العالم الآن
- أغسطس- 2020 -15 أغسطس
صناعة الالتباس…!
في 14 شباط 2005، وقع انفجار كبير أمام فندق السان جورج في بيروت، تبين فوراً أنه استهدف موكب رفيق الحريري، الذي قتل مع عدد من مرافقيه. بضعة دقائق مرت، لا أكثر، كانت كافية كي يبدأ (مصنع الالتباس) في صياغة (الحدث)، وفق المواصفات النموذجية التي تبقيه قيد الاستثمار لأجلٍ غير مسمّى! و (مصنع الالتباس)، هو نسق متكامل بـ (أفلاكه) الدولية والإقليمية والمحلية، من إجراءات ممنهجة (قرارات سياسية – مظاهرات شعبية – اصطفافات سياسية جديدة…….)، يرافقها خطاب اعلامي، تتم صياغته تأسيساً على منصة [الحدث – الملك]، وهو هنا مقتل الحريري، بمصطلحات وعبارات محددة، يتم تكرارها على التوازي مع خط الإجراءات المتلاحقة، لتشكيل…
أكمل القراءة » - 11 أغسطس
حرب اللقاح
أقلعت سبوتنيك V الروسية للقاح ضد فيروس كورونا، بـ (تدشين) قومي من الرئيس بوتين، لتدخل حرب اللقاحات العالمية أحد أكثر فصولها شراسة وتسيساً، وربما، أقلّها: صحةً وعلماً وطباً!! وحرب اللقاحات العالمية، معلنة ومشاهدة على مدار الساعة، وموازية لخريطة الصراعات الجيوسياسية، وخاضعة لمنطق ومنهج هذه الصراعات. بهذا المعنى، هي (حقل حربي) ملتهب، لم يتمكن مصير (الوجود البشري) برمته، من نقله من أتون المعارك ونارها المستعرة، إلى مخابر العلم ومناخها المحايد ونتائجها المضمونة والموثوقة. مرةً جديدة، تواجه البشرية سؤال الثنائية المتضادة: (مع – ضد)؟ مَنْ (مع) اللِقاح الروسي، ومن (ضده)؟ السؤال منهجياً، هو استكمال لـ (الإدارة السياسية) التي تقود حرب اللِقاحات، وما…
أكمل القراءة » - 9 أغسطس
الصفر الكبير… اللبناني
عندما سقطت أبراج نيويورك في 11 أيلول 2001، واستحالت ركاماً هائلاً، لم يجد الأميركيون تسمية للخلاء/الفراغ، الذي حلَّ بعد إزالة الركام سوى: الصفر الكبير/المنطقة صفرGround Zero. الصفر الكبير، في أحد معانيه الاقتصادية، يشير إلى عملية إنتاج خريطة طريق، غير مؤسسة على أفكار مسبقة، من أجل صياغة أهداف مستقبلية، يفترض تسخير أحدث الوسائل لإنجازها. على أن هذا المعنى الذي تأخذ به الشركات الكبرى المتعثرة، يقصّرعن معنى الصفر الكبير الوطني أو القومي، الذي يأتي بعد وقوع حادث استثنائي وغير مسبوق. بهذا المعنى، شكّلت المنطقة النيويوركية المسمّاة: الصفر الكبير، بمعناها الثقافي، الهويِّة المستجدّة والمرافقة لنظام استراتيجي، تم ترتيب أوليّاته تأسيساً إلى (الهدم) الذي…
أكمل القراءة » - 8 أغسطس
استراتيجية المشروع الصهيوني المائية
[في إطار ملف: الصراع الوجودي على المياه الذي يعّده الباحث سعادة مصطفى أرشيد، نقدم الجزء الثاني، الذي يتضمن رصداً لاستراتيجية المياه في المشروع الصهيوني.] II منذ انطلاق المشروع اليهودي (الصهيوني لاحقاً بعد عام 1897)، والعمل على الاستيلاء على الأرض ومصادر المياه جاري بتسارع وبتخطيط دقيق، مستفيداً من المعلومات الغزيرة التي وفرها لقادته، صندوق إعادة اكتشاف فلسطين الممول من الحكومة الانجليزية وأثرياء يهود وبعض البروتستانت المتطرفين. قام الصندوق المذكور بتمويل الرحلات إلى فلسطين لمجموعة من الآثاريين و اللغويين وعلماء الاجتماع والتاريخ والزراعة والاقتصاد، ومعهم خبراء المساحة ورسم الخرائط، الذين كان أشهرهم اللورد الشاب هوراشيو كتشنر، الذي أصبح لاحقاً معتمداً بريطانياً…
أكمل القراءة » - 6 أغسطس
في اشتهاء الانتداب…!
ليس مهماً، أن يكون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، متعثراً بنتائج الانتخابات الفرنسية التي جرت أواخر حزيران الماضي، أو مهموماً بالانشقاقات العديدة التي شهدها حزبه (الجمهورية إلى الأمام)، أو لايزال يعاني من صدمة وباء كورونا الذي حلِّ على حين غرة في بلده، أو يعاني من ثقل الإرث المعنوي الذي تركته مظاهرات السترات الصفراء في الشوارع الفرنسية، أو من الإخفاقات المحيطة بخطة الإنعاش الأوروبية. ذلك كله وغيره الكثير ليس مهماً، طالما يوجد بلد مثل لبنان، يمكن أن يوفر له: المناسبة النموذجية، والزعماء (غير القابلين للوصف بسبب القصور اللغوي للقواميس)، وسلالة التابعية الانتدابية، كي يدخله بانتشاءٍ (بونابارتي)، وإن لم تكن العصا الإمبراطورية في…
أكمل القراءة » - 4 أغسطس
تفجير لبنان الكبير!
يبدو الانفجار (العجيب)! الذي وقع في مرفأ بيروت، وكأنه استعادة لعملية تفجير أول قنبلة هيدروجينية نفذّتها الولايات المتحدة الأميركية في جزيرة أنيتوك في العام 1952، لتدمرها وتقتل الحياة فيها. الانفجار النووي اللبناني، هو تعبير قد يوحي إلى أنَّ لبنان الكبير، وبمناسبة مئويته، قام بإجراء تجارب نووية تُوجت بالنجاح، بعد مائة سنة ماضية من عمليات التحدّيث والتنمية في مختلف الحقول، ينجح في نهايتها في دخول نادي الدول النووية! يمكن لهذا السرد التخيلي أن يكون واقعاً لو أنَّ دولة، بمدلول علم الاجتماع السياسي، كانت موجودة على مقاس هذا (الكبير)، الذي أرتبك أهلوه بمساحته الشاسعة، التي اتجهت لتبتلعهم، فانهالوا عليها تقطيعاً وتشريحاً وتوزيعاً…
أكمل القراءة » - 3 أغسطس
أميركا اليوم…وغداً
[لقد شاهدت مرة حلزوناً يزحف على نصل خنجر حاد، وحلمي أن أفعل هذا، وهو كابوسي في آن واحد. أن أزحف، أن ألهث على نصل خنجر حاد، وبالرغم من ذلك أنجو. هل تعرف كيف تنجو؟ يجب اذاً أن تتعرف على الحرية الحقيقية، أن تتحرر من أفكار الغير، وأن تتحرر حتى من أفكارك أنت ايضاً. العقيد والتر كورتيز-في فيلم القيامة الآن – 1979] [لقد خدعونا. جعلونا نؤمن بالتغيير المناخي بمعونه الصينيين، فعلوا هذا فقط لنتوقف عن التّصنيع. الرئيس دونالد ترامب] هي أميركا… متعبة، منهكة، حائرة، ضائعة، تعيش الكابوس الرؤيوي لانحدارها، وربما تفككها وانحدارها معاً. حربها الأهلية احتمال مقيت لكنه في الأفق. يمينها مُتعَب…
أكمل القراءة » - يوليو- 2020 -27 يوليو
سورية وتركيا و(نموذجها)!
من قال إنَّ مقالاً لا يزيد حجمه عن 500 كلمة، سيحدث أزمة أو على نحوٍ أدق، سيفاقم من حدة أزمة سياسية نشأت بين دمشق وأنقرة، وسيلحق ضرراً معنوياً، وربما سياسياً، بكاتب لا علاقة له بهذا المقال، لا من قريب ولا من بعيد؟ بلى، حدثت هذه الواقعة في الأسبوع الأول من شهر أيّار 2011. ما هي قصة هذا المقال؟ منذ صدور جريدة الوطن السّورية في صيف العام 2006، بدأت أكتب فيها مقالاً يُنشر صباح الخميس من كل أسبوع. مكان المقال على الصفحة الأولى في أقصى الجهة اليمنى. بالرغم من عدم وجود عنوان (تحريري) ثابت يميزه، غير أنه يوحي وكأنه المقال المعبّر…
أكمل القراءة » - 22 يوليو
عالمٌ يختنق بأزماته
العالم في هذه اللحظة، يكاد يختنق من ضغط أزماته وتوسّعها وتعقّدها. أزمات صناعية تتصل بمصادر الطاقة والاستحواذ عليها. أزمات بيئية تتصل بالتغيرات المناخية والسياسات الدولية حولها. أزمات سكانية وما يتصل بها من عمليات اللجوء والتهجير، أزمات صحية وأهمها الآن ما يفرضه انتشار وباء كورونا، أزمات في العلاقات والنظم الدولية، أزمات أخلاقية وعنصرية ودينية، صراعات ونزاعات في كل مكان، حروب في أماكن اختناق المصالح…. من بين كل هذه الأزمات والمشكلات، تبدو مسألة المياه ومصادرها واستمرار الحصول عليها، من أخطر هذه الأزمات وأكثرها تأثيراً على مستقبل الانسان وحياته ووجوده. تبدو المنطقة الممتدة ما بين الفرات والنيل، في تعبير ذي معنى وإيقاع خاص،…
أكمل القراءة » - 16 يوليو
الرجل المجنون يقود الرجل المريض!
سقطت القسطنطينية في العام 1453 ودخلها منتصراً السلطان العثماني محمد الفاتح. بعد أربعمائة عام تماماً،أي في العام 1853 بدا هذا السقوط بارزاً في ذاكرة روسيا التاريخية،حيث أطلق القيصر نيكولاي الأول صفة ( الرجل المريض) على الامبراطورية العثمانية التي بدأت عوامل التفكك والتآكل تبدو في أرجائها على نحو جليّ. وعلى مدى سبعين سنة متوالية سادت هذه الصفة في الأدبيات السياسية الأوروبية،ولم يتمكن أي سلطان عثماني – حتى آخرهم عبد الحميد الثاني– من إعادة إكساب الامبراطورية مظاهر الصحة والعافية، فظلّت رجلاً مريضاً وفي طور الشيخوخة،وكان أن أزمن المرض واستفحل إلى الوقت الذي دفع مصطفى كمال أتاتورك إلى إطلاق حكم إعدام مبرم بــ…
أكمل القراءة »