العالم الآن
- يوليو- 2021 -4 يوليو
اختبارات “سايكس ـ بيكو”
طرحت الأزمتان السورية والعراقية في سياق فصولهما المتلاحقة، تساؤلاً مصيريّاً عما إذا كانت منطقة الهلال السوري الخصيب ستشهد بالفعل نهاية جغرافيا “سايكس بيكو”، وأن هذه المنطقة مقبلة على صياغة جديدة تتجاوز التقسيمات التي وضعت في بداية القرن الماضي؟ حيث أدى (المثال الداعشي) الذي اقتحم هذه الخريطة ما بين (2014) و (2016)، إلى كسر صنمية الحدود مقابل تكريسه لواقع ومنهجية التقسيم “الجماعاتي” الجديد من جهة، وتقديم مؤازرة متقدمة لمشروع يهودية الكيان الصهيوني من جهة أخرى. وبالرغم من سقوط تنظيم الدولة الاسلاميّة في العراق والشام، إلاَّ أنَّ نوع الضغط الذي تسبب به (داعش) لا يزال مستمراً ويطاول نموذج وحدة الحياة والعلاقة بين…
أكمل القراءة » - يونيو- 2021 -27 يونيو
نظام المحاصصة الطائفية في العراق
ثمة نظام ثقافي سياسي من الأكاذيب، موازٍ لنظام المحاصصة الطائفية في العراق: 1-الأكذوبة الأولى: يطالب السياسي الطائفي بدور خاص وقيادي لحماية استحقاق طائفته لأنها الأكبر كما يقول، ولكنْ؛ أليس الأحق والأجدر بالحماية هي الأقليات الطائفية والقومية من خلال وجود نظام مواطنة ومساواة علماني؟ اسألوا المسلمين في الهند الذين يصل عديدهم السكاني إلى قرابة مائتي مليون نسمة، وهم أقلية مع ذلك تشكل 14 بالمائة من السكان، اسألوهم، لماذا يفضلون حكم العلمانيين في حزب المؤتمر الوطني “الغاندي” على حكم الحزب القومي الطائفي الهندوسي باهاراتا جاناتا بزعامة مودي صديق الرئيس العنصري الأميركي ترامب! لماذا؟ لأنهم وجدوا في الحكم العلماني حماية أفضل لحقوقهم وتمثيلهم!…
أكمل القراءة » - 8 يونيو
مشروع فتنة كبرى في بغداد
اليعقوبي هو أقدم وأشهر مؤرخ مسلم شيعي رصين سلط الضوء قبل أكثر من ألف عام على علاقة المنصور بالإمام الصادق وسفَّه دون أن يقصد ذلك رواية المتطرفين الشيعة الشيرازيين المعاصرين حول تسميم الخليفة للإمام؛ فمن هو اليعقوبي: إنه المؤرخ والجغرافي والرحالة أحمد بن إسحق بن جعفر بن وهب بن واضح اليعقوبي. ولد في بغداد، وسنة ولادته غير معروفة، وسنة وفاته على أرجح الروايات في حدود سنة 292 هـ، أي 905 م. وهو معدود في أعيان وأعلام الشيعة. وممن أكدوا تشيعه السيد محسن الأمين في كتابه “أعيان الشيعة – ج 3 – الصفحة 202”. أما محمد جميل حمود العاملي فقد اعتبره…
أكمل القراءة » - 8 يونيو
تركيا الأطلسيّة بقناع إسلامي
قبل أيام نقلت وسائل الإعلام الغربية خبراً صغيراً بالكاد سجّل اهتماماً على رادار الغالبية العظمى من القراء والمتابعين. مفاد الخبر أن الحكومة التركية وقّعت عقداً مع الحلف الأطلسي (الناتو)، وبموافقة الحكومة الأفغانية، تتولى أنقرة بموجبه مسؤولية إدارة مطار كابول الدولي في أفغانستان. وكشف ناطق حكومي رسمي أن قيمة الصفقة 130 مليون دولار ستُدفع من موازنة الحلف. وقد كانت مسألة أمن المطار من الأمور الملحة التي تتطلب حلولاً سريعة مع بدء القوات الأطلسية انسحابها من أفغانستان، تنفيذاً لقرار الإدارة الأميركية بالمغادرة بحلول الحادي عشر من أيلول المقبل. وللعلم نقول إن “الإدارة” التركية للمطار تشمل أيضاً حمايته، أي الإبقاء على وجود عسكري…
أكمل القراءة » - 8 يونيو
ذئاب الحرب
[أخبرني عن أعدائك الذين لا تستطيع القضاء عليهم، وأنا أسلّمهم لك بالطريقة التي ترغب فيها. السير جون هوكوود] يتقدم المشهد تلك الزبائنية المفرطة، لأنظمة وحكومات ودول تتدافع وتقف بالصف للحصول على الخدمات العسكرية الخاصة، لتلك الشركات التي تطغى وتطفو على سطح الفوضى والبُنى الرخوة، التي صنعتها فوضى الرعب من فائض الخوف الأميركي، من تراجع دور واشنطن في العالم الذي نتج عنه ذلك الأداء الكارثي للإدارة السابقة، التي حاولت ضبط انهيار دورها بفائض القطيعة بالمعنى الفعلي مع دول العالم، ابتداء بأوروبا مروراً بروسيا والصين ودول أميركا اللاتينية. هذه الشركات شبه العسكرية، التي كان وجودها منذ نصف قرن مضى فقط، يصنّف كحقل…
أكمل القراءة » - 3 يونيو
منعاً للانتحار الجماعي
من المعروف أنّ النظام الطائفي/ الديني ينتمي إلى القرون الوسطى، حين كان الدين الناظم الأساسي للدولة، بينما النظام المدني يجمع الأفراد حول الهوية الوطنية، وهو الظاهرة الأكثر حداثة، لذلك الحديث عن النظام الطائفي وكأنه شبيه لأيّ نظام تقاسمي حديث للسلطة خاطئ. (راجع ألبير داغر، «بيان من أجل برنامج سياسي وإداري بديل»، جريدة الأخبار، 13 أيار/ مايو، 2021). فالنظام التوافقي في الغرب (consociationalism)، يتمحور حول وجود قوميتين مختلفتين ضمن دولة واحدة، وهذا ما عاينه المفكّر ارند ليبهارت حين درس دولاً كبلجيكا. لا يوجد أيّ تقسيم على أساس ديني في أوروبا الغربية، أو الولايات المتحدة الأميركية، أي في الدول – الأمم (nation-states)…
أكمل القراءة » - مايو- 2021 -25 مايو
الولايات المتحدة الأميركيّة والإسلام السياسي
[كان الباحث أحمد أصفهاني، قد وضع هذه الدراسة منذ عدّة سنوات، في إطار تاريخي يبتدئ في أواخر القرن التاسع عشر ويصل حتى العام 2011، عندما امتد (الربيع العربي) إلى غير دولة وبدا العصب المحرّك والمستثمر فيه جماعة (الإخوان المسلمين) التي تعتبر الأبرز في حركات الإسلام السياسي. ورغم توقف السرد التاريخي للدراسة عند هذا الحد، إلاَّ أنها تكثّف تاريخاً من (العلاقة الملتبسة) ما بين الإسلام السياسي والولايات المتحدة الأميركية، يشكل خلفية ضرورية لأي باحث أو لأي قارئ مهتم بالاطلاع على هذه العلاقة، التي تتواصل إلى الآن وفق المنهج نفسه. سيرجيل] الولايات المتحدة الأميركيّة والإسلام السياسي العلاقة الملتبسة؟ بات…
أكمل القراءة » - 24 مايو
قائد الثورة السوريّة والوكالة اليهوديّة؟
«العلاقات السرّية بين الوكالة اليهودية وقيادات سوريّة في أثناء الثورة الفلسطينية الكبرى» هو عنوان كتاب للدكتور محمود محارب، صادر حديثاً في بيروت، عن «دار جسور للترجمة والنشر» (2021). وفي فصله الخامس، يجد القارئ اهتمام الكاتب المبالَغ به بذكر اسم سلطان الأطرش، بداعٍ ومن دون داعٍ، حتى نشعر بأنّ سلطان الأطرش هو الشخص الأساس والوحيد المسؤول عمّا طرحه الكاتب في هذا الفصل، علماً أننا لا نجد فيه أي وثيقة مكتوبة بخط سلطان أو بتوقيعه… وأنا أعرف خطّه وتوقيعه تمام المعرفة لأني عملتُ، خلال عشرين عاماً، على تحقيق أرشيف سلطان باشا الأطرش، القائد العام للثورة السورية الكبرى، وأنا أبحث اليوم عن التمويل…
أكمل القراءة » - 22 مايو
لبنان البَدَوي!
تستبعد الجغرافيا الطبيعيّة لـ (لبنان)، بما هي من تكوين خاص ومميز، أيّة محاولة لوصفها بـ (البادية). حيث لا يستقيم وجود هذا الجبل بقامته وعرشه وتاجه الثلجي وجلالته، ولا ذلك السهل بخصبه، ولا تلك الأنهار الواصلة بحكايتها إلى أسطورة أدونيس، ولا ذلك البحر الذي حملت أمواجه أحرف جبيل الهجائية إلى العالم. لا يستقيم هذا التكوين مع هذا الوصف المُستَجلب من تلك المنطقة الفاصلة ما بين الصحراء القاحلة والسهول الخصيبة. على أنَّ القوة النابذة لـ (البادية) وفراغها التي تتحصّن بها جغرافيا لبنان، تقابلها القدرة الجاذبة لـ (البداوة) التي تُظهرها بعض القوى والتيارات والشخصيّات السياسيّة والدينيّة، التي بفعل شهوتها المفتوحة دائماً لاستعراض هذه…
أكمل القراءة » - 16 مايو
ثورة فلسطين
ثورة فلسطين الآن، بزمنها وروحها وأمكنتها وثوّارها، تضعنا أمام لغة بمضامين جديدة، قد تأخذنا إلى واقع مختلف ومُغاير للواقع الذي يحكمنا، لأنّها: -1- ثورة على الذات هي قبل كل شيء ثورة على الذات، على واقع الحالة الفلسطينية وواقع فلسطين. هي انقلاب على الواقع المُحنّط الجاسم ككابوس أسود فوق الحلم الفلسطيني، فوق الخيال الفلسطيني. هي ثورة على (كتيبة أوسلو) ورجالها في رام الله، وعلى (الاخوان وإخوانهم) في غزة، هي ثورة على ثنائية متضادة متآكلة دون توقف. هي ثورة على دعاة (إسراطين) / (إسرائيل – فلسطين)، على جمع ما لا يُجمع! هي ثورة على (القناع الأسود)، الذي غيّب (الفدائي الفلسطيني)، وأقصى…
أكمل القراءة »