نزار سلّوم
- أغسطس- 2020 -11 أغسطسالعالم الآن
حرب اللقاح
أقلعت سبوتنيك V الروسية للقاح ضد فيروس كورونا، بـ (تدشين) قومي من الرئيس بوتين، لتدخل حرب اللقاحات العالمية أحد أكثر فصولها شراسة وتسيساً، وربما، أقلّها: صحةً وعلماً وطباً!! وحرب اللقاحات العالمية، معلنة ومشاهدة على مدار الساعة، وموازية لخريطة الصراعات الجيوسياسية، وخاضعة لمنطق ومنهج هذه الصراعات. بهذا المعنى، هي (حقل حربي) ملتهب، لم يتمكن مصير (الوجود البشري) برمته، من نقله من أتون المعارك ونارها المستعرة، إلى مخابر العلم ومناخها المحايد ونتائجها المضمونة والموثوقة. مرةً جديدة، تواجه البشرية سؤال الثنائية المتضادة: (مع – ضد)؟ مَنْ (مع) اللِقاح الروسي، ومن (ضده)؟ السؤال منهجياً، هو استكمال لـ (الإدارة السياسية) التي تقود حرب اللِقاحات، وما أنتجته من ثقافة خاصة لخدمة هذه الحرب، التي بدورها أنتجت حالة (الضياع)، التي بدأت مع إقلاع فيروس كورونا المستجدّ من المطارات الصينية، باتجاه مختلف دول العالم، في أواخر العام 2019. وخلال شهورٍ ستة مضت، تم استكمال صناعة (المتاهة) التي تقيم البشرية فيها الآن. الجواب على سؤال الثنائية، سيكون حتماً مطابقاً…
أكمل القراءة » - 9 أغسطسالعالم الآن
الصفر الكبير… اللبناني
عندما سقطت أبراج نيويورك في 11 أيلول 2001، واستحالت ركاماً هائلاً، لم يجد الأميركيون تسمية للخلاء/الفراغ، الذي حلَّ بعد إزالة الركام سوى: الصفر الكبير/المنطقة صفرGround Zero. الصفر الكبير، في أحد معانيه الاقتصادية، يشير إلى عملية إنتاج خريطة طريق، غير مؤسسة على أفكار مسبقة، من أجل صياغة أهداف مستقبلية، يفترض تسخير أحدث الوسائل لإنجازها. على أن هذا المعنى الذي تأخذ به الشركات الكبرى المتعثرة، يقصّرعن معنى الصفر الكبير الوطني أو القومي، الذي يأتي بعد وقوع حادث استثنائي وغير مسبوق. بهذا المعنى، شكّلت المنطقة النيويوركية المسمّاة: الصفر الكبير، بمعناها الثقافي، الهويِّة المستجدّة والمرافقة لنظام استراتيجي، تم ترتيب أوليّاته تأسيساً إلى (الهدم) الذي لحق بالبرجين العملاقين، الذين استحالا إلى (ركام)، وإلى ما يجب (تعميره) في الفراغ، بما يتفق وهذه الأوليّات. من حيث المعنى الرمزي، وربما الواقعي، يترادف تدمير مرفأ بيروت، مع تدمير أبراج مركز التجارة العالمي في نيويورك، وعلى ذلك يبدو. التسلسل:ركام —> فراغ، متجهاً نحو تأسيس الصفر الكبير اللبناني. على أنَّ (الركام)…
أكمل القراءة » - 6 أغسطسالعالم الآن
في اشتهاء الانتداب…!
ليس مهماً، أن يكون الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، متعثراً بنتائج الانتخابات الفرنسية التي جرت أواخر حزيران الماضي، أو مهموماً بالانشقاقات العديدة التي شهدها حزبه (الجمهورية إلى الأمام)، أو لايزال يعاني من صدمة وباء كورونا الذي حلِّ على حين غرة في بلده، أو يعاني من ثقل الإرث المعنوي الذي تركته مظاهرات السترات الصفراء في الشوارع الفرنسية، أو من الإخفاقات المحيطة بخطة الإنعاش الأوروبية. ذلك كله وغيره الكثير ليس مهماً، طالما يوجد بلد مثل لبنان، يمكن أن يوفر له: المناسبة النموذجية، والزعماء (غير القابلين للوصف بسبب القصور اللغوي للقواميس)، وسلالة التابعية الانتدابية، كي يدخله بانتشاءٍ (بونابارتي)، وإن لم تكن العصا الإمبراطورية في يده، بل في لسانه! المناسبة: دخل ماكرون إلى لبنان، من بوابة الخراب الكبير. بوابة تدمير بيروت بـ (قنبلة نووية لبنانية)، سواء انفجرت بفعل صاعق استخباراتي، أو صاروخ إسرائيلي، أو حريق محلي بسبب (الإهمال)؟ يبقى أنَّ لبنان هو من تسبب بتدمير عاصمته. الزعماء: الكارثة، إن وقعت في أي بلد من بلدان…
أكمل القراءة » - 4 أغسطسالعالم الآن
تفجير لبنان الكبير!
يبدو الانفجار (العجيب)! الذي وقع في مرفأ بيروت، وكأنه استعادة لعملية تفجير أول قنبلة هيدروجينية نفذّتها الولايات المتحدة الأميركية في جزيرة أنيتوك في العام 1952، لتدمرها وتقتل الحياة فيها. الانفجار النووي اللبناني، هو تعبير قد يوحي إلى أنَّ لبنان الكبير، وبمناسبة مئويته، قام بإجراء تجارب نووية تُوجت بالنجاح، بعد مائة سنة ماضية من عمليات التحدّيث والتنمية في مختلف الحقول، ينجح في نهايتها في دخول نادي الدول النووية! يمكن لهذا السرد التخيلي أن يكون واقعاً لو أنَّ دولة، بمدلول علم الاجتماع السياسي، كانت موجودة على مقاس هذا (الكبير)، الذي أرتبك أهلوه بمساحته الشاسعة، التي اتجهت لتبتلعهم، فانهالوا عليها تقطيعاً وتشريحاً وتوزيعاً وذبحاً. لا يمكن وصف ترك مواد قادرة على إحداث مثل هذا الانفجار النووي (وفق المقاييس العلمية)، مرتبة في أحد عنابر المرفأ، لتختمر طوال هذه السنوات (منذ العام 2014)، إلى أن تحين لحظة (الخطأ) لتنفجر وتدمر محيطها، وتوقع هذا العدد الكبير من ضحاياها قتلى وجرحى، وعندما يحصل هذا كله وغيره وما…
أكمل القراءة » - يوليو- 2020 -27 يوليوالعالم الآن
سورية وتركيا و(نموذجها)!
من قال إنَّ مقالاً لا يزيد حجمه عن 500 كلمة، سيحدث أزمة أو على نحوٍ أدق، سيفاقم من حدة أزمة سياسية نشأت بين دمشق وأنقرة، وسيلحق ضرراً معنوياً، وربما سياسياً، بكاتب لا علاقة له بهذا المقال، لا من قريب ولا من بعيد؟ بلى، حدثت هذه الواقعة في الأسبوع الأول من شهر أيّار 2011. ما هي قصة هذا المقال؟ منذ صدور جريدة الوطن السّورية في صيف العام 2006، بدأت أكتب فيها مقالاً يُنشر صباح الخميس من كل أسبوع. مكان المقال على الصفحة الأولى في أقصى الجهة اليمنى. بالرغم من عدم وجود عنوان (تحريري) ثابت يميزه، غير أنه يوحي وكأنه المقال المعبّر عن سياسة الجريدة، أي المقال الافتتاحي. وقد واظبت على كتابة هذا المقال دون انقطاع حتى خريف العام 2012، عندما توقفت عن مواصلة كتابته، بقرار شخصي، ولأسباب قد أتحدث عنها في مناسبة أخرى. والواقع أنَّ رئيس التحرير الأستاذ وضّاح عبد ربّه، ومدير التحرير الأستاذ جورج قيصر، كانا يعاملانني بأسلوب راقٍ ومميز…
أكمل القراءة » - 24 يوليو
انتصارٌ مهددٌ بالهزيمة…!
درسُ التاريخ الأول والأهم للجيش القوي الذي يخرج منتصراً من حرب خاضها وانتهت عملياتها العسكرية تماماً، أنَّ هذا الانتصار لم يُنجز بعد ولم يكتمل. فبالرغم من هزيمة العدو وسحق قوّاته وتقهقره بعيداً ووراءً، وبالرغم من انتصارك وتقدمك ورفع علمك فوق أرض المعركة، إلاّ أنَّ انتصارك لا زال ناقصاً وهزيمة عدوك لا زالت غير مؤكدة…! انتهت معارك الحرب العالمية الأولى في العام 1918، بنصرٍ عسكري جليٍّ للحلفاء، غير أنَّ هذا النصر لم يُكرّس على نحوٍ تام كنتيجة وحيدة لهذه الحرب، إلاّ مع انعقاد مؤتمر فرساي – باريس 1919، الذي وضع النظام الدولي – السياسي، والذي مكّن الحلفاء من إتمام انتصارهم وحمايته. وعندما تصدّع هذا النظام في الثلاثينيات، اندلعت معارك الحرب العالمية الثانية، والتي أسفرت مرة جديدة عن نصرٍ عسكري ساحق للحلفاء والاتحاد السوفيتي، والذي احتاج إلى مؤتمر يالطا (شباط 1945)، وإلى مؤتمر بوتسدام (تموز 1945)، لإنتاج النظام الدولي – السياسي، القادر على حمايته، وتكريسه كانتصار نهائي، مع تكريس الهزيمة النهائية لألمانيا.…
استمع واقرأ » - 19 يوليومسار جلجامش
الخيار: دليلة
تصل (القوّة) في سياق تعاظمها إلى منتهاها، أي إلى كونها (قدرة) غير قابلة للإضافة، أو أنّ الإضافة التي يتم مراكمتها عليها، لم تعد ذات قيمة بفعل حالة الإشباع التي تضعها في ذروة التخمة من… ذاتها! آنذاك، تنتهي الوظيفة الرئيسية لـ (القوة) بخروجها وانفصالها عن سياق برنامجها المفترض، وتدخل في حالة سبات طويل، لكنها تحتفظ بقدرتها التخويفية فيما تتضاءل هالتها الردعية رويداً… رويداً، خصوصاً أنها بدل أن تقوم بحراسةِ وجودِ من أنتجها و أوصلها إلى ذروتها، تبدو في حاجة ماسة إلى من يتمكن من حراستها و الإبقاء عليها دون استخدام، وفي وضع أقرب لأن يحيلها إلى (صَنَم) معبود من الجماعة التي نحتته ونصّبته، وما فتئت تمدّه بمختلف العناصر المعظمّة له، إلى الوقت الذي لم تعد تراه إلاّ وهي جاثية أمامه خاشية منه ومغتبطة به وحارسة له وخائفة عليه! من أن يصيبه مكروه فيتفكك تدميراً لجماعته وقاتلاً لها، أولاً، أو يصل إليه (غريب) – من غير دينه؟ – طاعناً له قلبه مفتتحاً…
أكمل القراءة » - 16 يوليوالعالم الآن
الرجل المجنون يقود الرجل المريض!
سقطت القسطنطينية في العام 1453 ودخلها منتصراً السلطان العثماني محمد الفاتح. بعد أربعمائة عام تماماً،أي في العام 1853 بدا هذا السقوط بارزاً في ذاكرة روسيا التاريخية،حيث أطلق القيصر نيكولاي الأول صفة ( الرجل المريض) على الامبراطورية العثمانية التي بدأت عوامل التفكك والتآكل تبدو في أرجائها على نحو جليّ. وعلى مدى سبعين سنة متوالية سادت هذه الصفة في الأدبيات السياسية الأوروبية،ولم يتمكن أي سلطان عثماني – حتى آخرهم عبد الحميد الثاني– من إعادة إكساب الامبراطورية مظاهر الصحة والعافية، فظلّت رجلاً مريضاً وفي طور الشيخوخة،وكان أن أزمن المرض واستفحل إلى الوقت الذي دفع مصطفى كمال أتاتورك إلى إطلاق حكم إعدام مبرم بــ ( الرجل المريض ) متوافقاً مع المتغيرات الجيو-سياسية الكبيرة الناتجة عن الحرب العالمية الأولى ( 1914 – 1918 )، وتم تنفيذ هذا الحكم رسمياً بإعلان نهاية ( الخلافة الاسلامية ) ومعها السلطنة العثمانية،وقيام الجمهورية التركية العلمانية في العام 1923. في المؤتمر الثالث لحزب العدالة والتنمية الذي عقد في العام2009،تمت صياغة…
أكمل القراءة » - 13 يوليوالعالم الآن
سقوط اسطنبول…!
في العام 1935، حوّل مصطفى كمال أتاتورك كنيسة آيا صوفيا، التي أمست مسجداً منذ أقل من خمسة قرون، إلى مُتحف ناسفاً الصفة الدينية عنها، مستبدلاً بها المعنى الثقافي – التراثي – التاريخي. جاء قرار أتاتورك في إطار عملية تصفية السلطنة العثمانية ورموزها ومعانيها، مقابل تعمير الجمهورية التركية بصفتها الرئيسة التي أرادها لها: العلمانية. من المؤكد أن أتاتورك تيقّن منذ البداية، أنَّ الجسر الذي بناه الإمبراطور داريوس الأول في القرن السادس قبل الميلاد، والذي، بواستطه، عبرت الجيوش من ضفة إلى أخرى، لا يمكن له أن يحمل وظيفة نقل وجه تركيا الحديثة المتجهة صوب أوروبة. تطلبت هذه العملية مزيداً من الاستكمالات الثقافية التي وصلت إلى تغيير الأبجدية، التي غاب معها اسم السلطنة وسلاطينها. من بين المدن التركية كلّها، تتخذ إسطنبول مكانة خاصة واستثنائية، ولا تتوقف هذه الخصوصية عند حدود الدولة التركية الحديثة، بل تمتد تاريخياً لتبدأ من يوم تأسست باسم بيزنطة، لتتحول بعد ألف عام إلى القسطنطينية، ولتتحول بعد ألف عام أخرى…
أكمل القراءة » - 10 يوليو
هَدمُ أميركا !
في عيد استقلال الولايات المتحدة الأميركية – الرابع من تموز – لهذا العام، تم حرق العلم الأميركي، بنجومه المتحابة المتجاورة، من قبل متظاهرين أميركيين، في حدث رمزي كثيف التعبير، ليطاول الحريق أحد أهم المقدّسات الوطنية التي يتباهى الأميركيون بإجماعهم على احترامها، وعدم المسِّ بها بأية إشارة أو أسلوب يمكن أن يُضعف من هيبتها. قبل هذا الحادث، وبعيد مقتل جورج فلويد المأساوي، وفي سياق تطور الاحتجاجات على المعنى العنصري لحادثة القتل، بدأت ظاهرة إسقاط التماثيل المنصوبة في ساحات المدن الأميركية، والتي تعود في أولها إلى المكتشف الإيطالي – الإسباني كريستوف كولومب، وصولاً إلى تمثال الرئيس جيفرسون في ولاية فرجينيا، إلى تماثيل أخرى تم إسقاطها وقطع رؤوسها، في الوقت الذي طالبت فيه نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب، بإزالة أحد عشر تمثالاً لعسكريين ومسؤولين من الحقبة الكونفدرالية، والمتوضّعة في مبنى الكابيتول، لأن هذه التماثيل – حسب بيلوسي – تشير إلى (تكريم الكراهية)، فلا بدّ من إسقاطها. هذه الحوادث، بمعناها وأسلوب وقوعها ورمزيتها، لا…
استمع واقرأ »