نزار سلّوم

  • فبراير- 2021 -
    3 فبراير
    مسار جلجامشPhoto of سورية والولايات المتحدة الأميركيّة

    سورية والولايات المتحدة الأميركيّة

    اشتُهر مقال أنطون سعاده: سقوط الولايات المتحدة من عالم الانسانيّة الأدبي، وقُرِأ كثيراً وتمت استعادته في مناسبات كانت تقع فيها حوادث تذكّر بما تضمنه. على أنَّ هذه الاستعادة المتكررة له، كثيراً ما تتغافل عن ملاحظة الظروف التي كانت سائدة، عندما كتب سعادة مقاله، والأسباب المباشرة التي دفعته لذلك، ولذلك يبدو المقال من دون هذه الإشارات وكأنه (تنبؤات مجردة) مطلقة لا علاقة لها بسبب تاريخي محدد!! كتب سعاده مقاله في الأول من أيار 1924، عندما كان في العشرين من عمره. وواضح أنَّ مناسبة المقال، هي (مصادقة الولايات المتحدة الأميركية على وصاية فرنسة على سورية)، أي أن المسألة تتعلق بمصير سورية وليس بـ (مصير أميركا) وأوضاعها. المقال، لا من قريب ولا من بعيد يتناول بحثاً أو تحليلاً حالة أميركا وما ستؤول إليه في المستقبل. سعاده، لم يستشرف سقوط الولايات المتحدة، بل قال – حينها – أنها سقطت أدبياً، أي أخلاقيّاً. ما هي القصة؟ وما هي الخلفيات؟ مع نكوص الحلفاء بوعودهم، مع نهاية…

    أكمل القراءة »
  • يناير- 2021 -
    25 يناير
    العالم الآنPhoto of السلطان التكنولوجي

    السلطان التكنولوجي

    في العشرين من كانون ثاني 2021، بدت الولايات المتحدة الأميركية، مُنَصّفة بين مشهدين متباعدين. الأول هو ذلك الذي بدا فيه دونالد ترامب مغادراً الطائرة الرئاسيّة التي أقلّته إلى ولاية فلوريدا ولآخر مرة، في لقطة لا توحي أبداً بالاستسلام، بل بالانسحاب التكتيكي نحو مواقع دفاعيّة ومحصّنة، ريثما يُصار إلى تهيئة العوامل الممكنة لاستئناف المواجهة مع (الأعداء: من الحزب الديمقراطي، والخصوم: من الحزب الجمهوري) سويّة. والثاني هو ذلك الذي كانت تدور فصوله على مِنَصّة تم تعميرها أمام مبنى الكابيتول، من أجل إجراء مراسم تنصيب جو بايدن رئيساً، في أجواء مشبعة بالروح التقليدية الأميركية ولكن مع نفحة من تقاليد امبراطورية رومانية. تُغري (الشَخصَنة)، التي يُرى من خلالها (مُنتصر) و(مهزوم)، بمتابعة ذلك النزال الثنائي، الذي يجري على الحلبة، والذي في نهايته سيُرى فيه المهزوم، وإن كان في كامل لياقته، مستسلماً لقرار الحَكم برفع يد خصمه كـ (منتصر)، وإن كان منهكاً من تعب القتال! و(الشخصَنة)، أسلوب أميركي أثير، بل هي إحدى التعبيرات عن (روح أميركا)…

    أكمل القراءة »
  • 9 يناير
    العالم الآنPhoto of الديمقراطية العاجزة…!

    الديمقراطية العاجزة…!

    قُضي الأمر ووقعت الواقعة! أميركيون، بل من يعتبرون أنفسهم (روح أميركا)، يقتحمون مبنى الكابيتول فيحطّمون نوافذه ويُشرعون أبوابه مفتوحة على مصاريعها، ويتوزعون في أروقته وقاعاته ويعبثون بأثاثه، ويسخرون من وثائقه ومحاضر جلساته ومجلّداته، ويدفعون بـ (ممثليهم) للاختباء.  كانوا في عرض حي وميداني في لعبة تجاوزت قوانين السياسة الأميركية وتقاليدها، بـ (دولتها العميقة)، عبّرت عنها تلك الصورة التي جلس فيها أحدهم على كرسي رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، رافعاً قدميه فوق مكتبها، في لقطة قد تظن لوهلة أنها من شريط سينمائي من بطولة كلينت استوود! مع لحظة اقتحام (المتمردين، المحتّجين … ماذا نسميهم؟ لعلهم: الترامبيّون؟)، المبنى الذي تدور فيه فصول (اللعبة الديمقراطية)، منذ الجلسة الأولى للكونغرس فيه، في 17 تشرين ثاني عام 1800، بدا وكأن (جذور) أميركا بدأت بالتيبّس، وجسدها بدأ بالتشقق، ومع خروج (الثّوار؟) وانتهاء زيارتهم الصاخبة، استعاد أسياد (الكابيتول) ما تم اختطافه منهم لساعات قصيرة، ولكن لترتفع على سارية القبّة التي لا يعلوها شيء في واشنطن، أسئلة كبرى وتساؤلات…

    أكمل القراءة »
  • 1 يناير

    لا يطيق العناق…!

    أسقط التقويم آخر يوم من العام 2020، الذي انقضى… دون أن ينقضي! هو عامٌ فاصلٌ بين عالمين، أو قد يكون بداية حقبة ستفصل بين عالمين. كورونا: هو الاسم/الكائن، الذي أدّى إلى إنتاج هذه الرؤية للزمن ولتاريخ الإنسانية في لحظّتها الراهنة. كورونا: هو العنوان الطاغي على العام 2020، المستبّد بأبوابه وتفاصيله وملحقاته، والمُؤسس لذلك التغيير الحاسم في حياة الانسان كـ (فرد)، كما في حياة المجتمع الإنساني برمّته. فرض كورونا علينا: فلسفته وقيمه ومقاييسه ولغته وقاموسه. اسمه على شفاه كل إنسان، تمتمةً ووشوشةً وخوفاً، أو صراخاً ووجعاً وألماً، أو تداولاً علميّاً أو سياسيّاً أو فنيّاً… من شرق الأرض إلى مغربها، يدور حديث البشر عن هذا (اللا – مرئي)، وكأنّهم يتلون فصلاً من فصول علم اللاهوت، أو من الفلسفة الميتافيزيكية!! الإنسان في متاهة. حائرٌ كيف يرضي هذا (الجبّار، القهّار، القويّ، الفظيعٌ) الذي يتجه ليكون (عظيماً)؟ إلى الآن، لم نتمكّن من إنتاج شروط الطاعة التي تقنع هذا (اللا مرئي) بإشعارنا برضاه علينا، ومنحنا بركّته…

    أكمل القراءة »
  • ديسمبر- 2020 -
    29 ديسمبر
    العالم الآنPhoto of دمج الدين بالدولة

    دمج الدين بالدولة

    [سقطت دمشق بيد الجيش الفرنسي، بعد معركة ميسلون في 24 تموز 1920، فانكفأ المشروع العربي الحجازي، نحو مناطق الانتداب الإنكليزي، فارتسم في العراق والأردن حاكماً، إلاّ أنّه بدأ يتخذ هيئة مختلفة ويعبّر عن نفسه من خلال جمعيات وشخصيّات وأحزاب. وإذا كان ساطع الحصري (1879 – 1968)، يعتبر المفكّر العروبي الأبرز، الذي ظلَّ مخلصاً لـ (المشروع العربي)، معتبراً أنَّ القوميّة العربيّة ولدت مع الثورة العربيّة الكبرى، فإنَّ جيلاً مختلفاً – غير عثماني – بالأصل، كالحصري، سيبدأ بالحضور من مثل قسطنطين زريق (1909 – 2000) وزكي الأرسوزي (1899 – 1968) وميشيل عفلق (1910 – 1989) الذين كانوا سويّة في (عصبة العمل القومي) ثم ليتفرقّوا، ولكن ليتفّرّد ميشيل عفلق بوضع الصياغة الأيديولوجية للتيّار العربي/الإسلامي والتي سترتسم على هيئة حزب سياسي، سيؤسَس على مراحل ثلاث: 1941 – 1947 – 1952، ليصبح اسمه: حزب البعث العربي الاشتراكي] من المؤكد أنَّ حزب البعث العربي الاشتراكي، شكّل الحالة الأكثر تعبيراً، عن التيّار العربي الإسلامي، وهو مع الناصريّة…

    أكمل القراءة »
  • 22 ديسمبر
    العالم الآنPhoto of الهويّة السّوريّة

    الهويّة السّوريّة

    مقدمة: يتم راهناً، استعادة الخطاب الاستعلائي للتيار (العروبي الإسلامي)، في تجاوز غير مفهوم للوقائع التاريخية والأحداث التي وقعت ونتائجها، والتي كان هذا التيّار نفسه مسؤولاً عن وقوعها وعلى نحوٍ مباشر، في مِنَصّة الهلال الخصيب من شرقها إلى غربها! سنقوم في مقالات متتابعة بمقاربة إشكالية المنظومة السياسية/العقائدية للتيار (العروبي الإسلامي)، وهو تعبير نستخدمه بدلالته التي تشير إلى منظومة سياسية تزاوج العروبة بما هي دعوة هويّاتية لعالم يمتد من الحدود مع إيران شرقاً وصولاً لشاطئ المحيط الأطلسي غرباً، والإسلام وفق سرديته التاريخية، التي تتبناها العروبة، كدعوة دينية أنتجت دولتها/ خلافتها، ولا يمكن أن توجد دونها أو تتشارك مع غيرها. الإشكالية الرئيسية هنا، تتمثّل في محتوى الهويّة، وفي ذلك (التنمّر الفكروي) على الهويّة السورية وتاريخها، والعلوم الاجتماعية والحفريات الآثارية وتاريخ الحضارات. كما تتمثّل في جانبها الآخر، في ذلك (العِناد) الذي يتشّهى دائماً إنتاج (الغزو المستمر) منطقاً وأسلوباً. أولاً – إطار تاريخي عام خطأٌ شائعٌ، يُتخم فاتحة السرد التاريخي لأحداث القرن العشرين التي توالت…

    أكمل القراءة »
  • 13 ديسمبر
    الشرع الأعلىPhoto of راهنيّة سعاده

    راهنيّة سعاده

    1987 – ميخائيل غورباتشوف يُخرج من (كمّه) البيروسترويكا، ويجلببها بـ (الغلاسنوست). 1988 – فرنسيس فوكوياما يتلقّف الهدية، ليضع مقالة: نهاية التاريخ. 1991 – يتفكك الاتحاد السوفيتي. 1992 – فرنسيس فوكوياما يوسّع مقالته لتناسب الحدث، فيصدر كتاب: نهاية التاريخ والانسان  الأخير. هذه هي اللحظات التراجيدية، التي مكّنت الليبرالية الجديدة، أو الليبرالية الديمقراطية، أو الرأسمالية، من تشييع الماركسيّة بـ (تجلّيّاتها الدولتية – السياسية)، وعممت خبر الموت وحالته، ليطاول العقائد والايديولوجيات البعيدة والقريبة، ليسود مصطلح: موت الأيديولوجيات أو نهايتها، ولتدّعي الرأسمالية التي تجدد نفسها، متشاوفة، أنّها وحيدة في هذا العالم!! عمَّ خبر (نهاية الأيديولوجيا) وطرق بابنا بصخب، فانتفضنا وفتشنا سريعاً عما يبعد عنّا هذا (الزؤام)، الذي لا ناقة لنا فيه ولا جمل! فلم نجد من سلاح بين أيدينا سوى سعاده لنشهره ونضعه في المواجهة، فهو جاهز، مستنفر، مستعد دائماً، بخطابه ولغته ومنهجه وأدواته. هكذا اعتمدنا: راهنيّة سعاده. من حينها، وإلى اليوم مضى هذا الوقت الطويل، ولا زلنا بين الحين والآخر، وكلّما داهمنا مستقصٍ…

    أكمل القراءة »
  • نوفمبر- 2020 -
    29 نوفمبر
    العالم الآنPhoto of إيران وإسرائيل

    إيران وإسرائيل

    في 12 شباط من العام 1979، تم الإعلان رسميّاً عن انتصار الثورة الإسلامية في طهران، فطغت صورة أية الله الخميني على خريطة إيران، كما على تاريخها. بدا الخميني، حينها، وكأنه (ملء الزمان)، فلا يُرى ما قبله، ولا يُرى غيره في ما بعده، إن كان ثمّة تخيّل لـ (ما بعده)؟ في 19 شباط 1979، زحف الثوّار نحو السفارة الإسرائيلية في طهران، واحتلّوها ونزعوا عنها اسمها، واستبدلوه باسم سفارة فلسطين، وأعطوا لياسر عرفات الذي كان قد وصل مسبقاً إلى طهران (17 شباط)، شرف رفع العلم الفلسطيني فوق ما كان اسمه (سفارة دولة إسرائيل). في خلال أسبوع واحد فقط، وقع هذا الحادث. بدا الأمر وكأنَّ الثورة الإسلامية في إيران، هي ثورة ضد (إسرائيل)، أكثر مما هي ثورة ضد الشاه والعائلة البهلوية! كان احتلال السفارة الإسرائيلية واستبدالها بالفلسطينية نوعاً من تقديم (مثال حيّ)، عن طبيعة العلاقة التي تراها الثورة الإسلامية مع (إسرائيل)، والتي ليست، وفق هذا المثال، سوى (إزالتها من الوجود وعودة فلسطين لمكانها)،…

    أكمل القراءة »
  • 25 نوفمبر
    مشاريعPhoto of معتقل أنصار والهروب الكبير

    معتقل أنصار والهروب الكبير

    مشروع رقم (3) معتقل أنصار والهروب الكبير حتى لا يقتل الجهل والتجاهل تاريخ البطولة، ولا يبقى غير تاريخ الذل! الفكرة الرئيسية لمشروع رواية تلفزيونية (مسلسل) إطار عام أقامت إسرائيل مع اجتياحها لجنوب لبنان وصولاً إلى بيروت، معتقل أنصار الشهير الذي كان فيه أكثر من 10000 أسير ومعتقل ومقاوم. في هذا المعتقل، كان ثمّة حياة استثنائية ومغايرة تُمارس من جهتين متواجهتين متصارعتين ومتنافيتين: المُحتّل بجنوده وضباطه وقادته، والأسرى من مختلف الجهات التي قاومت الاجتياح، كما قاومت المشروع الإسرائيلي دائماً. المقاومة الوطنية اللبنانية، والمقاومة الفلسطينية، والجيش السوري، إلى منظمات أخرى وأفراد آخرين من غير تنظيمات، وأحياناً من دون التزام تنظيمي. الحياة داخل المخيم كانت غنيّة بتفاصيلها، ومدهشة بعناوينها. فيها كل العناصر التي تؤكّد أنَّ ثمّة (دراما) عالية المستوى دارت إحداثها في داخل هذا المعتقل. أحداث أخذت طابعاً ملحمياً في مفاصل استثنائية، لعل أكثرها تعبيراً عن هذا المعنى، محاولات الهروب المتكررة التي خططت لها ونظّمتها مجموعة من الأسرى، حيث فشلت في محاولتين، إلى…

    أكمل القراءة »
  • 12 نوفمبر
    العالم الآنPhoto of الهويِّة العميقة في مواجهة الدولة العميقة

    الهويِّة العميقة في مواجهة الدولة العميقة

    إنَّ الانتخابات، ستكون بين دونالد ترامب والديمقراطية! هذا ما قاله بيرني ساندرز، في وقت سابق للثالث من تشرين ثاني، واضعاً مصير الديمقراطية الأميركية قيد (النهاية) إن فاز ترامب! من المؤكّد أنَّ السيناتور ساندرز، المرشّح لمرتين متتاليتين، والمنسحب لمرتين متتاليتين، في العام 2016 لصالح هيلاري كلينتون وفي العام 2020 لصالح جو بايدن… ساندرز الذي يُوصف بـ (الأحمر) ليساريته الاجتماعية التي لامست (الاشتراكية) في بعض عناوينها… من المؤكّد أن لا شيء يجمعه مع ترامب، بل هو مثال متكامل عن التناقض معه… لكن ومع ذلك ثمّة ما يبدو مشتركاً أو، على الأقل، متشابهاً بين الاثنين! دونالد ترامب، ليس جمهوريّاً بالمعنى التقليدي. هو (مستقل) تحت يافطة الحزب الجمهوري. بيرني ساندرز ليس ديمقراطيّاً بالمعنى التقليدي. هو (مستقل) تحت يافطة الحزب الديمقراطي. يجتمع الاثنان في كونهما يتواجهان، كل بمفرده، مع (الدولة العميقة). التي وإن تُرى بوضوح في فضاء الحزب الديمقراطي إلاَّ أن نفوذها موجود ولها جذور راسخة في أرض الحزب الجمهوري. (الدولة العميقة)، التي منها (مجتمع…

    أكمل القراءة »
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق