نزار سلّوم
- مارس- 2022 -25 مارسجماليات
1100 عام على صلب الحلاّج
-1- انقضى ألف ومعه مائة عام على صلب الحسين بن منصور الحلاّج في محلة باب الكرخ في بغداد (26 آذار 922). على أنَّ صليب الحلاّج لم يكن تلك (الخشبة) التي أفسدها كما تنبأ له أستاذه القديم (الجنيد البغدادي)، بل هو صليب الذاكرة الاجتماعيّة التي أنكرته وأبعدته ولم تسمح له بالإقامة في منازلها فطردته من محتواها، بالفتاوى الضاربة الكاسحة الصادرة بحقه، والتي أحالت أوراقه وكتبه إلى نتفٍ مذبوحة مرعوبة وهاربة من خناجر (الثِقات) الذين رفعوا جسده على الصليب، ثم قطّعوه، ثم أحرقوه ورموه رماداً في نهر دجلّة. فيما هو لا زال ينشد: اقَتلوني يا ثِقاتي إِنَّ في قَتلي حَياتي وَمَماتي في حَياتي وَحَياتي في مَماتي . . فَاِقتُلوني وَاِحرِقوني بِعِظامي الفانِياتِ -2- سيشتاق رماد الحلاّج، المقيم في أعماق دجلة، للكتب والكلمات والأوراق والحبر… سيشتاق ملوّعاً… إلى أن تمنّ عليه الحرائق التي طالت بعض مكتبات بغداد مع دخول المغول إليها 1258، فالتقى رمادها برماده، فيما كان نصير الدين الطوسي ينقذ ما أمكنه…
أكمل القراءة » - 13 مارسالعالم الآن
الدوغينيّة – البوتينيّة
-1- يتندر العديد ممن يعتقدون أنّهم على اطلاع على التاريخ السياسي… يتندرون بعبارة تُنسب لونستون تشرشل، وهم يظنون أنّها (طرفة – نكتة)، تنتمي للأدب الساخر، لا لإرث الدهاء الإنكليزي العريق! يقول تشرشل: (الحقيقة غالية جداً. يجب أن نحرسها بجيوش من الأكاذيب). ما قاله تشرشل، قد يكون من المرات القليلة التي لم يكذب بها، في خلال حياته السياسيّة كلّها، فيما يواصل المؤرخون إحصاء أكاذيبه دون أن يتوقف العدّ إلى اليوم! بلى، الحقيقة غالية جداً، ولا يمكن الترخيص بقيمتها وعرضها على قارعة الاعلام والمعارف المتداولة لدى عموم الناس، إلاَّ بعد أنَّ يمرّ عليها الزمن وتكون قد انتهت حياتها في (الواقع) وتحوّلت إلى (تاريخ). [لهذا السبب وجد قانون حفظ الوثائق وعدم الافراج عنها إلاَّ بعد 30 عاماً أو 50 أو 100 وصولاً إلى السجن المؤبد لوثائق لا تقدَّر بثمن – الحقيقة]. لهذا السبب تماماً – السبب غير المُضحك حتماً – يمكن أن نستخدم حرف الـ (لم) كافتتاحية لبداية التنقيب عن تلك الحقيقة المحميّة…
أكمل القراءة » - فبراير- 2022 -2 فبرايرالعالم الآن
مَن يلعب بـ (الجوكر)؟
[مع أعداء كهؤلاء، لا يحتاج تنظيم الدولة الإسلامية لأصدقاء– بيتر هارلينغ وسارة بيرك] ليست ورقة (الجوكر)، التي نراها عندما نفتح علبة جديدة من (أوراق اللعب – ورق الشَدّة)، والتي تعود في عمرها إلى العصور الوسطى (ربما المظلمة؟)، من أصل الأوراق الـ (52) التي هي المجموع الكلي لها، بل هي مستحدثة – أي ورقة زائدة – لا يتجاوز عمرها الـ (160) سنة. البريطاني تشارلز جودال هو مَن طَبَع ورقة (الجوكر) وأضافها لورق اللعب وذلك تخصيصاً للسوق الأميركية التي بدأت (تلعب) بها مع مطلع سبعينيات القرن التاسع عشر فأعطت لعبة (البوكر – المقامرة) مزيداً من (المقامرة)… ثم انتقل (الجوكر) إلى بلد المنشأ ثانية، ليُستخدم على (الطاولة البريطانية) ومن ثم شاع استخدامه على مختلف موائد اللعب، وبأيدي مختلف اللاعبين في العالم. منذ ظهور تنظيم الدولة الاسلاميّة في العراق والشام في نيسان 2013، بدا كورقة (الجوكر) المضافة إلى أوراق اللعب الأصليّة على المائدة / المنصَّة العراقية – الشاميّة. ومع توسّع سيطرة التنظيم (وتنمّره وتجاسره)…
أكمل القراءة » - يناير- 2022 -14 ينايرمسار جلجامش
في الحاجة إلى ما (ينقصنا)
25 عاماً على غياب ميشال نبعة في الحاجة إلى ما (ينقصنا) نزار سلّوم لا أدري، كم هي المرات التي حاولت فيها الكتابة عن ميشال نبعة، وفشلت فيها بعد مكابدة مع ذاكرة مدججة بكل كلمة قالها، وكل فكرة لوّح بها، وكل موشّح غنّاه غزلاً بـ (أكلة سوريّة عظيمة… من صحن الحمص إلى راس – نيفا)، وكل جلسة كان فيها متوضّعاً في المنتصف… منتصف الجماعة ومحورها… حتى يتوازن كيانها وتطمئن إلى رسوخها؟ وهذه المرة أيضاً فشلت، ولم أتمكن من إنتاج (النَصَ) الخاص بـ (الامبراطور) و(الرمح الأبيض) و(القامة الكريستاليّة)… وكل تلك الألقاب التي كانت تلاحقه، فيما كان يضربها على قفاها، كما أجلس مرة عمّته التي أشرفت على تربيته وحيدة بحكم كونه يتيماً… أجلس عمته في حضنه ونكّس رأسها نحو الأمام وضربها بكفه على قفاها ليقول لها: لقد كبرت!! قد أنجح في يوم ما، في المستقبل وأنجز ذلك النص الذي في خيالي عن ميشال نبعة، ولكني لن أقف مكتوف الأيدي أمام (واجبي) باستحضار (ما…
أكمل القراءة » - 6 ينايرالشرع الأعلى
الهلال الخصيب
ملف يتكون هذا الملف من: 1-مقدمة – نزار سلّوم. 2- مقال بعنوان: هل كانت بلاد الرافدين جزءاً من (سوريا الكبرى) أم العكس؟ – علاء اللامي. 3- مقال بعنوان: سوريا… الشام… سوراقيا: تعددت الأسماء والهويّة واحدة- أحمد أصفهاني. 4- مقال بعنوان: علاء اللامي وصراعه مع (الأسامي) – جورج يونان. 5- مقال بعنوان: رداً على أحمد أصفهاني: حول الفرق بين (سوريا) و(سوريا الكبرى) – علاء اللامي. 6- مقال بعنوان: سورية اسم بترجمات كثيرة – علي حميّة. مقدمة ننشر، فيما يلي، ملفاً من خمسة مقالات متتابعة، بدأها الباحث والكاتب علاء اللامي بمقال جاء بعنوان: هل كانت بلاد الرافدين جزءاً من (سوريا الكبرى) أم (العكس)؟. ثم تتابعت المقالات الأخرى الحوارية والتي شارك فيها كل من: أحمد أصفهاني، جورج يونان، علاء اللامي – مرة ثانية -، علي حمية. نسجل في هذا التقديم الملاحظات التالية: أولاً- صيغة السؤال التي طرحها الأستاذ اللامي، سيطرت منهجيّاً على فضاء المقالات، حتى وإن جاءت لتبيان ما يوحد ما بين (كائنين)…
أكمل القراءة » - 5 يناير
كلّنا إبراهيميّون…!
-1- شاعت (الابراهيميّة) وراجت. سالت (الابراهيميّة) وذابت، بعد أن كانت (مجمّدة) في قبو (الاستراتيجيات الروحيّة). أقامت في بطون النصوص والخطابات ومقدمات الأخبار. طافت المدن، وجالت مواقع الآثار، وأقامت المخافر والحراسات. باسمها عُقدت الاتفاقيّات ورُتبت التحالفات، وحولها نُسجت الروايات وحيكت القصص، ومن وحيها استُعيدت الصلوات والآيات والتسبيحات…! … فعادت الخرافة لتعمل كاسحة وعي أمام السياسات والاستراتيجيّات. -2- تُجمع الروايات، على اختلاف رواتها، على أنَّ (الابراهيميّة) هي تعبير فوق – سياسي، لمشروع استراتيجي، وفق مقتضياته (هروَلَ / سيهرول العرب) إلى (إسرائيل) تطبيعاً. ليس خوفاً منها واستسلاماً لواقعها وحضورها وقوتها، ومن يقف وراءها ويفتح الدرب أمامها ويتحكّم بـ (اللعبة) من بابها إلى محرابها، بل (يهرول العرب) لهفةً وشوقاً عارماً لـ (الأخوة) بعد طول غياب، وجمعاً لنسل إبراهيم وذريته، بعد أن شتتها التاريخ وفرّقها: ديانات وشعوب وأعراق… وها هم (الأخوة) بعد أجيال وأجيال، وبعد أحقاب بعمر التاريخ، كادت لطولها تنسيهم أصولهم وتفقدهم بعضهم البعض الآخر، يلوذون بـ (أبي الأنبياء) / (أبوهم – إبراهيم) الذي…
أكمل القراءة » - نوفمبر- 2021 -6 نوفمبرجماليات
عالِمٌ وشاعر
عالِمٌ وشاعر حرّاس الحلم العظيم [ماذا لو التقى عالِمٌ وشاعر…؟ عالِمٌ باحثٌ مُنقِبٌ، وشاعرٌ مفتونٌ بالأفق؟ العالِم الدكتور ميخائيل معطي هو فصلٌ بهيٌ من تاريخنا العلمي في حقل العلوم الجيولوجيّة، عمله وإنجازاته لها طابع تأسيسي لعمارة علميّة تقوم عليها. هو من ذلك الجيل الذي تفتّح وعيه على ذلك الحلم العظيم… حلم أن تخرج سوريا من تحت ركام تاريخي يكاد يجهز عليها… تخرج مجدداً لتكون كما يجب أن تكون، بإرثها الروحي والعقلي وخطها الإبداعي العملي. خليل سلّوم شاعرٌ من ذلك الجيل نفسه… الذي حتماً سترى أدونيس في طليعته، خليل سلّوم هو الآخر مسكون بذلك الحلم الذي تحاصره الكوابيس من كل صوب… ولكنه عندما يتطلع في ذلك الأفق المفتوح يتحرر من تلك الكوابيس إذ يرى تلك العقول التي تحمي ذلك الحلم من الضياع وتعزز الثقة بأن الركام سينحسر بفعل تقدم تلك العقول نفسها. في هذا المكان تماماً، يرى خليل سلّوم الشاعر ميخائيل معطي العالم، الذي سيُطلق على إحدى مُكتشفاته اسم: سوريا، فيلتهب…
أكمل القراءة » - أكتوبر- 2021 -5 أكتوبر
الإفناء الذاتي
-1- الإفناء الذاتي هو حالة يحيط بها الالتباس والغموض، فهي غير مفهومة تماماً، لا بدوافعها ولا بأسبابها النهائيّة، وإن بدا أنها ناتجة من (طفرة جينيّة)؟ تبدو عوارضها في الظهور في وقت ما من عمر (الكائن)، ثم تنمو وتتمكن من تغيير نظامه الحياتي فيبدو هائماً يتحرك في الاتجاه الذي يلاقي فيه حتفه، أو في الطريق الذي تغيب عنه ذاته التي يدمّرها عمداً ولا يُبقي منها غير التوّهم بها، فيقتلها كـ (حياة) ليُنتجها كـ (وهم). -2- الإفناء الذاتي ليس حالة تصيب خلايا الكائنات الحيّة وحسب، بل تشمل الجماعات وكائناتها المعنويّة مثل الدول أو الجمعيات أو الأحزاب، أو حتى الأديان وطوائفها ومذاهبها، فضلاً عن الأشخاص / الأفراد بمواقعهم المختلفة، سواء أكانوا أبطالاً أو قادة أو قديسين أو مرسلين! -3- التوافق اللفظي بين الإفناء الذاتي وإفناء الذات يمنح معنى العبارة الثانية للأولى، الذي ليس سوى التضحية، التي تشير إلى ذلك السلوك الذي يقود إلى التضحية بالذات من أجل الآخرين. وفي إيقاعها العالي تصل التضحية…
أكمل القراءة » - سبتمبر- 2021 -15 سبتمبرمشاريع
نَصٌ بابلي مُقترح لإنتاجه مسرحيّاً ولإدراجه في المناهج التدريسيّة
مشروع رقم (5) مسرحيّة نَصٌ بابلي مُقترح لإنتاجه مسرحيّاً ولإدراجه في المناهج التدريسيّة حواريّة (السيّد والعبد) إطار عام حواريّة السيّد والعبد، هي نصٌ أدبي – فلسفي بابلي، تمت صياغة أفكاره بقالب حواري ثنائي بين شخصين، أحدهما (السيّد) والآخر (العبد). ولا تتأتّى التسميّة سيّد وعبد لتأكيد نظام علاقات إنساني قائم، بل – وهذا مدهش حقاً – تتأتى من مخيلة إبداعيّة لإثارة أسئلة ستظل على الدوام تشكل الأسئلة المركزية للفكر الوجودي والأخلاقي وبحثه الدؤوب في غاية الحياة ومعنى الخير والحق، وبرأينا أيضاً في معنى الحرية، حيث يبدو سؤال الحريّة واضحاً في خاتمة الحوارية وفي (الموت المعنوي) للسيد والعبد والتساوي بينهما في مواجهة سؤال: ما هو الخير؟ إنَّ إعادة نشر هذه الحوارية، يحمل في أحد معانيه الرئيسية، نقضاً لسردية التأريخ لمسرحنا الذي تتم إعادة بدايته إلى منتصف القرن التاسع عشر، مستسلماً لأسر (المعجزة اليونانيّة) المؤكدة أن (كل شيْ) بدأ في أثينا!!! دُمرت بابل ولم نقرأها… ونواظب على تجاهلها مع أخواتها وكأنها لا تعنينا…؟…
أكمل القراءة » - 12 سبتمبرالعالم الآن
مسرح 11 أيلول
أحيت الولايات المتحدة ذكرى ضحاياها الذين قتلوا في الحادي عشر من أيلول 2001، ذلك اليوم الأكثر مأساويّة في التاريخ الأميركي على الاطلاق. على أنَّ المناسبة هذه السنة والتي تشير إلى انقضاء عقدين على أحداثها، تترافق مع إسدال ستارة الوجود العسكري في أفغانستان من جهة، وتجدد ارتفاع أصوات عائلات الضحايا بضرورة الكشف عن المعلومات التي لا تزال طي الكتمان في وثائق لم يُسمح بنشرها تحت ضغط الاستجابة لما تسميه الإدارة الأميركية بـ (ضرورات الأمن القومي) والمصالح الاستراتيجية العليا للولايات المتحدة. منذ تشكيل لجنة التحقيق في هذه الأحداث في العام 2002، بدأت الشكوك تتزايد حول ما يمكن أن تتوصل له من حقائق، وما يمكن أن تنشر من هذه الحقائق. في البداية أخذ وجود هنري كيسنجر على رأس اللجنة معاني عملية ورمزية في آن تشير في أحد جوانبها إلى أن عملها سيتم ضبطه على إيقاع موجبات (ضرورات الأمن القومي) والمصالح الاستراتيجية العليا للبلاد، ومن ثم كان لاستقالته السريعة منها حتى لا يضطر إلى…
أكمل القراءة »