلك فإن الجامعة الأميركية تبقى مطروقة جداً ومرموقة الاعتبار في الشرق. وهي تتألف من كلية طب وكلية صيدلة وعيادة أسنان وتملك مرقباً ومتاحف ومكتبة. هكذا تضم مؤسسات التعليم الأميركية في بيروت (الجامعة والكليات والمدارس) حوالي 1000 تلميذ وطالب.
قبل الحرب، بذلت إيطاليا جهوداً كبيرة لتستحوذ على الاعتبار والتأثير اللذين تتمتع بهما فرنسا. في عام 1914، فتحت في دمشق مصحاً ومدرسة للبنات. الجمعية الإيطالية في تورينو والجمعية الوطنية للبعثات غنيّتان ونشيطتان. والأخيرة تمارس نفوذها بواسطة رهبانيات أمثال الساليزيين والكرمليين والفرنسيسكان في الأراضي المقدسة، والكرمليت، وراهبات ايفريه إلخ.. إلى جانب مدرسة دانتي اليغياري ومدارس بيروت وطرابلس والقدس وتلك التي أسسها كرسبي في فلسطين (والتي حولت فيما بعد إلى مدارس ابتدائية) وميتم الساليزيين في بيت لحم، لا بد من ذكر مدارس الفرنسيسكان في بيت لحم والرملة والناصرة وطبريا وعكا ودمشق والإسكندرونة ومنطقتها، ومدرسة راهبات القديس يوسف في الرملة ومدارس الكرمليين في الاسكندرونة وبيلان إلخ… ومدارس الكرمليت في حيفا والإسكندرونة وبيلان إلخ… والمدرسة الخورنية في بيت جالا ومؤسسات وكالة الأراضي المقدسة في الإسكندرونة (مع أن هذه الأخيرة تخضع رسمياً للحماية الفرنسية) إلخ…
معظم المؤسسات الأرثوذكسية الشرقية كانت مدعومة من قبل الروس وبالأخص كلية ومدارس بيروت وكلية مطرانية حمص ومدارس أو كليات بيت لحم والناصرة وبسكنتا وطرابلس واللاذقية ودمشق. كما أن جمعية تدعى “الجمعية الإمبراطورية
الروسية في القدس” كانت تمارس نشاطاً كبيراً. وقد أنشأت وأدارت مضيفة للحجاج الروس ومستشفى مجانية ومدرسة للفتيان ومدرسة للفتيات في القدس، وملجاً ومدرسة في جرش، وملجاً ومستشفى ودار معلمين ومدارس في الناصرة، ودار معلمات للفتيات ومدرسة ابتدائية نموذجية في بيت جالا ومدرسة للصبيان ومدرسة للبنات في زحلة ومدرستين في المعلّقة ومدارس مزدهرة جداً في دمشق وطرابلس وحمص إلخ… وفي المجموع أكثر من 100 مدرسة الأقبال عليها شديد.
عديدة أيضاً هي المؤسسات النمساوية – الألمانية. إنما تنقصنا المعلومات الدقيقة لعرض وضعها الراهن. بإجبارها المؤسسات الفرنسية والحليفة على إغلاق أبوابها، سمحت الحرب للمدارس والأعمال الألمانية والنمساوية بالازدهار وبزيادة أهميتها مؤقتاً. وشكلت حيفا وبيروت مركزي عمل أعدائنا في فلسطين وسوريا. (وقد أظهروا نشاطاً عملياً واسعاً في منطقة تعنايا وزحلة في جنوب لبنان). مارس التأثير الألماني نشاطه عبر البعثة البروتستانتية الألمانية وجمعية “بلستينافراين” كما عبر الجمعية الكاثوليكية الألمانية وبعض الرهبانيات. كما وأن لأعدائنا عدة مؤسسات في روما. في الناصرة، يدعمون مدرسة الأرمن الغريغوريين، في حيفا تملك راهبات القديس شارل ملجأ ومستشفى وميتماً ومدارس للبنات، في بيروت نجد مستشفى بروسيا ومؤسسات الراهبات الإنجيليات أي ميتماً ومدرسة ابتدائية وكلية ثانوية للفتيات. وتشكل حلب مركزاً نشيطاً للتأثير الألماني ونلفت إلى وجود مصرف ألماني ومدارس ودروس ليلية ومكتبة. في المجموع، كان ما يقارب 2000 تلميذ يرتادون كل هذه المدارس قبل الحرب.
لدى النمساويين أيضاً بعض المؤسسات. تلك التي في القدس والناصرة ومؤسسة رهبان قديس الرب حنا من الجنسية النمساوية وإن كانت رسمياً محميات فرنسية.
وبما أن دراسة تمظهرات التأثير الفرنسي وتأثير منافسيها قد حملتنا على وضع جدول بمختلف مؤسسات التعليم في سوريا، لا بد لنا من ذكر المدارس الأهلية لنكمل عملنا. فالمؤسسات الإسلامية كثيرة وتلقى إقبالاً إلا أن التعليم فيها بدائي. وتتألف من مدارس عاليه في الفقه والقانون الإسلاميين وهي عبارة عن حلقات دراسية، ومن مدارس للبنين والبنات ومن مدارس ابتدائية ملحقة بالجوامع. معظم هذه المدارس العالية والليسيه والمدارس مرتبطة بالحكومة، أي أن التأثير التركي يسيطر فيها. أما المؤسسات التي ترعاها مختلف الطوائف غير السنية والمرتبطة بالإسلام بطرق أكثر أو أقل مباشرة فقليلة جداً.
إليكم على وجه التقريب وضع هذه المدارس الإسلامية في سوريا: في متصرفية القدس، 4 ليسيه للفتيان، 4 ليسيه للفتيات وأكثر من 200 مدرسة ابتدائية، في سنجق عكا، مدرستان عاليتان و 5 ليسيه ليسيه وأكثر من 200 مدرسة ابتدائية، في سنجق بيروت، 18 مدرسة عالية، 2 ليسيه (ومنهما الكلية المعثمنة في بيروت والتي تحاول جمع الثقافة الإسلامية والثقافة الحديثة) وأكثر من 300 مدرسة ابتدائية، في سنجق طرابلس 4 ليسيه و 567 مدرسة ابتدائية، في سنجق اللاذقية 18 مدرسة عالية، 4 ليسيه، مدرسة داخلية للفتيات، أكثر من 1200 مدرسة ابتدائية، في سنجق نابلس مدرسة عالية، 4 ليسيه وأكثر من 200 مدرسة ابتدائية، في سنجق دمشق حوالي 300 مدرسة عالية، 10 مدارس ثانوية وأكثر من 700 مدرسة ابتدائية، في سنجق حماة 150 مدرسة عالية، 6 مدارس ثانوية، وأكثر من 400 مدرسة شركسية، 7 مدارس متوالية، في سنجق معن قرابة 200 مدرسة ثانوية وابتدائية، و4 مدارس شركسية، في جبل لبنان 151 مدرسة عالية درزية، وكلية ثانوية درزية أيضاً، 49 مدرسة إسلامية و 151 مدرسة درزية، في سنجق حلب 10 مدارس عالية، 92 ليسيه و 419 مدرسة ابتدائية.
لا شك في أن مجال العمل في حقل التعليم في سوريا لا يزال واسعاً. فجميع الإنجازات تقريباً كانت حتى الآن بفعل المبادرة الفردية. ولتوحيد الجهود، يجب إنشاء وزارة للتعليم العام تنظم التعليم آخذة بعين الاعتبار طموحات وحاجات السكان، وتسعى إلى وضع حد للمنافسات العقيمة وتعمل على حفظ حياة كل المؤسسات التابعة لها مباشرة.
باريس، كانون الأول 1918 د. جورج سمنة
هوامش
1- – كتب السيد شارل رابو أنه عندما كانت تقوم إحدى مجموعاتنا المالية بدراسة مشروع سكة حديدية في تركيا الآسيوية، كانت تنظر إلى المشروع من زاوية مردوده فقط كما يفترض برجال الأعمال ولا تهتم بأي شيء آخر. من هنا تبعثرالجهود الذي يكشفه تعرج شبكتنا. فالخطوط الفرنسية تشكل مجموعتين منعزلتين كلياً من دون أي إمكانية وصل بينهما، إحداهما حول سميرن والأخرى في سوريا. يضاف إلى سبب الدونية الأول سبب ثان وهو أن جميع السكك الحديدية التي انشأناها تنطلق من مرفأ، يافا، بيروت، طرابلس في سوريا، سميرن، لتنتهي، باستثناء طرابلس – حمص، أما في الفراغ أو لتربط مدينة داخلية هامة بالساحل كالقدس أو دمشق التي تمتد الصحراء وراءها على مسافة متفاوتة: أي أنها خطوط ذات أهمية إقليمية غير قادرة على التحول إلى طرق تغلغل لأسباب جغرافية،.. أما طريقة عمل الألمان فتبدو مختلفة تماماً إذ لا توجد مشاريع معزولة ولا مبادرات شخصية: فبعثة برلين التي تتمتع بنفوذ لا منازع له لدى الباب العالي، تضع خطة لفتح تركيا الأسيوية بواسطة السكك الحديدية وكل المصرف الألماني ينظم جهوده لتأمين تنفيذ المشروع الامبراطوري.
“برنامج في غاية البساطة ولكم يبدو منطقياً خطان كبيران متطابقان مع مسار الطريقين الرئيسيتين التاريخيتين لهذه المنطقة، يفتحان المواصلات بين العاصمة وأطراف الإمبراطورية، وبالتالي طريقان لهما أهمية عامة. يأتي أولاً خط مستعرض من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي وهو خط “بغداباهن” الشهير، من القسطنطينية إلى الخليج الفارسي، ثم أضيفت إليه سكة حديد الحجاز وهو خط شمالي – جنوبي يقطع سوريا والعربية من دمشق إلى المدينة المنورة. تخيّلوا حرف”Y” كبيراً ومتفوحاً متمدداً في طول أسيا العليا، يمتد ذنبه حتى البوسفور فيما يمتد فرعاه، الأيسر نحو بغداد، نحو الهند والأيمن نحو الأماكن المقدسة الإسلامية باتجاه مصر. لكأنه درع من السكك وضع لدعم جسم الامبراطوية التركية الكبير المترنح. وأول نتيجة هامة بالنسبة لأعدائنا هو أن كافة الخطوط الفرنسية والبريطانية علقت في هذا الدرع. فباتجاهها من الساحل إلى الداخل، تقاطع بعضها بذنب “Y” الألماني وعلقت الأخرى بذراعه الجنوبية فأصبحت بالتالي روافد لخط بغداد أو لسكة الحجاز ووقعت تحت رحمة الأتراك – الألمان. وإذا حاولت مقاومة هذه السيطرة كخط بيروت – دمشق، تابع أخصامنا تقويضها بافتتاحهم ضدها حرب التعرفات وبإنشائهم فوراً خطوط منافسة”.
2- – ذلك، تملك المجموعة الفرنسية في سوريا وفق الاتفاقيات المعقودة في السنوات 1893-1896 و 1913-1914 مع الحكومة العثمانية:
أ- امتياز إنشاء واستثمار خط رياق – الرملة على السكة الحديدية من يافا إلى القدس مع امتداد لاحق باتجاه الجنوب، أي حتى الحدود المصرية.
ب- حق أفضلية على التفرّع المباشر لخط حلب – الاسكندرونة وعلى الامتداد المحتمل لخط طرابلس – حمص حتى دير الزور على الفرات باتجاه بغداد.
3- – شركة دمشق – حماة أُنشأت وتستثمر: 331 كيلومتراً مكفولاً بقيمة 130,600 فرنك و352 كيلومتراً من دون كفالة أو دعم. غير أن الألمان يملكون 3180 كيلومتراً مكفولاً ب 15,500 فرنك و 50 كيلومتراً غير مكفول.
4- – كل المعلومات التالية والمتعلقة بالتعليم في سوريا أخذت عن ملفاتنا الشخصية أو تقرير السيد م. بونو حول رحلته الدراسية إلى القسطنطينية ومصر وتركيا الآسيوية. باريس 1913، وتعود هذه المعلومات إلى السنوات 1911 و 1912 و 1913.
إليكم بعض التفاصيل عن النظام المدرسي في سوريا:
أ- هناك مدرسة قرآنية ملحقة بكل جامع،
ب- هناك مدرسة دينية وفي بعض الأحيان عدة مدارس دينية ملحقة بكل كنيسة كاثوليكية أو إنشقاقية، وذلك وفق ثروة المؤمنين التابعين لها،
ت- الإمبراطورية العثمانية لديها مدارسها الخاصة المسماة مدارس الإمبراطورية مع شيخ أو علاّمة بصفة أستاذ دين،
ث- هناك أفراد يفتحون مدارس بعد ملء بعض المعاملات مع شيخ بصفة أستاذ دين أو (بالنسبة للمسيحيين) مع قسيس لملء هذا المنصب،
ج- بموجب اتفاقيات التسليم وبحماية قنصلياتهم غير الإجبارية، يفتح المرسلون مدارس تتقبّل حكومة الإمبراطورية دخول رعاياها المسلمين إليها، أما دخول المسيحيين فحق لهم.
يمنح تقرير برنو المدارس الفرنسية عدد 52000 طالب. ويمكن تخمين عدد طلاب سوريا – فلسطين بـ 90000 طالب تقريباً للمدارس الحكومية أو الأجنبية غير المدارس الفرنسية.
إذا أقرّينا هذه الأرقام نجد فرقاً شاسعاً بينها وبين تلك التي أحصيت في فرنسا حيث المدارس الابتدائية وحدها تضم 12% من السكان مقابل 3% في سوريا.
ومع أننا لا نأمل بتحقيق نسبة في سوريا مماثلة للنسبة في فرنسا قبل أمد طويل، يجوز أن نتوقع وصول النسبة المئوية لتلاميذ المدارس الابتدائية العادية بالنسبة لمجمل السكان إلى 6% أو إلى ضعف النسبة الحالية التي تشمل طلاب التعليم
الابتدائي العالي والثانوي أو حتى التعليم الجامعي في بيروت. للحصول على نتيجة كهذه، لا بد من عدد مدارس يساوي على الأقل ضعف العدد الحالي.
بالاستناد إلى تقرير برنو، يبدو أن هناك 145 مؤسسة فرنسية تمثل كل منها على الأقل 3 مدارس أي ما يقارب 500 مدرسة لـ 52000 تلميذ، أو مدرسة واحدة لكل 100 تلميذ. إذاً، لا بد من توزيع مجموع الـ 90000 تلميذ (الشامل كل المدارس) على 1000 مدرسة تقريباً. وإذا شئنا مضاعفة عدد الطلاب وجب علينا وضع ميزانية هائلة لـ 1000 مدرسة ابتدائية.
ولكن يبقى أن ندرس 3 فئات تعليم أخرى وهي الابتدائي العالي، المدارس المهنية والتقنية، والتعليم العالي.
التعليم الابتدائي العالي قائم في قسم من المدارس الحالية، ولكن إذا اعتبرنا أن هذا التعليم الموجه باتجاه عملي، يجب أن يكون بمثابة همزة وصل بين المدرسة الابتدائية والمدارس التقنية – المرغوبة جداً – يجدر السخاء عليها وإعطاؤها 10% من نفقات ميزانية التعليم على الأقل.
يطالب تقرير السيد برنو بإقامة أكبر عدد ممكن من المدارس التقنية والمهنية، ذلك أن التعليم الراهن المفرط في الأدب، لا يستجيب لا لحاجات ولا ربما لكفاءات الشبيبة السورية التي اشتهروا بها في الفنون والتجارة. غير أن المدارس التقنية الحديثة تتطلب أدوات مكلفة كما يوجد عشر مراكز هامة بحاجة للتجهيز.
وبالتالي لا يبقى سوى مبلغ محدود نسبياً للتعليم العالي، علماً بأن هذا التعليم هو نسبياً الأكثر تطوراً في الوضع الراهن في بيروت على الأقل.
5- – تعود إرسالية اليسوعيين إلى سنة 1841 وقد أنشأها الكرسي الرسولي خلال بابوية غريغوار السادس عشر مباشرة وخارج أية حماية أوروبية. وأبلغ عدد من القناصل الراغبين في خفض نفوذ فرنسا الآباء ريلّو، ريكادونا وآخرين أنهم مستعدون لمنحهم حمايتهم النهائية. إلا أن الأب بلانشيه ومن بعده الأب استيف وكلاهما فرنسيان ورئيسان عامان للإرسالية، رفضا هذه العروض. وطلبا من روما بألا يمنح الكرسي الرسولي القوي أي حظوة من شأنها إفشال دور فرنسا في الشرق. ومنذ ذلك الحين دعم القنصل الفرنسي إرسالية الآباء اليسوعيين لتأثره بهذا الإخلاص.
6- – راجع بصدد كل ما يتعلق بكلية الطب في بيروت، “لاكورسبوندنس دوريان” و 15 أيار 1911.
7- – أسّس إرسالية الآباء الكبوشيين في سوريا كبوشيون فرنسيون سنة 1625. إدارتها والعاملون فيها فرنسيون. تتألف الإرسالية حالياً من 24 أباً و7 أخوة من المرسلين الكبوشيين.