جماليات
- أبريل- 2022 -19 أبريل
فيدور دوستويفسكي
لم تتورع قوى وبلدان عديدة في أوروبا (الديموقراطية) عن مصادرة روايات دوستويفسكي (1821 – 1881) أحد أعظم الروائيين في العالم لأنها وجدت في رواياته وكتاباته الأخرى ما يؤشر على نزعة روسية سلافية أرثوذكسية إمبراطورية، وربطت هذه النزعة بالمشروع السياسي الأوراسي الاستراتيجي للرئيس بوتين والفيلسوف الروسي، ألكسندر دوغين، اللذان لا يخفيان تأثرهما بهذا الروائي ولاسيما تحذيراته مما بات يوصف اليوم بالثورات الملونة، فماذا عنه...؟ ولد دوستويفسكي في موسكو من عائلة متوسطة اجتماعياً (والده كان جرّاحاً في الجيش القيصري، وهو نفسه عمل مهندساً في هذا الجيش)، كما عُرف هذا الروائي بمحطتين بارزتين في سيرته: الأولى انخراطه في حلقة ثورية لقلب نظام الحكم…
أكمل القراءة » - مارس- 2022 -25 مارس
1100 عام على صلب الحلاّج
-1- انقضى ألف ومعه مائة عام على صلب الحسين بن منصور الحلاّج في محلة باب الكرخ في بغداد (26 آذار 922). على أنَّ صليب الحلاّج لم يكن تلك (الخشبة) التي أفسدها كما تنبأ له أستاذه القديم (الجنيد البغدادي)، بل هو صليب الذاكرة الاجتماعيّة التي أنكرته وأبعدته ولم تسمح له بالإقامة في منازلها فطردته من محتواها، بالفتاوى الضاربة الكاسحة الصادرة بحقه، والتي أحالت أوراقه وكتبه إلى نتفٍ مذبوحة مرعوبة وهاربة من خناجر (الثِقات) الذين رفعوا جسده على الصليب، ثم قطّعوه، ثم أحرقوه ورموه رماداً في نهر دجلّة. فيما هو لا زال ينشد: اقَتلوني يا ثِقاتي إِنَّ في قَتلي حَياتي وَمَماتي في…
أكمل القراءة » - 18 مارس
حفيدها يترجم مذكّراتها
مازن نعّوس، حفيد أنطون سعادة، ابن صفيّة سعادة، الذي عرفته صبيّاً أسعد بالحديث إليه في حرم الجامعة الأميركية بداية الثمانينيات، الأستاذ المحاضر اليوم في الأدبين، المقارن والإنكليزي في «جامعة ماسشوسيتس آمهرست» في بوسطن، صاحب الاختصاص في الأدب الأميركي العربي ونظرية الترجمة وصلة الموسيقى بالأدب، ينهض اليوم بترجمة مذكّرات الأمينة الأولى جولييت المير سعادة، جدّته، قرينة رائد النهضة القومية في بلاد الشام. ولعلّه الأنسب والأمهر في نقل عبارة جولييت المير إلى الإنكليزية (Memoirs of Juliette Elmir Sa’adeh: Syrian Social Nationalist, Reformer, Political Prisoner. Translated by Mazen Naous, London, Folois, 2022). وهي عبارة مُثقلة بتاريخ نضالها ومعاناتها في رحلتها الوضّاءة إلى جانب…
أكمل القراءة » - فبراير- 2022 -14 فبراير
من ذاكرة المدن
دعونا نتفق أننا لم نتفق بعد على تسميتها أو لقبها، ربما شيء ما خفي في نسيجها الاجتماعي والوطني يجعلها عابرة للتسميات …. قد تكون “أرملة المدن “، أو ” كعكة الدبابيس “، أو ” المدينة المَنسيّة “، أو “المهشّمة والمهمشّة “، لكنها بالنهاية تبقى القامشلي الخاصرة الشمالية الشرقية لسوريا. ربما كلما ابتعدت عن المكان تبدو ملامحه أوضح، وحقائقه أوجع، وتناقضاته أقسى، ففي خضم حياة صاخبة بالأزمات اليومية قد لا تتوقف أمام شارع أو ناصية أو امتداد عمراني، بل تمضي مثقلاً بأعباء الحياة وبتركة ثقيلة تركها لك أهل وأجداد أسسوا مدينة وسُرقت منهم كشاةٍ تساقُ إلى الذبح. ذاكرة الفرح والجمال…والحب عندما…
أكمل القراءة » - 8 فبراير
نسرٌ ولقلق / رحلة الاشتياق والذهول
بين مضيتِ؛ أبديتي مسممةٌ، لا أعبر بعدك حديقةً؛ لا أجسُّ وردة، ولا أشم عطرها ليس مثلك شيء لا العسل البري ولا كرز الشفاه ولا الفتنة المعتمة جسدك الندهة وأنا تيه المسافر فخذاك مزمار يسوق قطيعي إلى الهاوية نهداك جناحان، بلا هوادة، يرفرفان من أي محارة خرجت؟ وكيف أفلتك البحر؟ كيف نجوت من سنابكهم؟ كيف صارت صيحة الروع في شفتيك ذهباً ونجوى؟ أنت طينة الضوء والعتم وأنا بومة الليل والنهار أنت الشجرة تهزها اليد والجنى وأنا آخر الناجين أنا أول الهالكين أخذتِني أدخلتِني أبوابك، ثمَّ، أنكرتِني ومضيت وها أنيَّ: لقلقٌ وحيد، مشعث الروح ذاهلٌ، أمام البحر لا يعرف أي شيءٍ… ينتظر.…
أكمل القراءة » - يناير- 2022 -15 يناير
قوافل …
مطرٌ قاسٍ في ليلِ حَوشِنا العتيق … لاشيء سوى الصمت وابتلاع الأرض لصخب المطر … بابٌ خشبيٌ يَخدعُ الريح، وقطعِ قماشٍ باليةٍ تسترُ عورةَ الخشب وترمم مخاوفنا …. يقترب الخوف من الباب … يدنو ليصغي لحكايته يرويها أبي لأسرةٍ أدمنت الخوف مِنْ كل ما يختبىءُ خلفَ سورِ البيتِ المتهالك. (كانت القوافل تحمل في امتدادها شعباً بأكمله بات في عراءِ المنافي والصحاري والوديان والجبال على حين حقد … كانت القوافل وئيدة كأنها تنتظرُ تدخلاً إلهياً ينقذها، لكن الله أحياناً يرسم الأقدار بعناية). لماذا لم يهاجموا جلاديهم يا أبي؟! تنفرُ دمعة من عينيه الصامتتين دائماً …. (كانوا مؤمنين بالعناية الألهية أكثر مما…
أكمل القراءة » - 9 يناير
آذار يلّون الأزرق… حافياً
آذار يلّون الأزرق… حافياً قصيدتان [يمكن، ومن المقطع الأول، أن تشعر بأن وليد الهليس ينقلك إلى الوراء في الزمن لتقيم في (الفترة الزرقاء) التي قضاها بابلو بيكاسو في مطلع القرن العشرين _ فترة البحث في جدوى الحياة وطغيان العبثيّة _ ويتعزز هذا الشعور مع ملاحظة الاقتباس النيتشوي، الذي شكّل باب الدخول للقصيدة الثانية. يمكن أن تشعر بذلك حتماً دون أن ينتابك أيُّ شكٍّ بأنك على ضلال… لولا أنَّ الرجل المنهك الذي يكتب بـ (الأزرق الحزين التراجيدي) لا زال ماضٍ في بحثه يلاحق المعنى من أقصى إلى أقصى آخر. درجة الإحساس الرهيفة عنده يدفع ثمنها وحدة ومنفى / تعباً وحزناً، ولكنه…
أكمل القراءة » - ديسمبر- 2021 -30 ديسمبر
فواصل
فاتحة [سنصحو في صبيحة 2022 ونقف دقيقةَ صمت ونكتب على حائط غرفة أطفالنا نحن نَجَوْنا… اليومَ سنزورُ مرفأ بيروت… ونتذكّر ما حدث وسنذهب إلى صديقنا الرسّام ونأخذ لوحة بيروت… سنضعها في صدر البيت وعلى الحائط المقابل، لوحةُ الكِمَامة الملوَّنة ستكون خريطةَ فلسطين بألوانٍ متناسقة. في صبيحة عام 2022 سيكون ذلك أمراً غريباً…! سنتوقّف قليلاً عن الكلام وعن الدهشة… وسنَمضي بِكثيرٍ من علامات الاستفهام؟؟؟] فواصل البداية، حين ينتهي كلّ شيء. هامش، علبة الحلويات العتيقة هي نفسها علبة الأدوية لأمي. مسافة، الحزن ليس حالةً ومِزاجاً، وإنّما جزءٌ من ألم الروح. نقطة، الجزيرة، لا تشعر بالعزلة في عمق البحر، بل تشعر بأنّها كوكب…
أكمل القراءة » - 20 ديسمبر
المزينة… ديكانكا
أهدتني الصديقة تغريد قطريب نسخة من آخر مجموعاتها القصصية القصيرة “برغل ناعم”. استوقفني عنوان المجموعة ولم أجد له تفسيراً إلا عندما قرأتها بتفاصيلها، لعلها أرادت أن تصوّر مسيرة القمح منذ زراعته حتى استحالته للبرغل مادة العيش البسيطة والأساسية، مروراً بالحصاد وبيادره الشاسعة الصفراء، وعملية “السلق” وما يرافقها من طقوس وأجواء تبعث على الغبطة، انتهاءً بالغربال. مسيرة يعرفها جيداً سكان قرانا شرق المتوسط. ربما أرادت مباشرة عبر كلمتين اثنتين فقط إثارة ذاكرتنا، وما أحوجنا اليوم إلى ذلك، في وقت نَدُر فيه الخبز والبرغل وصَعُب اقتناؤهما…!! تهدي تغريد قطريب عملها إلى روح أبيها ومعلمها الأول، هذا الأب الحاضر في جميع قصصها دون…
أكمل القراءة » - 6 ديسمبر
بعيدٌ… في أقصى الروح
بعيدٌ… في أقصى الروح أقانيم الهجرة والغياب والانتظار I هجرة هذه ظلالٌ، كل شيء مر وأنا دون طائل بقيت أخذوك؛ حطموا جراري وكسروا جناحيَّ تركوا لوعة لي وحجارة الطريق نيرانهم أكلت حديقتي لا عشب للندى ليلي طويل ونجمتي مطفأة لا وعد لي ولا عزاء لا آكل خبزهم، بعد ولا أشرب خمرهم وأتغطى نائماً بالصخور خشية الأظافر والعيون لا أبكيك قدامهم، يا حبيبي، فلا تسرهم دموعي ولا أبذل ابتسامة إذ أراهم ولا أُرّخصُ تحيةً أنت حضوري أكون إن قلت: كن. أنت يتيمي وأنا يتيمك إقامتي في الأرض أنت، وأنا هجرةٌ إليك. II انتظار نهارٌ آخرُ، وليلةٌ فراشة العمر احترقت، ولا أراك،…
أكمل القراءة »