العالم الآن
- نوفمبر- 2023 -18 نوفمبر
أسماء فلسطين الحُسنى
-1- سواءٌ أكان التاريخ قطاراً يعبر المحطاتِ بمواقيتَ معلومةٍ، وباتجاه هدفٍ راسخ، أم سلسلةَ طوفاناتٍ هَوْجاءَ تندفع من منابعَ غامضةٍ شتّى، وليس لها قصدٌ إلاّ خلخلةُ الأرض وتقليبُ المصائر، فإنّ ما يحرّكه دائماً وقودٌ واحد: تضحياتُ الناس. مثلما تَنشر الشمسُ دمَها على الأفق قرباناً صامتاً لسيادة الظلام، تستجيب بعض الشعوب لنداء الأُفول؛ تَغرق ببطءٍ وجلال من دون أن تخلِّف أثراً غيرَ أصداءِ الأنين وتلويحاتِ الوداع. شعوبٌ أخرى تواجه تيّاراتِ الهاوية بمجاديف الروح صائغةً من لحظات المواجَهة رموزاً حيّةً تجتمع فيها حرارةُ الألم، وجمالُ الكبرياء، وقوّةُ العزلة. وجولةً بعد جولةٍ، تَرسَخُ هذه الرموز…
أكمل القراءة » - 13 نوفمبر
فلسفة المقاومة الجديدة
لا نريد أن نجلد مواقف القادة العرب بعد قمة الرياض مما يرتكب من عدوان همجي وجرائم حرب في غزّة بعد عملية “طوفان الأقصى” للمقاومة الفلسطينية. فهذه المواقف لم تستمر بالسلبية نفسها، إنما ساءت أكثر. وقد عبرت رئيسة وزراء العدو السابقة “غولدا مائير” ذات يوم عن هذه المواقف أفضل تعبير (بعد حرق الأقصى في آب/ أغسطس 1969)، قائلةً: “لم أنم طوال الليل، كنت خائفة من أن يجتاح العرب إسرائيل أفواجاً من كل مكان، ولكن عندما أشرقت شمس اليوم التالي، علمت أن باستطاعتنا أن نفعل أي شيء نريده”.. ولا ننسى أنها نفسها من قالت بأنها تتمنى أن تستيقظ يوماً ولا تجد “طفلاً…
أكمل القراءة » - 1 نوفمبر
كل ما يمكن أن يُقال الآن…!!
نعالج، اليوم، ما يُفسّر الحرب، ويوفر، بالتالي، سياقاً موضوعياً لتحليل وفهم الكثير من المواقف، وردود الأفعال، وحتى الحيرة والحماسة والغضب، في الإقليم والعالم، منذ اندلاع القتال، وبعد توقفه بوقت طويل على الأرجح. المقصود أن النظام الذي أنشأه الإسرائيليون في الضفة الغربية وقطاع غزة (منذ: أوسلو 94، أو الانتفاضة الثانية 2002، أو استيلاء حماس على غزة 2007، ولك أن تختار ما شئت، فالخلاف بشأن التواريخ يبدو أكاديمياً إلى حد بعيد في هذه اللحظة بالذات) والذي تصدق عليه تسميات مختلفة (على رأسها نظام الأبارتهايد) قد وصل إلى طريق مسدودة منذ الدقيقة الأولى للقتال، وأن مسؤولية اندلاع الحرب تقع على عاتق صنّاع النظام…
أكمل القراءة » - أكتوبر- 2023 -29 أكتوبر
الاقتراب من الجحيم!
إنَّ مهِمَّة الباحثين في العلوم السِّياسيَّة ليست رفع معنويات الأمَّة، ولكن حماية وعيها واستشراف الآفاق ووضع التَّصورات، وإن كان ذلك يتضمن بالتَّأكيد الحفاظ على المعنويات من خطر الانهيار، فإنَّ أعمق صيغة لذلك، وأكثرها فائدة هي تحديد شكل وزمان الانتصارات والإنجازات الحقيقيَّة بمعيار الواقع، وليس بمقاييس الأنا المنكسِرة السَّاعية للهروب نحو الأمام. لذلك سأسعى من خلال هذه القراءة إلى تجنُّب الخطاب التَّعبوي، وسأحاول رصد التَّطورات من خلال المعطيات، وقراءتها بصورة منهجية لا عاطفيَّة، برغم أنَّ اللحظة التّاريخيَّة التي نعيشها جميعنا، مشحونة بالمشاعر حتَّى الانفجار، وهذا مكمن الخطورة في التَّعاطي العقلاني معها، حيث كان لي تجربة حوار بداية المعركة الحاليَّة مع مجموعة…
أكمل القراءة » - 29 أكتوبر
الطوفان / الحريق: الصدمة
” بصراحة، هو العنوان الدائم الذي كتب تحته وساجل محمد حسنين هيكل مئات المقالات، أستعيره هنا في هذا المقال، ليس لأني سأكتب بصراحة كما لو أنّي لم أفعل سابقاً، بل لأنَّ الكتابة في خضم مشاعر متصاعدة ومتأججة وصادرة من نفوس تشتهي الانتصار وتتشوّق للشعور بالعزّ وتلتهب مع عودة الأحلام الكبرى التي نشأت معها… لأنَّ الكتابة في هذا المناخ إن لم تكن تطريزاً محسوباً بالقطبة، ستؤدي إلى جروح إضافيّة وخدوش لنفوس توفّرت لها لحظة خاصّة كي تستسقي من أحلامها وشوقها إلى رؤية ما تتمنى أن تراه، وما ظنت أنه قضى ومن المحال أن يقوم من بين الأموات. بصراحة، آن أوان الكتابة،…
أكمل القراءة » - 12 أكتوبر
هل هي النكبة الثانية أم الحرب العالميّة الثالثة؟
أعتقد أن النجاح الباهر الذي حققته عملية “حماس” كان بالنسبة للحركة نفسها غير متوقع على الإطلاق، وكذلك عواقب هذه العملية. في رأيي المتواضع أن الأمور الآن لا تسير وفق خطة “حماس“، وهو ما ينعكس في الخطوات غير المدروسة، مثل الوعيد بقتل الرهائن، وهو ما سيلحق الضرر بحماس نفسها بشكل واضح. السؤال الرئيسي اليوم هو: من هي الجهة الرئيسية؟ وخطة من التي يتم تنفيذها؟ أم أنه لم تعد هناك خطة وتتجه كافة الأطراف إلى الارتجال؟ إن عدم الكفاءة المذهلة، والفعالية القتالية المنخفضة، وعدم القدرة على السيطرة على الجيش، وفشل أجهزة الاستخبارات (وهما أو حقيقة) تتعارض تماما مع الصورة الراسخة والإنجازات السابقة لإسرائيل لدرجة…
أكمل القراءة » - سبتمبر- 2023 -29 سبتمبر
كيف نتجنّب الحرب العالميّة الثالثة؟
في منتصف يونيو من العام الجاري (2023) نشرت مقالاً في مجلة “بروفايل” بعنوان “استخدام الأسلحة النووية يمكن أن ينقذ البشرية من كارثة عالمية”، والذي نشر بنسختيه الروسية والإنجليزية في وقت واحد تقريباً على الموقع الإلكتروني “روسيا في العلاقات الدولية” Russia in Global Affairs، وقد أعيد طبع المقال عدة مرات في جميع أنحاء العالم، ما تسبب في حدوث “تسونامي” لعشرات الآلاف من الردود والاعتراضات والنزاعات، إلى جانب ما تلقاه المقال من عديد من كلمات الدعم. وقد تقبلت بهدوء وروح دعابة نيران الهجوم التي تلقيتها من بعض المواطنين، لكني شعرت بالرضا لقيامي بواجبي الأخلاقي والمهني بنجاح، باعتباري متخصصاً في الشؤون الدولية، ومواطناً مسؤولاً أمام الإنسانية ووطنياً…
أكمل القراءة » - 17 سبتمبر
قصة الدولتين المارونيّة والدرزيّة
هذا ليس عنواناً للمقال، بل هو عنوان كتاب للصحافي محمد خالد قطمة، صدر في طبعته الأولى عام 1984 وطبعة ثانية منقحة ومزيدة عام 1985 ذلك العام الذي استشهد فيه كمال أبو لطيف. (سوف أعود إليها في سياق هذه العجالة) وهنا يبرز السؤال، في ما دفعني إلى استحضار كتاب صدر منذ ما يقرب الأربعين عاماً؟ إن اللحظة السياسية التي تمر بها كيانات الهلال السوري الخصيب، وطغيان الإعلام السطحي في التحليل والتوصيف وجدتني أمام مسؤولية تناول الموضوع من زاوية مغايرة للسائد الجاهل، وإن التزامن بين ما يحصل في لبنان، مع ما يسمى بحراك السويداء، يعيد إلى الذاكرة مخططات إسرائيل العاملة على إقامة…
أكمل القراءة » - أغسطس- 2023 -22 أغسطس
ما الحاجة إلى “بريكس”؟
في الحقبة السوفيتية، لا سيما في سنواتها الأخيرة، كان هناك نقص في السلع بالاتحاد السوفيتي، وغالباً ما اصطفت طوابير طويلة أمام المتاجر كانت تبدأ في الشارع لتنتهي داخل المتجر. وإذا ما رأى المواطن العادي مثل هذا الطابور، فعليه على الفور أن يأخذ دوره فيه بشكل غريزي، ثم يسأل بعد ذلك من حوله عن المنتج الذي يصطف الطابور من أجله. تذكرني مجموعة “بريكس” بمثل هذا الطابور، حيث تصطف دول العالم في طابور من أجل شيء ما، ضروري للغاية، لكنه نادر في العالم الحديث، يصطفون من أجل السيادة. لقد سئم الجميع من العالم أحادي القطب، ويمكن للجميع أن يروا بالفعل أن الولايات المتحدة والغرب ككل في…
أكمل القراءة » - 1 أغسطس
شَكَرْ بَكَرْ…لا إنْتَايَه ولا دَكَرْ!
كتب المغترب اللبناني/الأسترالي الحاج إبراهيم الزعبي في صفحته على الفايسبوك (25 تموز 2023) خبراً، يستحقُّ أن نُعقّب عليه، وذلك لطرافته، ويُمكن إدراجُه تحت القول المأثور: “قالت العجائز: كلّ شيء جائز!”. بل إنّ جواز ما لا يجوز قد يكون من علامات الساعة! خُلاصة الخبر أنّ الحاج أبا بلال دخل عيادة أخصّائي العيون، في مدينة سيدني (أستراليا)، حيث يستطبُّ منذ أربع سنوات، فلفت نظرَه، هذه المرّة، وجودُ سكرتير ذكر وليس أنثى، يقوم بعمل، قلّما يقوم به رجل في أستراليا. ذلك أنّ مهمّة السكرتير، بحسب الحاج إبراهيم، وخاصة في عيادة الأطباء، محصورة بالنساء، منذ أن وطئت قدماه أرض أستراليا! ويُتابع قائلاً: رغم أنّ…
أكمل القراءة »