نزار سلّوم
- أغسطس- 2024 -6 أغسطسالعالم الآن
ألواح غزّة
-1- منذ إعلان المشروع الصهيوني قيام دولته إسرائيل في العام 1948، بدأت حروبنا مع هذه الدولة. تفرّدت حرب 1948 التي خاضها من جانبنا (جيش الإنقاذ) بكونها حرباً أخيرة، أي حرباً فاصلة، وبالفعل جاءت نتيجتها لتشير إلى هزيمة جيش الإنقاذ هزيمة تامة ونجاح المشروع الصهيوني في فرض إرادته وتصفير تاريخ فلسطين المعاصر ابتداءً من تلك اللحظة بعنوان: نكبة فلسطين. الحروب اللاحقة كلّها من 1967 إلى حرب 1973 إلى حرب 1982، إلى حرب 2006 أخذت طابع الحروب الاستراتيجيّة الكبرى، ولكن بقيت خارج معنى الحرب الأخيرة الفاصلة. -2- شكّلت حركات وأحزاب وتنظيمات منظمة التحرير الفلسطينيّة، التي بدأت مع حركة فتح كفاحها المسلح في الأول من كانون ثاني 1965، شكّلت (النسخة الأولى) التي أنتجها المجتمع الفلسطيني بمرجعياته السياسيّة والثقافيّة في ذلك الوقت، على أنَّ هذه النسخة تطبّعت بالواقع السياسي والثقافي لما يُفترض أن يشكل عمقها الاستراتيجي خصوصاً كيانات: الأردن والشام والعراق ولبنان، إضافة لمصر، ما أحالها من كونها حاملاً لمشروع استعادة فلسطين – في…
أكمل القراءة » - يوليو- 2024 -28 يوليوأوراق العالم القادم
الأفخارستيا النيوليبراليّة
لم يكن إجراء العرض الافتتاحي لأولمبياد باريس 2024، خارج الملعب كما هو معتاد، ليخدم فقط، وظيفة جماليّة إبداعيّة يمكن الشعور بها في العديد من محطات برنامج العرض، بل وأيضاً وبالدرجة الأولى للتأكيد أنَّ العالم القديم الذي يمثّله (الملعب – الستاد) بشكله الدائري – البيضوي ومدرجاته المتسقة المنظمة وفق قواعد هندسيّة دقيقة وأسواره المحكمة وبواباته العملاقة وقوانينه الرياضية وقيمه الأخلاقيّة… للتأكيد أنَّ هذا العالم انتهى رمزيّاً وواقعاً، وأنَّ عالماً آخر حلَّ مكانه وها هو يبسط سلطته الرمزيّة والواقعيّة، في أحياء المدينة وشوارعها وعماراتها وقلاعها وقصورها ومسارحها … عالم جديد يعيد إنتاج المدينة كما يراها هو فيتحرّش بتاريخها ويصل إلى علاماتها المميزة ليغيرها إلى الأبد. الأشخاص الغامضون، الأشخاص المتحولون جنسيّاً، المثليّون، ماري أنطوانيت المقطوعة الرأس حضرت في (مقطع الحريّة)، الحريّة القادمة التي ستحيل الإنسان إلى (فرد معزول) دون أفق اجتماعي يراه أو يحسّ به، الأفق الذي أعطاه معناه منذ أن وجد وإلى الآن، (الإنسان – الفرد المعزول) سيتغيّر جنسيّاً وثقافيّاً مع إسقاط…
أكمل القراءة » - يونيو- 2024 -18 يونيوالعالم الآن
ألواح غزّة
-1- في 5 حزيران من العام 1947، وفي خطاب ألقاه وزير الخارجيّة الأميركي، آنذاك، جورج مارشال في جامعة هارفارد، اقترح خطة الإنعاش الاقتصادي لأوروبا، أو خطة إعادة إعمار أوروبا، التي يشار إليها في الأدبيات السياسيّة بـ “خطة مارشال”. الخلفيّة الاستراتيجيّة التي استندت الخطة إليها، تتمثّل بالوقوف بوجه الاتحاد السوفيتي المنتصر والذي تخفق راياته الشيوعيّة في أوروبا الشرقيّة من جهة أولى، والعمل على إحكام ربط البنيّة الانتاجيّة الرأسماليّة الأوروبيّة وتشبيكها بالبنيّة الانتاجيّة الأميركيّة من جهة مقابلة. وعلى ذلك لم تذهب المليارات التي خصصها مجلس الكونغرس لأوروبا لإعادة الحجارة المدمّرة إلى مكانها، بل لإعادة توضيعها وفق النسق الذي يجعلها جزءً عضويّاً من المنظومة الرأسماليّة الأورو – أميركيّة التي ولدت للتو والتي سيوكل لحلف (الناتو) لاحقاً مسؤوليّة حراستها، ومعنى (العضويّة) هنا يحيل إلى النظام السياسي عموماً والمضمون الثقافي لآلياته بما يؤدي إلى الاطمئنان إلى هويته ومرجعياتها. ولذلك ستندرج في موازنة “خطة مارشال” نفقات لصالح وكالة المخابرات المركزيّة وعملياتها التي تخدم هذه الخطة والتي…
أكمل القراءة » - أبريل- 2024 -12 أبريل
الفِتنة…؟
-1- في سياق الحياة بـ (الإكراه) التي تمارسها الطوائف والمذاهب المقيمة في أرضنا المعذّبة، وكلما وقع قتيل من إحداها لسبب طائفي أو مذهبي وربما لسبب سياسي، أو لسبب شخصي، أو لسبب لا علاقة له لا بالطوائف ولا بالدين ولا بالسياسة، بل وقد يكون القتيل مهرّباً أو تاجراً بالممنوعات من المخدرات إلى الأعضاء البشريّة…أو ربما يكون عميلاً سريّاً لجهاز مخابرات دولة مصنّفة كعدوٍ… كلما حدث ذلك يتم شحذ السيوف ورصّ الصفوف فتقطع الطرقات وتُشعل الحرائق ويتم تحطيم السيارات والمحال التجاريّة في تمرين أولي استعداداً للمعركة المُشتهاة والتي يسارع (الحكماء) لوأدها وهم يرددون تلك العبارة التي يتم نسبها (…؟) لأحاديث الرسول: “الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها”. -2- منذ 1410 أعوام تم تدشين تاريخ الفتنة بمقتل الخليفة الراشدي عثمان بن عفان (سنة 35 هجرية)، أُسميت بالفتنة الكبرى، وأنجبت سلالة من الفتن الصغرى ودون توقف، وبسبب من سيلانها في تاريخنا أمسى وجودنا (فتنوياً)، فاستحالت الصفة العارضة إلى صفة (جينيّة – وراثيّة) عامة وشائعة،…
أكمل القراءة » - مارس- 2024 -8 مارسالعالم الآن
ألواح غزّة
-1- ماذا نقصد عندما نتفحّص كيف يتعامل “العالم” مع ما يجري في فلسطين؟ بل، من هو هذا “العالم” الذي نقصده؟ هل هو على نحو الاجمال تلك المليارات التي تجاوزت الثمانية، وتتكاثر يوميّاً على أرض تضيق بها يوماً بعد يوم؟ هل “العالم” الذي نرصد رؤيته إلى فلسطين، نرى فيه دولة كإندونيسيا مثلاً؟ أو الفليبين؟ أو غانا؟ أو الأرجنتين؟ أو رومانيا؟ أو حتى الهند؟ بل والصين؟ أنشعر بالخيبة الشديدة لأنَّ مستوى الوحشية السائد في غزّة لم يوقظ ضمير هذه الدول فعلاً؟ دون أدنى شكّ، كل ما تم تعداده من هذه الدول مع غيرها ممن هي موجودة إلى جوارها أو بعيدة عنها، ولكنها مشابهة لها، ليست هي “العالم” الذي نتصوّره أو نعنيه، ولا العالم الذي ننظر إليه على مدار الساعة ونترقب أفعاله وما سيقوم به، ونأمل منه أن يقوم بفعل ما، بل أن يقوم بمعجزة ما توقف هذه المذبحة الكبرى التي لا يبدو أن فلسطين قادرة على مواجهة من يولم لها ويغذي نارها…
أكمل القراءة » - فبراير- 2024 -18 فبرايرالعالم الآن
ألواح غزّة
إسرائيل تملك القنبلة النوويّة… لإنتاج الهلع منها، وتصويرها كقوة رادعة لا تُقهر، وفي الختام لإنتاج الجحيم. حسناً، نحن بدورنا نملك القنبلة الديمغرافيّة، التي تُستخدم وفق ناموس الطبيعة البشريّة للحفاظ على النوع، قبل أن تدخل المختبرات الاستراتيجيّة ليتم توظيفها في صراع وجودي لا تبدو نهايته قريبة. غالباً، ما تتم الإشارة إلى يسرائيل كيننغ باعتباره قارع جرس الإنذار في إسرائيل من (القنبلة الديمغرافيّة) الفلسطينيّة، وذلك بعد نشر وثيقته السّريّة التي عُرفت بـ “وثيقة كيننغ” في العام 1976، حيث كان يشغل وظيفة متصرّف لواء الشمال في وزارة الداخليّة. الوثيقة دخلت في الأدبيّات المؤرخة لسياسة الفصل العنصري – أبارتهايد – التي تعمل وفقها الحكومات الاسرائيليّة دون استثناء. كيننغ الذي اختصت وثيقته بالأصل بوضع الجليل، فتح الباب للاستخدام الواسع لـ (الديمغرافيا) في إطار كونها تمثل الخطر الأكبر إن كانت من الجهة المقابلة الفلسطينيّة، كما في كونها تمثل الأمان الوجودي إن كانت من الجهة الإسرائيليّة. التداول بالديمغرافيا سيتحول لاحقاً إلى ثابت لا يمكن تجاهله في إطار…
أكمل القراءة » - 10 فبرايرالشرع الأعلى
أسئلة المصير
أسئلة المصير؟ حلقة حوار حول كتاب نزار سلّوم: البحث عن زيوسودرا البحث عن زيوسودرا ” عن مشروع أنطون سعاده ومصير سورية”، عنوان كتاب لمؤلفه نزار سلّوم، صدر في ربيع العام 2023. حول هذا الكتاب ومضمونه وما طرحه من تساؤلات تخصّ مصير الحزب السّوري القومي الاجتماعي، في واقعه ومستقبله وما إذا كانت العقيدة السوريّة القوميّة الاجتماعيّة التي وضعها أنطون سعاده لا زالت تشكّل حاجة مصيرية وجودية للمجتمع والأمّة، حول ذلك وما يرتبط به ويتشعب عنه، عقدت مؤسسة سعاده للثقافة، وتحت عنوان: أسئلة المصير؟ حلقة حوار عبر تقنية “الزوم”، أدراها السيد فادي خوري وشارك فيها بمداخلات رئيسيّة مكتوبة: 1-الدكتور ادمون ملحم: أستاذ جامعي، كاتب ومؤلف باللغتين العربيّة والانكليزيّة. 2-الأستاذ إبراهيم مهنّا: باحث وكاتب. 3-الأستاذ أسامة عجاج المهتار: باحث ومؤلف ورئيس تحرير مجلة الفينيق. 4-الدكتور يوسف كفروني: أستاذ جامعي، باحث ومؤلف. 5-الدكتور ربيع الدبس: أستاذ جامعي، باحث ومؤلف. كما شارك العديد من حضور الندوة بمداخلات شفوية وهم على التوالي السّادة: أحمد أصفهاني، كوكب…
أكمل القراءة » - 2 فبرايرالعالم الآن
كيف نستطيع أن نبيع أو نشتري السماء ودفء الأرض؟!
في العام 1854، طلب الرئيس الأميركي فرانكلين بيرس من الهنود الحمر الاستسلام بعد حرب طويلة أدت إلى قتل 70 مليوناً منهم. وفي شمال غرب الولايات المتحدة أُقيمت جلسة الاستسلام، حيث حضر حاكم مقاطعة واشنطن اسحق ستيفنر مع زعيم هنود قبائل دواميش واسكواميش، الذي ألقى خطبة الاستسلام التي اشتُهرت بخطبة “سياتل” المكان الذي أقيمت فيه مدينة سياتل، كما اشتُهرت باسم “خطبة الهندي الأحمر الأخيرة”. شكلت الخطبة نصّاً استثنائيّاً، للشعراء والكتاب والفنانين الذين استلهموا معانيه وتداعياته. هو نصٌ يؤرخ للحظة إعلان موت شعب وموت دورة حياته. الشاعر الفلسطيني محمود درويش استلهم الخطبة في قصيدة مطوّلة بعنوان: خطبة الهندي الأحمر ما قبل الأخيرة، اعتمدها المغني البريطاني المعروف في إصدار عمل خاص في الذكرى السبعين لنكبة فلسطين (2018). مقاطع من خطبة الهندي الأحمر الأخيرة: “زعيم واشنطن الكبير” يقول لي، في رسالته، أنه يريد أن يشتري بلادنا. ويقول لي أنه صديقي وأنه يكنً لي مودة عميقة. ما ألطف زعيم واشنطن الكبير، ولا سيما أنه في غنى عني وعن صداقتي!…
أكمل القراءة » - يناير- 2024 -30 ينايرجماليات
خليل سلّوم
خليل سلّوم مختارات في جزأين: رؤى وأراء – قضايا ومواقف تقديم الناشر يقدّم مركز سيرجيل للثقافة والفنون مختارات من أعمال الأديب والشاعر الأستاذ خليل سلّوم، الذي وضع وكتب العديد من النصوص والدراسات والقصائد خلال حياته، وباستثناء صدور ديوان فوق تجاعيد الزمن، وقبله كتاب ضوابط اللغة في أربعة أجزاء، لم يُقدّر له نشر إنتاجه الأدبي كلّه، حيث كان مأخوذاً برسالته كمعلّم. الكتب التي قرأها، الأدبيّة والفلسفيّة والعلميّة وغيرها، وهي لا تكاد تُحصى، مليئة صفحاتها بملاحظاته وأفكاره وتداعياته ونقده لما جاء فيها. هو على الدوام قارئ ناقد لا يستسلم للنصّ المكتوب كائناً من كان كاتبه، فتحتشد حواشيه بين سطور النصوص التي يطالعها ويحققها وكأنّه يعيد صياغتها. دفاتره كثيرة ومتعددة بأحجامها وما تحويه، وهي من مقتنياته منذ مطلع خمسينيّات القرن العشرين وإلى الآن. نجد فيها إنتاجه الأدبي والفكري كلّه، رغم أنّه صاحب ثقافة شفوية فيّاضة دوماً لم يحولها إلى نصوصٍ مكتوبة إلّا بنسبة بسيطة. كتب المقالة والدراسة والخاطرة والنصوص التعليميّة والشعر، ووضع أفكاره…
أكمل القراءة » - 18 ينايرالعالم الآن
ألواح غزّة
ألواح غزّة اللوح الثاني: اكتشاف إسرائيل؟ أدت حرب غزّة، بأسبابها ووقائعها وطبيعتها، إلى نشوء ارتياب بحقيقة معرفتنا بـ (إسرائيل)، ارتياب سيتحوّل مع فصول الحرب إلى شكٍّ قاطع فيما إذا كنا نعرف إسرائيل فعلاً، أو أنَّ معرفتنا بها ناقصة ومبتورة، أو أننا لا نعرفها أبداً؟ يرتبط هذا التساؤل ارتباطاً وثيقاً بكيفية تعرّفنا إلى إسرائيل؟ أي كيف تشكّلت معرفتنا بها، وأية صورة لها هي الحاضرة في وعينا؟ تعود معرفتنا بـ (إسرائيل) إلى مصدرين رئيسين، أولهما واقع وجودها، وثانيهما رواية وجودها. ولا تخفى بالطبع بديهيّة علاقة المرجعين أحدهما بالآخر. I في مستوى الواقع، يمكن التعرّف إلى إسرائيل كدولة ابتداءً من إعلانها في 15 أيار 1948، قبل ذلك كانت دولة إسرائيل مشروعاً للحركة الصهيونيّة المؤسسة في نهاية القرن التاسع عشر. هذه الدولة المُتخيلة لم يكن عندها أرض لتقوم عليها، فبحث قادة مشروعها عن أرض سيكون اختيارها متوافقاً مع المصالح العليا للقوى الكبرى في العالم، لتكون فلسطين أو (المنطقة السمراء) من خريطة اتفاقيّة (سايكس –…
أكمل القراءة »