العالم الآن
- مايو- 2021 -6 مايو
سوريا والصراع الدولي
ومضة ما من ريب في أن موقع سوريا الطبيعية على خريطة العالم يمنحها أهمية استراتيجية بالغة، جعلتها محط اهتمام وأطماع القوى العالمية الكبرى، وبؤرة الصراعات الدولية أو ممراً لها في التاريخ القديم والحديث، وهي تشكل إلى جانب ذلك كتلة جيوسياسية واحدة قائمة على عاملي نشوء الأمم، وفق الأسس العلمية الحديثة لعلم الاجتماع التي وضعها وشرحها أنطون سعادة، وهما عامل التفاعل الأفقي بين الجماعات البشرية التي تشكلت منها الأمة السورية، وعامل التفاعل العامودي بين تلك الجماعات من جهة، وبين البيئة الطبيعية بوصفها مسرحاً للنشاط الإنساني لتلك الجماعات من جهة أخرى. وقبل الدخول في الحديث عن موقع سوريا الطبيعية في الصراع الدولي،…
أكمل القراءة » - أبريل- 2021 -29 أبريل
ميليشيا / militia
يتم التداول بمصطلح الميليشيا، عشوائياً، إلى الوقت الذي أصبح هذا الاسم يثير حساسيّة خاصة لدى بعض الفصائل العسكرية العاملة وفق نظام الميليشيا، الذين يظنون أنها تعني (عصابة)! أستعيد هنا، فقرة من مقالة كنت قد كتبتها سابقاً وتتعلق بالجيش السويسري القائم على أسس التنظيم المليشياوي كما يقول دستورهم، مع بعض الإضافات الجديدة. تقول المادة 58 من الدستور السويسري النافذ: “الجيـــش: لسويسرا جيش، وهذا الجيش منظم طبقاً لنظام الميليشيا”. * يمكن التذكير هنا بما يتفوه به بعض السياسيين العراقيين الجهلة والذين يعتبرون كلمة “ميليشيا” سُبة وشتيمة مقذعة بحقهم وبحق مليشياتهم، وها هو الدستور السويسري يعلن دون وجل، وبما يقرب من الفخر، أن…
أكمل القراءة » - 29 أبريل
العقيدة الأوراسيّة
تُستخدم مفردة أوراسيا في الجغرافيا أساساً للدلالة على مساحة عظمى من اليابسة تجمع قارتي آسيا وأوروبا معاً، تمتد من المحيط الأطلسي غرباً إلى المحيط الهادي شرقاً، تغطي حوالي 54 مليون كلم٢. غير أن مفهوم أوراسيا استُخدم في روسيا وما زال في سياقات متعددة ومختلفة مستبطناً أبعاداً ومعاني حضارية وتصورات جيوبوليتكية وصياغات استراتيجية تندرج جميعها في ما دعي بالعقيدة الأوراسيّة التي يأخذ بالعديد من جوانبها الفريق الحاكم في موسكو اليوم. هذا وتنبثق العقيدة المذكورة من موضع الاتحاد الروسي الذي يغطي قسماً من أوروبا (غرب الأورال) وقسماً آخر من آسيا (سيبيريا)، كما تنبثق أيضاً من موقع هذا الاتحاد الجغرافي بين الغرب والشرق. نشوء الحركة الأوراسيّة بدأ التفكّر في…
أكمل القراءة » - 24 أبريل
“شاتو دسيفو”. / عام السيف
في البداية يمكن القول إن أية قراءة موضوعية لا تأخذ في الاعتبار التركيب الاتنولوجي ـ السكاني لمنطقة سورية الطبيعية، قراءة لا تصل إلى نتيجة، لأنها تتعامى عن الواقع ولا تستعمل المنهج العلمي في تحليلها للأمور. وبالتالي تبقى النتيجة النهائية لها مجردة من الواقع وبعيدة عن التفكير العلمي في المستقبل. ولكن من ركام تفاصيل هذه القراءة، واللهب الذي تصاعد من جراح الذاكرة، ثمّة رأي عام يؤكّد أن مشاريع إبادة الأرمن والسريان والكلدان والآشوريين والإسماعيليّين/ النزاريّين (لعل الكثيرين لا يعلمون أن الإسماعيليين كما الصابئة كانوا ملوك السريان في التاريخ السوري القديم)، في بداية القرن العشرين، استمدّت جذورها من الأيديولوجية العنصرية لتركيا الطورانية،…
أكمل القراءة » - 16 أبريل
كشف تاريخ سريّ
يواظب الباحث الفلسطيني، محمود محارب، على نبشياته في الوثائق الإسرائيلية المستورة، باحثاً عن معلومات تاريخية جديدة، تضيف إلى ما لدينا من معارف وأسرار مكشوفة عما حصل في فلسطين، ولا سيما منذ ثورة 1936 حتى النكبة في سنة 1948. وفي هذا الميدان، نشر مؤخراً كتابًا مثيرًا عنوانه “العلاقات السرية بين الوكالة اليهودية وقيادات سورية” (بيروت: جسور للترجمة والنشر، 2021). ويبحث هذا الكتاب، استنادًا إلى تقارير ومراسلات صهيونية، جمعها الكاتب من الأراشيف الإسرائيلية، كأرشيف الهاغاناه والأرشيف الصهيوني المركزي، كيف تمكّن القسم العربي في الدائرة السياسية التابعة للوكالة اليهودية من إنشاء جسور للتفاوض مع “حزب الكتلة الوطنية” في سورية، وكيف تمادت الاجتماعات مع…
أكمل القراءة » - 9 أبريل
بغداد بين سقوطين (1258 – 2003)
في التاسع من نيسان 2003، سقطت بغداد تحت سيطرة القوات الأميركية والانكليزيّة التي كانت من أقل من قرن 1917، قد دخلتها مع تهاوي الامبراطوريّة العثمانيّة وتراجعها نحو الأناضول. بينما يأتي بعد أكثر من ثمانية قرون على حصارها ومن ثم سقوطها الكثيف المعاني، تحت ضربات المغول بقيادة هولاكو الرهيب. وإذا كان سقوط بغداد في العام 1258، قد حدث بعد سقوط (الدولة الخوارزميّة) التي كانت تشكّل المجال الذي يوفّر الأمان الاستراتيجي لمركز الخلافة العبّاسيّة، إلاَّ أنَّ هذا المركز كان قد بدأ يفقد قوته الذاتيّة وتتحلل (عصبيته)، منذ منتصف القرن العاشر مع دخول (البويهيين) في نسيجه وتغلغلهم في (نواته الصلبة – السلطة)، إلى…
أكمل القراءة » - 6 أبريل
شعرية الأبيض المتوسط
ولدتُ بين بحرين: أحدهما (ميت)، والآخر (أبيض متوسط). ولم يظهر اسم (الأبيض المتوسّط)، إلا بعد أن استخدمه (سولينوس) في النصف الثاني من القرن الثالث الميلادي، وهكذا كنتُ من جبل في بلدة (حلحول) الخليلية، الواقعة في مدخل مدينة الخليل، أشاهد البحر الأبيض المتوسط، الذي يبعد حسب خطّ هوائي عن البحر، حوالي ستين كيلومتراً. هذا الجبل في حلحول، هو أعلى نقطة في فلسطين كلها، إذْ يرتفع عن سطح البحر، حوالي (997 متراً)، لكنني لم أكن أستطيع أن ألمس ماء البحرين، بل كان وما زال ممنوعاً علينا فعل ذلك، لأنّ (الدولة–الخازوق)، تقف عائقاً دون ذلك، أي لم يكن يحقّ لي سوى النظر من…
أكمل القراءة » - 3 أبريل
من هم الحشويّة؟
يربط بعض الباحثين التراثيين القدماء والمعاصرين بين المدرسة السلفية الدينية في الفقه والمجتمع والسياسة كما تكرست في عهد الفقيه الحنبلي ابن تيمية الحرّاني وطائفة قديمة تدعى الحشوية؛ فمن هم هؤلاء الحشوية وكيف تأسست فرقتهم؟ الحشوية، في أحد تعريفاتها، هي فرقة أو مدرسة إسلامية في الحديث؛ تُسمى أيضاً؛ المُشَبِّهَة، أو المُجسِّمة؛ ويعرفهم ابن حزم الأندلسي مستنداً إلى من يسميه أبا محمد، بقوله: “هم طائفة تذهب إلى القول بأن الله تعالى جسم؛ وحجتهم في ذلك أنه لا يقوم في المعقول إلاّ جسم أو عرض، فلما بَطُلَ أن يكون تعالى عرضاً، ثبت أنه جسم. وقالوا إن الفعل لا يصح إلاّ من جسم، والباري…
أكمل القراءة » - 2 أبريل
التعددية والهويّة “العليا”
ما أن انتهت الحرب العالمية الثانية حتى وجدت أوروبا نفسها في خضم حرب باردة بين طرفين منتصرين: منظومة الاشتراكية السوفياتية شرقاً، والمعسكر الرأسمالي الليبرالي غرباً وعبر المحيط الأطلسي. هما مدرستان فكريتان متناقضتان، لكن جمعتهما حينذاك كيفية التعامل مع معضلة الهوية والانتماء. ذلك أن الحربين العالميتين، اللتين لم يفصل بينهما سوى ربع قرن تقريباً، تمتد جذورهما في النزعات القومية العنصرية التي سادت الفكر الأوروبي الاستعماري خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وكانت أوروبا قد أدركت، في أعقاب الدمار الذي لحق بها أثناء الحرب، أن عليها إيجاد حلول “خلاقة” كي تجنّب القارة العجوز حرباً أخرى كارثية في المستقبل. ارتبط مفهوم القومية، وبالتالي…
أكمل القراءة » - 1 أبريل
كيانات الأمّة وكيانات الحزب
هذا النَص، لماذا؟ [لا يستهدف، هذا النَص، المعنويات ولا الإيمان الراسخ بالنهضة والثقة بها، حيث وظيفته، وعلى نحوٍ مؤكّد، محددة ومعيّنة في محاولة رفع منسوب ودرجة الشعور بالخطر الذي يتهدد الحزب السوري القومي الاجتماعي، ليس في معناه ودوره وحسب، بل في وجوده ومصيره ومستقبله. إن لم نتمكن من الوقوف في وجه هذا الخطر، ستجتاح الكارثة جسدنا في محاولة لإخماد روحنا والقضاء على أجمل ما أتت به سورية في عصورها الحديثة.] -1- وصفيّاً، الحزب السوري القومي الاجتماعي في واقعه الراهن: كيانات تنظيمية ولجان ومجموعات وجماعات وأفراد. الانشقاق التقليدي بين فريقين لم يعد وضعاً كافيّاً، لتتألف الجماعات والحركات المتعددة والمستقلّة، فيما انزوى…
أكمل القراءة »