جماليات

وصيّة

 [لا يتظلّم وليد الهليس كـ (يوسف)، شاكياً إخوته القساة لأبيه، بل يرى إخوته/ شعبه، ربما الإنسانية، خارج المعنى وتحت مقصلة مسمومة تتجه نحو الجذر. هو لا يكتب وصيّة ويمضي بعيداً، بل يقف على رصيف الأفق، يبشّر كـ (نبي) جبران قبل أن تنصب سفينته شراع السفر…]ن.سلّوم.

 

 وصيّة

 

آه يا إخوتي؛

كم أنتم قريبون 

 قرب الجذر للطين  

والليل للأعمى.

 

أنا الغريب القلب

وأنتم ألفتي

  

أسمع أصواتكم في الليل

أرى ضوء عيونكم  

وأهجس

ما حولكم مخيف!

حتى الهواء يحمل اللوعة بين لوزتين،

يحمل السموم.

 

هي الفأس  

فوق الجذر

والمخلب في الهديل  

كيف ننجو

إذا فسد القلب

والبذرة؟

عندما زهرة المروج شرك

والفراشة غواية!

عندما القول والفعل

واللون والظل

عباءة إله

فوق كتف شيطان!

 

حاذروا يا إخوتي

خدعة القلب

وتعب الروح

طاعة المريد

وتوق المسافر

حاذروا سطوة اليد

والفم

كذب الوقت وغربة البيت

 

أوقدوا نيرانكم

لتضيئوا

ولكن، خبئوا شمعة أخيرة

للغريب،

واصبروا في انتظاره.

اصبروا عيناً،

ويداً،

وقميصاً.

لا تداروا يأسكم،

ولا تسرفوا في الرجاء.

 

وليد الهليس

شاعر من فلسطين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق