نزار سلّوم

  • أغسطس- 2020 -
    20 أغسطس
    مسار جلجامشPhoto of معركة الوعي

    معركة الوعي

    انتهت الحرب العالمية الأولى، رسمياً، مع إنجاز وتوقيع اتفاقيات السلام في باريس 1919- 1920، حيث بدأ العالم يرتسم وفق الخريطة التي فرضتها أقدام الجنود في ميادين المعارك. وُضعت الإمبراطورية العثمانية المهزومة قيد التفكيك، فأنتجت ما تبقى منها كدولة قومية، فجاءت تركيا التي ارتسمت خريطتها الحديثة ما بين العام 1920 والعام 1923. في العاشر من آب 1920، تم توقيع معاهدة سيفر ما بين السلطنة العثمانية والحلفاء، وبمقتضاها تم الاتفاق على تفكيك الإمبراطورية على قاعدة تخلي السلطنة عن جميع الأراضي التي سكانها لا يتكلمون اللغة التركية. استناداً لهذه القاعدة سترتسم السلطنة الجديدة (الدولة) في نسختها الأولى لتطابق امتداد العالم اللغوي التركي، غير أنَّ مصطفى كمال الذي كان زعيماً للحركة التركية الوطنية، رفض المعاهدة ولم يعترف بها، وانفصل عن حكومة السلطنة ونجح بعد (حرب الاستقلال) في فرض واقع مختلف أدى إلى الوصول إلى توقيع معاهدة لوزان في 24 تموز 1923، التي بموجبها ارتسمت الخريطة السياسية للجمهورية التركية، مُضافاً إليها لواء اسكندرون في العام…

    أكمل القراءة »
  • 19 أغسطس
    العالم الآنPhoto of الانقلاب الدولي…!

    الانقلاب الدولي…!

    ليس لأن المحكمة الدولية، لم تتوصل إلى إدانة حزب الله ودمشق، بتهمة اغتيال رفيق الحريري، يعني أنها تعمل بعيداً عن السياسة، وتلتزم حقل القانون، ولذلك وصلت إلى هذه النتيجة. لا، أبداً. المحكمة الدولية، منذ تأسيسها، وبأسلوب عملها، وبالفصول التي شكّلتها مع توالي المحققين الدوليين، وباعتمادها للتهمة السياسية من بابها إلى محرابها، دون الالتفات إلى قرائن أخرى كانت بين أيديها (تنظيم القاعدة وعلاقته بحادث الاغتيال؟)، وبالنتائج التي توصّلت إليها، وبالقرار الذي صدر عنها أخيراً، لم تكن تعمل إلاَّ في حقل السياسة. في قبولها اتهام دمشق وحزب الله والمنظومة الأمنية اللبنانية كانت تعمل بالسياسة، وفي قرارها المتضمن عدم الوصول إلى دليل يدين دمشق وحزب الله كانت سياسية. لا تبّنيها للتهم يثبت أنها تعمل للعدالة. لا نفي هذه التهم، بعد 15 عاماً، يثبت أنها نزيهة ومحايدة وحرفية ومهنية. إنها أولاً وأخيراً، المكان الذي يتنكّر بجلباب القانون، الذي تلتقي تحته وتتشابك الخيوط الاستراتيجية، التي تشكّل نسيجه وألوانه وتتحكم بلابِسِهِ، من رأسه إلى أخمص قدميه.…

    أكمل القراءة »
  • 15 أغسطس
    العالم الآنPhoto of صناعة الالتباس…!

    صناعة الالتباس…!

    في 14 شباط 2005، وقع انفجار كبير أمام فندق السان جورج في بيروت، تبين فوراً أنه استهدف موكب رفيق الحريري، الذي قتل مع عدد من مرافقيه. بضعة دقائق مرت، لا أكثر، كانت كافية كي يبدأ (مصنع الالتباس) في صياغة (الحدث)، وفق المواصفات النموذجية التي تبقيه قيد الاستثمار لأجلٍ غير مسمّى! و (مصنع الالتباس)، هو نسق متكامل بـ (أفلاكه) الدولية والإقليمية والمحلية، من إجراءات ممنهجة (قرارات سياسية – مظاهرات شعبية – اصطفافات سياسية جديدة…….)، يرافقها خطاب اعلامي، تتم صياغته تأسيساً على منصة [الحدث – الملك]، وهو هنا مقتل الحريري، بمصطلحات وعبارات محددة، يتم تكرارها على التوازي مع خط الإجراءات المتلاحقة، لتشكيل ضغط كبير على جبهة الخصم وإجباره على التراجع واتخاذ موقف دفاعي، بالتغاضي عن التأكد من مسؤوليته عن وقوع هذا الحدث، ما يؤدي في النهاية إلى إنجاز أهداف تعود في مرجعيتها لاستراتيجية ما، لا يمكن لها أن تتحقق دون حصول هذه الحالة بمختلف فصولها. مقتل الحريري هو [الحدث – الملك]، الذي…

    أكمل القراءة »
  • 14 أغسطس
    مسار جلجامشPhoto of في استدعاء الانتداب

    في استدعاء الانتداب

    لجنة الشرق وثيقة مقدمة من الدكتور جورج سمنة عنوان الوثيقة: الأعمال الفرنسية في سوريا تقديم [لماذا ننشر هذه الوثيقة الآن؟ بعد تفجير مرفأ بيروت في الرابع من هذا الشهر، ومع زيارة الرئيس الفرنسي ماكرون إلى لبنان، وكيف اتخذت زيارته (صفة تفقد مقاطعة فرنسية منكوبة)، وحيث استفاقت طلبات الاستغاثة به، والتمني عليه بإعادة فرض الانتداب على لبنان، لتعذّر قدرته على حكم نفسه بنفسه. ومن ثم توالي الوفود الدولية بعد عقد مؤتمر دولي لدعم لبنان، وما رافق ذلك ويرافقه دوماً من عطب بنيوي في صلب الدولة اللبنانية، مع استمرار قمعها على يد طبقة سياسية تنتمي منهجياً وسلوكاً وقيماً، إلى أشدِّ اللحظات قتامة في القرون الوسطى. ومع التعقيد الاستراتيجي الذي يحكم الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، وانتشار السفن الحربية مقابل مرفأ بيروت المُدَمر… لهذه الأسباب، ارتأينا نشر هذه الوثيقة التي وضعها المواطن السوري/ الفرنسي جورج سمنة، في العام 1918، والمقدمة للمؤتمر الفرنسي حول سورية، حيث يبين فيها طبيعة الاعمال الفرنسية في سورية، التي…

    أكمل القراءة »
  • 11 أغسطس
    العالم الآنPhoto of حرب اللقاح

    حرب اللقاح

    أقلعت سبوتنيك V الروسية للقاح ضد فيروس كورونا، بـ (تدشين) قومي من الرئيس بوتين، لتدخل حرب اللقاحات العالمية أحد أكثر فصولها شراسة وتسيساً، وربما، أقلّها: صحةً وعلماً وطباً!! وحرب اللقاحات العالمية، معلنة ومشاهدة على مدار الساعة، وموازية لخريطة الصراعات الجيوسياسية، وخاضعة لمنطق ومنهج هذه الصراعات. بهذا المعنى، هي (حقل حربي) ملتهب، لم يتمكن مصير (الوجود البشري) برمته، من نقله من أتون المعارك ونارها المستعرة، إلى مخابر العلم ومناخها المحايد ونتائجها المضمونة والموثوقة. مرةً جديدة، تواجه البشرية سؤال الثنائية المتضادة: (مع – ضد)؟ مَنْ (مع) اللِقاح الروسي، ومن (ضده)؟ السؤال منهجياً، هو استكمال لـ (الإدارة السياسية) التي تقود حرب اللِقاحات، وما أنتجته من ثقافة خاصة لخدمة هذه الحرب، التي بدورها أنتجت حالة (الضياع)، التي بدأت مع إقلاع فيروس كورونا المستجدّ من المطارات الصينية، باتجاه مختلف دول العالم، في أواخر العام 2019. وخلال شهورٍ ستة مضت، تم استكمال صناعة (المتاهة) التي تقيم البشرية فيها الآن. الجواب على سؤال الثنائية، سيكون حتماً مطابقاً…

    أكمل القراءة »
  • 9 أغسطس
    العالم الآنPhoto of الصفر الكبير… اللبناني

    الصفر الكبير… اللبناني

    عندما سقطت أبراج نيويورك في 11 أيلول 2001، واستحالت ركاماً هائلاً، لم يجد الأميركيون تسمية للخلاء/الفراغ، الذي حلَّ بعد إزالة الركام سوى: الصفر الكبير/المنطقة صفرGround Zero. الصفر الكبير، في أحد معانيه الاقتصادية، يشير إلى عملية إنتاج خريطة طريق، غير مؤسسة على أفكار مسبقة، من أجل صياغة أهداف مستقبلية، يفترض تسخير أحدث الوسائل لإنجازها. على أن هذا المعنى الذي تأخذ به الشركات الكبرى المتعثرة، يقصّرعن معنى الصفر الكبير الوطني أو القومي، الذي يأتي بعد وقوع حادث استثنائي وغير مسبوق. بهذا المعنى، شكّلت المنطقة النيويوركية المسمّاة: الصفر الكبير، بمعناها الثقافي، الهويِّة المستجدّة والمرافقة لنظام استراتيجي، تم ترتيب أوليّاته تأسيساً إلى (الهدم) الذي لحق بالبرجين العملاقين، الذين استحالا إلى (ركام)، وإلى ما يجب (تعميره) في الفراغ، بما يتفق وهذه الأوليّات. من حيث المعنى الرمزي، وربما الواقعي، يترادف تدمير مرفأ بيروت، مع تدمير أبراج مركز التجارة العالمي في نيويورك، وعلى ذلك يبدو. التسلسل:ركام —> فراغ، متجهاً نحو تأسيس الصفر الكبير اللبناني. على أنَّ (الركام)…

    أكمل القراءة »
  • 6 أغسطس
    العالم الآنPhoto of في اشتهاء الانتداب…!

    في اشتهاء الانتداب…!

    ليس مهماً، أن يكون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، متعثراً بنتائج الانتخابات الفرنسية التي جرت أواخر حزيران الماضي، أو مهموماً بالانشقاقات العديدة التي شهدها حزبه (الجمهورية إلى الأمام)، أو لايزال يعاني من صدمة وباء كورونا الذي حلِّ على حين غرة في بلده، أو يعاني من ثقل الإرث المعنوي الذي تركته مظاهرات السترات الصفراء في الشوارع الفرنسية، أو من الإخفاقات المحيطة بخطة الإنعاش الأوروبية. ذلك كله وغيره الكثير ليس مهماً، طالما يوجد بلد مثل لبنان، يمكن أن يوفر له: المناسبة النموذجية، والزعماء (غير القابلين للوصف بسبب القصور اللغوي للقواميس)، وسلالة التابعية الانتدابية، كي يدخله بانتشاءٍ (بونابارتي)، وإن لم تكن العصا الإمبراطورية في يده، بل في لسانه! المناسبة: دخل ماكرون إلى لبنان، من بوابة الخراب الكبير. بوابة تدمير بيروت بـ (قنبلة نووية لبنانية)، سواء انفجرت بفعل صاعق استخباراتي، أو صاروخ إسرائيلي، أو حريق محلي بسبب (الإهمال)؟ يبقى أنَّ لبنان هو من تسبب بتدمير عاصمته. الزعماء: الكارثة، إن وقعت في أي بلد من بلدان…

    أكمل القراءة »
  • 4 أغسطس
    العالم الآنPhoto of تفجير لبنان الكبير!

    تفجير لبنان الكبير!

    يبدو الانفجار (العجيب)! الذي وقع في مرفأ بيروت، وكأنه استعادة لعملية تفجير أول قنبلة هيدروجينية نفذّتها الولايات المتحدة الأميركية في جزيرة أنيتوك في العام 1952، لتدمرها وتقتل الحياة فيها. الانفجار النووي اللبناني، هو تعبير قد يوحي إلى أنَّ لبنان الكبير، وبمناسبة مئويته، قام بإجراء تجارب نووية تُوجت بالنجاح، بعد مائة سنة ماضية من عمليات التحدّيث والتنمية في مختلف الحقول، ينجح في نهايتها في دخول نادي الدول النووية! يمكن لهذا السرد التخيلي أن يكون واقعاً لو أنَّ دولة، بمدلول علم الاجتماع السياسي، كانت موجودة على مقاس هذا (الكبير)، الذي أرتبك أهلوه بمساحته الشاسعة، التي اتجهت لتبتلعهم، فانهالوا عليها تقطيعاً وتشريحاً وتوزيعاً وذبحاً. لا يمكن وصف ترك مواد قادرة على إحداث مثل هذا الانفجار النووي (وفق المقاييس العلمية)، مرتبة في أحد عنابر المرفأ، لتختمر طوال هذه السنوات (منذ العام 2014)، إلى أن تحين لحظة  (الخطأ) لتنفجر وتدمر محيطها، وتوقع هذا العدد الكبير من ضحاياها قتلى وجرحى، وعندما يحصل هذا كله وغيره وما…

    أكمل القراءة »
  • يوليو- 2020 -
    27 يوليو
    العالم الآنPhoto of سورية وتركيا و(نموذجها)!

    سورية وتركيا و(نموذجها)!

    من قال إنَّ مقالاً لا يزيد حجمه عن 500 كلمة، سيحدث أزمة أو على نحوٍ أدق، سيفاقم من حدة أزمة سياسية نشأت بين دمشق وأنقرة، وسيلحق ضرراً معنوياً، وربما سياسياً، بكاتب لا علاقة له بهذا المقال، لا من قريب ولا من بعيد؟ بلى، حدثت هذه الواقعة في الأسبوع الأول من شهر أيّار 2011. ما هي قصة هذا المقال؟ منذ صدور جريدة الوطن السّورية في صيف العام 2006، بدأت أكتب فيها مقالاً يُنشر صباح الخميس من كل أسبوع. مكان المقال على الصفحة الأولى في أقصى الجهة اليمنى. بالرغم من عدم وجود عنوان (تحريري) ثابت يميزه، غير أنه يوحي وكأنه المقال المعبّر عن سياسة الجريدة، أي المقال الافتتاحي. وقد واظبت على كتابة هذا المقال دون انقطاع حتى خريف العام 2012، عندما توقفت عن مواصلة كتابته، بقرار شخصي، ولأسباب قد أتحدث عنها في مناسبة أخرى. والواقع أنَّ رئيس التحرير الأستاذ وضّاح عبد ربّه، ومدير التحرير الأستاذ جورج قيصر، كانا يعاملانني بأسلوب راقٍ ومميز…

    أكمل القراءة »
  • 24 يوليو

    انتصارٌ مهددٌ بالهزيمة…!

    درسُ التاريخ الأول والأهم للجيش القوي الذي يخرج منتصراً من حرب خاضها وانتهت عملياتها العسكرية تماماً، أنَّ هذا الانتصار لم يُنجز بعد ولم يكتمل. فبالرغم من هزيمة العدو وسحق قوّاته وتقهقره بعيداً ووراءً، وبالرغم من انتصارك وتقدمك ورفع علمك فوق أرض المعركة، إلاّ أنَّ انتصارك لا زال ناقصاً وهزيمة عدوك لا زالت غير مؤكدة…! انتهت معارك الحرب العالمية الأولى في العام 1918، بنصرٍ عسكري جليٍّ للحلفاء، غير أنَّ هذا النصر لم يُكرّس على نحوٍ تام كنتيجة وحيدة لهذه الحرب، إلاّ مع انعقاد مؤتمر فرساي – باريس 1919، الذي وضع النظام الدولي – السياسي، والذي مكّن الحلفاء من إتمام انتصارهم وحمايته. وعندما تصدّع هذا النظام في الثلاثينيات، اندلعت معارك الحرب العالمية الثانية، والتي أسفرت مرة جديدة عن نصرٍ عسكري ساحق للحلفاء والاتحاد السوفيتي، والذي احتاج إلى مؤتمر يالطا (شباط 1945)، وإلى مؤتمر بوتسدام (تموز 1945)، لإنتاج النظام الدولي – السياسي، القادر على حمايته، وتكريسه كانتصار نهائي، مع تكريس الهزيمة النهائية لألمانيا.…

    استمع واقرأ »
زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق