العالم الآن
- يناير- 2021 -25 يناير
السلطان التكنولوجي
في العشرين من كانون ثاني 2021، بدت الولايات المتحدة الأميركية، مُنَصّفة بين مشهدين متباعدين. الأول هو ذلك الذي بدا فيه دونالد ترامب مغادراً الطائرة الرئاسيّة التي أقلّته إلى ولاية فلوريدا ولآخر مرة، في لقطة لا توحي أبداً بالاستسلام، بل بالانسحاب التكتيكي نحو مواقع دفاعيّة ومحصّنة، ريثما يُصار إلى تهيئة العوامل الممكنة لاستئناف المواجهة مع (الأعداء: من الحزب الديمقراطي، والخصوم: من الحزب الجمهوري) سويّة. والثاني هو ذلك الذي كانت تدور فصوله على مِنَصّة تم تعميرها أمام مبنى الكابيتول، من أجل إجراء مراسم تنصيب جو بايدن رئيساً، في أجواء مشبعة بالروح التقليدية الأميركية ولكن مع نفحة من تقاليد امبراطورية رومانية. تُغري (الشَخصَنة)،…
أكمل القراءة » - 10 يناير
أميركا: تأثير الفراشة
(لا يمكنك إزالة حبة رمل واحدة من مكانها دون تغيير شيء ما عبر جميع أجزاء الكون اللامحدود – يوهان غوتليب فيخته) أعيدوا لنا أميركتنا. كانت تلك إحدى التغريدات التي أطلقها مواطن غير مرئي من مكان ما في أميركا عشية الانقضاض الكبير على تلة الكابيتول في واشنطن، ربما أطلقها من مزرعة أو حقل أو مصنع أو معمل أو أيّه ورشة. وقد تكون لإفريقي أميركي أو أبيض أو آسيوي أميركي. تغريدة كانت تحمل في طيّاتها، ذلك اللايقين بالغد، العماء، واللا أمل. هو في تغريدته، يشبه حتماً الملايين من الأميركيين الذين لم يعودوا يعرفوا أي إيقاع للرقصة التي سوف يرقصونها في المستقبل الذي…
أكمل القراءة » - 9 يناير
الديمقراطية العاجزة…!
قُضي الأمر ووقعت الواقعة! أميركيون، بل من يعتبرون أنفسهم (روح أميركا)، يقتحمون مبنى الكابيتول فيحطّمون نوافذه ويُشرعون أبوابه مفتوحة على مصاريعها، ويتوزعون في أروقته وقاعاته ويعبثون بأثاثه، ويسخرون من وثائقه ومحاضر جلساته ومجلّداته، ويدفعون بـ (ممثليهم) للاختباء. كانوا في عرض حي وميداني في لعبة تجاوزت قوانين السياسة الأميركية وتقاليدها، بـ (دولتها العميقة)، عبّرت عنها تلك الصورة التي جلس فيها أحدهم على كرسي رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، رافعاً قدميه فوق مكتبها، في لقطة قد تظن لوهلة أنها من شريط سينمائي من بطولة كلينت استوود! مع لحظة اقتحام (المتمردين، المحتّجين … ماذا نسميهم؟ لعلهم: الترامبيّون؟)، المبنى الذي تدور فيه فصول (اللعبة…
أكمل القراءة » - ديسمبر- 2020 -29 ديسمبر
دمج الدين بالدولة
[سقطت دمشق بيد الجيش الفرنسي، بعد معركة ميسلون في 24 تموز 1920، فانكفأ المشروع العربي الحجازي، نحو مناطق الانتداب الإنكليزي، فارتسم في العراق والأردن حاكماً، إلاّ أنّه بدأ يتخذ هيئة مختلفة ويعبّر عن نفسه من خلال جمعيات وشخصيّات وأحزاب. وإذا كان ساطع الحصري (1879 – 1968)، يعتبر المفكّر العروبي الأبرز، الذي ظلَّ مخلصاً لـ (المشروع العربي)، معتبراً أنَّ القوميّة العربيّة ولدت مع الثورة العربيّة الكبرى، فإنَّ جيلاً مختلفاً – غير عثماني – بالأصل، كالحصري، سيبدأ بالحضور من مثل قسطنطين زريق (1909 – 2000) وزكي الأرسوزي (1899 – 1968) وميشيل عفلق (1910 – 1989) الذين كانوا سويّة في (عصبة العمل القومي)…
أكمل القراءة » - 22 ديسمبر
الهويّة السّوريّة
مقدمة: يتم راهناً، استعادة الخطاب الاستعلائي للتيار (العروبي الإسلامي)، في تجاوز غير مفهوم للوقائع التاريخية والأحداث التي وقعت ونتائجها، والتي كان هذا التيّار نفسه مسؤولاً عن وقوعها وعلى نحوٍ مباشر، في مِنَصّة الهلال الخصيب من شرقها إلى غربها! سنقوم في مقالات متتابعة بمقاربة إشكالية المنظومة السياسية/العقائدية للتيار (العروبي الإسلامي)، وهو تعبير نستخدمه بدلالته التي تشير إلى منظومة سياسية تزاوج العروبة بما هي دعوة هويّاتية لعالم يمتد من الحدود مع إيران شرقاً وصولاً لشاطئ المحيط الأطلسي غرباً، والإسلام وفق سرديته التاريخية، التي تتبناها العروبة، كدعوة دينية أنتجت دولتها/ خلافتها، ولا يمكن أن توجد دونها أو تتشارك مع غيرها. الإشكالية الرئيسية هنا،…
أكمل القراءة » - نوفمبر- 2020 -29 نوفمبر
إيران وإسرائيل
في 12 شباط من العام 1979، تم الإعلان رسميّاً عن انتصار الثورة الإسلامية في طهران، فطغت صورة أية الله الخميني على خريطة إيران، كما على تاريخها. بدا الخميني، حينها، وكأنه (ملء الزمان)، فلا يُرى ما قبله، ولا يُرى غيره في ما بعده، إن كان ثمّة تخيّل لـ (ما بعده)؟ في 19 شباط 1979، زحف الثوّار نحو السفارة الإسرائيلية في طهران، واحتلّوها ونزعوا عنها اسمها، واستبدلوه باسم سفارة فلسطين، وأعطوا لياسر عرفات الذي كان قد وصل مسبقاً إلى طهران (17 شباط)، شرف رفع العلم الفلسطيني فوق ما كان اسمه (سفارة دولة إسرائيل). في خلال أسبوع واحد فقط، وقع هذا الحادث. بدا…
أكمل القراءة » - 12 نوفمبر
الهويِّة العميقة في مواجهة الدولة العميقة
إنَّ الانتخابات، ستكون بين دونالد ترامب والديمقراطية! هذا ما قاله بيرني ساندرز، في وقت سابق للثالث من تشرين ثاني، واضعاً مصير الديمقراطية الأميركية قيد (النهاية) إن فاز ترامب! من المؤكّد أنَّ السيناتور ساندرز، المرشّح لمرتين متتاليتين، والمنسحب لمرتين متتاليتين، في العام 2016 لصالح هيلاري كلينتون وفي العام 2020 لصالح جو بايدن… ساندرز الذي يُوصف بـ (الأحمر) ليساريته الاجتماعية التي لامست (الاشتراكية) في بعض عناوينها… من المؤكّد أن لا شيء يجمعه مع ترامب، بل هو مثال متكامل عن التناقض معه… لكن ومع ذلك ثمّة ما يبدو مشتركاً أو، على الأقل، متشابهاً بين الاثنين! دونالد ترامب، ليس جمهوريّاً بالمعنى التقليدي. هو (مستقل)…
أكمل القراءة » - أكتوبر- 2020 -29 أكتوبر
البيان الآري والفكر الداعشي
من يدخل إلى مدينة زنوبيا، تدمر (بالميرا)، التي أقيمت قبل ما يزيد عن 25 قرناً، سيكون مضطراً لقراءة العبارة المنحوتة تحت قوس البوابة الرئيسة للمدينة والتي تقول: لا تشتم إلها لا تعبده، ومن الراجح أنَّ كاتب هذه العبارة كان في ذهنه أن يضيف: فإن غيرك يعبده. العبارة هذه، لا بدَّ أنها تمثل إلزاماً لمن يدخل المدينة العظيمة على أن يتقبل التعددية، وألاَّ يرفض الآخر. وفي السياق ذاته، نقرأ تعليمات وتوجيهات الإمام علي لأحد ولاته على شمال العراق، حيث تتعدد الأديان والمذاهب: واعلم أن الناس صنفان، أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق. وفي آيات الكتاب: إنَّ الدين عند…
أكمل القراءة » - 25 أكتوبر
مرتزقة… سوريّون!
بلى، مرتزقة سوريّون، في ناغورني كاراباخ وليبيا… وغداً في الجبهة التركية التالية. بالتأكيد، هم ليسوا من سلالة من يظهرون في الشريط السينمائي (المرتزقة)، الذي بطبيعة الحال يؤسطر القدرات الفيزيائية والسلوك الأخلاقي لـ (المرتزق الأميركي) الذي يمثّله سيلفستر ستالون وجيسون ستيتام وغيرهما، ذلك المصنوع سينمائياً وفق (وجبة سياسية) مدعّمة بـ (مكياج الأهداف السامية)، فمرةً يقوم ريتشارد بورتون مع روجر مور وكتيبة المرتزقة في شريط (الوز البريّ، 1978)، بعملية في إفريقيا لتحرير رئيس مظلوم، لتعود الكتيبة في مرة أخرى بقيادة ستالون 2011، للقيام بعملية في أميركا اللاتينية لإسقاط حاكمٍ ديكتاتور وطاغية. المرتزقة في المخيال السينمائي الأميركي هنا، تؤكّد تلك الصورة التي ستشكّل…
أكمل القراءة » - 18 أكتوبر
روسيا السوريّة!
(روسيا السورّية)، مصطلح نقترحه لتكثيف شرح وتوصيف ما نسميه (التوهّم السوري بروسيا)، وهو ذلك التصوّر الحلمي – من الحلم – الذي يفترض ويرى تطابقاً تاماً بين المصلحة السورية العليا وصنوها الروسية، بما يتجاهل ويتجاوز الشروط والمحددات السياسية التي تنظم العلاقة بين دولتين والاتجاه لاعتبارهما (حالة جيوسياسية موحدة). في الأصل الراهن لهذا (التوهّم)، تبدو الحاجة المصيرية السوريّة لروسيا واضحة دون أي التباس، والتي وصلت في صيف العام 2015، إلى المرحلة التي كان فيها وجود الدولة مهدداً أكثر من أي يوم مضى منذ الاستقلال في العام 1946. ومع التدخل الروسي المباشر إلى جانب الدولة في وجه الميليشيات الإرهابية المدعومة، بكيفيات خاصة ومتبدلة…
أكمل القراءة »