العالم الآن
- يناير- 2024 -18 يناير
ألواح غزّة
ألواح غزّة اللوح الثاني: اكتشاف إسرائيل؟ أدت حرب غزّة، بأسبابها ووقائعها وطبيعتها، إلى نشوء ارتياب بحقيقة معرفتنا بـ (إسرائيل)، ارتياب سيتحوّل مع فصول الحرب إلى شكٍّ قاطع فيما إذا كنا نعرف إسرائيل فعلاً، أو أنَّ معرفتنا بها ناقصة ومبتورة، أو أننا لا نعرفها أبداً؟ يرتبط هذا التساؤل ارتباطاً وثيقاً بكيفية تعرّفنا إلى إسرائيل؟ أي كيف تشكّلت معرفتنا بها، وأية صورة لها هي الحاضرة في وعينا؟ تعود معرفتنا بـ (إسرائيل) إلى مصدرين رئيسين، أولهما واقع وجودها، وثانيهما رواية وجودها. ولا تخفى بالطبع بديهيّة علاقة المرجعين أحدهما بالآخر. I في مستوى الواقع، يمكن التعرّف إلى إسرائيل كدولة ابتداءً من إعلانها في 15…
أكمل القراءة » - 5 يناير
الصهيونيّة المسيحيّة وإسرائيل..ونهاية الزمان!
“الله في ورشة عمل. هو يعشق إسرائيل. هؤلاء هم شعبه”. هذا ما صرح به القس الإنجيلي الأميركي فرانكلين غراهام، رئيس جمعية “بيلي غراهام (والده) الانجيلية” وجمعية “سامارتن بالس” العالمية، الذي كان قد زار الكيان الصهيوني بعد شهر تقريباً من هجوم 7 تشرين الأول الفلسطيني واجتمع مع نتنياهو و”صلى له ولكل الإسرائيليين الذين تأثروا بالهجوم”(1). كان قد سبق ذلك الكثير من التصريحات الأميركية الداعمة والمشجعة لإسرائيل لخوض حربها “دفاعا عن نفسها” ومنها تصريح لرئيس مجلس النواب الأميركي المنتخب المسيحي الإنجيلي مايك جونسون بان “الله سيبارك الأمم التي تدعم إسرائيل”(2). جذور المسيحية الصهيونية قد ينذهل المرء لأول وهلة لعمق هذه الدعم “المسيحي”…
أكمل القراءة » - ديسمبر- 2023 -25 ديسمبر
ألواح غزّة
ألواح غزّة ما يحدث في غزّة ليس حرباً! ما يحدث، هو أحد الانفجارات الكبرى للتاريخ. انفجارٌ كبير للتاريخ، بوقائعه وأوهامه، بحقائقه وأكاذيبه، بسرديّاته الشائعة ومعانيه السائدة. انفجارٌ.. ومن ثم انكشافٌ وعريٌ تام، لا ورقة توت تستر عورة فضّاحة مهما تجمّلت، ولا قناع يُخفي الأنياب الداشرة الناشبة التي يصعب عليها التراجع خلفاً للاختباء خلف ابتسامة (حضاريّة!) سمجة. الحدث في غزّة، بمكوناته كلّها، يبدو كاكتشافٍ لـ (كنز مفقود)، ليس في الواقع سوى تلك الحقائق التي يتوالى ظهورها، وتلك المعاني التي تُستعاد عن مسألة عنوانها: فلسطين، عنوان عَبَرَ القرن العشرين والتهب مجدداً شعلة تُرى من كل بقاع الأرض. والحدث في غزّة، وبالمكونات نفسها،…
أكمل القراءة » - 21 ديسمبر
حرب غزّة
كثيراً ما نسمع ونقرأ في الإعلام وعلى صفحات التواصل الاجتماعي تعبير “الاستنزاف” وهو تعبير عسكري استراتيجي لطالما استخدم في التَّاريخ، فمن المعروف مثلاً أن سوريا خاضت حرب استنزاف مع العدو الصهيوني إثر حرب 1973 والتي استمرت 82 يوماً حتى تم توقيع اتفاقيَّة فك الاشتباك بين الطَّرفين في 31 أيار 1974، والتي أثمرت عن تحرير مدينة القنيطرة وبعض الأراضي السورية داخل خط الهدنة لعام 1967. كان قبول العدو بتلك الاتفاقيّة وما أفضت إليه من انسحابات، هو نتيجة الاستنزاف العسكري على الجبهة الشمالية الشرقيَّة. فحرب الاستنزاف بطبيعتها تهدف أولاً لإدامة الصراع وتجنُّب الركود على الجبهة، من أجل تحقيق خسائر على جبهة…
أكمل القراءة » - نوفمبر- 2023 -18 نوفمبر
أسماء فلسطين الحُسنى
-1- سواءٌ أكان التاريخ قطاراً يعبر المحطاتِ بمواقيتَ معلومةٍ، وباتجاه هدفٍ راسخ، أم سلسلةَ طوفاناتٍ هَوْجاءَ تندفع من منابعَ غامضةٍ شتّى، وليس لها قصدٌ إلاّ خلخلةُ الأرض وتقليبُ المصائر، فإنّ ما يحرّكه دائماً وقودٌ واحد: تضحياتُ الناس. مثلما تَنشر الشمسُ دمَها على الأفق قرباناً صامتاً لسيادة الظلام، تستجيب بعض الشعوب لنداء الأُفول؛ تَغرق ببطءٍ وجلال من دون أن تخلِّف أثراً غيرَ أصداءِ الأنين وتلويحاتِ الوداع. شعوبٌ أخرى تواجه تيّاراتِ الهاوية بمجاديف الروح صائغةً من لحظات المواجَهة رموزاً حيّةً تجتمع فيها حرارةُ الألم، وجمالُ الكبرياء، وقوّةُ العزلة. وجولةً بعد جولةٍ، تَرسَخُ هذه الرموز…
أكمل القراءة » - 13 نوفمبر
فلسفة المقاومة الجديدة
لا نريد أن نجلد مواقف القادة العرب بعد قمة الرياض مما يرتكب من عدوان همجي وجرائم حرب في غزّة بعد عملية “طوفان الأقصى” للمقاومة الفلسطينية. فهذه المواقف لم تستمر بالسلبية نفسها، إنما ساءت أكثر. وقد عبرت رئيسة وزراء العدو السابقة “غولدا مائير” ذات يوم عن هذه المواقف أفضل تعبير (بعد حرق الأقصى في آب/ أغسطس 1969)، قائلةً: “لم أنم طوال الليل، كنت خائفة من أن يجتاح العرب إسرائيل أفواجاً من كل مكان، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي، علمت أن باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده”.. ولا ننسى أنها نفسها من قالت بأنها تتمنى أن تستيقظ يوماً ولا تجد “طفلاً…
أكمل القراءة » - 1 نوفمبر
كل ما يمكن أن يُقال الآن…!!
نعالج، اليوم، ما يُفسّر الحرب، ويوفر، بالتالي، سياقاً موضوعياً لتحليل وفهم الكثير من المواقف، وردود الأفعال، وحتى الحيرة والحماسة والغضب، في الإقليم والعالم، منذ اندلاع القتال، وبعد توقفه بوقت طويل على الأرجح. المقصود أن النظام الذي أنشأه الإسرائيليون في الضفة الغربية وقطاع غزة (منذ: أوسلو 94، أو الانتفاضة الثانية 2002، أو استيلاء حماس على غزة 2007، ولك أن تختار ما شئت، فالخلاف بشأن التواريخ يبدو أكاديمياً إلى حد بعيد في هذه اللحظة بالذات) والذي تصدق عليه تسميات مختلفة (على رأسها نظام الأبارتهايد) قد وصل إلى طريق مسدودة منذ الدقيقة الأولى للقتال، وأن مسؤولية اندلاع الحرب تقع على عاتق صنّاع النظام…
أكمل القراءة » - أكتوبر- 2023 -29 أكتوبر
الاقتراب من الجحيم!
إنَّ مهِمَّة الباحثين في العلوم السِّياسيَّة ليست رفع معنويات الأمَّة، ولكن حماية وعيها واستشراف الآفاق ووضع التَّصورات، وإن كان ذلك يتضمن بالتَّأكيد الحفاظ على المعنويات من خطر الانهيار، فإنَّ أعمق صيغة لذلك، وأكثرها فائدة هي تحديد شكل وزمان الانتصارات والإنجازات الحقيقيَّة بمعيار الواقع، وليس بمقاييس الأنا المنكسِرة السَّاعية للهروب نحو الأمام. لذلك سأسعى من خلال هذه القراءة إلى تجنُّب الخطاب التَّعبوي، وسأحاول رصد التَّطورات من خلال المعطيات، وقراءتها بصورة منهجية لا عاطفيَّة، برغم أنَّ اللحظة التّاريخيَّة التي نعيشها جميعنا، مشحونة بالمشاعر حتَّى الانفجار، وهذا مكمن الخطورة في التَّعاطي العقلاني معها، حيث كان لي تجربة حوار بداية المعركة الحاليَّة مع مجموعة…
أكمل القراءة » - 29 أكتوبر
الطوفان / الحريق: الصدمة
” بصراحة، هو العنوان الدائم الذي كتب تحته وساجل محمد حسنين هيكل مئات المقالات، أستعيره هنا في هذا المقال، ليس لأني سأكتب بصراحة كما لو أنّي لم أفعل سابقاً، بل لأنَّ الكتابة في خضم مشاعر متصاعدة ومتأججة وصادرة من نفوس تشتهي الانتصار وتتشوّق للشعور بالعزّ وتلتهب مع عودة الأحلام الكبرى التي نشأت معها… لأنَّ الكتابة في هذا المناخ إن لم تكن تطريزاً محسوباً بالقطبة، ستؤدي إلى جروح إضافيّة وخدوش لنفوس توفّرت لها لحظة خاصّة كي تستسقي من أحلامها وشوقها إلى رؤية ما تتمنى أن تراه، وما ظنت أنه قضى ومن المحال أن يقوم من بين الأموات. بصراحة، آن أوان الكتابة،…
أكمل القراءة » - 12 أكتوبر
هل هي النكبة الثانية أم الحرب العالميّة الثالثة؟
أعتقد أن النجاح الباهر الذي حققته عملية “حماس” كان بالنسبة للحركة نفسها غير متوقع على الإطلاق، وكذلك عواقب هذه العملية. في رأيي المتواضع أن الأمور الآن لا تسير وفق خطة “حماس“، وهو ما ينعكس في الخطوات غير المدروسة، مثل الوعيد بقتل الرهائن، وهو ما سيلحق الضرر بحماس نفسها بشكل واضح. السؤال الرئيسي اليوم هو: من هي الجهة الرئيسية؟ وخطة من التي يتم تنفيذها؟ أم أنه لم تعد هناك خطة وتتجه كافة الأطراف إلى الارتجال؟ إن عدم الكفاءة المذهلة، والفعالية القتالية المنخفضة، وعدم القدرة على السيطرة على الجيش، وفشل أجهزة الاستخبارات (وهما أو حقيقة) تتعارض تماما مع الصورة الراسخة والإنجازات السابقة لإسرائيل لدرجة…
أكمل القراءة »