العالم الآن
- يناير- 2025 -8 يناير
الديمقراطيّة شرط لاستقرار دول المشرق العربي
إنّ تكوين منطقة الهلال الخصيب، وحضارة دولها، كما تاريخها، يحتّمان عليها السير بنظام ديموقراطي يمثّل إرادة الشعب بمعزل عن دين أفراده أو معتقدهم أو عرقهم أو جندرهم. وهذا الوضع لا ينطبق على الدول المتاخمة لهذه المنطقة، أي تركيا وإيران، وأخيراً «إسرائيل» التي لديها تجربة مغايرة تماماً لحضارة دول “سوراقيا” منطقتنا الخصبة والغنية بمواردها جعلتها مركزاً مهمّاً في العالم القديم، فاستقطبت مختلف الأجناس الذين اندمجوا فيها، وتم قبولهم كما تُظهر أسطورة كلكامش. تمحورت هذه الحضارة على قبول الآخر، حتى لو كان مختلفاً، والشرط الوحيد لقبوله هو أن يكون مسالماً ويختلط مع الآخرين. نتج من هذا المنحى موزاييك رائع من العادات والتقاليد…
أكمل القراءة » - 3 يناير
رواسب جمهوريّة الخوف
تُعد سوريا إحدى الدول الأكثر تعددية وكوزموبوليتية، فتعدد الشرائح السكانية شكّل نسيجاً سكانياً متسق التعايش والاندماج بين أديان ولغات وأعراق وثقافات متعددة، ولطالما نُظِرَ الى سوريا كلوحة متنوعة فريدة من نوعها تعكس عمقها التاريخي وحيويتها كمهد للعديد من الحضارات. غير أنَّ السوريين الذين عاشوا نصف قرن في جمهورية الخوف والقمع يبحثون الآن مع سقوط آل الاسد عن ملاذ يتنفسون فيه هواءً بلا خوف. لكن وصول جماعة متطرفة فكرياً ودينياً للسلطة يوقظ في السوريين رواسب الخوف، ورغم كل رسائل التطمين والكلام المنمق الصادر عن الإدارة الجديدة إلّا أنَّ بعض التصرفات والقرارات والتعيينات لا تزال تؤجج هذه المخاوف على البنية الاجتماعية السورية…
أكمل القراءة » - 3 يناير
تبدّد الجغرافيا السياسيّة السّوريّة
على مدى التاريخ كانت سوريا الطبيعية قَد حازَت على الاعتراف دائما بتَربُّعها على عرشٍ من عروش الجغرافيا السّياسيَّة، حتّى قبل أن يُعرف هذا المصطلح كفكرة أو كعلم، حيث كان يُعرف بالموقع المهم على طرق التجارة مثلاً، أو عند نقطة تلاقي نفوذ امبراطوريات العالم القديم، وأحياناً في قلبها تماماً، كما كانت في زمن الدولة العربيّة الإسلاميّة في عهديها الأموي والعباسي، وقبل ذلك في الحضارات الآشورية والبابلية، وفي الحقب والمجالات الحيوية للآراميين والفينيقيين. لم تكن سوريا الجغرافيّة ضعيفة من هذه الناحية، أو لنقل ذات دور متراجع غير ذي أهمية دولياً، إلّا أثناء الاحتلال العثماني لها، برغم أنها حتى في ظل ذلك الحكم…
أكمل القراءة » - ديسمبر- 2024 -15 ديسمبر
ألواح غزّة
-1- كتبت لي مُؤرّخة ومُفكّرة مرموقة (أتحفّظ عن ذكر اسمها احتراماً للخصوصيّة): “آليت على نفسي ألّا أكتب لأنكأ الجراح، لكني قلت للأصدقاء منذ لحظة 7 أكتوبر إنَّ حماس ورّطت الجميع”. فاتني أنْ أتساءل مع المُفكّرة الأكاديميّة: لكن مَن ورّط حماس؟ إلى هذا اليوم لا زالت الإبادة الجماعيّة لـ غزّة بشراً وحجراً، والتدمير الممنهج لجنوب لبنان وضاحية بيروت الجنوبيّة، وما نتج عن الحرب الإسرائيليّة عليه… إلى هذا اليوم لا زلنا نداور بالكلمات في تناول تلك الكارثة خجلاً من جراح شعبنا النازفة دون حدود، وخجلاً من بطولات عظيمة لم تتمكن، بالرغم من ملحميتها من وضع حدٍّ لهذه الكارثة التي تتدحرج على وسع…
أكمل القراءة » - نوفمبر- 2024 -30 نوفمبر
ألواح غزّة
-1- بدأ سريان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله في الساعة الرابعة من صباح يوم الأربعاء الواقع فيه 27 تشرين ثاني 2024. لم تكد تنقضي لحظات قليلة لتبدأ بعدها “مبارزة” إعلاميّة شديدة ومتواصلة بين من يرى أنَّ حزب الله ومعه محور المقاومة قد خرج منتصراً، وبين من يراه قد خرج مهزوماً من هذه المعركة التي بدأها حزب الله كـ “معركة إسناد” لـ “طوفان الأقصى” الذي نفذّته حركة حماس في 7 تشرين أول 2023، لتغيّر إسرائيل ابتداءً من 17 أيلول 2024 طبيعة ورتابة “معركة الإسناد” التي استمرت على مدى أقل من عام بقليل، بشنها هجوماً كبيراً على لبنان من جنوبه…
أكمل القراءة » - 28 نوفمبر
أبعد من الانتصار… أبعد من الهزيمة!
الصيغة التي أوقفت الجولة الأخيرة من المواجهة الإسرائيلية – اللبنانية لا تعدو كونها اتفاقاً لوقف إطلاق النار (وقف الأعمال العدائية). وهي بهذا الشكل ذات صفة مؤقتة على غرار ما حدث في العام 2006 حينما تم التوافق على القرار 1701 لإنهاء حرب تموز بالطريقة التي باتت معروفة. ومع أن ظروف العام 2024 تختلف كثيراً عن مثيلاتها في العام 2006، فإن الاتفاقية الأخيرة ستستمر على قدر ما تلتزم بها الأطراف المعنية، بما في ذلك الوسيط الأميركي الأساسي ومساعده الفرنسي الفرعي… من دون أن ننسى بالطبع الدول الإقليمية المؤثرة أمثال إيران ومصر والسعودية. أمامنا نص رسمي وزعته الإدارة الأميركية في إشارة ملفتة إلى…
أكمل القراءة » - 27 نوفمبر
الهدنة
ها نحن نقف مجدداً على أنقاض الحرب، نحصي الضحايا، نعدّ الخسائر، ونستعد لموسم جديد من إعادة الإعمار أو استكمال منهجية الانهيار. هي ذات المشاهد التي تتكرر منذ زمن في هذا الوطن، كما لو أنه قُدِّر لنا أن نعيش في دائرة لا نهائية من الدمار والترقيع، دون أن نسأل أنفسنا: هل نعيد البناء لنكرر نفس الأخطاء؟ أم سنكسر أخيراً هذا النمط المقيت من الانهيار؟ التناقض بين الجبهة الخارجية والداخل بينما كان استبسال المقاومين يعلو على الحدود دفاعاً عن الأرض والكرامة، كان الداخل يعجّ برصاص عشوائي تحذيري لإنقاذ حياة المدنيين. وها هو اليوم يُطلق لا احتفاءً بالنصر، بل لترهيب البشر وتأكيد سيطرة…
أكمل القراءة » - 14 نوفمبر
بريكس
مدخل: عندما صاغ الاقتصادي البريطاني “جيم أونيل” مصطلح مجموعة “بريكس”، عام 2001، لم يخطر بباله ظهور تحالف قد يسعى إلى تحدي الهيمنة الغربية في الشؤون الدولية.. بل جل ما أراده هو لفت الانتباه إلى معدلات النمو الاقتصادي القوية في البرازيل وروسيا والهند والصين (قبل انضمام جنوب أفريقيا عام 2010)، وكان المقصود من هذا المصطلح أن يكون سيناريو متفائلًا للمستثمرين وسط تشاؤم السوق في أعقاب الهجمات الإرهابية في الولايات المتحدة في 11 سبتمبر من ذلك العام. وتوقع “أونيل” أن تتضخم اقتصادات «بريكس» لتتفوق على مثيلتها لدول مجموعة السبع الكبار بحلول عام 2035 وأن الاقتصاد الصيني سيضيف تريليون دولار سنوياً للناتج العالمي…
أكمل القراءة » - 10 نوفمبر
ألواح غزّة
-1- يُمكن لأيّة استراتيجيّة، لأيّة أمّة أو دولة، أن تتحقق بالحرب العسكريّة التي قد تخرج في بعض فصولها عن مضمون ومعايير ما تنصّ عليه بنود المعاهدات الدوليّة (اتفاقيّات جنيف 1949)، فتشهد وقوع مجازر أو ممارسات تُوصف بالوحشيّة… يمكن ذلك كلّه أن يحصل، وقد حصل غالباً، مع أيّة دولة ولأيّة دولة، إلّا مع إسرائيل التي لا يمكنها تحقيق وإنجاز استراتيجيّاتها وما تقتضيها إلّا بطريقة حصريّة: الإبادة الجماعيّة. لا يعود خيار إسرائيل لطريقتها هذه، إلى “عقل مجنون” لقادتها السياسيين والعسكريين، بل إلى طبيعة هذا العقل، إلى المرجعيّات التي شكّلته وتتحكّم باتجاهه وما يصدر منه، كما يعود هذا الخيار إلى طبيعة استراتيجيّة المشروع…
أكمل القراءة » - 8 نوفمبر
سقوط نظريّة: “صحن الحمّص”
كنتُ دائماً أقولُ في مُعرَضِ ردّي على أصدقائي المُقيمين خارج مدينة حمص، وعِندما يسألونني مُستَنكرين بقائي فيها خلال سنوات الحرب القاسيَةِ فيها وانطلاقاً منها، كنتُ أقولُ لهُم “إنَّها فُرصَةٌ غنيَّةٌ لِلغايَةِ أن نعيشَ الحَربَ مِن قلبِها، وعلى مُفتَرَقاتِ طُرُقِها الدّاخليَّةِ الوَعِرة، بِكُلِّ ما في ذلِكَ من اطّلاعٍ على مُعطَياتِها وآلياتِ عَمَلِها، وفهمِ تلك النَّزَعاتِ اللّا واعيَةِ من جِهة، والرَّغباتِ والمشاريع الواعية من جِهَةٍ أخرى، حيثُ نَشَأت وسارَت تلك الحربُ، إضافةً لِكُلِّ الخبراتِ النَّفسيَّةِ والذّاتيَّةِ الّتي يُمكِنُ الحصولُ عليها من خلال تَجرُبَةِ المرور الصَّعب، كما والاضطلاع بدورٍ ما يُمكِنُ أن يكونَ مُفيداً لِلبَلَد”. طبعا لا أجِدهُ من نافِلِ القولِ، بل من…
أكمل القراءة »