العالم الآن
- مارس- 2022 -29 مارس
من يرسم خطّاً في الرمال؟
من أشهر قصص الإذلال، التي تروى بتراثنا الشرقي الذي تخلّينا عنه، حادثة إذلال الملك السلوقي، المعروف بكرمه أنطيوخوس الرابع (175 ق م – 164 ق م)، من قبل الرومان، الذين كانوا قد ظهروا في تلك الحقبة، كقوة متنمّرة شرق المتوسط. كان السلوقيّون، من عاصمتهم أنطاكية، يتصارعون مع البطالمة حكّام مصر، على سهل البقاع وفلسطين الذي كان البطالمة يطالبونهم به، وخاض الطرفان في ما بينهم حروباً كثيرة، سمّيت بالحروب السورية، وكانت هذه الحرب هي الحرب السادسة بينهم. هنا تمكّن السلوقيون، بجيش ضخم من المرتزقة المدرّبين، من اكتساح مصر وقبرص، ولم يبق سوى الإسكندرية فحاصروها. وبينما الملك أنطيوخوس الرابع يتابع أعمال الحصار،…
أكمل القراءة » - 13 مارس
الدوغينيّة – البوتينيّة
-1- يتندر العديد ممن يعتقدون أنّهم على اطلاع على التاريخ السياسي… يتندرون بعبارة تُنسب لونستون تشرشل، وهم يظنون أنّها (طرفة – نكتة)، تنتمي للأدب الساخر، لا لإرث الدهاء الإنكليزي العريق! يقول تشرشل: (الحقيقة غالية جداً. يجب أن نحرسها بجيوش من الأكاذيب). ما قاله تشرشل، قد يكون من المرات القليلة التي لم يكذب بها، في خلال حياته السياسيّة كلّها، فيما يواصل المؤرخون إحصاء أكاذيبه دون أن يتوقف العدّ إلى اليوم! بلى، الحقيقة غالية جداً، ولا يمكن الترخيص بقيمتها وعرضها على قارعة الاعلام والمعارف المتداولة لدى عموم الناس، إلاَّ بعد أنَّ يمرّ عليها الزمن وتكون قد انتهت حياتها في (الواقع) وتحوّلت إلى…
أكمل القراءة » - 7 مارس
لاجئون ببشرة شقراء وعيون زرقاء!
(ننشر هذا المقال للكاتب الصيني وانغ وِنْوِنْ، وهو يمثل رؤية صينية إلى الانكشاف الواضح للعنصرية في الغرب، حيث ظهرت بفجاجة مع نشوب الحرب في أوكرانيا- ترجم المقال عن الإنكليزية علاء اللامي). أي نوع من الناس في مناطق الحروب، ذاك الذي يستحق التعاطف والدموع؟ وما الذي يجعل المرء يقرر إدانة الحرب؟ في الاشتباكات الجارية في أوكرانيا، لقد أعطى الغربيون جوابهم: إنه لون البشرة! منذ أن بدأت الأزمة الأوكرانية، تدفق دعم كبير للأوكرانيين في جميع أنحاء العالم الغربي. كبير مراسلي شبكة سي بي أس نيوز الأمريكية في كييف، تشارلي داغاتا قال، في 25 فبراير، “هذا المكان – في أوكرانيا – ليس مثل،…
أكمل القراءة » - فبراير- 2022 -27 فبراير
الحدث الأوكراني
نفهم – وقد نتفهم – أن ينحاز البعض إلى الجانب القومي الروسي أو إلى الجانب الأوكراني المدعوم من الحلف الغربي الأطلسي – والذي تقليدياً يقف ضد قضايانا ودمّر بلداننا وعواصمنا – في الحرب الدائرة الآن على الأراضي الأوكرانية، فحق الناس في التفكير والاختلاف واتخاذ الموقف المناسب حق طبيعي ومحترم، إنما المثير للعجب هو أن يتحول محلل أو “مثقف ما” على القنوات العربية والناطقة باللغة العربية أو على مواقع التواصل إلى بوق حماسي لهذا الطرف أو ذاك، “فتأخذه الجلالة” ويتهدج صوته ويسيل عرقه وكأنه أم العروس! فهذا يوجه لبوتين شتائم قاسية وسوقية لم يوجهها حتى لجزاري أطفال فلسطين ولبنان من العسكر…
أكمل القراءة » - 2 فبراير
مَن يلعب بـ (الجوكر)؟
[مع أعداء كهؤلاء، لا يحتاج تنظيم الدولة الإسلامية لأصدقاء– بيتر هارلينغ وسارة بيرك] ليست ورقة (الجوكر)، التي نراها عندما نفتح علبة جديدة من (أوراق اللعب – ورق الشَدّة)، والتي تعود في عمرها إلى العصور الوسطى (ربما المظلمة؟)، من أصل الأوراق الـ (52) التي هي المجموع الكلي لها، بل هي مستحدثة – أي ورقة زائدة – لا يتجاوز عمرها الـ (160) سنة. البريطاني تشارلز جودال هو مَن طَبَع ورقة (الجوكر) وأضافها لورق اللعب وذلك تخصيصاً للسوق الأميركية التي بدأت (تلعب) بها مع مطلع سبعينيات القرن التاسع عشر فأعطت لعبة (البوكر – المقامرة) مزيداً من (المقامرة)… ثم انتقل (الجوكر) إلى بلد المنشأ…
أكمل القراءة » - يناير- 2022 -21 يناير
30عاماً من «السلام» الأميركي…!!
مع كتاب مارتن إنديك، الذي تناولنا جانباً منه في مقالة (قلّبوا أبصاركم وتأمّلوا)، يشهد “شاهد من أهلها” بأن كيسنجر لم يكن معنياً “بالسلام” بل بإنجاز “تسوية”، وبأن على التسوية أن تكون جزءاً من مشروع لإعادة تشكيل الشرق الأوسط، وبأن هذا كله يجب أن يصب في مصلحة إسرائيل. وأعتقد أن النظام، الذي شكّله كيسنجر، قد عمّر قرابة ثلاثين عاماً، منذ توقيع معاهدة السلام المصرية ـ الإسرائيلية، وحتى ثورات الربيع العربي. لم تجر الرياح، خلال الفترة المذكورة، بما اشتهت السفن الأميركية في كل الحالات، وكان ثمة مفاجآت غير متوقعة أدت إلى تعديلات استراتيجية بعيدة المدى، على رأسها الثورة الإيرانية (بطبيعة الحال)، وفي…
أكمل القراءة » - 18 يناير
مزيجٌ مشرقي مميت
لمحة تاريخية بعد قيام دولة (إسرائيل) في 1949، ما انفكت الحركة الصهيونية عن التخطيط لإيجاد صيغة تصبح فيها الدولة اليهودية جزءاً لا يتجزأ من نسيج المنطقة الاجتماعي يضمن لها الاستمرارية والشرعية والهيمنة. أول من كشف عن هذه الخططـ، كان الصحفي الهندي كارانجيا في كتابه “خنجر اسرائيل”(1) في العام 1957، الذي تضمن وثيقة سريّة صهيونية عن خطة تقضي بتقسيم الجمهورية السوريّة إلى ثلاث دويلات طائفية، ولبنان إلى دولتين، والعراق إلى ثلاث دول. وثيقة أخرى، نشرت في مجلة “كيفونيم” فى عام 1982 التى تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية، بعنوان “استراتيجية اسرائيلية للثمانينيات”، دعت أيضاً إلى تقسيم العراق، وتقسيم لبنان الى دويلات طائفية، وفصل…
أكمل القراءة » - 15 يناير
استراتيجية «الانفتاح»
تطرّقت وثيقة مسرّبة من المكتب الإقليمي العربي لـ «مؤسّسة المجتمع المنفتح»، في عمّان، إلى تفاصيل المخطّط الاستراتيجي للمؤسّسة بشأن العالم العربي، ما بعد «الربيع العربي». تُغطّي الوثيقة، التي تقع في حوالي 20 صفحة، الفترة بين عامَي 2014 و2017، وتُظهِر خطة «مؤسّسة المجتمع المنفتح» للنشاط التنظيمي في العالم العربي. سُرّبت الوثيقة عام 2016، عبر موقع «دي سي ليكس» DC Leaksإلى جانب وثائق أخرى تكشف خطط المؤسسة في مناطق أخرى في العالم. في ذلك العام، كان التنافس الانتخابي على أشدّه بين دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، وشهد تبرّع جورج سوروس بـ 25 مليون دولار لحملة وزيرة الخارجية السابقة. تناول تقرير استراتيجية المكتب الإقليمي العربي، بكثافة،…
أكمل القراءة » - 11 يناير
سلام إبراهيم: هندسةٌ كيسنجريّة.
لم أنتهِ بعد من كتاب مارتن إنديك، الصادر قبل أسبوع بعنوان (الحريّف: هنري كيسنجر وفن دبلوماسية الشرق الأوسط) قائمة ألقاب ومهام السيّد إنديك طويلة، وأبرزها أنه شغل مناصب مختلفة وثيقة الصلة بالشرق الأوسط: عمل سفيراً لأميركا في إسرائيل، ومبعوثاً للسلام، ومستشاراً من عيار كبير في إدارات أميركية، إضافة إلى العمل في مراكز أبحاث مختلفة. ولعل في هذه القائمة ما يكفي للقول إنه يعرف حق المعرفة ما الذي يتكلّم عنه: معرفة شخصية بكيسنجر، خبرة شخصية “بعملية السلام في الشرق الأوسط”، ومؤهلات في سلّم البيروقراطية تمكّنه من الوصول إلى معلومات، ووثائق، لا تتوفر على نطاق واسع، إضافة إلى مؤهلات بحثية وكتابية. وخلاصة…
أكمل القراءة » - 10 يناير
نسلُ الأصنام
إنَّ فيزياء نسل السلطة المعقّد والمتشابك وما يملكه من أدوات دقيقة ومتعددة، اخترقت عميقاً في عالم ما قبل الأخلاق وما يخرج عن هذا العالم ونظامه. اخترقت في نوى الروح، فابتعدت كثيراً عن بيئتنا المعصومة لممالك الطبيعة سراً وجهراً. فجعلت هذه البيئة متاحة لعبور وهجرة أغلى الأحاسيس والمشاعر، ودرباً لصعود الأرواح النبيلة والشابة…الأرواح التي لم يتح لها أن تستوي في جسدها / مكان إقامتها الإنساني. على أي حال، إنهم – أبناء ذلك النسل – يفعلون ذلك من خلال سلسلة متواصلة من العمليات الممنهجة بدقة عالية تنتهي في قعقعة مكبوتة لنقطة مظلمة أحدثت ثقباً كونياً في غلافنا المعاصر… فما نسمعه ونراه ليس…
أكمل القراءة »